$el.classList.remove('shaking'), 820))"
x-transition:enter="ease-out duration-300"
x-transition:enter-start="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-transition:enter-end="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave="ease-in duration-200"
x-transition:leave-start="opacity-100 translate-y-0 sm:scale-100"
x-transition:leave-end="opacity-0 translate-y-4 sm:translate-y-0 sm:scale-95"
x-bind:class="modalWidth"
class="inline-block w-full align-bottom bg-white dark:bg-neutral-900 rounded-lg text-right overflow-hidden shadow-xl transform transition-all sm:my-8 sm:align-middle sm:w-full"
id="modal-container"
>
غالب أمراض الناس اليوم النفسية والعضوية هي من جراء أذى الخلق لهم ، وأكثر أذى الخلق إنما يكون باللسان فقط ولولا وجود هذه الحساسية المفرطة لما تأثروا هذا التأثر الكبير ، حتى أن بعضهم ليصاب بصدمات نفسية وبعضهم لا يهنأ بنوم ولا طعام نتيجة كلام فلان
يمكنك أن تشبه الناس اليوم بطبق البيض ، تقول ما أجمله وما أنعمه وما أحسنه ، لكن لا يلتقي بعضه مع بعض فينهشم فتخرج الروائح الكريهة منه ، وأنت تجد الناس ما داموا متباعدين تقول ما أجمل أخلاقهم ، حتى إذا حدث أدنى احتكاك بينهم ظهرت الفضائح فلا يتحمل أحد من أحد شيئا أبدا .
- لابد من معرفة طبيعة الإنسان الأصلية من حيث هو وهي : الضعف ، والعجلة ، والجهل والظلم ، والكنود ، والهلع والمنع والجزع والشح والبخل ، محب للجدال ، يطغى ويعرض عن ربه في حال الغنى والصحة ، وييأس في حال الفقر والمرض ، يفرح ويفخر على عباد الله في حال الغنى ، لا يسأم ولا يمل من طلب الخير ، وهذه الصفات لا تفارقه ولكنها تقل وتزداد وتظهر وتختفي أحيانا بحسب التربية والتزكية للنفس .
ثم هو مبتلى في كل حياته ، وكادح همام حارث عامل طول حياته .
قال الله عز وجل : ((وخلق الإنسان ضعيفا )) (( وكان الإنسان عجولا )) (( خلق الإنسان من عجل)) (( وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا )) (( إن الإنسان لربه لكنود )) (( إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الخير منوعا وإذا مسه الشر جزوعا )) والهلع هو شدة الجزع عند حلول المصائب، وشدة التعلق بالدنيا والإمساك لها عند حلول النعم ، خوفا على فواتها ونقصها . (( قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الإنفاق وكان الإنسان قتورا ))(( إن الإنسان لظلوم كفار )) (( وكان الإنسان أكثر شئ جدلا )) (( وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا)) (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )) (( ولئن أذقنا الإنسان منا رحمة ثم نزعناها منه إنه ليئوس كفور ، ولئن أذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني إنه لفرح فخور ، إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير )) (( لايسأم الإنسان من دعاء الخير وإن مسه الشر فيئوس قنوط)) أي لا يمل الإنسان من دعاء الخير وهو المال والصحة .
(( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه )) (( يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا))
إذا كان الإنسان في طبيعته الأصلية بهذه الصفات فيحتاج ممن تغلب عليها وتقدم أن يأخذ بأيد من حبستهم وكبلتهم تلك الصفات ، إنهم يحتاجون إلى الرحمة وإلى الستر وإلى النصح والتعديل .
" لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " (( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله ))
- إن العلاقة القائمة بين الناس اليوم مبنية على انتظار أحسن المعاملة من المخلوق ، وهذا خطأ كبير تسبب في فصم العلاقات بينهم ، ولو أنهم تعاملوا كما قال ابن حزم " توقع من الناس أسوأ شئ " لربحوا، إن الذي يتعامل مع الناس بهذه النفسية يبقى رصيده رابحا أبدا من بداية يومه إلى نهايته ورصيده العاطفي في ازدياد دائم ، إن خرج من بيته دعا لجيرانه وقال : جزاهم الله خيرا ، ولو سألته ما فعلوا بك ؟ لقال كم من جار يضع القمامة عند باب جاره وهؤلاء احترموني وقدروني فأبعدوها عني ، وإذا ركب سيارته دعا لهم ، ولو سألته لقال كم من جار أفسد سيارة جاره بكذا وكذا ، وهؤلاء احترموني وقدروني .. ولو سلم عليه تلميذ من تلاميذه لفرح وقال : كم من تلميذ لا يسلم على أستاذه.. وهكذا مع زميله وقريبه ، بينما الآخر الذي يتوقع من الناس أحسن شئ دائما رصيده العاطفي في انحسار ونضوب كل يوم وبكل حركة .
- لو سألت الناس في مجلس عام فقلت لهم : لو أحسنت إلى إنسان ما ذا تنتظر منه ؟ لأجابوك بجواب واحد : ننتظر منه الإحسان .
وهذه الإجابة هي التي سببت كثيرا من الهزات النفسية لدى الناس ، بل أصابت بعضهم بأمراض نفسية أثرت على مسيرة حياتهم وتسببت في قطع كثير من العلاقات بينهم ، فبينماهم ينتظرون الإحسان والمكافأة على فعلهم إذا بهم يصابون بخيبة أمل عظيمة فيقابلون بالإساءة ، كل هذا نتيجة انتظار أحسن المعاملة الخلقية من الناس . يقول ابن حزم : " إذا أحسنت إلى إنسان، فانتظر منه الإساءة " تربح دائما ، فأولا : يكون إحسانك لله، وثانيا : إذا أساء لم تصب بصدمة نفسية، والثالثة : إذا لم يسئ فأنت رابح ، والرابعة : إذا أحسن فأنت رابح ، والخامسة : إذا كافأك فأنت رابح
- كثيرا ما ينس الناس أن الإنسان مجبول على الجحود " نسي آدم فنسيت ذريته وجحد آدم فجحدت ذريته " هل هناك أحد أكثر إحسانا من الوالدين قاما على الابن بالرعاية والعناية والتربية والمتابعة منذ ولادته ، وهو يرى ذلك الإحسان يتكرر عليه كل يوم وكل لحظة وكل حين، ثم لما كبر كان له كما يقول علماء الإدارة " ورشة عمل " فأصبح له أبناء يصنع بهم ما صنع والداه به ، ويرى إحسانه عليهم ، فأصبح عنده أمران ، إحسان رآه وتذوقه ، وإحسان عاناه وتعب فيه ، ومع ذلك جاء القرآن بالحث والتنبيه على الاعتراف بهذا الإحسان ، قال تعالى: ((ووصينا الإنسان بوالديه حسنا )) ((ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا)) ? وهل يحتاج هذا الرجل مع كل هذا إلى الوصية برد الإحسان إلى الوالدين ؟ نعم . يحتاج ويحتاج ؛ لأن طبيعة الإنسان النسيان والجحود .
فإذا كان هذا في شأن الوالدين فما بالنا نحن ننتظر رد الإحسان القليل من فلان وفلان وإذا لم يفعل انشلت حركتنا وأصبح هو حديثنا وقضيتنا
- حرك طن الحديد .عموم الناس لا يحبون المخاطبة من علو يكرهون الأستاذية .
