أدبي أولادك في دقيقة واحدة !!
--------------------------------------------------------------------------------
تميل الأم عادة إلى الصراخ والانفجار عندما يكتب طفل الثانية على حوائط المنزل مستخدما أحمر الشفاه، أو حين يفتح طفل الخامسة علبة الحلوى مانحا نفسه بعضا منها بعد أن رفضت الأم إعطاءه إياها، أو حين تضبط طفل السابعة يكذب عليها. ولكنها قد تفكر مرة أخرى وتقرر أن تتحلى بمزيد من الصبر، فهي تعرف أنها إذا فقدت أعصابها فسترتكب أفعالا تندم عليها فيما بعد فتدلل أطفالها أكثر وأكثر من باب تعويضهم عما فعلت بهم.
إذن فالأم تحتاج الى خطة متكاملة تشبه اللعبة ـ خطة تأديبية تستغرق دقيقة واحدة ـ وهي ليست طريقة محددة من طرق التأديب كإرسال الطفل الى غرفته لفترة زمنية معينة، ولكنها خطة متكاملة لا تركز على سوء سلوك الطفل ولكن على ردود أفعالك على ذلك، ومن ثم ستكون العقوبات والتبعات التي ستفرضينها على الطفل أكثر فاعلية لأنك ستكونين المتحكمة، وسيعرف الطفل ويتوقع ردود أفعالك، وستحرصين أنت على إعطاء مثل للصورة التي تريدين الطفل ان يتعلم منها.
إليك الخطوات الست لتنفيذ الخطة:
الثواني العشر الأولى
تصرفي بسرعة
أولا عليك إبعاد أحمر الشفاه أو فصل الأخوين المتصارعين أو إنزال الطفل عن الطاولة التي وضع فوقها علبة الحلوى ـ تدخل فوري ـ فلا تقولي للطفل توقف وتنتظري أن يطيع، فسلامته أولوية أولى، لذا فإذا لاح خطر من أي نوع فعليك أن تتصرفي فورا، ويتحتم عليك ابعاد أي شيء يشكل جزءا من المشكلة فطفلك يحتاج إلى أن يتمكن من التركيز على ماتقولين وعلى الموقف الذي تعيشونه، فالحلوى او الأخ الذي يضايقه سيشتتان انتباهه، واذا احتاج الأمر.. ابتعدي مع الطفل عن موقع الحدث وستحتاجين بالإضافة إلى ذلك الى ابعاد نفسك عن الفوضى التي تسبب فيها الطفل فيقل ميلك في ثورة غضبك إلى قول أو فعل ما من شأنه إثارة مشاعر ندم فيما بعد.
الثواني العشر الثانية
حافظي على هدوئكهل تتذكرين نصائح المضيفات في الطائرة حين يشرن عليك بوضع قناع الأوكسجين لنفسك أولا قبل ان تساعدي طفلك في وضع قناعه؟
إن التعامل مع الانفعالات يتم بالطريقة نفسها اعتني بانفعالاتك أولا، فلا يوجد مشكلة في الشعور بالغضب ولكن المشكلة تكمن في كيفية التعامل مع تلك المشاعر. لا تجعلي ثورات الغضب تذهب بك الى معدلات مستحيلة، فينتهي بك الحال إلى الضيق مما فعل، فالأطفال يعرفون جيدا اللحظات التي تتضايقين فيها حتى لو حاولت اخفاء ذلك.
إذن أنت بحاجة فعلية إلى وضع حدود لمعدلات غضبك. فإذا كنت تربيت في اسرة صاخبة يصرخ كل أفرادها، فسيصبح من الصعب عليك كبت انفعالاتك، وعليك ان تتعلمي التنفيس بطريقة مختلفة وبدلا من ان تقولي 'انك ولد شقي' يمكنك ان تقولي بصوت مرتفع 'آاااااه' وبهذه الطريقة ستنفسين عن بعض غضبك من دون ان تقللي من شأن طفلك.
حين تهدئين ستستطيعين التعامل مع الموقف، وسيتمكن طفلك من سماع كل ما تريدن قوله. اما اذا صرخت فستفسدين الرسالة التي تريدين تعليمها للطفل لانه سيكون مركزا على انفعالاتك القوية، وليس على الاشياء الخطأ التي فعلها.
الثواني العشر الثالثة
قيمي الموقف
ركزي خلال بضع ثوان على ما حدث اصلا. فاذا كتب طفلك على الحائط بقلم الالوان الذي يرسم به في غرفة المعيشة، فقد اتلف الاثاث او الديكور وستشطاطين غضبا، ومن ثم سيدهش الطفل - في الثانية من عمره - وقد ينفطر قلبه من ردة فعلك. لكن لو انك انتظرت قليلا لاكتشفت انه يقلد مثلا رسما شاهده في التلفزيون او في مجلة فمن وجهة نظره هذه مغامرة ابداعية عظيمة. صحيح ان معرفة نوايا طفلك البريئة لن تنقذ الاثاث، لكنها ستحلل سلوكه تحليلا مختلفا.
انها لحظات تأمل تنويرية، ولكي تدركيها عليك ان تفصلي الحادث عن حوادث اخرى مشابهة حدثت في الماضي، واي حوادث اخرى قد تقع في المستقبل. وحين تنظرين الى الموقف الذي بين يديك بمفرده بدلا من النظر اليه كحادث متكرر، عادة ما تكتشفين انه ليس مخالفة او خرقا فظيعا كما ظننت اولا.
