بسم الله الكافي المعافى والحمد لمن ليس غيره شافي والصلاة والسلام على محمد النبي الهادي وعلى آله وصحبه وكل من تبعه إلى يوم التلاقي
يقول العلماء إن الله قد جمع كل الأديان في القرآن ، وجمع كل القرآن في الفاتحة ، وجمع كل الفاتحة بقوله( إياك نعبد وإياك نستعين )فهي كل الإسلام .
فالإنسان ما خُلق في هذه الدنيا إلا لعبادة الله عز وجل ولكنه لا يستطيع عبادته إلا بمعونة من خالقه ومساعدة منه، فإذا ما أراد الله بك خيرا دلك على أبواب الخير ويسر لك فتحها والدخول إليها أي أمدك بمعونة منه.
وكل ابن آدم يوم ولادته يكون قلبه غافل وجوارحه يقظة مستعدة لاستيعاب ما يدور من حولها، فكل مولود يولد على الفطرة ولكن هذا القلب لا ينفتح إلا بالعمل والقول الصالح ، فكل منا في حياته لحظة كان من قبلها من الغافلين اللاهيين عن ربهم المنشغلين بمفاتن الدنيا ولكن في تلك اللحظة التي قد تصادف دعاء استجيب لك أو حادث نجيت منه أو وفاة عزيز أو كربة فرجت عنك يشعر العبد بأنوار من الله قذفت في قلبه لتتجلى قدرات الله في هداية ذلك القلب فيشعر بنشاط وإقبال على الطاعات ولكن من لا يرزقه الله مع ذلك النشاط فهما واستيعابا لتك النفحات يشعر بعد فترة بفتور في الطاعات وانخفاض في مستوى الإقبال على العبادات وانحياد عن السير في طريق الله فما هو سبب ذلك ؟
يحتاج الإنسان إلى قوتان لمواصلة سيرة بنجاح في طريق الله وهما قوة علمية تبصره بعلامات الطريق وهي العلوم الفقيه والدينية مثل علم الفرائض وفقه العبادات والمعاملات وتدله على الآفات التي تحيد به عن الطريق ، فالإنسان عندما يتعلم يضيف علما ويبعد آفة ، وقوة عملية تساعده على الاستمرار في السير بهذا الطريق وهي الفرائض العملية أي العمل بما تعلمت وعلمته .
ولكن ما هي الآفات التي من الممكن أن تحيد بك عن طريق الله ؟
هي محبطات للإعمال، فالله قد يقذف أنوار محبته في قلبك ولكن جهلك بهذه الآفات يسبب لك الفتور
1- تفضيل النافلة على الفرض : يجب على المسلم أن يعرف فقه الأولويات فلا يحرص على القيام بنافلة بحيث يضيع بذلك فرض كأن يحرص على قيام الليل ثم ينام عن صلاة الفجر .
2- عمل تقوم به الجوارح بما لا يوافق القلب : فالقلب هو الملك والله يطلع على قلوبنا قبل جوارحنا فإذا ما قمت للصلاة فاحرص على أن تتوافق حركاتك بخشوع بالقلب فلا خير في ركوع وسجود والقلب لاهي بأمور الدنيا .
3- عمل ليس على السنة : فالابتداع في العبادات حياد عن طريق الله، فالرسول عليه الصلاة والسلام قد قال في حجة الوداع:
( اليوم أكملت لكم دينكم ) فالدين كامل لا يحتاج إلى زيادة فمن أراد السير في طريق الله يجعل سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام نبراس له .
4- همة لم ترقى بصاحبها إلى أداء العمل : فكثير منا يشتعل قلبه همة لأداء عملا ما أو عبادة ما ثم تخفت هذه الهمة لعدم مقدرته على القيام بهذا العمل وقد قال عليه الصلاة والسلام : ( خير الأعمال أدومها ولو قل ) فقد ترتفع همة احدنا خصوصا بعد سماع موعظة ما أو شريط ما فيضع نصب عينيه خطة كبيرة لعباده ما ولكنه لا يستطيع أدائها مما يصيبه بالإحباط كأن أقرر إن أحفظ القرآن في شهر ولكن قدراتي لا تمكنني من ذلك فأصيب بالإحباط ولو انني خصصت مثلا 3أيات في اليوم للحفظ وداومت عليها لكان ذلك أفضل .
5- عمل لم يحترز من آفاته خلال عمله : ففي خلال أي عمل يحاول الشيطان أن يحبط هذا العمل بان يدخل فيه الرياء مثلا أو العجب مما يجعل النية في ذلك ليست خالصة لله والله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم .
6- عمل لم يرى منة الله فيه ورأى فيه نفسه : كل ما نقوم به من أعمال إنما هي بتوفيق من الله عز وجل ولولا مشيئة الله ما قمت بهذا العمل ولكن إن دخلك العجب فرأيت أن ما تقوم به من أعمال إنما هي بجهودك وتعبك حبط عملك وذهب أدراج الرياح .
7- عمل لا يوفيه حقه من التجويد : فكل عمل نقوم به يجب أن نضع نصب أعيننا انه يعرض على المولى عز وجل فيجب أن يكون من الإتقان والجودة ما يؤهله لان يكتب له القبول عن الله .
وفي الختام نقول ما من عبد مؤمن إلا وله ذنب يقترفه الفينة بعد الفينة أو ذنب هو دائم عليه لا يفارقه ولكن المؤمن خلق نسايا مفتونا توابا .
اللهم ارزقنا الفهم عليك والأدب بين يديك .
كفته @kfth
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
شروق2005
•
جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة