أيهما تفضلين مجالسته الشخصية الثرثارة أم الشخصية الصامتة!!!

خلق الله سبحانه وتعالى جميع بني البشر من أبٍ واحد هو آدم وأمٍ واحدة هي حواء...تختلف

الأجناس والألوان والثقافات باختلاف الشعوب...قد تصادفين شخصية معينة ليست من شعبك

ولا تتكلم لغتك وقد تختلف عادات وتقاليد البيئة التي ولدت ونشأت فيها عن عادات وتقاليد

بيئتك ...ولكن بالتأكيد أنتِ تمثلين مجتمعك الذي ولدتِ ونشأتِ فيه مع وجود بعض الأصناف

التي قد تشوه صورة المجتمع الذي ولدت ونشأت فيه بتصرفاتٍ لا تليق لا بشخصه

ولا بشخص المجتمع الذي ينتسب إليه...

في مجتمعك الذي ولدت ونشأت فيه بالطبع وبلا شك ستصادفين أشخاصاً يتكلمون لغتك

ويتصرفون وفقاً للعادات والتقاليد التي اعتدتِ أنتِ وهم عليها...ولكن قد توجد بعض الفوارق

بسبب اختلاف الطبقات الإجتماعية والدرجات العلمية وأموراً أخرى عديدة تميز كل شخصٍ

عن غيره ولكن التوافق في الجذور والمنشأ واضح وضوح الشمس...

هناك أشخاص يتكلمون في كل شيء، وأشخاص يتكلمون عن أي شيء، وأشخاص لا يتكلمون

إلا إذا كان هناك شيء...بمعنى آخر أشخاص تجذبك مجالستهم لأنكِ متأكدة أنكِ سوف تخرجين

من هذه الجلسة بفائدة تنفع دينك ودنياك وآخرتك...وأشخاص تسألين الله في نفسك ماذا أختلق

من أعذار لكي أهرب من ثرثرته التي لا تسمن ولا تغني من جوع؟؟؟...

وأشخاص لا يتكلمون إلا إذا بدأتِ أنتِ بالكلام وقد لا يعلقون فقط تعرفين متابعته لحديثك من خلال

نظراته المتجهة نحوك ولكن من المستحيل أن ينطق لسانه كلماتٍ بعدد الكلمات التي نطقتها أنتِ!!!

وأشخاص لا تشعرين بالوقت وأنتِ تتحاورين معهم في أي أمرٍ من أمور ديننا ودنيانا بل تودين

أن هذا الشخص لا يسكت أبداً وألا تنقطع جلستكم الحوارية نتيجةً لأسلوبه الشيق غير الممل في

الحديث وفائدة المواضيع التي يتحدث فيها ويترك لك متسعاً في هذه الجلسة لكي تبدي رأيك

ويتقبل رأيك حتى لو كان ضد رأيه ، بل بطريقة حواره وأسلوبه الذكي في الإقناع ربما جعلكِ

تغيرين قناعةً رسخت في ذهنك فترةً طويلةً من حياتك...

وأشخاص لا يجلسون إلا للقيل والقال وهذا فلان وتلك فلانة يعني جلسته سوف تبتلع حسناتك كما

يبتلع مثلث برمودا السفن والطائرات، وإن استوقفتيه ونصحتيه أكمل حديثه وأتى بحجج وبراهين

تبرر غيبته للناس ولا يدور بخلده أن الغيبة في ديننا الحنيف ما هي إلا كمن يأكل لحم أخيه

ميتاً، وأول وسيلة دفاع تستخدمينها إذا لم يتقبل النصيحة هو الانسحاب من ذلك المجلس ولكن

تيقني أن موقفك وأنتِ على حق سوف يغضبه وسوف يعتبر تصرفك بترك مجلسه تقليلاً من شأنه

ونسي أن رصيد حسناته أصبح صفراً ولكن هذا آخر اهتماماته...

نماذج كثيرة نصادفها في حياتنا القصيرة نتعلم من بعضها الشيء الكثير والمفيد حتى ولو

بكلماتٍ قليلة ولكنها كافية...والبعض الآخر يتكلم فقط لمجرد الكلام دون الاهتمام بنوعية المواضيع

وبارتياحك لما تسمعين...أنتِ أختي الغالية ما هي الشخصية التي تفضلين مجالستها وما هي

الشخصية التي تنفرين من مجالستها؟؟؟...

أبدأ بنفسي... أنا أحب مجالسة الشخصية المرحة التي يكون لوجودها طابع خاص لأن أسلوبها

الحواري ممتع ليس بالثرثار ولا بالذي يقتلك الضجر من صمته وإن حاورتيه أجاب بكلمة أو كلمتين

ثم يعود إلى قاع صمته!!! ...أحب مجالسة الشخصية التي تكره الغيبة وتنهى عنها ولا تذكر

الناس إلا بالخير ولها أسلوب حواري راقي في النصح والتوجيه وليس أسلوب رئيس الكتيبة

العسكرية التي لا تعطي إلا الأوامر وتشعرين أنكِ مجبرة على السمع والطاعة دون أعطاءكِ

فرصةً لتوضيح موقفك إما بالقبول أو الرفض...لا أحب مجالسة الشخصية التي تبدأ الجلسة

وتنهيها وهي تتحدث وتفتخر بأقوالها و أفعالها وكأن المجلس فقط لكي نستمع لبطولاتها، بمعنى

آخر لا أحب مجالسة المختال الفخور...

أتمنى هذا الموضوع يعجبكن وأنتظر مشاركاتكن أخواتي الغوالي وسامحوني يمكن تكلمت

وااايد بس لا تفهموني غلط وتقولون غزال شيوخي أول شخصية راح نتجنب مجالستها

لأني ثرثرت وااايد بس سامحوني عشان أوضح فكرة الموضوع...وسلاااامتكن...