عبير الزهور

عبير الزهور @aabyr_alzhor

عضوة شرف في عالم حواء

اشتقنالك وين ما عم نشوفك ؟؟

الملتقى العام

محظوظ من يعيش في بلد لسانه يقطر عسلاً فيستيقظ على كلمة «حبيبي» وينام على إيقاع «تسلم لي» ويقضي النهار بين من يناديه «روحي» وآخر «قلبي» وغيره «حياتي»، فأية نعمة أن تكون قلوب الآخرين وأرواحهم، وأية نقمة حين تكتشف أن ما تسمعه هو مجرد تطريز عبارات فرّغت من معناها، بحكم التكرار، حتى صارت محطات كلام تورّث بدون ان يؤسس لها، في الوعي، مكان عفيّ. والمسافة الفاصلة بين اللفظ ومعناه موجودة في اللغات كلها، وإذا ما أضفت إليها بهارات المجاملات العربية وتوابلها بات من الصعب تمييز النكهة الأصيلة للكلمة بعد ان فخخت وضمّخت بكم من المطيبات المراوغة . وهنا يقع الصدق في مأزق حرج، إذ ان الكلمة قد تحمل المعنى وضده، والفهم رهن بقدرة السامع على فك شيفرة اجتماعية «عصية» توافق عليها أهل اللغة، فحين يقال لك «تفضّل، البيت بيتك» فإن الجملة لا تعني بالضرورة ما تعنيه حرفياً، وإنما يبقى المعنى في «قلب المتحدث»، ومهمة السامع اللبيب ان يفهم من الإشارة، وبدونها أحياناً، كي لا يكون ضيفاً ثقيلاً وغير مرغوب فيه (على عكس ما صرّح به صاحب الدار). إذن هناك رغبة غير واعية، عند المتكلم في ان يبقيك مهووساً، لا بما يقول، وانما بما لم يقله، وربما لن يقوله أبدا. وهو ما يجعل ازدواجية الظاهر والباطن ظاهرة جماعية معروفة ومقبولة، لا تثير غرابة أحد أو استهجانه بل تبدو وكأنها من طبيعة اللغة نفسها، واللغة بريئة من أهواء مستخدميها.
ثمة كلمات لم تعد، بحكم العادة، تحمل كثير التباس، فان يقول لك لبناني، على سبيل المثال لا الحصر، عن شيء ما، بأنه «مقدّم» ويضيف أحياناً «بدون ثمنه» فهذا يعني، في الغالبية الكاسحة من الأحيان، أنه يرغب في ان تدفع ثمنه أو ان تعفّ عنه، وإلا كنت قليل الذوق أو عديمه. أما إذا قال لك «اشتقنا لك، ليش ما عم نشوفك» ولو بحماسة قد تبدو لك طالعة من حشائش القلب، فيفضل وهذا أسلم، ان تعتبر ما تسمعه محض تحبب أو من باب تفادي فجوة صمت محتملة. أما «ان شاء الله» فباتت لسوء الحظ، تحلّ مكان نعم و لا، في آن واحد (مجمع الأضداد).
وهي من ألمع وأبرع العبارات التي تصلح للتخلص والتملص وترك السامع معلقاً أمام إجابة لا يستطيع رفضها أو الاعتراض عليها ولو كان عاجزاً عن التكهن بمضمون ما تنطوي عليه.
قد يقال بأننا مجتمعات نديّة، دمها حار، وأمزجتها عاطفية، وهو من جميل طبائعنا، شرط ألاّ تتسبب في أن يشطح المجاز من حيز الملاطفة الدمثة إلى غابات من الثرثرة المجانية التي «لا تودي ولا تجيب»، لا بل يرجّح انها تؤدي إلى رذائل يغضّ الطرف عنها، إذ يصبح الانزلاق إلى النفاق أمراً ميسوراً، والانتقال من ظرف الكذب الأبيض إلى شرنقة الكذب الأسود ممهدا.
لا ريب في ان التمادي في تقبل نهج كلامي مخاتل، في جانب منه (بحجة المجاملة) يشكل عبئاً على من يتوخى صدقاً في المسلك، ووضوحاً في المقصد، وحسن نية بمن يسمع، إذ ان المسايرة تجرّ المسايرة، والتدليس يستدعي التدليس، ومن الجلافة ان تقول لمن يكنّ لك بغضاً ويعاتبك، رغم ذلك، على طول الغياب، بأن رؤية وجهه وعدمها بالنسبة لك سواء.

مقطع من مقالة من جريدة الشرق الاوسط
11
2K

هذا الموضوع مغلق.

fahad
fahad
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا أخت عبير الزهور
وجعلها الله في موازين حسناتك

شهر رمضان مبارك عليك


نعم موضوع حسس جدا ونادر ما يسلم منه احد وخاصة ( المجاملات)

كم من مجاملة رمة بصاحبها في شباك الديون من كثرة العزائم وبدون اسباب فقط مجاملة!!!!!!!!!

وكم من مجاملة كانت على حساب دين الاسلام من مصافحة الموظف للنساء الي معه في عمله!!!!!!!!!!!

وكم من مجاملة اوقعة صاحبها في حفرة الكذب والرياء!!!!!!!!!

ورمضان على الابواب وكم من مجاملات سوف تنفجر في البيوت !!!!!!
ووو...........
♥● نوران ●♥
♥● نوران ●♥
هلا اختي عبير الزهور مشكوره على لموضوع القيم والحساس

فعلا اصبحت المجاملات جزا من حياتنا كم من مجامله تسببت في مشاكل عائليه لا حصر لها ...........
طيف الأحبة
طيف الأحبة
اهلين وسهلين ومرحبتين

من طول الغيبات جاب الغنايم وهذه احد الغنايم

مقال ممتاز واكثر من رائع يشرح واقع نعيشه ولا اخفيكي سرا ان قلت لك

ان طلبت طلب من زوجي وقال ان شاء الله اقول له يعني نعم او لأ وضح

لا اعلم هل اصبحت كلمة نعم او لأ عادة عندنا
ريــآالسنين
ريــآالسنين
هلا

الحمدالله على السلامة ...

..
موضوع جميل ..وهذا داء العصر المجاملات لايمكن أن نمشي من غيرها ..

للأسف
بنت الشرق
بنت الشرق
هلااااااااااا والله




حبيبتي







وعيوني









عبووووووووووور












وحشتيييييييييينا















المنتد نور بوجودك يالغاليه











بالله عليك ياااااعبووووور مب حلوه هالكلمات :34:

ماكنتي سعيده لما قراتيها



اذا ليش ما نقولها .. نطرز بها بداية كلامنا او نهايته

نقولها للاطفال .. للاولاد .. للزوج .. للاقرباء .. لاخواتنا في الله

في كلللللل مكان .. نتعود نقولها بعفويه بدون تكلف او مبالغه

كلمات حلوه ورطبه تشيع المحبة والمودة بين الناس ..










وانا اقولها لك من القلب ياعبور وبدون مجاملة



تسلمين لنا والله لا يحرمنا من هاطله