أنــــــــــا مجرد...شجرة عجفـــــــــــــــــــــــــــ ــــــاء...!!

الأسرة والمجتمع





















ولكن لن اكون سوداوية اكثر ,, سأقول ممكن تحصل





> > الله يرحم ســـعد ويغفر له ويرزقه




> > دار احسن من داره وأهل خير من اهله




> > ويعوضه صبره كل خير





>




> > أيُ عائلةٍ ثريةً كانت




> > أم




> > فقيرة، هناك فقط وسيلةٌ




> > واحدةٌ تثبت ثراءَها الحقيقي،




> > الثراءُ الذي يهمّ فعلا،




> > وهو




> > الثراءُ الذي يهبه




> > الحبّ.




> > هذه رسالة وصلتني من




> > زوجةٍ سعوديةٍ،




> > وقصتها كما تقول شهرزاد في ألف




> > ليلة وليلة: «قصة تُكتـَبُ بالإبر




> > على مآقي البصر لتكون




> > عبرةً لمن اعتبر». قصةٌ جعلتني




> > أرتفع عن واقعي، وأسبح في




> > عوالم متباينةٍ من




> > العواطف، أغالب الدمعَ مرات،




> > وأتوهج بالابتسامة حينا.. كتبَتها




> > لي




> > بإنجليزيةٍ صافيةٍ، لأنها




> > لا تعرف أن تكتب وتعبر كما تريد




> > بالعربية، وأترجمها




> > هنا




> > وأنا أعرف أني لن أكون




> > أميناً في نقل العاطفة المتدفقة،




> > وشعور المحبة الخفية الغامرة،




> > ومقدار الوفاء الذي يقطرُ عذوبةً،




> > رغم التشنّج، من الكلمات. قصةٌ




> > تعطي




> > أجمل وأسمى معاني الحب




> > المتفاني من زوجٍ لزوجته، قصة




> > تلمع مثل كوكبٍ دري بين




> > أجسام معتمة من قصص




> > المآسي الأسرية التي نتداولها كل




> > يوم، قصةٌ تقول إن كلّ واحدٍ منا




> > من




> > الممكن أن يهبَ الحبّ،




> > وإنه بهذه الهبة يكون من أكثر




> > الناس سعادة على الأرض..




> > لأن




> > مكافأتها اتصالٌ روحي مع




> > الرضا الكلي لقرارة النفس، وسلامة




> > الوجدان، وصحة




> > الكيان، وسموّ




> > العطاء.




> > «أنا امرأةٌ




> > مريضةٌ نفسيا، أو لك أن تقول




> > مصابة بذهانٍ عقلي، وللأسف فإن




> > هذه الظاهرة تتوارث في الأسرة،




> > فقد كانت أمي مصابة بذهان




> > عقلي عنيف جعل حياتها قطعة من جهنم




> > على الأرض، حيث لم تعش إلا على




> > مذاق




> > الضرب والإذلال من أهلها




> > ثم من زوجها الذي هو أبي، ثم من




> > زوجاتِ أبي اللاتي كنّ يكوينها




> > بالنار، ويتمتعن في تعذيبها.. لم




> > تعرف أمّنا أن تربينا، كانت كل




> > حياتها لا تتقلبُ إلا




> > على جمر الكراهية والاحتقار. وكان




> > قلبُ أمي مجدبا خاليا من




> > أحاسيس الأمومة،




> > خاليا تماما من الحب، كما تخلو




> > الصحراءُ من قطرةِ ماء. لذا عاشتْ




> > أمي




> > وماتت فقيرة في الحب، لم




> > تنله، ولم تعطه.




> > والمرض انتقل لي من




> > الطفولة، وصرتُ أتلقى




> > المصير ذاته من كل يدٍ تطولني، كنت




> > أُضْرَبُ من أبي، ومن إخواني،




> > ومن




> > أخواتي، ومن زوجات أبي،




> > ومن مدرساتي.. وحتى أن أولَ طبيبٍ




> > عرضتني عليه خالتي




> > صفعني على وجهي من




> > أول مقابلةٍ، وما زال بي ضعفُ سمعٍ




> > من تلك الصفعة التي أشعر إلى




> > اليوم بثقل اليد




> > الآثمة التي هوَت علي. ثم رأى أبي




> > وبتحريضٍ من الجميع أن أنقطع




> > عن




> > الدراسة وأنا في الثانية




> > عشرة من عمري، وعشتُ حالة أمي:




> > فقيرة للحب، لا أعطيه




> > ولا




> > أناله. لقد طعنتُ أخي




> > الصغير غير الشقيق بالسكين،




> > وأحرقتُ يوما مطبخ




> > العائلة، ومزقتُ يدَ




> > بنت الجيران بأسناني، لا لسببٍ




> > إلا لهذا الكره الذي يثور في قلبي




> > مثل




> > عفريتٍ من نار.




> > لذا حين بلغت الخامسة عشرة




> > من




> > عمري، كان تفكيرُ أبي




> > الوحيد أن يتخلص مني، حبسني في




> > غرفةٍ، ولكني نكّدتُ




> > هناءتهم بصراخي




> > الليلي حتى إن الجيران شكوا كثيرا.




> > حاول أن يدخلني مدرسة داخلية




> > بالخارج ولكني هربتُ




> > منها.. ثم علِم أبي أني يوما أختبئ




> > في غرفة حارس المنزل،




> > فأعادني للبلاد..إلى




> > الغرفةِ المشئومة.




> > وكان هناك سعد (الاسم




> > مستعار) وهو أحد موظفي




> > والدي بالشركة ويكبرني بعشرة




> > أعوام، فقد كان وقتها بالخامسة




> > والعشرين من عمره وأنا في




> > الخامسة عشرة. وصار ديدنُ أبي




> > الوحيد هو إقناع الشاب سعد




> > بالزواج بي.. على أن «سعد»




> > وأهلـَهُ قاوموا الفكرة بشدة، حتى




> > طرأتْ على أبي فكرةٌ لا تُرَد




> > ولا




> > تُصَد.. أغرى سعد بالدراسةِ




> > في الولايات المتحدة على حساب




> > الشركة تحت شرطٍ واحد:




> > أن




> > يتزوجني وألاَ يراني ولا




> > هو أبداً بعد ذلك.




> > وافق سعد، وأقيم لنا حفلٌ




> > مثل




> > المحافل السرية سريعٌ




> > وسابقُ التجهيز، واتجهتُ وأنا




> > عروس في الليلة ذاتها




> > للمطار للسفر إلى




> > الولايات المتحدة، بعد أن شرط




> > سعدُ أن يضمن من أبي مبلغاً مقدّما




> > كبيراً من المال،




> > وضمانة بنكية لكامل دراسته، وهذا




> > ما حصل.. وتخلص مني أبي إلى




> > الأبد.




> > في الطائرة كان سعد




> > صامتاً، ثم صار يبكي




> > طوال الرحلة.. ولم يكن سعد يعني لي




> > أي شيء، بل لم يكن هناك أي إنسانٍ




> > يعني




> > لي أي شيء أبدا.. ولم تتجاوب




> > عواطفي مع دموعِهِ، كنتُ كتلةً من




> > الجليد، لا بل من الخشب العفِن




> > الجاف. حين وصولنا لأمريكا قلتُ




> > لسعد: «تخلص مني يا رجل، فأنا




> > خطرةٌ عليك، بل




> > خطرة على حياتك، فأنا لا أعرف إلا




> > أن أقدم لك شيئا واحدا: الكراهية.




> > فأنا




> > أكرهك جدا، ولا أعرف غير




> > هذا الإحساس وليس في داخلي غيره كي




> > أعطيك، تخلص مني، هذه أمريكا،




> > ارمني بأي مكان، بأي معهد، بأي




> > مستشفى، فمعك الآن ثروة من




> > المال..» على أن «سعد» لم ينبس




> > ببنتِ شفةٍ ثم انخرط في بكاءٍ




> > كبكاء الأطفال.. فازدريته وكرهته




> > أكثر، ولو كان معي




> > سكينٌ لشققت عينيه اللتين تنبعان




> > بالدموع.




> > «..