تنقية الأجواء قبل الحوار:
يقول ابن القيم في الرسالة التبوكية : "وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : " فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله " وقد تضمنت هذه الكلمات مراعاة حق الله وحق الخلق ، فإنهم إما أن يسيئوا في حق الله أو في حق رسوله ، فإن أساءوا في حقك فقابل ذلك بعفوك عنهم ، وإن أساءوا في حقي فاسألني أغفر لهم واستجلب قلوبهم ، واستخرج ما عندهم من الرأي بمشاورتهم ، فإن ذلك أحرى في استجلاب طاعتهم وبذل النصيحة ، فإذا عزمت فلا استشارة بعد ذلك ، بل توكل وامض لما عزمت عليه من أمرك ، فإن الله يحب المتوكلين .
فهذا وأمثاله من الأخلاق التي أدب الله بها رسوله وقال تعالى فيه : " وإنك لعلى خلق عظيم" . قالت عائشة رضي الله عنها : كان خلقه القرآن . وهذا لا يتم إلا بثلاثة أشياء :
أحدها: أن يكون العود طيبا ، فأما إن كانت الطبيعة جافيةً غليظةً يابسةً عسر عليها مزاولة ذلك علماً وإرادة وعملاً ، بخلاف الطبيعة المنقادة اللينة السلسة القياد ، فإنها مستعدة إنما تريد الحرث والبذر .
الثاني: أن تكون النفس قويةً غالبةً قاهرةً لدواعي البطالة والغي والهوى ، فإن هذه الأمور تنافي الكمال، فإن لم تقو النفس على قهرهالم تزل مغلوبة مقهورة .
الثالث : علم شاف بحقائق الأشياء وتنزيلها منازلها يميز بين الشحم والورم ، والزجاجة والجوهرة .
فإذا اجتمعت فيه هذه الخصال الثلاث وساعد التوفيق فهو القسم الذي سبقت لهم من ربهم الحسنى ، وتمت لهم العناية .
- أخي: لم تستفز من كلام عدو وتغضب وتتعامل معه بأهمية قصوى ، لم تقبل سبه لك ؟ دعه يرجع بمسبته ولا تأخذها منه ، قابلها بالإهمال التام وعدم الاعتبار بها ، تخيل ذلك الموقف من رسول الله صلى الله عليه وسلم أمام اليهود الذين دخلوا عليه ودعوا عليه بالموت مع أنه سلطانهم ورسول الله وحاكم البلد وأمنهم على أنفسهم وهو قادر عليهم ويعلم انهم يعلمون أنه رسول الله الله صلى الله عليه وسلم ، فهل استطاعوا أن يستفزوه كلا بل قال : " وعليكم " الحديث وفيه عبر كثيرة ? لأنك إن رددت عليها فكأنك قبلتها منهم يقول الشافعي :
ولقد أمر على اللئيم يسبني *** فمضيت ثمت قلت لا يعنيني .
إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فرجت عنه *** وإن أهملته كمدا يموت
يكلمني السفيه بكل قبح *** وأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة وأزيد حلما *** كعود زاده الإحراق طيبا
قال رجل لسفيان الثوري : يا قدري . فقال : إن كنت قدريا فأستغفر الله ، وإن لم أكن قدريا فغفر الله لك .
يقول ابن القيم في الفوائد : " إذا خرجت من عدوك لفظة سفه فلا تلحقها بمثلها تلقحها ونسل الخصام نسل مذموم ."
ويقول أيضا : " حميتك لنفسك أثر الجهل بها ، فلو عرفتها حق معرفتها أعنت الخصم عليها "
- أهمية المعامل . باب يجيك منه ريح صكه واستريح ، مقولة شائعة وهي تقضي على تطور الإنسان وتضعف نفسيته ، وتحول بينه وبين الممارسة والتجارب . وهنا تقع " الحواجز النفسية بين الدعاة ، وبين المديرين والموظفين ، وبين الزملاء " بسبب التأثير الإعلامي بينهم ? ، وينطبق على التعامل مع الزوجة فبدلا من دراسة نفسيتها ومحاولة التأقلم معها والتكيف يلجأ إلى الطلاق ، والجار بدلا من أن يجعله مختبرا يجري عليه أبحاثه إذا به يخرج من الحي ، والموظف بدلا من اكتشاف طاقاته وقدراته يلجأ إل فصله .. فهناك أشياء تقع تحت السيطرة المباشرة ، وأشياء تحت السيطرة غير المباشرة فينبغي التمرس على جميع الوسائل والطرق للتمكن من السيطرة عليها.
