السلاام عليكم .. نظراا لحلووول موسم السفر .. اخترت هذا الموضووع المفيد ..
أفكار دعويه في حقيبة السفر ..
دلالة الناس على خالقهم، ودعوتهم إليه؛ من أَشرف الأَعمال، وأَرفع العبادات، وأبرز مهام الأنبياء والمصلحين، وأَخصّ خصائص الرسلِ أجمعين، (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
وكل أحد مطالب أن يجتهد استطاعته وإمكاناته في تعريف الناس بخالقهم، وبالغاية التي خُلقوا من أجلها، بحسب ما يتاح له من وسائل دعوية؛ ليعيش الناس في هناءة وسعادة واستقرار، فيأتي يوم القيامة، وقد رُصدت له جبال من حسنات ترتقي به في جنات رب العالمين، وتسعده في دنياه بإذن الله، (مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ).
جاء في سبب هذا الحديث أنه (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ إِنِّى أُبْدِعَ بِي فَاحْمِلْنِي فَقَالَ: مَا عِنْدِي. فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ).
والحديث فيه "فَضِيلَة الدَّلَالَة عَلَى الْخَيْر وَالتَّنْبِيه عَلَيْهِ، وَالْمُسَاعَدَة لِفَاعِلِهِ، وَفِيهِ: فَضِيلَة تَعْلِيم الْعِلْم وَوَظَائِف الْعِبَادَات".
إنني أخواتي الكريمات لستُ ممن يطالبكن بتحويل السفر إلى برامج عمل أخرى (قد) لا تتوافق مع السياحة والاستجمام المطلوبين في سفرك السياحي، ولكنني أثق أن للدلالة على خالقك ومولاك أولوية قصوى في حياتك، وأن دينك الحنيف قد انتشر بالسلوك الحسن الذي مارسه أتباعه، بالدعوة بالقدوة وبالتي هي أحسن من قِبَل التجار والمهاجرين.
والوسائل الدعوية كثيرة جداً، أعرض خمساً منها لمناسبتها لكل أحد بإذن الله:
1- الدعوة بالقدوة والسلوك الحسن:
لكل منا رسالة ينبغي له أن يقوم بها، ويوصلها للآخرين على الوجه الأكمل، والمسافر كذلك ينبغي له أن ينشر رسالة حين سفره، رسالة للآخرين تُعَبِّرُ عن قيمه وأخلاقه، رسالة ليست بالكلام فقط، بل بالسلوكيات والمنهج الذي يمارسه، ويحافظ عليه.
إن مظهرك أختي الكريمة ومفرداتك وإيمانك بما تدعين إليه هي أول رُسُلٍ منكِ إلى قلوب من تدعينهن وتختلطين بهن، فإن استطاعت رُسلُك الوصول إلى قلوب الأخريات، كان تحقيق ما تريدين هيناً بحول الله وتوفيقه.
قال الله تعالى على لسان يوسف -عليه السلام- وهو يدعو من معه في السجن إلى الله (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ). ، لنتأمل تلطفه معهم حيث جعلهم أصحاباً له في السجن بقوله: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ)، ولم يقل (يا مساجين) أو كلمة نحوها، مع أن سبب دخوله السجن ليس كسبب دخولهم.
إنَّ (الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)، فإن رافقتها القدوة الحسنة، والابتسامة الحانية، كان ذلك أعظم وأبلغ وسائل الدعوة؛ فالتقليد والمحاكاة غريزة في كيان الإنسان، يجد في أهل الفضل والخير والمعروف مُثُلاً عُليا، ونبراساً يُهتدى به.
هذا الإمام أحمد -رحمه الله- يحضر درسه (5000) طالب، منهم (500) يكتبون، و(4500) يستمعون ويتعلمون من سَمته وخُلقه وأدبه. فإن لغة الجسد أكثر تأثيراً من لغة اللسان، فهي تمثل (55%) من التأثير، في حين أن الصوت يمثل (38%)، وتبقى الكلمات المنطوقة لتحتل (7%) فقط.
إن مستويات الفهم للحديث يتفاوت من شخص لآخر، لكن الجميع يستوون أمام الرؤية، وسلوك الفتاة أنموذج حي، أبلغ من ألف خطبة رنَّانة ومحاضرة بليغة، الأخريات ينظرن إلى حسن خلقها، وطيب حديثها، وجمال مظهرها ومخبرها، وحسن تعاملها، ومحافظتها على شرائع ربها.
