اللهم صلي وسلم على محمد وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله
هذه مجموعة من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المسلمين عند الوضوء
التلفظ بالنية عند الوضوء : وهذا مخالف لسنة النبي- صلى الله عليه وسلم - ؛ قال ابن تيمية : التلفظ بالنية نقص في العقل والدين ؛ أما في الدين فلأنه بدعة ، وأما في العقل فلأنه بمنزلة من يريد أن يأكل طعاماً فقال : أنوي بوضع يدي في هذا الإناء أني آخذ منه لقمة فأضعها في فمي فأمضغها ثم أبلعها لأشبع . فهذا حمق وجهل .
وقال ابن القيم : ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول في أول الوضوء نويت رفع الحدث ولا استباحة الصلاة ؛ لا هو صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة ألبته ، ولم يرد عنه في ذلك حرف واحد لا بإسناد صحيح ولا ضعيف .
الدعاء عند غسل الأعضاء : بعض الناس يقول عند غسل كل عضو ذكرا خاصا ، ولم يرد ذلك في السنة ؛ قال ابن القيم : كل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذب مختلق لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا منه
ِ
ترك التسمية عند ابتداء الوضوء وقد روى أحمد بإسناد صحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال " لا صلاة لمن لا وضوء له ، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ."
غسل الفرج قبل كل وضوء ولو لم يُحدث وهذا خطأ شائع ولكن من أدركته الصلاة وقد سبق ذلك نوم أو خروج ريح من دبره فما عليه إلا أن يتوضأ، ولا يحتاج في ذلك إلى غسل فرجه . ومن اعتقد خلاف ذلك فقد ابتدع في دين الله إضافة ، كما أن ذلك ضرباً من الوسوسة .
وأما إذا أراد المسلم قضاء حاجته - من بول أو غائط – قبل الوضوء ففي هذه لحالة يجب عليه غسل فرجه وتنقية مكان البول والغائط .
عدم إسباغ الوضوء والإسباغ : الإكمال : قال الحافظ ابن حجر : أسبغوا : أي أكملوا.
وفي الصحيحين عن محمد بن زياد قال : سمعت أبا هريرة – رضي الله عنه – وكان يمر بنا – والناس يتوضئون من المطهرة – قال : أسبغوا الوضوء فإن أبا القاسم – صلى الله عليه وسلم – قال : ويل للأعقاب من النار . وروى مسلم عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – أنه قال : رأى النبي – صلى الله عليه وسلم – رجلاً وفي قدمه مثل الظفر لم يصبه الماء ، فقال : ارجع فأحسن وضوءك .وعن عثمان بن عفان أن الرسول – صلى الله عليه وسلم - قال : من توضأ فأحسن الوضوء ، خرجت خطاياه من جسده ثم تخرج من تحت أظفاره . رواه مسلم
المضمضة والاستنشاق بستّ غرفات والفصل بينهما وهذا ما يقع فيه كثير من الناس فتراه يفصل بين المضمضة والاستنشاق، فيتمضمض ثلاثا ويستنشق ثلاثا ، وقد قال الإمام النووي: الأفضل أن يكونا بثلاث غرفات يتمضمض من كل غرفة ويستنشق ، وهذا ما صح عن النبي – صلى الله عليه وسلم .
عدم المبالغة في والاستنشاق كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يوصي الصحابة بالمبالغة في الاستنشاق عندما لا يكون الرجل صائما ؛ عن عاصم بن لقيط بن صبرة عن أبيه قال قلت يا رسول الله أخبرني عن الوضوء قال : أسبغ الوضوء ، وخلل بين الأصابع ، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما ( رواه النسائي وأبو داود والترمذي وصححه الألباني )
الإسراف في الماء أثناء الوضوء قال الإمام البخاري في أول كتاب الوضوء : وكره أهل العلم الإسراف فيه ، وأن يجاوزا فعل النبي – صلى الله عليه وسلم – ولقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يقتصد في استخدام الماء ؛ عن انس بن مالك – رضي الله عنه – أنه قال : كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يتوضأ بالمُد ويغتسل بالصاع ( والصاع خمسة أمداد
قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى - : وكان –صلى الله عليه وسلم – من أيسر الناس صباً لماء الوضوء ، وكان يُحَذِّرُ أمته من الإسراف فيه ، وأخبر أنه يكون في أمته من يعتدي في الطهور ، وذلك من حديث عبد الله بن مغفل – رضي الله عنه – أنه قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم : أنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء ( رواه أبو داود وصححه الألبان
اعتقاد بعض الناس أن الوضوء لا يتم إلا إذا كان ثلاثاً أي غسل كل عضو ثلاث مرات وهذا اعتقاد خاطئ ؛ قال الإمام البخاري في صحيحه : باب الوضوء مرةً مرةً : وذكر حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه قال : توضأ النبي – صلى الله عليه وسلم – مرةً مرةً .