بينما كان أهل البصيرة يستثمرون كل شئ أمامهم . قال ابن القيم " وصاحب هذه البصيرة ينتفع بكل من خالطه وصاحبه من كامل وناقص، وسيء الخلق وحسنه. وعديم المروءة وغزيرها ، وكثير من الناس: يتعلم المروءة، ومكارم الأخلاق من الموصوفين بأضدادها كما روى عن بعض الأكابر: أنه كان له مملوك سيء الخلق ، فظ غليظ ، لا يناسبه . فسئل عن ذلك ؟ فقال: أدرس عليه مكارم الأخلاق. وهذا يكون بمعرفة مكارم الأخلاق في ضد أخلاقه.
ويكون بتمرين النفس على مصاحبته ومعاشرته، والصبر عليه " انتهى . ويدرس عليه الأخلاق أيضا بدراسة علاجه فيصبح عنده كالمختبر يزيد وينقص في العلاج حتى يتناسب معه ، ولو كان بعيدا عنه ماستطاع أن يجري عليه كامل التجارب . والمعامل الطبية اليوم تحرص وتفرح بالجثث لإجراء التجارب عليها
- لا تضيع مصالحك فتكون كصاحب الزجاجة :
إن تتبعك للذي يسبك تضييع لمصالحك وانشغال لقلبك عما خلق له ، تجد كثيرا من الناس يقول : فلان على قلبي ، ما نمت من كلامه ما تلذذت بطعام بسببه . يا أخي إن الذي يجب أن يكون في قلبك هو رب العالمين بذكره ومحبته " لم تسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن " لم كان فلان على قلبك وهو الذي لاتحبه وتبغضه ، إصرفه عنك لا تقبله ، ومن أفضل الأدوية لانصرافه عنك الدعاء له في أوقات الإجابة بالصلاح والهداية . وتذكر دعاء الربيع بن خثيم.
أخي إن تأثرك من كلام الناس أذاه عليك وحدك فقط لا غير مثلك مثل زجاجة نظيفة جاءها طفل فمسحها بيده المتسخة فغير من بهائها وجمالها وأصبحت باكية على حظها والطفل لم يعر لذلك بالا ، فإن قمت بتنظيفها ثانية عشت مرتاح البال ولكن جاهد نفسك على ذلك كل مرة ، وإن تتبعت الطفل تشتمه أو تلطمه لامك الناس وعابوا عليك وبقيت زجاجتك على حالها وربما استغل الحدث آخر في غيابك فسرق بضاعتك ، ثم انتقل إلى مرحلة التصنع وكأن كلامه لم يؤثر عليك عند الناس ولكن بداخل نفسك غضب لها ، فمثلك هنا كمثل الإسفنجة التي أخذت الوسخ ولم تعبأ به لكن لو كثر عليها ذلك لنزل النقط منها فإن لم يتم إفراغها أثرت عليك ، حتى يصبح ذلك خلقا لك فيكون مثلك كمثل الصابونة المبلولة التي لا يعلق بها شئ .
