الذاكرات

الذاكرات @althakrat

محررة ذهبية

>> إلى من عرفتها مستقيمة <<

ملتقى الإيمان


إليكِ أنتِ.. نعم أنتِ وحدكِ يا من ترجين ما عند الله تعالى من الرضا والنعيم المقيم، وتخافين ما أعد الله تعالى للعصاة والكافرين من النكال والهون والجحيم.

إليكِ إليكِ يا من قد ذاق قلبُها حلاوة الإيمان وتنعمين بها يوماً ما من الدهر ويا من كانت تتلذذ بالمتاعب والمكاره ابتغاء رضا ربه وجنة عرضها السماوات والأرض.

إليكِ يا من كان ديدنها الذكر، وراحه بالها الفكر، وجنتها في الدنيا ترديد آيات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار.

إليكِ يا من كانت مرغمةً للشيطان، لا يستطيع أن يُحصل منكِ أدنى اللمم فضلاً عما هو أعظم من ذلك.

مالي أرى الفتور قد اعتراكِ، والإعراض قد ارتسم على تصرفاتكِ، والوهن قد دبّ إلى عزيمتكِ التي طالما كانت مشرأبة إلى المعالي معرضة عن السفاسف.

مالي أرى الشهوات قد استعبدتكِ والنزوات قد تملكتكِ فصرتِ محجمةً عن الخيرات، مسارعة إلى الشهوات معرضة عن سُبُل الرحمات.



إلى من حاد عن صفّي *** وولّى تاركاً كفِّي


ضللت الدرب يا صاحِ *** وخنت العهد يا إلفي


إلى من قال لي يوماً *** يمين الله ان أخنع


سأبقى ثابتاً دوماً *** وللشيطان لن أركع


أتانا العلم أنكموا *** تركتم عفة البصر


وصرتم تتبعون العين *** منظر فاتن الصور


أراك اليوم قد خارت *** قواك وزارك الخطل


وسرت وراء شيطانٍ *** بزي الإنس يستتر


أتراكِ قد اكتشفتِ أن التزامكِ واستقامتكِ وطاعتكِ لربكِ كانت خطأً فاخترتِ الطريق الآخر - طريق الغواية والمعصية والانتكاس - لتصلي إلى جنة الفردوس؟!

أم تراكِ قد استبعدتِ الطريق واستبطأتِ النصر فسرتِ في ركاب الساهين اللاهين عبدة أهوائهم الذين لا همّ لهم سوى أنفسهم غير آبهين بدين الله ولا بدعوة رسول الله .

أم تراكِ قد أعجبكِ طريق الضلالة والنكسة الذي سلكه المرتدون بعد وفاة الحبيب ، وسلكه بعدهم من ختم الله على قلوبهم وكره انبعاثهم فثبطهم.

أم تراكِ قد نسيتِ الموت وسكراته، والقبر وظلماته، ويوم القيامة وروعاته، والصراط وزلاته، وعذاب جهنم ولوعاته وحسراته. أعيذكِ بالله تعالى من ذلك كله.


وأعيذكِ بالله أيضاً من أن تكوني ممن قال الله تعالى فيهم: وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ .

فالسعيد من وعظ بغيره لا من اتعظ به غيره.

استسمحكِ العذر - يا رعاكِ الله - لقسوة كلماتي معكِ ولكنه الحب الذي أكنّه لكِ في صدري، وخوفي عليكِ من سوء الخاتمة - هما اللذان أحرقا قلبي وفطرا كبدي كلما رأيتكِ بهذا الوضع المزري الذي يسر العدو - عدوكِ الأول: الشيطان وأعوانه من أعداء الله تعالى ويحزن الحبيب والصديق.

فهل من عودة إلى الله قبل الموت، هل من أوبة أيتها المباركة إلى روضة الطاعة وحياض التوبة والإستقامة والندم حيث الراحة وتعقبها الرحمة.


وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ فأبشري ياأمة الله، فإن لكِ رباً واسع المغفرة باسطاً يدية بالرحمة بالليل والنهار.

واسألي الله تعالى الهدايه من قلبكِ بصدق، فهذا حبيبكِ المعصوم يسأل ربه الهداية ويقول:
{ اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى } ، وكان يرشد إلى ذلك، كما أرشد سبطه الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى أن يدعو في القنوت ويقول: { اللهم اهدني فيمن هديت } . وكان يستعيذ بالله من الضلالة بعد الهدى.

قومي في ظلام الليل وانطرحي بين يدي الرؤوف الرحيم واسأليه المغفرة والرحمة، والعون والتسديد.

اعترفي بذنبكِ، وابكِ على خطيئتك ِوتقصيركِ، واسألي المولى أن لا يخزيكِ يوم الفزع الأكبر، وأن يبيض وجهكِ أذا اسودت وجوه العصاة والكافرين.

ابدأي صفحة جديدة بيضاء مع الله تعالى بالطاعة والإنابة الحقة
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ واصرفي وجهكِ عن قرناء السوء، ورفقة الرخاء الذين لا يأبهون بكِ أفي نعيم صرتِ أم في جحيم، بل فوق ذلك هم يسألون الله تعالى أن يزيد قرناءهم عذاباً فوق عذابهم قَالُوا رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ .

انفضي عنكِ غبار القعود والحقي بركب النجاة السائر إلى الله تعالى.

فهذه أمتّكِ الموتورة الثكلى تنتظركِ، وتنتظر جهدكِ وعطاءكِ، ففيكِ ياابنة الإسلام كوامن الخير الدفاقة ومتابعة الرقراقة، قَعُودي يا أختي الحبيبة عوداً حميداً رشيداً إلى الله تعالى لتتفجر ينابيعك ِالخيرة، ولتكوني لبنة إصلاح في بناء الأمة السامق.

بعض الأسباب المعينة على الثبات والإستقامة بإذن الله تعالى:


1 ـ الدعاء الصادق ( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ).

2 ـ البحث عن صحبة طيبة صالحة تعين على طاعة الله.

3 ـ البعد عن كل صحبة سوء ولو كانوا من الأقارب.

4 ـ الإعتناء بكتاب الله تعالى تلاوةً وحفظاً وتعليماً لمعانيه وأحكامه فهو دواء القلوب العليلة.

5 ـ المحافظة على الفرائض وما يتبعها من النوافل.

6 ـ طلب العلم الشرعي وحضور مجالس الذكر والعلم.

7 ـ الخوف من الذنوب وتبعتها إذ هي سبب سوء الخاتمة.

8 ـ قراءة الكتب النافعة والدوريات العلمية والدعوية الطيبة بدلاً من بعض الصحف والمجلات الهابطة.

9 ـ غض البصر: ففيه راحة القلب وحلاوة الإيمان.

10 ـ تذكري عداوة الشيطان لكِ في كل لحظة وأنه يريد إغواءكِ لتكوني من حزبه الهالكين الخاسرين نعوذ بالله منه.


وأخيراً... فهذا كلمات قاسية، ولكنها صادقة، جاد بها قلبي قبل قلمي شفقة عليكِ يا أختي الحبيبة... وخوفاً عليكِ من نار وقودها الناس والحجارة علها أن توافق قلباً منشرحاً وسمعاً متفتحاً فتصل إلى بغيتها.

وإلى الملتقى القريب بإذن الله على درب الخير وجادة الصواب والله يحفظكِ.
40
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Islamic_Girl
Islamic_Girl
السلام عليكم ورحمه الله
بارك الله فيكي
جزاكي الله خيرا عني الف خيرا
ذكرتيني بديني
اللهم ثبت قلبي علي دينك
واثابك الله علي هذا الموضوع القيم
umsarona
umsarona
بارك الله فيكي
جزاكي الله خيرا عني الف خيرا
ذكرتيني بديني
اللهم ثبت قلبي علي دينك
واثابك الله علي هذا الموضوع القيم
أعترفلك
أعترفلك
عساك على القوه
وماقصرتي على التذكير
وجعله الله في ميزان أعمالك الصالحه
الذاكرات
الذاكرات
حياكِ الرحمن يا Islamic_Girl وسعادتي أكثر بتشريفكِ وإستفادتكِ بالموضوع ،،
الذاكرات
الذاكرات
هلا فيكِ يا umsarona ولكِ مثلهُ ،،