وإذا بحثتَ عن التقيِّ وجدتَهُ --- رجلاً يُصدّقُ قولَه بفِعالِ
تقول إحدى الأخوات: "لم تكن والدتي كثيرة أمرٍ أو نهي، لكن أفعالها تنطق بما تريد، فما ذكرت أمراً إلاّ كانت هي أول من يسبق إليه، و والله ما فَتحتُ عيناي من الليل، إلاّ وأجد أمي تناجي ربها، فتأصّل في قلبي حبّ قيام الليل من فعل أمي". .
2- توزيع شيء من البطاقات والكتيبات الدعوية الخفيفة:
كُتيبات وبطاقات لا تتجاوز حجم الكف، ككتاب حصن المسلم، أو بطاقة أذكار ما بعد الصلاة، أو تلك التي تتحدث عن الإيمان بالله، و عظمة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، و بر الوالدين وصلة الرحم ونحو ذلك، بلغة أهل البلاد التي تزورينها، تتركينها على مقعدك في المطعم أو في الحافلة أو في المنتزهات والاستراحات، أو تهدينها إلى واحدة ممن تلتقينهن هنا أو هناك، أو تجعلينها في استقبال الفندق؛ قد ينير الله به قلب أَمَةٍ لم تكن في حسبانك، فالكتاب من أهم وسائل الدعوة إلى الخير؛ إذ إنه يخاطب العقل والعاطفة معاً.
3- زيارة الأماكن الخيرية والدعوية للشدّ من أزرهم:
يمكن أن يتضمن البرنامج السياحي زيارة للمراكز الخيرية والجهات الدعوية، فإن فيها خيراً ودعماً لهم كبيراً، وشداً من أزرهم، وإعانة لهم على الخير.
4- كوني مفتاح خير لمن معك:
ينبغي استغلال كل مناسبة للدلالة على الخير لدى أهلك ومن معك؛ فحين رؤية جمال خلق الله مثلاً يمكن استذكار شيء من الآيات الكريمات، أو الأحاديث النبوية المتعلقة بالتفكر في مخلوقات الله، وحين الدخول إلى قرية أو بلد يتم التذكير بالدعاء الوارد، ونحو ذلك، يقول صلى الله عليه وسلم: (فطوبى لمن جعله الله مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر، و ويل لمن جعله الله مفتاحاً للشر مغلاقاً للخير) .
5- المناصحة الفردية:
وهي مخاطبة المدعو منفرداً عن الناس إذا كانت المسألة تخصه، (أم محمد) من السعودية فتاة تَتَّخذ من الحجاب الساتر شعاراً لها، تقول:
دخلتُ أحد المجمعات في إحدى الدول الأوربية، ذهلتُ وأنا أرى بجواري امرأة في العقد الثالث من عمرها، وقد كشفت عن معظم جسدها، حتى إنَّك لا تفرِّق بينها وبين بعض الفتيات الكافرات المتحرِّرات.. الغريب أنها تتحدَّث العربية مع زميلة لها. اقتربتُ منها، وبابتسامة صادقة، رحَّبتُ بها ودعوت، وبعد حوار يسير تبين أنها من بلاد المسلمين، ووالدها يأتي بهم كل صيف، فيتركهم دون متابعة وعناية، ليتفرَّغ هو لأعماله. ذكَّرتها على انفراد بمن تكون، فرأيت التأثر بادياً على محياها، ووعدتني بأن تكون على خير بإذن الله.
و داعية مسلم شهير سكن مدينة ميونخ الألمانية، وجد عند مدخل المدينة لوحة كبيرة مكتوباً عليها بالألمانية (أنت لا تعرف كفرات يوكوهاما)، فكانت الفكرة! أقام هذا الداعية لوحة أخرى بجوار تلك اللوحة كتب عليها (أنت لا تعرف الإسلام، إن أردت معرفته فاتصل بنا على هاتف كذا وكذا)، وانهالت عليه الاتصالات من الألمان من كل حدب وصوب، حتى أسلم على يده في سنة واحدة قرابة ألف ألماني ما بين رجل وامرأة، وأقام مسجداً ومركزاً إسلامياً وداراً للتعليم.
وأخيراً طوبى لمن يصدق فيها قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الْخَيْرَ).
منقول للفائده .. لا تنسو الدعااء لي ولعامة المسلمين والمسلمات
الرحــــيق @alrhyk_4
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مرة عبدالرحمن
•
الصفحة الأخيرة