من لي بإنسان إذا خـاصمته *** وجهلت كان الحلم رد جوابه
وتراه يصغي للحديث بسمعه *** وبقـلبه ولعلـه أدرى بـه
حتى تبقى في مكانك علق الأمر على الآخرين : ( أساتذة المدرسة ) كن صاحب نفس تواقة. قال عمر بن عبد العزيز : " إن لي نفساً تواقة كلما حصلت على شئ تاقت إلى ما بعده "
لا تخالف الطريق : { اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم }
تقدم واعصر عمرك عصرا واستخلص منه كل خير ومصلحة تقدمها لنفسك في الآخرة ، واعلم أن مدة اليوم 1440 دقيقة ، واكسب نفسك باستغلال جميع طاقاتك وقدراتك وإمكاناتك قبل أن تنزع منك إلى غيرك . قال ابن القيم: " إن الرجل إذا حضرت له فرصة القربة والطاعة، فالحزم كل الحزم في انتهازها، والمبادرة إليها، والعجز في تأخيرها، والتسويف بها، ولا سيما إذا لم يثق بقدرته وتمكنه من أسباب تحصيلها، فإن العزائم والهمم سريعة الانتقاض قلما ثبتت، والله سبحانه يعاقب من فتح له باباً من الخير فلم ينتهزه، بأن يحول بين قلبه وإرادته، فلا يمكنه بعد من إرادته عقوبة له، فمن لم يستجب لله ورسوله إذا دعاه، حال بينه وبين قلبه وإرادته، فلا يمكنه الاستجابة بعد ذلك.
قال تعالى: " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه "، وقد صرح الله سبحانه بهذا في قوله: "ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة" ، وقال تعالى: "فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم". وقال: "وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون" وهو كثير في القرآن.
جدول نفسك في مربع ما يعنيك ، خطوات المتابعة : المصارحة ، المشارطة ، المراقبة ، المحاسبة، المجاهدة ، المعاتبة ، المعاقبة ، التحفيز .
كفانا تنظيرا ، ما دستورك في الحياة وهل بدأت بخطواته .. ؟؟؟
تخط لغة المتخاذلين :
لا أعرف ، كيف أذهب ، لا أحد يساعدني ، كيف أدرس ، هذا أنا ، هكذا قدر لي ، أشياء خارجة عن إرادتي ، لا أستطيع فعل ذلك ، ليس لدي وقت ، الظروف هكذا ، ليت لي مثل فلان ، لست على مستوى كذا ، ما يطيع الناس ، ينتقدني الناس . يستحيل ، ما يسمح لي ، أخشى ، يجب علي …
لغة السباقين :
أحاول ، أجرب ، ليس مستحيلا ، أطور طاقاتي وقدراتي ، أجتهد ، ما المانع ، لا أحد يستطيع أن يؤذيني إلا باختياري ، أتعلم وأستفيد من الآخرين ، أتحكم في نفسي ، أغير من طبيعتي ، أوسع مداركي، أوسع حيلتي ، أكون أكثر إبداعا ، أكون أكثر تعاونا
- الكثير من المشاكل التي تحدث بين الناس فتسبب القطيعة بينهم وبخاصة بين المتقاربين في النسب أو الجوار أو العمل ، بسبب رؤية النفس ، ولو ألغيت ياء المتكلم لعاش الإنسان رابحا سعيدا واصلا حميما ، إذ لو قلت لإنسان لم يا أخي لا تصل أخاك فلان لقال : هو أصغر مني ، ولو قلت لم قطيعة الرحم لقال : هم يقطعوني ، ولو قلت كيف علاقتك مع جيرانك لقال : هم لا يحترموني ?
يقول ابن القيم رحمه الله : " بينك وبين الله والجنة قنطرة تقطعها بخطوتين : الأولى بينك وبين نفسك فتلغي نفسك وتسقطها مع الخلق ، والثانية بينك وبين الخلق فتلغي الخلق وتسقطهم مع الله " وكما قال عبد القادر الجيلاني : " كن مع الحق بلا خلق ومع الخلق بلا نفس "
فمن عاش بهذه النفسية ربح وعاش سعيدا ، ولم ير لنفسه حقا على أحد مهما كان فأصبح ما يأتيه من الخلق ربح وفائدة مهما كان صغيرا حقيرا إذ لا يرى لنفسه حقا على أحدا أبدا قريب أم بعيد .
- من أراد أن يعيش رابحا فليتناس حقوقه على الناس ويؤدي إليهم حقوقهم ، إقبل من الناس الدوائر الثلاث وعاملهم بالدائرة الكبيرة ، الدائرة الأولى مكتوب فيها : أنا مشغول ، والثانية : لست محتاجا إليك ، والثالثة : أنت على بالي . وعاملهم بالدائرة الكبيرة : صلة الرحم، والاعتراف بالفضل لأهله . بعض الناس لو قدم قريبه على بلده واتصل به ولم يزره لغضب وجعل ذلك في نفسه ، ولو قال له قريبه : أنت على بالي وعلى خاطري ودائما أذكرك ، لتنكر له وقال ما ذا ينفع القول بدون فعل ولكن لو تريث أخونا هذا وتذكر الخالق العظيم الرازق صاحب النعمة الكبرى بأنه اكتفى من عبده بالذكر في نفسه ( وإن ذكرتني في نفسك ذكرتك في نفسي ) فما بالنا نطلب حقوقا أعظم .
يقول ابن القيم في آخر رسالته التبوكية : " ومن أراد هذا السفر فعليه بمرافقة الأموات الذين هم في العالم أحياء ، فإنه يبلغ بمرافقتهم إلى مقصده ، وليحذر من مرافقة الأحياء الذين هم في الناس أموات، فإنهم يقطعون عليه طريقه فليس لهذا السالك أنفع من تلك المرافقة ، وأوفق له من هذه المفارقة، فقد قال بعض السلف : شتان بين أقوام موتى تحيا القلوب بذكرهم، وبين أقوام أحياء تموت القلوب بمخالطتهم . فما على العبد أضر من عشائره وأبناء جنسه ، فنظره قاصر وهمته واقفة عند التشبه بهم ، ومباهاتهم والسلوك أين سلكوا ، حتى لو دخلوا جحر ضب لأحب أن يدخله معهم .
فمتى صرف همته عن صحبتهم إلى صحبة من أشباحهم مفقودة ، ومحاسنهم وآثارهم الجميلة في العالم موجودة ، استحدث بذلك همة أخرى وعملاً آخر ، وصار بين الناس غريباً ، وإن كان فيهم مشهوراً ونسيباً ، ولكنه غريب محبوب ، يرى ما الناس فيه ولا يرون ما هو فيه ، يقيم لهم المعاذير ما استطاع ويحصنهم بجهده ، وطاقته ، سائراً فيهم بعينين : عين ناظرة إلى الأمر والنهي .
بها يأمرهم وينهاهم ويواليهم ويعاديهم ، ويؤدي لهم الحقوق ويستوفيها عليهم .
وعين ناظرة إلى القضاء والقدر ، بها يرحمهم ويدعولهم ويستغفر لهم ، ويلتمس وجوه المعاذير فيما لا يخل بأمر ولا يعود بنقض شرع ، وقد وسعهم بسطته ورحمته ولينه ومعذرته ، وقفاً عند قوله تعالى : " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " . متدبراً لما تضمنته هذه الآية من حسن المعاشرة مع الخلق وأداء حق الله فيهم والسلامة من شرهم . فلوأخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم وشفتهم ، فإن العفو ما عفى من أخلاقهم وسمحت به طباثعهم ووسعهم بذله من أموالهم وأخلاقهم .
فهذا ما منهم إليه ، وأما ما يكون منه إليهم فأمرهم بالمعروف ، وهو ما تشهد به العقول وتعرف حسنه، وهو ما أمر الله به . وأما ما يتقى به أذى جاهلهم فالإعراض عنه وترك الانتقام لنفسه والانتصار لها .
فأي كمال للعبد وراء هذا ؟ وأي معاشرة وسياسة لهذا العالم أحسن من هذه المعاشرة والسياسة ؟ فلو فكر الرجل في كل شر يلحقه من العالم ? أعني الشر الحقيقي الذي لا يوجب له الرفعة والزلفى من الله ? وجد سببه الإخلال بهذه الثلاث أو بعضها ، وإلا فمع القيام بها فكل ما يحصل له من الناس فهو خير وإن كان شراً في الظاهر ، فإنه يتولد من الأمر بالمعروف ولا يتولد منه إلا خيراً وإن ورد في حالة شر وأذى كما قال الله تعالى : " إن الذين جاؤوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم " .
روى البخاري من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير في قوله : (( خذ العفو وأمر بالعرف )) قال : " ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس "
وقال جعفر الصادق : " أمر الله نبيه بمكارم الأخلاق في هذه الآية ، وليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق من هذه الآية "
قال القرطبي في تفسيره : " لما نزل قول الله (( خذ العفو )) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف يارب والغضب فنزلت : (( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ ))
قال أبو بكر بن العربي : " قال علماؤنا : هذه الآية من ثلاث كلمات ، قد تضمنت قواعد الشريعة المأمورات والمنهيات ، حتى لم يبق فيه حسنة إلا أوضحتها ، ولا فضيلة إلا شرحتها ، ولا أكرومة إلا افتتحتها ، وأخذت الكلمات الثلاث أقسام الإسلام الثلاثة ، فقوله : (( خذ العفو )) تولى جانب اللين، ونفي الحرج في الأخذ والإعطاء والتكليف .
وقوله : (( وأمر بالعرف ))تناول جميع المأمورات والمنهيات ، وأنهما ما عرف حكمه ، واستقر في الشريعة موضعه ، واتفقت القلوب على عمله ، وقوله : (( وأعرض عن الجاهلين )) تناول جانب الصفح بالصبر الذي به يتأتى للعبد كل مراد في نفسه وغيره ، ولو شرحنا ذلك على التفصيل لكان أسفارا "
- أحبتي في الله : يقول ابن حزم : إن الذي يسبك خير لك من الذي يمدحك . فالذي يمدحك إما أن يمدحك بما فيك وهذا لم يقدم لك شيئا ، وإما أن يمدحك بما ليس فيك فمن الخطأ أن تفرح بالكذب .
وأما الذي يسبك فإما أن تسمعه منه ويكون صادقا فهذا هدية تعدل فيها من سلوكك ، وإما أن يكون كاذبا فحسنة لم تعملها ومن الخطأ أن تحزن على الكذب . وإما لا تسمعها فهذه حسنة كفيت شرها .
وأقول إن الذي يحسدك في هذا الزمان كثيرا ما يكون خيرا لك من الذي يحبك ويثني عليك، إذا الذي يحسدك ينقب عن أخطائك وسيئاتك وزلاتك ويعقد الاجتماعات للبحث والتنقيب عنها فيهديها إليك . بينما الآخر لا تسمع منه إلا التجزية في الخير ولا يعطيك أي ملاحظة أو عيب على عملك أو مشروعك .
عداتي لهم فضل علي ومـنة *** فلا أبعد الرحمن عني الأعاديا
هموا بحثوا عن زلتي فاجتنبتها *** وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
- إن مشكلتنا ليست مع الحدث نفسه إنما من تعاملنا مع الحدث ، فلو أنك أهملته ولم تلق له بالا ما ضرك وما آذاك وأصبحت كلمة من الكلمات طار بها الهواء كغيرها . قال تعالى : (( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) (( وإذا مروا باللغو مروا كراما ))
لم تلق بحواسك كلها مع المتحدث والمتكلم فيك ، لم يطلب منك الإنصات التام بكل مشاعرك إلا لخطيب الجمعة .
السباق يستثمر خطأه ويفيد منه لنفسه وللآخرين .
أحبتي في الله : إن الانتقام للنفس يضر بك أكثر مما يضر خصمك ، ولك مع أذى الخلق أحد عشر بابا من أبواب الخير لو تمعنت بها وتدبرتها .
والله سبحانه وتعالى أعلم . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أبداً إلى يوم الدين . والحمد لله رب العالمين .
والله سبحانه أعلم
وأستغفر الله من زلة أو خطأ أو نسيان.