> > حين وصلنا لشقتنا الصغيرة




> > في




> > إحدى ضواحي ولاية «يوتاه»،




> > جلس سعد أمامي، ثم أخذ كلتا يدَي




> > وراح يقبلهما، وقال لي: «اكرهيني كما




> > تشاءين، فأنا لن أنسى أنك صاحبة




> > فضل ومنّةٍ عليّ، أنا صنيعةٌ




> > من




> > صنائعك، لولاك لما تيسر لي




> > إكمال دراستي هنا، وهي أكبرُ




> > أحلامي، وأقوى




> > طموحاتي، وتأكدي أني




> > سأبذل كل بقية عمري لإسعادك».




> > ولكنه كان يخاطب كتلةً عجفاء من




> > الخشب الأجوف من أي




> > عاطفةٍ نبيلةٍ.. ففاجأته برفسةٍ




> > أسالت الدماءَ من لثته.. وكأني




> > في




> > داخلي اشتقتُ للضرب الذي




> > اعتدتُ عليه طيلة حياتي، وكنت




> > أتوقع أن يضربني دفاعا




> > عن




> > نفسه.. إلا أنه ذهبَ وفرش




> > سجادته وراح يصلي.. وفي داخلي




> > تمورُ زوابعُ الغضب والكراهية،




> > فقفزت عليه وهو راكعٌ ورحتُ أضربه




> > وأعضّه وهو يصرخ من الألم، ثم




> > مسك




> > يدَيْ بكل ما أوتي من قوة،




> > حتى انهرتُ من التعب.. ونمت. وكانت




> > هذه أول ليلة بين زوجين حديثي




> > الزواج. في الصباح، وكنت قد هدأتُ




> > من النوبةِ العصبية، مع أني لا




> > أراه




> > كما يرى الناسُ الناسَ،




> > وإنما أراه يداً عملاقة خشنة بلا




> > رحمة ستهوي على صدغي وتحطمه كما




> > فعل بي ذلك الطبيب، وكما فعل أهلي




> > منذ عرفتُ الدنيا، أخذني سعد




> > إلى




> > مستشفى يبعد عشرين ميلا عن




> > ضاحيتنا، حيث تسلمني ممرضون ضخام




> > ملفعون بالبياض، واحتجزوني




> > بعيدا عن سعد.. وهناك بقيتُ أربع




> > سنوات.




> > «هل تركني سعد




> > وتخلص مني أخيرا؟» هذا ما كنت




> > أفكر فيه وأنا محجوزة في غرفةٍ




> > بيضاء فيها سرير بأغطية نظيفةٍ،




> > وحمّامٌ لصيقٌ ناصع




> > البياض.. وكنت أود أن أمزق كل شيءٍ




> > حولي، ولم أجد إلا لحمي، على




> > أن




> > محاولاتي راحتْ هباءً




> > عندما وعيت علي يدَيْ المربوطتين




> > بوثاقٍ قوي مغطى




> > بطبقةٍ أسفنجيةٍ حتى




> > لا تُدمي معصمَي.




> > على أن سعد جاء يزورني




> > عندما أخرجوني




> > للقاء طبيبي المعالج، وكان يرتعد،




> > وعلى وجهه علامات فزع حقيقي وخوف،




> > وقال




> > لي مرة أخرى: «عاهدتك بأني




> > سأبقى معك إلى الأبد، ولو تطلب




> > الأمرُ أن أسكن معك هنا..»،




> > فبصقتُ في وجهه. مسح وجهه وهو يكرر:




> > «حتى لو سكنتُ معك».




> > أربعُ سنواتٍ وأنا في




> > المعهد، وسعد يتابع




> > دراسته حتى حصل على البكالوريوس،




> > وسجل في الماجستير، وكان يعمل في




> > فندق




> > بالمدينة كحامل حقائب مع




> > أن والدي لم يتوقف أبداً عن إرسال




> > المال، إلا أن مصروفات علاجي كانت




> > باهظة. وسعد هو الذي اقترح على




> > إدارة المستشفى أن توفر لي




> > مُدَرّسة خصوصية،




> > فأتقنتُ الإنجليزية في سنةٍ




> > كأهلها، وعجبت أن يقول لي أحدٌ




> > لأول مرة، وهي أستاذتي




> > الأمريكية: «أنت في منتهى الذكاء




> > والجمال». وبالفعل صرت أتجاوب مع




> > العلاج، حين اقترح




> > سعد أيضا أن يأخذني لمدرسةٍ




> > قريبة، في المرحلة المتوسطة،




> > وتعهد أن أكون تحت ضمانته




> > ومسؤوليته ووقّع على كومةٍ من




> > أوراق التعهدات مع وجود محامي




> > المعهد.




