* . * أشراط الساعة الكبرى * .*
في الموضوع السابق على هذا الرابط :http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=3121224
عنوانها علامات الساعه
ذكرنا العلامات الصغرى والأن نكمل ونبدأ باشراط الساعه
وفيه المطالب الآتية:
المطلب الأول:
خروج المهدي.
من علامات الساعة وأماراتها الكبرى ظهور المهدي الذي يخرج في آخر الزمان، ويلي أمر هذه الأمة ويجدد لها دينها، وهو رجل يحكم بالإسلام ويملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا وظلما، تنعم الأمة في عهده بالخيرات والنعم التي لم تنعم بمثلها قط، قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -:
في زمانه تكون الثمار كثيرة،
والزروع غزيرة،
والمال وافر،
والسلطان قاهر،
والدين قائم،
والعدو راغم،
والخير في أيامه دائم
وقال ابن الأثير: المهدي الذي هداه الله إلى الحق
والمراد بالمهدي هنا:
هو الذي بشر به رسول الله أنه يجيء في آخر الزمان، ويؤيد
الدين ويظهر العدل، ويتبعه المسلمون ويستولي على الممالك الإسلامية، ويكون من أهل بيته ويخرج في زمنه عيسى عليه السلام، والدجال.
وهذه الأحاديث توضح وتخبر عن خروجه في الناس، وذلك بعد ما يعم الأرض الظلم والفساد والطغيان؛ فيأتي ويملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت جورا وظلما.
وهو من سلالة النبي ومن أبناء فاطمة - رضي الله عنها - وعلى خده شامة كأنها كوكب دري.
: اسمه واسم أبيه ونسبه:
اسم المهدي (محمد)، واسم أبيه (عبد الله).
فعن عبد الله بن مسعود أن رسول الله قال: { لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلا مني - أو من أهل بيتي - يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض... }
من صفات المهدي:
الواردة في السنة ما جاء في حديث أبي سعيد الخدري قال: { سمعت رسول الله يقول: " المهدي مني، أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، ويملك سبع سنين }
ومن الأمور الدالة عليه، أنه يخرج في زمان ساد فيه الجور والظلم،
فيقيم هو بأمر الله العدل والحق،
ويمنع الظلم والجور،
وينشر الله به لواء الخير على الأمة،
حيث يسقيه الله الغيث فتمطر السماء كثيرا لا تدخر شيئا من قطرها،
وتؤتي الأرض أكلها لا تدخر عن الناس شيئا من نباتها،
وتكثر المواشي بسبب الخيرات،
ويفيض المال فيقسمه بين الناس بالسوية.
فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: { يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا، أو ثمانيا، يعني حججا }
: مكان خروج المهدي وزمانه ومدة مكثه:
في الأرض ومن مجمل الروايات السابقة يتبين لنا أن المهدي
رجل صالح يخرج في آخر الزمان،
ويأوي إلى مكة هاربا من المدينة،
فيبايع بين الركن والمقام عند الكعبة المشرفة، فيبعث إليه جيش لقتله فيخسف بهم،
وينصره الله ويؤيده فيحكم بالإسلام،
وينشر العدل بين الناس،
ويعم الرخاء والنعمة بزمانه،
ويلتقي مع نبي الله عيسى عليه السلام فيؤم الأمة وعيسى عليه السلام يصلي خلفه،
ويخرج معه ويساعده على قتل الدجال،
ويعيش سبعا أو تسع سنين،
ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله { لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى فيقول أميرهم: تعال صلّ لنا، فيقول: لا، إن بعضكم على بعض أمراء، تكرمة الله هذه الأمة }
المطلب الثاني:
فتنة المسيح الدجال:
المراد بالدجال هنا: الدجال الأكبر الذي يخرج قبيل قيام الساعة في زمن المهدي وعيسى عليه السلام.
وخروجه من الأشراط العظيمة المؤذنة بقيام الساعة،
وفتنته من أعظم الفتن والمحن التي تمر على الناس،
ويسمى مسيحا؛ لأن إحدى عينيه ممسوحة أو لأنه يمسح الأرض في أربعين يوما،
ولفظة المسيح تطلق على الصديق، وهو عيسى عليه السلام،
وعلى الضليل الكذاب وهو الأعور الدجال
وعن أبي هريرة قال: { قال رسول الله " ألا أخبركم عن الدجال حديثا ما حدثه نبي قومه؟ إنه أعور، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار، وإني أنذرتكم به كما أنذر به نوح قومه }
وعن أبي سعيد الخدري قال: { حدثنا رسول الله يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال: " يأتي الدجال، وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير
الناس - أو من خير الناس - فيقول له: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم الآن، قال: فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه
}
وعن النواس بن سمعان قال: { ذكر رسول الله الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه، عرف ذلك فينا، فقال: " ما شأنكم؟ " قلنا: يا رسول الله، ذكرت الدجال الغداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: " غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم فامرؤ حجيج نفسه، والله خليفتي على كل مسلم، إنه شاب قطط عينه طافئة، كأني أشبهه بـ (عبد العزى بن قطن) فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، إنه خارج خلة بين الشام والعراق، فعاث يمينا، وعاث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا. قلنا: يا رسول الله، وما لبثه في الأرض؟ قال: أربعون يوما، يوم كسنة،
ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم، قلنا: يا رسول الله فذاك اليوم الذي كسنة: أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: لا، اقدروا له قدره، قلنا: يا رسول الله، وما إسراعه في الأرض؟ قال: كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به، ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كان ذرا وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم فيدعوهم، فيردون عليه قوله. قال: فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أحوالهم، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فيتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين، رمية الغرض ثم يدعوه فيقبل، ويتهلل وجهه يضحك، فبينما هو كذلك، إذ بعث الله المسيح ابن مريم عليه السلام، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوما قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى ابن مريم: إني قد أخرجت عبادا لي لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور، ويبعث الله يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم، فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة
دينار، فيرغب نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم فيصبحون فرسى، كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة ثم يقال للأرض أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ كل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها ويبارك في الرسل، حتى إن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس، واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك، إذ بعث الله ريحا طيبا، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن ومسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة }
قال الخطابي - رحمه الله -: " هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده، وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى، من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا، والخصب معه، وجنته وناره ونهريه، واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته، ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره، ويبطل أمره ويقتله عيسى ويثبت الله الذين آمنوا. هذا مذهب أهل السنة
وقد دلت الأحاديث علي أن المسيح الدجال يدخل كل بلد إلا مكة والمدينة،
فعن أنس قال: قال رسول الله { ليس من بلد إلا سيطؤه الدجال إلا مكة والمدينة، ليس له من نقابها نقب إلا عليه الملائكة صافين يحرسونها، ثم ترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فيخرج الله كل كافر ومنافق }
فعن ابن عباس - رضي الله عنهما - { أن رسول الله كان يعلمهم هذا الدعاء كما يعلمهم السورة من القرآن: " اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات }
وقد أرشد رسول الله المؤمنين إلى ما يعصمهم من فتنة المسيح الدجال كما جاء في حديث أبي الدرداء أن النبي قال: { من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال }
وعن أبي سعيد الخدري قال: { لقيه رسول الله وأبو بكر وعمر - يعني ابن صياد - في بعض طرق المدينة، فقال له رسول الله " أتشهد أني رسول الله "؟ فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال رسول الله " آمنت بالله وملائكته وكتبه، ما ترى "؟ قال: أرى عرشا على الماء، فقال رسول الله " ترى عرش إبليس على البحر، وما ترى"؟ قال: أرى صادقين وكاذبا - أو كاذبين وصادقا - فقال رسول الله " لبس عليه، دعوه }
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في معرض كلامه على الأحوال الشيطانية: " وهذا بخلاف الأحوال الشيطانية مثل حال عبد الله بن صياد الذي ظهر في زمن النبي وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال، وتوقف النبي في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال، لكنه من جنس الكهان "
وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - بعد أن ساق الأحاديث الواردة في ابن صياد وهل هو الدجال الأكبر أم لا، قال: وقد قدمنا أن الصحيح أن الدجال غير ابن صياد وأن ابن صياد كان دجالا من الدجاجلة ثم تاب بعد ذلك فأظهر الإسلام، والله أعلم بضميره وسيرته
ولعل ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - والحافظ ابن كثير - رحمه الله - هو الراجح في ابن صياد، وأنه دجال من الدجاجلة وليس هو الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان - والله أعلم.
وأما المسألة الثانية:
وهي الحكمة من عدم ذكر الدجال في القرآن صراحة،
فقد أجاب على ذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بقوله: اشتهر السؤال عن الحكمة في عدم التصريح بذكر الدجال في القرآن مع ما ذكر عنه من الشر، وعظم الفتنة به، وتحذير الأنبياء منه، والأمر بالاستعاذة منه حتى في الصلاة،
وأجيب بأجوبة:
أحدها: أنه ذكر في قوله تعالى: { يوم يأتي بعض ايات ربك لاينفع نفس ايمانها }
فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي هريرة رفعه: { ثلاثة إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، والدابة، وطلوع الشمس من مغربها }
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في معرض رده على هؤلاء: " وقد تقدم حديث حذيفة وغيره أن ماءه نار وناره ماء بارد، وإنما ذلك في رأي العين، وقد تمسك بهذا
والذي يظهر من الأحاديث المتقدمة أن الدجال يمتحن الله به عباده
بما يخلقه معه من الخوارق المشاهدة في زمانه، كما تقدم أن
من استجاب له يأمر السماء فتمطرهم
والأرض فتنبت لهم زرعا تأكل منه أنعامهم وأنفسهم وترجع إليهم سمانا،
ومن لا يستجيب له ويرد عليه أمره تصيبهم السنة والجدب والقحط والعلة وموت الأنعام ونقص الأموال والأنفس والثمرات،
وأنه تتبعه كنوز الأرض كيعاسيب النحل،
ويقتل ذلك الشاب ثم يحييه،
وهذا كله ليس بمخرقة بلِ له حقيقة امتحن الله به عباده في ذلك الزمان،
فيضل به كثيرا ويهدي به كثيراَ،
يكفر المرتابون،
ويزداد الذين آمنوا إيمانا،
وقد حمل القاضي عياض وغيره على هذا المعنى معنى الحديث { هو أهون على الله من ذلك }
أي هو أقل من أن يكون معه ما يضل به عباده المؤمنين،
وما ذاك إلا لأنه ظاهر النقص والفجور والظلم، وإن كان معه من الخوارق،
وبين عينيه مكتوب كافر كتابة ظاهرة،
وقد حقق ذلك الشارع في خبره بقوله: ك - ف - ر.
وقد دل ذلك على أنها كتابة حسية لا معنوية، كما يقوله بعض الناس،
وعينه الواحدة عوراء شنيعة المنظر ناتئة،
وهو معنى قوله: { كأنها عنبة طافية }
أي طافية على وجه الماء،
ويحتمل أن يكون المراد أن العين الواحدة عوراء في نفسها،
والأخرى عوراء باعتبار انبرازها،
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .
ام جمون ومرمور @am_gmon_omrmor
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
وجزآك الله خيرآ وكثر الله من امثالك ...
لاتحرمينا من هذه المواضيع النافعه ..
كل الشكر لك.......
وأسعدك الله في الدارين....