وفي هذه اللحظة ستحددين منطلقات هذا السلوك واسبابه، فقد يكون طفل الثالثة جوعان ومن ثم انطلق يصرخ ويبكي، وقد يكون طفل الثامنة الذي يتصرف بفظاظة اثنا تناول طعام الافطار لم يحصل على القدر الذي يكفيه من النوم. وفي الحالتين عليك ان تعيدي تقييم دورك وان تسألي نفسك اذا ما كنت تستطيعين فعل شيء ما كي تساعدي طفلك على الامتناع عن هذا السلوك في المستقبل، كتغيير روتين الاسرة او اعادة ترتيب الاشياء التي تضر بالاثاث مثلا في اماكن يصعب الوصول اليها.
بمعنى آخر امتنعي عن تأنيب طفلك بالعبارة المكررة 'كم مرة يجب ان اقول لك ذلك؟' فحتى اذا اعتقدت انك قلت له هذا الكلام عدة مرات، فهذا لا يهم حقا، فأنت بحاجة إلى أن تدلي الطفل على التصرف السليم، وتظلي تكررين وتكررين بل وتكررين ايضا.
الثواني العشر الرابعة
تحدثي الى طفلك
اذا قمت ببساطة بإبعاد الطفل والزامه بالوجود في غرفته لفترة زمنية معينة، فأنت تسيطرين عليه فقط من دون ان تدفعيه إلى التجاوب وتغيير سلوكه. لذا عليك ان تشرحي له - بدلا من ذلك - لماذا ترغبين في ان يمتنع عن فعل شيء معين، وان تعددي له عواقب ما فعل - ليس عقوبات - مثلا: 'إن القلم لن يمحى عن الحائط'، وكل ذلك في جملتين او ثلاث جمل على الاكثر حتى لا تشوشي فكر الطفل. وكلما صغر عمر الطفل قلت الكلمات فانزلي الى مستواه، وانظري اليه في عينيه فهو بحاجة إلى سماع ما اخطأ فيه وما هو الصواب 'لا يجب ان ترسم على الحوائط والاثاث بل ارسم على الورق' او 'لن تأخذ حلوى فقد اوشك وقت الغداء، يمكنك تناول جزرة فقط'، ثم توقفي عن مناقشة الامر لانه بمجرد ان تدعي الطفل يستدرجك نحو النقاش، ستضعف المعاني التي تريدين ترسيخها لديه.
ولكن ماذا لو كان لديه اعتراض مقبول؟
تحدثا في الامر فيما بعد، ففي سخونة الموقف القائم يعمل الطفل على تبرير موقفه ولا يعمل على فتح حوار حقيقي.
الثواني العشر الخامسة
انظري في ضرورة تطبيق عقوبات
يظن معظم الاباء ان العقاب هو اساس التأديب، ولكن معظم الخبراء يعارضون هذا الرأي، فالعقوبات ضرورية فقط حين لا يجدي تماسكك وصلابة موقفك، ولكنهما يجديان في معظم الاحوال.
خمسة او اربعة مواقف بسيطة مثل ابعاد الحلوى عن متناول يد الصغير قائلة 'لا تتناول الحلوى قبل موعد الغداء' ستعمل على التخلص من سلوك اختلاس الحلوى. ويتفق خبير آخر على ان العقاب عادة لا يصلح كوسيلة للتعامل مع الطفل، فمثلا اذا كان الطفل يلعب بكرة ثقيلة داخل المنزل، فيجب ان تأخذي منه الكرة ولا داعي لعقابة، واذا كان الامر يتعلق بأمر تولينه كثيرا من الاهمية، فعليك ان تشددي عليه فيما بعد في توقيت لا يتضمن اي انفعالات.
فكري فقط في العواقب لعدة سلوكيات سيئة مختارة بعناية وحينما يتجاهل الطفل تعليماتك الواضحة بشأنها مرارا وتكرارا عليك هنا فقط ان تطبقيها. فحين يجرب نتائج افعاله سيؤتي ذلك بنتائج فعالة في تربيته: اذا ضرب مثلا طفلا آخر فلن يذهب معكم في المرة المقبلة لزيارته
.
الثواني العشر السادسة
طبقي العقوبات
اهم عناصر التربية هو تمسك الوالدين بما قالاه، فذهن الطفل يعمل بطريقة منطقية للغاية، يحدثه قائلا 'اذا لم يتابع ابي وامي تنفيذ ما قالاه فهما لا يعنيانه'، ولكي تتابعي ما قلتيه لطفلك عليك ان تضعي عددا قليلا من القواعد كي تستطيعي التمسك بها كلها والحرص على تطبيقها في كل مرة، لا تطلقي تهديدا اجوف. لن تنفذيه او لن تستطيعي ان تنفذيه، بل عليك ان تعي ما تقولينه، فلا تقولي مثلا 'لن تذهب الى الملاهي ابدا'، او لن تأكل الحلوى ابدا بعد الان'، او 'لن تخرج من المنزل لمدة شهر'، فمثل هذه الاقايل ستضايق طفلك، وستعمل ايضا على تقويض سلطاتك على المدى البعيد.
حين تنتهيان من قول كل شيء وفعل كل شيء، ستجدين ان خطة الثواني الستين بسيطة جدا، ولكنها تحتاج الى قدر كبير من التفكير في اهدافك من عملية التأديب، وما القيم التي تريدين نقلها الى طفلك، وقدر مساو له من ضبط النفس حتى تستطيعي تأديب نفسك اولا، قبل ان تحاولي تعليم طفلك الاداب المرغوبة. فالتربية السليمة اكبر بكثير من تعليم الطفل عدم القاء الطعام على الارض وعدم الكتابة على الجدران والاثاث، انها ترسيخ القيم والقدرة على ضبط النفس.
أم الله يصلحهم @am_allh_yslhhm
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
معلومه مهمه