آثار ابتعاد الأم العاملة عن أطفالها...

الأمومة والطفل

آثار ابتعاد الأم العاملة عن أطفالها...


الى أية درجة يؤثر خروج المرأة من البيت الى العمل على تربية وسلوك ونفسية الاطفال؟

النساء العاملات عندنا يشكلن من14-16% فقط من القوى العاملة، اي بحدود 100000 الى 120000 امرأة عاملة وبالتالي فإن الأطفال الذين يتركون بعيداً عن أمهاتهم لا يشكلون ثقلاً أو حجماً كبيراً يطرح مشكلة كبيرة تستعصي الحل.

كماان هناك دراسات اجتماعية قارنت بين طرق التربية المستخدمة لدى الامهات العاملات وغير العاملات:

تبين من خلالها أن للأمهات العاملات طرقاً أفضل للتربية إذ أن أغلب الأمهات غير العاملات يعشن في أوساط تغلب عليها الطرق البدائية في التربية بينما الوقت الذي تقضيه الأم العاملة مع أطفالها يكون مفعماً بالحنان والمعاملة الحسنة لأنها عادة تستفيد من جو ومحيط عملها لتحسين وعيها وإدراكها والذي ينعكس بدوره على طبيعة تعاملها مع أطفالها بطريقة منطقية ومنظمة ومتطورة.

إن الشائع عن إهمال المرأة العاملة لأطفالها غير صحيح فهناك مغالطات حول هذه الأم التي يتضاعف مجهودها لتراعي شؤون بيتها ووظيفتها واطفالها.
وعن دور الخادمات في رعاية الأطفال فإنهن موجودات لدى الأمهات العاملات وغير العاملات فوجودهن أصبح مظهراً طبقياً لا يخضع لمقاييس المرأة العاملة.
كما أن معظم النساء العاملات يعتمدن على الأقارب في تربية أطفالهن كالجدة والعمة والخالة وبالتالي يلقى هؤلاء الأطفال مزيداً من الرعاية والاهتمام من الأقارب.
كما أنه لا وجود لآثار ايجابية للخادمات خاصة اللواتي يتكلمن لغات ولهجات أجنبية غير متداولة أو مفهومة.

إن هناك طبقات ينشأ أطفالها على العدوانية وبالتالي تصبح طبيعة الطفل سلبية وهناك طبقات آخرى ينشأ اطفالها على المشاركة والتعاون وبالتالي تصبح طبيعة الطفل إيجابية في المستقبل.
لذا ندعو المؤسسات التي يعمل بها قطاع كبير من النساء الى توفير دور للحضانة لما لذلك من آثر إيجابي في طمأنة المرأة العاملة وتحسين انتاجيتها ومواظبتها على العمل.
كما أن المرأة العاملة تتمتع بدرجة عالية من التنظيم وتعيش حياة اجتماعية أفضل ولديها القدرة على رعاية ابنائها وتعويضهم عن الوقت الذي تقضيه في العمل بعيدا عنهم.

إن خروج المرأة العاملة من البيت إذا كان منظماً ومدروساً لا يؤثر في تنشئة الطفل تنشئة طبيعية على أن يتوفر من يرعى هذا الطفل أثناء فترة غيابها وتكمل هي بالتالي الرعاية على مدى الساعات المتبقية من اليوم.
فإن عدد الساعات التي تقضيها الأم مع أبنائها ليست هي المقياس للرعاية بل التعامل والأسلوب في التربية والتغذية.

أما اذا أهملت الأم العاملة أطفالها بعد عودتها من العمل فإن ذلك يؤدي الى مشاكل في الارتباط بين الطفل وأمه وهو الأمر الذي يولد خوفا لدى الطفل بشأن فقدان الأشخاص من حوله ويؤثر في تطوره النفسي والعاطفي وتأقلمه وتكيفه الاجتماعي إن طبيعة الطفل الذي تغيب عنه والدته كثيراً ويُهمل من قبلها بعد عودتها يحكمها الخوف والسلبية والخجل والأنطواء وهذا بدوره يؤثر في علاقة الطفل بالأطفال الآخرين.