وقال : باب الوضوء مرتين مرتين : وذكر حديث عبد الله بن زيد – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – توضأ مرتين مرتين . وقال باب الوضوء ثلاثاً ثلاثاً : وذكر حديث عثمان بن عفان – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – توضأ ثلاثاً ثلاثاً .
الزيادة في عدد غسل أعضاء الوضوء أو بعضها أكثر من ثلاث مرات يظن البعض أن من إسباغ الوضوء الزيادة في غسل أعضاء الوضوء عن ثلاث مرات ، وهذا خطأ ، بل هو إسراف في استخدام الماء ، وتلبيس من الشيطان .
عدم غسل اليدين من أطراف الأصابع إلى المرفقين عندما يتوضأ المسلم فإنه يبدأ فيسِّم الله ثم يغسل كفيه ثم يتمضمض ويستنشق ثم يغسل وجهه ثم يغسل يديه إلى المرفقين - وهنا مكمن الخطأ - فإن كثيراً من الناس يبدأ بغسل يديه من أسفل الكف إلى آخر
المرفق ، وفعله هذا فيه نقص ؛ لأن الواجب عليه غسل يديه كلها من أطراف الأصابع إلى المرافق ؛ قال ابن عثيمين : وانتبهوا لأمرٍ يخل به كثير من الناس وذلك أن بعض الناس إذا غسل يديه بعد غسل وجهه بدأ بهما من أطراف الذراع إلى المرافق ، ولا يغسل الكفين وهذا خطأ لأن داخلان في مسمى اليد ، وعلى هذا فيجب تغْسل يَديكَ بعد غسل وجهك من أطراف الأصابع إلى المرافق .
ترك تخليل الأصابع
وبخاصة أصابع القدمين عند الوضوء أو الغسل . بعض الناس عند الوضوء يقوم بصب الماء على قدميه دون أن يدخل الماء بين أصابعه ، فيبقى ما بين الأصابع جافاً لم يصل إليه الماء ، فيُخل بوضوئه أو غسله ومن ثم بصلاته ؛ عن المستورد بن شداد – رضي الله عنه – أنه قال : رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – إذا توضأ يدلك أصابع رجليه بخنصره (رواه أبو داود وصححه الألباني ) ، وقد سبق أيضا حديث عاصم بن لقيط الذي نصح بتخليل الأصابع.
بقاء بعض أجزاء من الوجه لم يمسها الماء يلاحظ على بعض الناس في أثناء وضوئه وعند غسل وجهه لا يغسل صفحة وجهه كاملة .. بل تبقى أجزاء الوجه جهة الأذنين لم يمسها الماء .. وهذا وضوء ناقص وعلى صاحبه أن يتعاهد ذلك وأن يحرص على إسباغ وضوئه ، وحد الوجه – كما بينه أهل اللغة - من منابت شعر الرأس المعتاد إلى منتهى اللحيين طولاً ، ومن الأذن إلى الأذن عرضاً .
عدم مسح كل الرأس بعض الناس يكتفي بمسح مقدمة رأسه أو يمسح إلى منتصف الرأس خشية فساد ترتيب شعره ، والصواب أنه لا بد من مسح الرأس كلها ، وإن كانت المسألة فيها خلاف بين أهل الفقه إلا أن الأفضل العمل بما ورد عن وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن زيد بن عاصم – رضي الله عنهما –قال : مسح رسول الله – صلى الله عليه وسلم – برأسه فأقبل بيديه وأدبر ، وفي لفظ : بدأ بمقدم رأسه حتى ذهب بهما إلى قفاه ثم ردهما إلى المكان الذي بدأ منه) متفق عليه
مسح الرأس ثلاث مرات
بعض الناس عندما يبلغ في وضوئه مسح الرأس تراه يكرر مسح الرأس ثلاث مرات قياساً على بقية الأعضاء ، وهذا مخالف لما ثبت النبي – صلى الله عليه وسلم - فعن علي – رضي الله عنه – أنه قال : في صفة وضوء النبي – صلى الله عليه وسلم - ومسح برأسه واحدةً قال ابن القيم : والصحيح أنه لم يكرر مسح رأسه ؛ بل كان إذا كرر غسل الأعضاء أفرد مسح الرأس ، وهكذا جاء عنه صريحاً ولم يصح عنه – صلى الله عليه وسلم – خلافه ألبته .
قال أبو داود في سننه : أحاديث عثمان رضي الله عنه الصحاح كلها تدل على مسح الرأس مرة ، فإنهم ذكروا الوضوء ثلاثا ، وقالوا فيها :" ومسح رأسه " ولم يذكروا عددا كما ذكروا في غيره .
أخذ ماء جديد للأذنين قال الإمام ابن القيم :وكان – أي النبي صلى الله عليه وسلم – يمسح أذنيه مع رأسه ، وكان يمسح ظاهرهما وباطنهما ، ولم يثبت عنه أنه أخذ لهما ماءً جديداً .
