ايشوريه @ayshoryh
محررة فضية
أم الزين
ام زين
هذه القصة حقيقة حدثت في زمن ليس بالبعيد
اجتمعت الأم والأخوات ينظرن في طلب إبنهم للزواج ويستعرضن من يعرفن من البنات هل تناسب أخيهن
الإبن أملى شروطه ومواصفاته وقال أرضى بمن ترونه من البنات تتصف بهذه الصفات وبما أنهم أناس
محافظون والرؤية الشرعية في مجتمعهم كانت محدودة فلذلك لم يرد أن يحرج نفسه أو يحرج الفتاة
اجتهدت الأم والأخوات وخطبن له من يرون انها تناسبه .
تم الزواج وابتهج الجميع وأخذ الشاب زوجته من القاعه وتوجه إلى الفندق ولما دخل الغرفة وكانت الفتاة في
أشد حالات الخجل ولكنها أحست بشئ غريب فهو لم يرفع طرفه إليها إلا أول مادخل عليها في غرفتها
في القاعة ولم يلبث سوى دقائق ليتقبل فيها التهاني من والدته وقريباته.
دخل بتثاقل ثم بدل ملايسه واستلقى على السرير وعيناه متسمرتان في سقف الغرفة
أما الفتاة فبدلت ملا بسها وجلست على الأريكة بحيث لا يرى وجهها ولكنها تستطيع أن ترمقه بطرف خفي
مرت ثلاث ساعات وهو على ذلك الوضع لم ينم ولم يتحدث سكون وهدوء قاتل ... ثم سمعت صوته الهادئ
أتريدين أن تنامي تعالي إلى السرير وأنا سأجلس على الأريكة فردت بما يشبه الهمس لا رغبة لدي بالنوم
واستمرا على تلك الحال إلي ان تردد صوت المؤذن الشجي وأطلقت معها تنهيدة خافتة وكأنما كانت تنظر
الأذان لتفزع لصلاتها وتبث خالقها شكواها من ليلتها التي كانت أثقل ليلة مرت في حياتها .. وهو لم يكن
أحسن منها حالا حيث لم يغمض له جفن فهب وامتثل نداء الحق فصلي ..
بعد ان أدت صلاتها بقيت برداء صلاتها كأنما كنت تنشده الدفء لما احست بالصقيع الذى بدا أنه سيلازم
حياتها.. أم هو فأدار قرص الهاتف ليطلب الإفطار ثم وقف خلف النافذة يتأمك بلا ادراك السيارات والمحلات
التجارية إلي ان دق النادل باب الغرفة محضرا الإفطار جر عربة الإفطار وأوقفها أمامها وقال تفضلي لابد أنك
جائعة فشكرته ثم استدار ليتجه إلى النافذة فهمست وأنت قال كلي أنت انا لم أشعر بالجوع بعد
لم تمد يدها للاكل وبقي الاكل امامها لم يمس
جلست مطرقة تنظر إلي الأرض وفي داخلها بركان تتمنى لو تصرخ بأعلى صوتها وماذا بعد وماذابعد
في هذه الأثناء سمعت وقع خطواته خلفها فارتعدت جلس على الاريكة الجانبية بحيث يكون بعيدا عنها وفي
الوقت نفسه غير مقابلا لها أحست بارتباكه يفرك يديه وجبينه يتفصد عرقا قال لها بصوت متهدج أنا لا أريد أن
أظلمك معي لست أنت من أريد لست كما صورتك التي في خيالي حقيقة لا أشعر تجاهك بشئ
حقائبك موجودة في شنطة السيارة
كان من المقرر سفرنا اليوم إلى مكان عملي أما والحال كذلك فأنا لن أضرك بشئ وسأعيدك إلى أهلك
والمهر لا أريده.. نظرت إليه بعينين تملؤها الدموع بدت تريد الكلام لكن نشيجها بدد الحروف بين شفتيها
ثم استجمعت قواها ورفعت راسها وقالت كيف بي وقد تكلم الناس في عرضي أرجعها صبيحة زواجها ...
لي إليك رجاء ابقني شهرين معك استدفع بها استدفع بها أقاويل الناس ثم بعد تمامها أعدني إلى أهلي
وأنت بحل .. صمت هنيهة يفكر ثم سمعته يقول لنفسه أسألك العون ربي ثم قال كما تريدين أختي
استبشرت وقالت جزاك الله خيرا .