وعن أثر تغيير الوجوه بشكل مستمر في الطفل فان الطفل قادر على التعامل مع أكثر من وجه وهو بحاجة إلى أكثر من علاقة حتى ينمو نمواً صحيحاً على أن يفهم أولويات هؤلاء الأشخاص بالنسبة إليه وعلى أن لا يحتلوا الدرجة الأولى في حياته على حساب مكانة أمه.
أما عن أثر الخادمات الأجنبيات على الأطفال فيُرى أن لهن آثارا سلبية كبيرة فمهمة الخادمة تنحصر في الأساس على أعمال التنظيف وعادة ما تكون على حساب رغبات الطفل، بالأضافة إلى أن الخادمة لا تستطيع توفير الحنان والكلام المفهوم والرعاية المثلى والغناء للطفل تماماً كالأم خاصة وأن أغلب الخادمات لا يملكن معرفة أو خلفية بطرق التربية الصحيحة وهذا بدوره له أثر سلبي سيؤدي الى تعزيز أرتباط هذا الطفل بخادمته دون أن يحصل منها على ما يجب أن يحصل عليه كما أن إنتقال الطفل من خادمة الى أخرى يفقده ثقته بالعالم الخارجي.

وعن الإرشادات والنصائح التي تساعد الأم العاملة على إغلاق الفجوة بينها وبين أطفالها ضرورة التفاعل اليومي والحديث مع الأطفال وتلبية رغباتهم ومشاركتهم الطعام والشراب والنزهات والنشاطات المختلفة وإعطائهم المزيد من الحب والحنان والعطف.

إن الإسلام أباح للمرأة العمل للضرورة العامة كأن تساهم في تنمية بلدها وللضرورة الخاصة أيضا كمساهمتها في رفع إقتصاد منزلها ومساعدة زوجها لكن على أن يكون ذلك ضمن ضوابط إسلامية وشريطة أن لا يكون خروجها من منزلها على حساب أطفالها خاصة أن للخادمات دور سلبي على الأطفال من النواحي الدينية والتربوية والأخلاقية.
إن خروج المرأة للعمل دون الإختلاط وبضوابط إسلامية لا يتنافى مع الدين على أن تعمل ضمن إطار يناسب طبيعتها كأنثى وشريطة أن تقدم مصلحة بيتها وأطفالها على مصلحة العمل وضرورة أن تؤمّن لأطفالها من يرعاهم في غيابها حتى لا يؤدي غيابها إلى ضياع أسرتها ودمار بيتها.

يوجد في كل محافظة مديرية تنمية والمديرية تتضمن قسماً للأسرة والطفولة وتكون مسؤولة مباشرة عن الحضانات وتجري زيارات ميدانية لدور الحضانة عن طريق باحث مسؤول بمعدل زيارة كل ثلاثة شهور لمطابقة مدى إلتزام تلك الحضانات بالشروط والتعليمات التي منحت الترخيص على أساسها وخاصة ما يتعلق منها بسلامة الموقع وتوفر الوحدات الصحية النظيفة والتهوية اللازمة ومياه الشرب الصالحة وخلو المبنى من الرطوبة وتوفر التدفئة شتاء وأن تتعاقد الحضانة مع طبيب يشرف على الأطفال بشكل دوري ومع مربيات متعلمات ومتخصصات في مجال تربية الأطفال.

وحول أثر دور الحضانة على الاطفال:
إن الطفل من عمر سنة إلى أربعة سنوات يخرج من عالمه الصغير الى عالم أوسع وأشمل ويتعلم معنى المشاركة الحقيقية في محيط أسري عالي المستوى خاصة إذا توفرت في الحضانة الشروط الأساسية لرعاية الطفل وفي ظل وجود مربيات متخصصات.

منقوووووووول:)
0
5K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️