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين : لا يلزم أخذ ماء جديد للأذنين ، بل ولا يستحب على القول الصحيح ؛ لأن جميع الواصفين لوضوء النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يذكروا أنه كان يأحذ ماء جديداً لأذنيه .. فالأفضل أن يمسح أذنيه ببقية البلل الذي بقي بعد مسح الرأس .
مسح الرقبة في الوضوء بعض الناس يمسح رقبته أثناء الوضوء ، ويعتقد أن هذا من السنة ، والصواب أن هذا لم يرد عن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال الإمام ابن القيم : ولم يصح عنه في مسح العنق حديث ألبته .
عدم تحريك الخاتم أثناء الوضوء بعض الناس قد يكون في إصبعه خاتم أو يلبس الساعة في أثناء الوضوء ، وعند الوضوء يحجب ذلك الخاتم أو تلك الساعة الموضع الذي تحته فلا يصل إليه الماء فيختل الوضوء ولذا ينبغي عليه أن يخلع الساعة أو الخاتم أو يحركهما عن مكانهما ليعم الماء جميع العضو فيتم وضوؤه ، قال البخاري : وكان ابن سيرين يغسل موضوع الخاتم إذا توضأ .
وجود ما يمنع وصول الماء كطلاء الأظافر للنساء ( المانكير ) ، أو بعض الدهانات (البويه ) أو بعض مواد اللصق ( الأمير ) التي تقع على مواضع الوضوء وتحول دون وصول الماء إلى البشرة ؛ كل هذه الأشياء يجب إزالتها قبل الوضوء حتى يعم الماء الجزء المغطى فيتم الوضوء .
الوضوء على الوضوء دون أن يخلل بينهما صلاة بعض الناس يتوضأ ولا يصلي ، ثم إذا أراد أن يصلي يعيد وضوءه معتقدا أن الرسول – صلى الله عليه وسلم قال : الوضوء على الوضوء نور على نور . وهذا حديث باطل ؛ قال عنه الحافظ المنذري والحافظ العراقي : لا أصل له .
وقال ابن تيمية : وإنما تكلم الفقهاء فيمن صلى بالوضوء الأول هل يُستحب له التجديد ؟ وأما من لم يصلِّ به فلا يستحب له إعادة الوضوء ؛ بل تجديد الوضوء في مثل هذا بدعة مخالفة لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولما عليه المسلمون في حياته وبعده إلى هذا الوقت .
ظن البعض أنه يجب لكل صلاة وضوء بعض الناس يظن أن من توضأ لصلاة العصر – مثلاً – وقد نوى التطهر لتلك الصلاة – ثم حضرت صلاة المغرب وهو على طهارته السابقة لا يجوز أن يصلي بالوضوء السابق بل تراه يعيد الوضوء بحجة أنه عندما توضأ لصلاة العصر لم ينوِ ذلك الوضوء للمغرب .
وهذا فهم خاطئ ؛ لأن وضوءه السابق صحيح ، وما زال باقٍيا على طهارته ، بل يجوز له أن يصلي الصلوات الخمس بوضوء واحد ما لم يحدث .
القول بعد الوضوء " زمزم " نسمع بعض المسلمين يقول لإخوانه بعد الوضوء : زمزم ، وكأنه يدعو له بأن يشرب من ماء زمزم ، ولما لم يرد هذا القول في سنة النبي – صلى الله عليه وسلم – فالأفضل عدم قوله .
إعادة الوضوء إذا أصاب بدنه أو ملابسه نجاسة ليس من نواقض الوضوء إصابة البدن أو الملابس بالنجاسات ، فمن كان متوضئا ثم أصاب بدنه أو ثوبه نجاسة فعليه أن يزيل هذه النجاسة ثم يصلي بوضوئه السابق .
الاعتقاد بأن المسح على الخفين خاص بفصل الشتاء لم يحدد الرسول – صلى الله عليه وسلم – وقتا محددا للمسح على الخفين ؛ بل جاءت الأحاديث عامة في كل وقت .
وأختم هذا البحث بالكيفية الصحيحة للوضوء كما وردت عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -
عن حمران مولى عثمان بن عفان أن عثمان بن عفان دعا يوما بوضوء ، فتوضأ فغسل كفيه ثلاث مرات ثم تمضمض واستنثر ثلاث مرات ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاث مرات ثم غسل يده اليسرى أيضا إلى المرفق ثلاث مرات ثم مسح رأسه وأذنيه ثم غسل رجله اليمنى إلى الكعب ثلاث مرات ثم غسل رجله اليسرى إلى الكعب ثلاث مرات , وأخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا , ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع (ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه0 ( رواه الشيخان
بنت ورده @bnt_ordh
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
اثــآر ملمـوســ?™
•
جزيت كل خير
الصفحة الأخيرة