صبا وردة

صبا وردة @sba_ord

عضوة جديدة

كنا صغاراٌ بالمدرسة نُسأل عما سنصبح حينما يأت الغد ونكبر. ندع الأمر لتلك المخيلة الطفولية لتبدأ بحفر أحلام واعدة للغد. وتنتهي الطفولة مع ابتداء تلك المراحل الدراسية الأعلى. وتبدأ الأحلام تكبر وتكبر نبني آمالاً وأحلاماً واثقين بأن جيلنا(جيل الغد )سيمكننا من تحقيق أبسطها.
وها نحن ننهي الدراسة الإبتدائية فالإعداية فالثانوية وأخيراً الدراسة الجامعية بعضنا ممن يحالفهم الحظ ويتابعون الدراسات العليا . ونعيش تلك الأيام تملؤنا الحيوية والطاقة التي نحملها بداخلنا تنتظر لتتفرغ في إناء الحياة التالية(ما بعد الدراسة). وترتسم الفرحة على وجوه انتظرت طويلاً لتحصد ما زرعته فينا. ونشرف على بداية أخرى وحياة أخرى مختلفة عما عشنا مسبقاً. سنبدأ في هذه الحياة بإثبات وجودنا وهويتنا،سنبدأ بتحقيق أحلام قضينا العمر نحلم بأن يأتي يوماً لنحققها. ونبدأ صراعاتنا مع الوقت والبشر. وفجأة تأتي الحقيقة لتسمعنا ألحانها اليائسة، نبحث هنا وهناك عمن نكون. ونركض خلف أوهام الوظائف التي ينتظرها طوابير وطوابير من خريجي الجامعات العاطلين عن العمل منذ سنوات عدة. يبدأ اليأس ليتسلل إلى داخلنا مع مرور الوقت. تختنق أحلامنا المسجونة دون قرار بالإفراج ولعله يأتي لاحقا ولو حتى متأخرا. نقضي أوقاتنا بفراغ قاتل يميت فينا كل نشاط وحيوية وجدت في يوم من الأيام في قلوبنا.
نسمع تلك الألحان التي نحاول دفنها ولكن يأبى البشر إلا وذكرها ونسمعها من هذه الجارة وتلك القريبة البعيدة ( البنت ما إلها إلا البيت لتشتغل فيه). وكأنه كتب علينا قلة الحيلة وعدم إثبات الوجود وللرجل حق الأولوية بالعمل.
وبذلك يصبح هناك الكثير من المحفزات الأخرى التي تدخل الإصرار إلى قلوبنا مما يجعلنا نعتزم إستغلال كل فرصة تتاح لنا للعمل،ولكن الآمال تتضائل و تلك الأهداف التي كنا نسعى لتحقيقها تتلاشى شيئا فشيئا وتلك المواهب التي نمتلكها تختفي ايضا فالزمن كفيل بسلبها منا وأن ينسينا ما كنا نبرع بعمله في تلك الأيام السابقة.
وحينما يأتي دور من جار عليهم الزمان ونسيهم بعد تخرجهم بأخذ الفرصة للعمل يجدون بأنهم لا يملكون سوى الذكريات لما إكتسبوه من دراساتهم وعلمهم. لعلنا لا نصبح مهمشين وينسانا الزمان من صفحاته كمن غيرنا اللذين يئسوا الإنتظار وعملوابما لم يتعلموا.فكثيرون هم اللذين لم يطيقوا الإنتظار وسعوا إلى أعمال لم يتقنوها لأنهم لا يملكون أدنى فكرة عن آلية العمل فيها. لكم سيكون من الصواب أن يعمل كل بما يفلح وبما تعلم أن ينجز. تضيع من أمام أعيننا فرص كثيرة لا يمكننا اللحاق بها لأسباب عدة (كعدم موافقة الأهل على نوعية العمل أو عدم ملائمة العمل لطبيعة شخصيتك وحياتك وهناك أسباب كثيرة يتعرض لها الكثيرون).
السؤال الآن إلى متى سيطول الإنتظار لأن تأتي الفرصة المناسبة كي نستغلها ونبذل فيها كل ما لدينا من طاقات مختزنة طوال سنوات الدراسة الفائتة وسنوات التوقف عن العمل؟؟؟( بالرغم من أنه لم يمض طويلا على انهاء دراستي).
الطريق أمامي طويل جداً ومع ذلك فأنا مللت الإنتظار وسئمت أوقات الفراغ التي تقتل كل ما بداخلنا من مواهب وهوايات وأمنيات فهل يا ترى سأجد ما أصبو إليه قبل أن ألتغي أنا من قواميس الزمن؟؟ أم سيقف ذاك الحظ الجيد اللذي لم أقابله بعد إلى جانبي واجدا لي الفرصة الذهبية التي أنتظرها كحلم هارب؟؟
2
478

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

sooooma
sooooma
كلماااات رائعه ومؤثره حبيبتي صبا ... ان شاءالله تلقن اللي يسعدك دنيا واخره ...
صبا وردة
صبا وردة
كلماااات رائعه ومؤثره حبيبتي صبا ... ان شاءالله تلقن اللي يسعدك دنيا واخره ...
كلماااات رائعه ومؤثره حبيبتي صبا ... ان شاءالله تلقن اللي يسعدك دنيا واخره ...
تسلمي سوما وشكرا لمرورك:27: