أفضل وسيلة لمواجهة الأحداث غير المتوقعة
أن تعرفي كيف تحسنين التصرف في جميع الظروف، هو تحد كبير. إذا كنت من الأشخاص الذين يفقدون السيطرة على أعصابهم، ويجتاحهم القلق أمام أي طارئ، أو ممن يعانين أمام الأحداث التي تأتي من دون سابق تخطيط، فإن قراءة الموضوع التالي سوف تعلمك كيف تحافظين على هدوئك وتنظرين إلى كل الأمور الطارئة بنسبية.
يتفق المتخصصون في علم النفس على أن الأحداث غير المتوقعة هي واحدة من أكبر أسباب التوتر والضغط العصبي لدى الأشخاص الذين يحرصون على تنظيم وقتهم، ذلك أن كل المهام والمسؤوليات التي تلقى على عاتقهم خلال اليوم فجأة، من دون أن يكونوا قد وضعوها في جدول أعمالهم، تربك نهارهم وتزيد من توتر أعصابهم، ما يعني أن أفضل وسيلة لمواجهة الأحداث غير المتوقعة هي توقعها والتنبؤ بها، لكن هل يمكننا فعلاً توقع كل شيء؟ يبدو ذلك أمراً خيالياً.
الأجندة مقدسة
لماذا تكون الأمور المفاجئة مصدراً للقلق والتوتر؟ لأنك غالباً ما تبدئين يومك وقد حددت مسبقاً الأمور والمهام التي يجب أن تنجزيها خلال اليوم، سواء في العمل أم في البيت، تكونين قد حددت أولوياتك ورتبتها لكي تنتهي منها الواحدة بعد الأخرى. بعد ساعتين من الوصول إلى المكتب مثلاً، يتصل بك رئيسك ليكلفك بمهمة جديدة، أو يأتي إليك عميل لكي تنجزي له خدمة ما، أو يأتي زميل لطلب المساعدة منك. وقد يحدث كل هذا دفعة واحدة فتشعرين بأن العالم ينهار فوق رأسك، وأن هذا فعلاً مشكل يستوجب حلاً، ويبدأ التوتر والقلق. مع ذلك، عليك ألا تنسي أن كل هذه الأمور الطارئة والتكليفات الجديدة هي أيضاً جزء من عملك، وإنجازها أمر ضروري، فلماذا تزعجك وتشعرك بالتوتر؟ إنها تسبب لك التوتر لأنك ترتبطين بالأجندة التي أعددتها مسبقاً ليومك إلى حد تقديسها، وهذا أمر لا يجب أن يكون.
نحن لا نحب الأحداث المفاجئة لأننا لا نحب التغيير، فعندما نكون قد خططنا لشيء بطريقة معينة، فإننا نقاوم أي شيء من شأنه أن يحدث تغييراً في الجدول الذي أعددناه، وننظر إلى التغيير على أنه تهديد، وأنه عنصر غريب سيزعجنا، على الرغم من أنه جزء من عملنا. إذن فالأمر لا يعدو كونه زاوية نظر، أي أنها نظرتها إلى الحقيقة وليست الحقيقة ذاتها. والخلاصة هي أن اللامتوقع هو جزء من عملنا اليومي. لهذا، علينا أن نتوقعه ونتقبله ونتعلم كيف نتعامل معه.
التعامل مع اللامتوقع
عندما يطرأ لديك أمر
ما، فأول شيء عليك فعله هو أن تقيميه وتعرفي مدى استعجاله، وهل يلزم إنجازه حالاً أم أن في الإمكان أن ينتظر حتى تنتهي مما أنت منشغلة به. إذا كان مستعجلاً، علقي مؤقتاً المهمة التي بين يديك إلى أن تنتهي من هذا الأمر الطارئ، على أن تعودي إليها بمجرد الانتهاء منه. وإن كان مهماً لكن يمكنه أن ينتظر، فأعيدي إلقاء نظرة على أجندتك وأوجدي لهذه المهمة الجديدة مكاناً حسب أهميتها. إذا رأيت أنه لا يمكنك أن تنجزي كل شيء اليوم، فأجلي أقل أعمالك أهمية إلى أجندة اليوم التالي، وهكذا يصبح اللامتوقع جزءاً من أجندتك.
توقع اللامتوقع
كم من الوقت يستغرقه منك إنجاز المهام التي لم تكوني تتوقعينها لكنها هبطت على رأسك فجأة؟
احسبي هذا الوقت، وأضيفيه إلى أجندتك. وهكذا، فأنت تتوقعين اللامتوقع وتتركين له حيزاً من وقتك اليومي حتى لو كنت لا تعرفين ما هو. مثلاً، لديك اجتماع من الثانية إلى الرابعة ظهراً ولديك موعد من الرابعة والنصف إلى السادسة، لماذا لا تجعلي الموعد الثاني من الخامسة إلى السادسة والنصف؟ فربما قابلك زحام في الطريق، وربما طال الاجتماع في الموعد الأول أكثر مما تتوقعي؟
وهكذا تكونين قد وضعت في أجندتك وقتاً للامتوقع. وهكذا دواليك، اجمعي كل الأوقات التي تضيع منك في أشياء مفاجئة واتركي لها مكاناً في أجندتك اليومية. وهكذا ستنجزين كل ما خططت له من أعمال مهمة من دون أن تأتي أحداث غير متوقعة لكي تفسد يومك. ...
دون أن تأتي أحداث غير متوقعة لكي تفسد يومك. وتذكري أن الأحداث اللامتوقعة التي يمكن أن تزعجك هي تلك الخالية من الأهمية والتي لا تدخل في إطار تكليفات عملك. أما الباقي والذي يرتبط بعملك أو بمصلحة أسرتك، فإنه أيضاً جزء من هذه المهام الضرورية والتي لا ينبغي أن تزعجك.
تذكري دائماً
إذا كنت ممن لا يمكنهن أن يمنعن أنفسهن من النظر إلى الجانب الفارغ من الكأس، وإذا كنت من النساء اللواتي يجعلن من الحبة قبة ويحولن مشكلة صغيرة إلى هم كبير إذا صادفهن أمر غير متوقع، فإن النصائح التالية تهمك:
- انظري إلى أي شيء يحدث في حياتك نظرة نسبية، لا تنظري إليه على أنه كله شر في شر أو أنه كله خير في خير. يجب أن تكوني متفائلة لكي تقللي من الأثر السلبي لأي واقعة مفاجئة في حياتك، مثلاً إذا حدث شيء ما جعلك تفوتين مقابلة توظيف أو تفشلين فيها، فقولي لنفسك، لا يهم، وفكري في الأمور الأخرى الإيجابية في حياتك والنعم التي يحيطك الله بها. فكري مثلاً في أنك نجحت في دراستك وفي علاقاتك الاجتماعية وفي زواجك إن كنت متزوجة.
- عند مواجهة موقف صعب غير متوقع، فكري في كل الأحداث الصعبة التي مرت في حياتك وتخطيتها وكل التحديات التي واجهتها، مثل المرض الشديد، فقدان إنسان عزيز، وليكن شعارك الدائم: «ما لا يقتلني يقويني».
- ذكري نفسك في المواقف الصعبة وغير المتوقعة أنك بالتأكيد لست أتعس إنسانة في العالم، فهناك أشخاص آخرون يواجهون مواقف أصعب من الذي تواجهينه الآن ويتغلبون عليها، وهكذا ستعرفين أن ما تمرين به من أزمة أو توتر لا يرقى إلى درجة المأساة كما تتصورين أنت، وإنما هو أزمة عادية جداً. حاولي أن تضعي مسافة بينك وبين عواطفك وفكري بعقلك، واشغلي نفسك بأي شيء يمنعك من التفكير في الأسوأ.
- يمكن للمشاعر السلبية، مثل: التوتر والضغط أن تجعلك تمرين بالقرب من لحظات سعادة حقيقية من دون أن تلحظيها وتستمتعي بها. لهذا، يجب أن تتعلمي كيف تسيطرين على مشاعرك السلبية وتمنعيها من الطفو إلى سطح حياتك وإفسادها، خذي ورقة واكتبي فيها كل الأشياء التي تسير بخير في حياتك واكتبي في جهة أخرى من الورقة المشاكل التي طرأت في حياتك ذلك اليوم وقارني بين عدد هذه وعدد تلك. سوف تجدين أن الأشياء الإيجابية أكثر، وأنه لا داعي لجعل ما هو سلبي يطغى على ما هو إيجابي.
- عليك أيضاً أن
تطوري قدرتك على تقبل الأشياء، لا ينفع أن تقاومي أشياء صارت من الواقع، لمجرد أنك لم تكوني ترغبين فيها أو لم تكوني تنتظرينها، وبدلاً من أن تحاربيها وتتوتري، حاولي أن تتحكمي فيها وأن تروضيها وأن تنتهي منها لكي تنتقلي إلى عمل شيء آخر.
- عندما يواجهك موقف صعب أو غير متوقع، جربي الاسترخاء. حاولي أن تتنفسي ملء صدرك، وجربي أيضاً أن تجلسي وحدك للحظات وتمارسي رياضة التأمل. إن من شأن هذا أن يساعدك على التخلص من الهموم والنظر بصورة أكثر شمولية واتزاناً إلى الأمور.
آهات شامخه @ahat_shamkhh_1
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
آهات شامخه
•
للرفع
الصفحة الأخيرة