> > تحسنت حالتي بشكل كبير




> > وسعد الآن قد نال




> > الدكتوراه، وعمل في شركة كبيرة،




> > وبراتب مجزٍ، واستأجرَ منزلا




> > ريفيا صغيرا كالأحلام،




> > وأنا ارتفعت ذائقتي مع الوقت،




> > وتعلقتُ بحبال الحياة، وضاع بعض




> > من الغضب الذي يعتمل




> > في قلبي، وصرت أكثر وعيا في عقلي




> > الداخلي، بل إن المدرسة أعطتني




> > جائزة للسلوك




> > والتفوق. ما زالت النوبات تأتيني




> > بين فترةٍ وأخرى، ولكنها تباعدتْ




> > وخفّتْ، ثم نصحتني




> > صديقاتي الأمريكيات بأن أنجبَ




> > طفلا أو طفلة، لأكتشف، لروعي، أني




> > لا




> > أستطيع الإنجاب.. وثبت أني




> > كعاطفتي مجرد شجرةٍ عجفاء لا




> > تثمر.. وهنا خفتُ لأول مرةٍ، خفت أن




> > «سعد» سيتركني، أنا لم أكن أحبه،




> > ولكنه كان وسيلتي كي أستمر




> > في




> > الحياة.. ولمّا علِمَ، أكّد




> > لي أني حبيبته إلى النهاية، ولم




> > أعرف مذاقا لكلمة حبيبة.. شيء




> > لا أتلقاه.. شيءٌ لا




> > أعطيه.




> > ثم كان يجب أن نعود إلى




> > بلدنا، وتهافتت على




> > سعد العروضُ واختار أحسنها،




> > وحاولت أمُّه بكل جهدها أن




> > تزوّجه، ولكنه كان يؤكد




> > لأمِّهِ بإصرارٍ كلّ مرّةٍ: «أمي




> > أنا متزوجٌ، وسعيدٌ مع زوجتي..»




> > وعفريتُ الكراهية




> > الذي غاص في الأعماق مازال يضج




> > بنعيقه في وجودي: أما آن لهذا




> > الرجل أن يفهم؟!




> > أصيب سعد بورمٍ في الدماغ




> > لم




> > يمهله طويلا، ومات قبل




> > أسبوع من رسالتي لك.. واكتشفتُ




> > أنّه لم يعد لي مبررا




> > في




> > الحياة، إلا أني فعلت مثله




> > في أول يوم زواجنا فأديتُ الصلاة




> > التي كان يسميها «الصلاة




> > الخاصة مع ربي»، فنصحتُ نفسي




> > وكأني منفصلة عن نفسي، بأن أكتبَ




> > إليك..




> > إني أكتبُ إليك لكي يحبَّ




> > الناسُ «سعد»، هذا




> > الزوجُ الذي كان إنسانا يسَعُ




> > قلبُهُ الأرض، هذا الرجلُ الرائعُ




> > الذي




> > أحبّ حتى النهاية امرأةً




> > لا تعرف معاني الروعة.. ولأقدّم




> > الرجلَ الذي كانت




> > الزوجات الأمريكيات




> > يقلن لي: «أهكذا الأزواجُ




> > السعوديون؟ إنك محظوظة بهذا




> > الزوج.. محظوظة جدا». ولعلّ




> > قراءك يحبونه لينجحوا فيما فشلتُ




> > أنا فيه..».




> > انتهتْ رسالة الزوجة التي




> > أراها قد أحبت




> > زوجها محبةً نادرة، وإن كانت لا




> > تستطيع الإفصاح عن الحب.. وعن هذا




> > الزوجُ الذي عاشَ




> > ملاكاً، ومات ملاكاً.








0
453

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️