سافر بها إلى مقر إقامته وكان الطريق يستغرق حوالي الأربع ساعات لم بسمع أحدهما من الآخر كلمة
فلما وصلا أنزل الحقائب وأشار إلى غرفة النوم وقال أنتي نامي هنا وأنا سأنام في المجلس
قالت بل أنا أنام في المجلس وأنت نم في غرفتك التي بها أغراضك وأنا سأترك أغراضي في الحقائب ولن
اخرج منها إلا ما أحتاجه في هذه المدة .
دخل غرفة نومه بعد صلاة العشاء .أما هي فلم يغمض لها جفن وكانت تدور في الشقة وتنتابها احاسيس
متفاونة بين شعور بالغربة والخوف من المستقبل وتتساءل هل تهورت في طلبها البقاء .
الشقة كانت جميلة ومرتبة ترتيبا ينم عن ذوق صاحبها ثم توجهت إلى قرة عينها الصلاة فصلت ما شاء لها أن
تصلي إلى ان أذن للفجر فذهبت وطرقت باب غرقته لتوقظه للصلاة ثم عادت إلى المجلس حتى لا يراها
بعد أن صلت الفجر ذهبت للمطبخ وأعدت له الإفطار وكانت ممن أنعم الله عليها بحسن الطهي وطريقة
تقديمه ثم وضعته على طاولة في الصالة بحيث يراه عندما يريد أن يخرج لعمله واختفت حيث لا يراها
وفعلا مر بالافطار ورآه فاكل منه ثم خرج إلى عمله وبعد ان خرج دخلت لغرفته ورتبتها وغسلت ملابسه
ورتبت باقي المنزل وعطرته واضافت لبعض اركانه من لمساتها ثم أعدت له الغداء ووضعته على الطاولة لما
سمعت صوت مفتاحه ثم انصرفت حيث لايراها وكانت تحرص كثيرا الا يراها وكأنها بكل هذا تريد ان ترد له
جميلا عليها ولكن كثيرا ما يلمحها فيشكرها على خدمتها ولايزيد على كلمات الشكر شيئا
واستمرت على هذه الحال فترة إلى أن عاد ذات يوم من عمله ووجد طعاهمه كالمعتاد ماكل فلما رفع
المنديل ليمسح يده وجد تحته ورفة مكتوب فيها أشكرك من اعماق قلبي لقد كنت كريما معي وشهما واليوم
واليوم تمام الشهرين وحقائبي خلف الباب بعد أن تصلي العصر احملها معك للسيارة لتوصلني لأهلي
ومرة أخرى جزاك الله خيرا
شرد بذهنه قليلا يفكر ثم قام إليها ماشيا بهدوء ودخل عليها المجلس وكانت في أبهى حلة حيث تزينت
للقاء اهلها فلما رأته ارتبكت فاقترب منها فتراجعت للخلف فمد يديه لها وسحب يدها واحتوها بين يديه
ولأول مرة تلتقي عيناهما وهالها أن رأت عيناه مغرورقة بالدموع ثم أجلسها بجواره ثم قال أنتي الكريمة أنالا
أستحقك أنت كل هذه الفترة تزرعين حبك في قلبي وأنا أقاوم لم ادري كيف أصنع كنت محرجا منك كنت
أسهر الليالي ادعو ربي أن يجعل لي مخرجا لقد رأيت جمالا باهرا جمال داخلي بروحك وجمال خلقك وخلقك
قد لا تصدفين كيف كنت استرق النظر لك وانت لا تشعرين كيف ارسم لألتقيك وأنت تنأين بنفسك وتحرصين
ألا أراك ولكني لا أستطيع ان اتخيل نفسي بدونك وأنا أقولها بكل تجرد أنني أحبك .. أحبك حبا ليس وليد
اللحظة إنما هو حب تغلغل مشاعري .. ولكني لا أرغمك فأنت بالخيار قد أكون جرحتك ولك الحق فيما
تتخذينه ثم رفع ذقنها بيده ليرى دموعا ساخنة اذابت كحل عينها فمسحها بيده ثم نظرت إليه وابتسمت
ابنسامة نقيهة فقابلها يضحكة من قلبه وقال هل أعتبر هذه الابتسامة رد لصالحي فطأطأت راسها فاحتضنها
وقال قد يكون ماحدث لنا رحمة من الله ليولد حبنا قويا ويبقى قويا طول العمر , قولي بمشيئة الله فقالت
وهي تغالب عبراتها بمشيئة الله.
القصة حقيقية ولكني صغتها باسلوبي المتواضع فسبحان مقلب القلوب
وصلتني عبر الايميل . :)
4
406
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
قصة راااااااااااااااااائعة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،