أبناؤنا في رمضان *~*
الحمد لله القائل (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم
وأهليكم ناراً وَقودُها الناس والحجارة)
والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ القائل:
(كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته)
من المظاهر المؤلمة في هذا الشهر المبارك ظاهرة
ضعف الجانب الرقابي للأبناء وإهمالهم بحجة
التفرغ للعبادة أو الثقة الزائدة فيهم.
فكم أورث هذا التهاون من عواقب وخيمة وجرَّ من
ويلات عظيمة على الآباء والمجتمع.
يلاحظ على كثير من الآباء هداهم الله إهمال أبنائهم
والتهاون معهم في جانب العبادة وأداء الواجبات
الشرعية، فمثلاً ينام الشاب أو الفتاة عن الصلاة المكتوبة
وكأن شيئاً لم يكن ..!! بحجة التعب أو السهر وأنه
سيصليها متى استيقظ من نومه. والذي نفسي بيده إنه
تضييع وليس شفقة عليهم وعلى صحتهم،
فإذا حان موعد الإفطار اجتهدوا في إيقاظهم وحرصوا
أن لا تفوتهم موائد الأكل والشرب ..!!
وإذا خرج الوالد لصلاة التراويح فحدِّث ولا حرج،
فكل أمره بيده فيخرج الشاب والفتاة ويسرحون حيث
شاؤوا بلا رقيبٍ ولا حسيب.
الشاب يتسكع في الشوارع ويؤذي عباد الله في الطرقات
والمساجد، والفتاة في الأسواق والمحلات لا يعلم وليها
مع من تذهب ومتى سترجع وماذا ستشتري وماذا ستأخذ
كل هذا بحجة الاستعداد للعيد ..!! قولوا لي بربكم هل
حاجيات العيد تتطلب الذهاب للأسواق كل يوم أو شراء كل
هذه الملابس ..؟!؟ هل أصبحت ليالي رمضان الفاضلة
أوقاتاً نقضيها في الشهوات والإغراق في الملذات ..؟!!؟
الموفقون والصادقون يستغلون هذه الأوقات في الصلاة
والدعاء والتقرب إلى الله ..!!
أما هذه الفئة جعلوها فرصة للضياع والوقوع في المنكرات
وكسب السيئات. إن غياب الرقيب يُتيح الفرصة لضعاف
الإيمان والقلوب بأن يؤذوا أنفسهم ويسيؤوا إلى الآخرين.
الأمر خطير والخطب جسيم، لذا سأكتفي بتوجيه ثلاث
رسائل إلى ثلاث فئات هم المعنيون بهذا الأمر:
الأولى: عزيزي ولي الأمر .. تذكر أنك مسؤول أمام الله
ومحاسب عن من تحت يدك، واعلم أنك قدّمت أمراً
مفضولاً على فاضل، وقمت بأمرٍ مستحبٍ وتركت واجباً.
فراجع نفسك وحافظ على رعيتك (كفى بالمرء إثماً
أن يُضيِّع من يعول) قبل أن تعض على أصابع الندم.
الثانية: للمعلمين والمربين .. أنتم القدوة وأنتم أقرب
للشباب من آبائهم فأنتم تقضون معهم أوقاتاً طويلة
يسمعون منكم ويأخذون عنكم فاتقوا الله في أبناء
المسلمين، وجهوهم وعلموهم طريق الرشاد وحذروهم
من طريق الغواية والفساد.
الثاثة: لأخواني وأخواتي الأعزاء .. الشباب هو زهرة العمر
ووقت الزرع، فلنبادر باغتنام أوقاتنا واستغلال شبابنا
(اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل
سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك
قبل موتك) فالوقت لا يعود والخسارة لا تعوض. علينا
أن لا نطيع شياطين الإنس أو نسمع كلام المعرضين
فكل مسؤول عن نفسه ومحاسب عن عمله.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
وشكراا،،
ناني و ريما @nany_o_ryma
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
سلسبيل الأموره
•
جزاك الله كل خير على هالمشاركه الطيبه وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله
الصفحة الأخيرة