أعذب شيء في هالدنيا تعالي قبل لايفوتك

الملتقى العام

بسم الله الرحمن الرحيم



اراحت راسها على وسادتها



والدمع يناضل ليتحرر من مقلتيها



تحبسه خوفا ان ينتبه زوجها


فهى كانت دائما تلك القويه التى لا تهتز منها شعره



اغلقت عينيها وسرحت بخيالها للحظات مضت


كانت فى زيارتها الاولى لمنزل والديها بعد عرسها المهيب



وعندما كانت تهم بالمغادره مع الحبيب


اختفت الام كالعاده



وكانها تتعمد دائما الاختفاء


زمت شفتيها متظاهرتا بعدم الاهتمام



وسلمت على والدها وهمت بالخروج


لكنها تذكرت انها نسيت حقيبت يدها فى الداخل فى غرفتها ( سابقا
)


فدخلت للداخل لاحضارها


ولمحت امها تتحرك بسرعه مبتعده



تعجبت


واخذت حقيبتها وادارت ظهرها وهمت مره اخرى بالذهاب



فهذه هى امها التى لن تتغير


انسانه متحجرة المشاعر



لكن سلوى لم تتمكن من الخروج


شئ ما دفعها لترى ماذا بها امها



سبحان الله ( الدم ابدا لا يتحول لماء )


دخلت على امها مسرعه



تفاجات الام


وتفاجات سلوى



!!! امها تبكى


تبكى بحرقه !!!



!!!


وقعت الحقيبه من كتف سلوى دون ان تشعر



موقف جديد عليها تماما


دموع فى عيون امى !!!!



ودونما تشعر هرعت الى امها


وكلها دهشه وخوف



وفى قلبها الف سؤال


ما هو هذا الشي الذى اهتزت له هذه القلعه المنيعه



سالتها بهدوء وقلق


امى ماذا بك ؟



وكررت السؤال


ودموع الام تنهمر اكثر واكثر



وفجاه


دفعت الام بسلوى فى احضانها



وتعالى بكاؤها وكانها كانت بركان خامد


ثم تارتا تقبل يدها وتارة تقبل راسها وكتفيها



وسلوى فى ذهول


تاركه نفسها لامها دون مقاومه



وبعد وقت هدات الام قليلا


ثم جلست على طرف الكرسي فى غرفة سلوى



وقالت بصوت تخنقه العبرات


( كم سافتقدك يا سلوى )



اخترقت كلمات الام قلب سلمى


وجحظت عيونها



وقالت (ماذا)


قالتها غير مستوعبه لما تسرب الى اذنيها من حروف



لم تتمكن الام من اعادة الكلمات


فعبراتها تخنقها



طاطات سلوى براسها غير مصدقه


رفعت راسها لامها



وبدون ان تشعر


ارتمت فى احضانها



وتعالت اصواتها بالبكاء والنحيب


فهرع الاب والزوج الى الداخل



ظننا منهما ان مكروها قد حصل


وتجمدا امام موقف لم يروه من قبل



نظرت سلوى الى عينى امها


ثم مالت على يدها فقبلتها



وقالت اين كان كل هذا يا امى


لماذا لم ارى منه شيئا وان هنا بين يدك



وهنا خرج الاب والزوج وقررا الانتظار فى الخارج


واكملت سلوى الحديث



كم كنت احتاج الى هذا الحنان والحب


لماذا لم تظهريه لى من قبل



نظرت الام للارض وكانها لا تستطيع الاجابه


ثم رفعت راسها وقالت



كم تمنيت ان اضمك يا سلوى


وكم تمنيت ان اقبلك كثيرا



لكننى كن دائما اخشى ان تظني حنانى ضعفا فتستغليه


وانت يا سلوى لم تحاولى ابدا ان تقتربى



لربما ضعفت وتغلت على مشاعرى وضممتك الى قلبى


سكتت سلمى



واردفت الام قائله


كم من المرات التى نظرت اليك منتظرتا ومتمنيه ان تاتى الى راكضه



لكنك لم تفعلى ابدا


كم من المرات حاولت ايقاظك لتناول الافطار معى



لكنك كنت تفضلين النوم


او تفضلين الافطار مع صديقاتك



كم من المرات انتظرت ان تاتينى وتتكلمي معى كما اراكى تفعلين مع صديقاتك


لكنك لم تفعلى رغم انى امك



وعندى الخبره


ولن يتمنى لك الخير احد على ظهر هذا الكوب غيري



ومواقف كثيره


بنيتها بيننا يا ابنتى


سرحت سلمى بخيالها قليلا


ثم نظرت الى لا شئ



واحست ان كل كلمات امها حقيقيه


نظرت الى امها وقالت



لماذا لم تاتى انت يا امى


اذا كنت انا انساسة قاسيه او غبيه



لماذا لم تاتى الى انت


سكتت الام ولم ترد



وكان سكوتها ابلغ رد


وهو الاعتراف بالخطا



قالت سلمى كم تاخرت يا اماه


كم تمنيت هذه اللحظات من وقت طويل جدا



ثم عادت للبكاء


فضمتها الام مره اخرى



و قالت اسفه حبيبتى


فى يوم ما



ستجربين قلب الام


وستعرفين ان ما من شئ اغلى من اطفالك



نظرت كل واحده الى عينى الاخرى


لتنهل قدر المستطاع من هذا الحنان



ثم تبادلتا السلام


وخرجت سلمى من غرفتها



وامسكت يدي زوجها


والقت السلام على والدها وخرجت



وها هى الان على سريرها


تتمنى لو ان الوقت يعود



فتصحوا مع امها باكرا لتناول الافطار


وتتبادل اطراف الحديث



وجمع اكبر قدر من القبل والمعانقات


اغلقت عينيها لمنع دموعها لكنها لم تستطع منعها



فقد فات الاوان


لكن ليست هذه هى النهايه



فتحت عينيها مره اخرى


لكن هذه المره جفت الدموع



فقد قررت ان تحصل على كل ما فاتها من حب امها


فمازال هناك زيارات قادمه



ومؤكد زوجها سيسمح لها بقضاء بعض الايام مع امها


فهو رجل متدين .. خلوق وطيب وقلبه رقيق جدا



اختي


كثيرا ما نرى هذه القصه فى حياتنا



نكتشف حنان الام بعد خروجنا من عشها الى عش الزوجيه


لكن لم يفت الاوان



اختى


لا تاسرى مشاعرك فى قلبك



حرريها ..... مع من حملتك فى قلبها قبل رحمها


مع من سهرت عليك ليال طويله



مع من كانت تعد الدقائق لتعرف ماذا فعلت فى الامتحان


لمن فرحت بنجاحك اكثر منك انت



لمن تفكر فيك اكثر من تفكيرك فى نفسك


لمن تهديك روحها هديه رخيصه فى سبيل سعادتك



مهما كانت اماك قويه قاسيه فهى تحبك


ولكن احيانا تفتقد الى ادوات اظهار هذه المحبه



واحيانا انت ما تفقدينها هذه الادوات


انتهزى فرصة وجودها معك



وانهلى منها قدر استطاعتك


فحنانها نبع لا ينتهى ابد الدهر


انهلى منها


قبل ان ياتى يوم



ينفذ فيه اللقاء


يوم ليس فيه غير حفنات من الذكريات


والكثييييير من الالم والندم


يوم لا ينفع ندم

0
318

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️