ابنتي وعيد الميلاد...

بلادنا الاسلاميه اليوم تعيش هزة عنيفه في سلوكيات ابناءها...هزة أصابتهم على يد الغرب ... حينما استطاعوا تحطيم كثير من مبادئنا الاسلاميه وأفكارنا وعقائدنا ومفاهيمنا... حينما جعلوا ابناء المسلمين ينبذون تقاليدهم وتراثهم الديني ويبحثون عن تقاليد جديده ... حينما استطاعوا أن يبعدوهم عن عقيد تهم وولاءهم للد ين!!!

بلادنا الاسلاميه تعيش معركة دائبة لايفتر لها قرار.. معركة حامية الوطيس... ميدانها: كل ميدان .. في البيت والشارع والمدرسه وفي الملبس والمأكل والمشرب وفي التعامل والسلوك والكلام... وجنودها من؟؟؟
إنهم الشباب والشابات.. الآباء والأمهات.. المدرسون والطلاب.. حتى الأطفال والشيوخ.. كل إنسان وانسانه... إلا من رحم ربي!!

إنه التقليد... نعم التقليد الأعمى... التقليد الرجعي... التقليد السلبي... التقليد للغرب في كل ماهب ودب!!
إنه التقليد الذي ينبغي علينا - كمسلمين - أن نحطمه وندك حصونه .. الذي ينبغي أن ندوسه بالأقدام ونلفظه كما نلفظ سيء الطعام!!

نعم ينبغي علينا فعل ذلك.. ينبغي أن نثور على مايحصل لنا .. ينبغي أن نوجد مجتمعا اسلاميا.. مجتمعا تقدميا.. مجتمعا متطورا.. ولكن بأفكارنا نحن .. وعقيدتنا نحن.

نريد مجتمعا ينهض من غفوة التبعيه ومن غفوة الجمود والتحجر ... الجمود الفكري والشعوري والعملي... الجمود الذي أحال مبادئنا الاسلاميه وتقاليدنا إلى قواعد ميته بغير روح.. وأحال الوجدان إلى مشاعر خاوية من الأصالة والانتماء للدين... الجمود الذي جعل ابناء الاسلام يأخذ حضارته وأفكاره وسلوكياته من الغرب.. من أعداء الاسلام.. يأخذها بحذافيرها.. يأخذها حرفيا بدون زيادة ولانقصان!!

ينبغي أن يفيق مجتمعنا المسلم وينفض عنه غبار التخلف..
ينفض عنه الجهل والانسياق وراء كل جديد وغريب علينا..
ينفض عنه الاندفاع وراء كل مايخالف مبادئنا وتقاليدنا ...

لقد واتتني هذه المشاعر الجياشه.. عندما طلبت مني ابنتي ..أن أوافق على ذهابها لصديقتها في بيتها لأنها ستحتفل ب( عيد ميلادها) .. وقد جهزت احتفالا مشرفا لهذه المناسبة!!
كما أنه وقبل أيام .. كانت هناك احتفالات ب( عيد الحب)!!
حينها تساءلت في نفسي .. مرة عيد الحب ثم عيد الميلاد ثم عيد الوطن وهكذا... فهل هناك ياترى أسباب موضوعية لهذا التقليد الاعمى الذي يمارسه الكثير منا؟؟ أو بالأصح : هل هناك أسباب موضوعيه لهذا التحرر والانفلات شيئا فشيئا من إرثنا الغالي والنفيس ألا وهو ( الدين)!!

ترى ماهي الأسباب التي أدت بنا إلى هذا الحال؟؟ ماالذي حدث لعقولنا لكي نصبح كالببغاوات .. لاهم لنا إلا التقليد.. لافرق في ذلك بين ماهو صالح أو طالح!!

فلنكن صرحاء.. ولنقل: أننا نقلد الغرب تقليد العبيد أو تقليد القرود!!
نعم.. إننا نقلدهم دون أن نفكر.. نقلدهم في كل شيء .. في أفكارهم ومشاعرهم وأخلاقهم وتقاليدهم!!
للأسف هذا هو حالنا.. لانعرف ماذا نريد من هذا التقليد؟؟.. ولانعرف لأي مدى نذهب في هذا التقليد؟؟.. ولا أي ضابط يمسكنا ويمنعنا؟؟

فلنكن صرحاء.. فلنتطرق للمشكلة في حقيقتها.. بلا عنوانات خادعه ولاأضاليل كاذبه!!
فلنقل في صراحة وفي شجاعه: ماذا نريد؟؟
فلنقل: أننا لانعرف ماذا نريد؟؟
فلنقل: إننا نريد تخريج جيل من المسلمين يعيش كالببغاء ..
فلنقل ولانخف : أننا نصم أذاننا عن سماع الحق.. ونغمض أعيننا عن رؤية الصواب..

وبين يدي الآن فتوى للشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في ( عيد الميلاد):
لاريب أن الله سبحانه وتعالى شرع للمسلمين عيدين يجتمعون فيه للذكر والصلاة, وهما:
عيد الفطر والاضحى بدلا من أعياد الجاهليه,
وشرع أعيادا تشتمل على أنواع من الذكر والعبادة كيوم الجمعه ويوم عرفه وأيام التشريق,
ولم يشرع لنا سبحانه وتعالى عيدا للميلاد لاميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ولاغيره,

بل قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثه في الدين ومن التشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم , فالواجب على أهل

الاسلام ترك ذلك وإنكاره على من فعله وعدم نشر أو بث مايشجع على ذلك أو يوهم إباحته في الاذاعة أو الصحافة أو التلفاز لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد) متفق عليه,

وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) أخرجه مسلم في صحيحه وعلقه البخاري جازما به,

وفي صحيح مسلم عن جابررضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبة الجمعه : أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة والأحاديث في هذا المعنى كثيرة,

وفي مسند أحمد بإسناد جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من تشبه بقوم فهو منهم وفي الصحيحين عن ابن سعيد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة وفي لفظ شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا يارسول الله: اليهود والنصارى ؟ قال : فمن؟؟

وفي هذا المعنى أحاديث أخرى كلها تدل على وجوب الحذر من مشابهة أعداء الله في أعياد
هم وغيرها,

وأشرف الخلق وأفضلهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده في حياته, ولم يحتفل به أصحابه بعده رضي الله عنهم ولا التابعون لهم بإحسان في القرون الثلاثة المفضلة , ولو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم أو مولد غيره خيرا لسبقنا إليه

أولئك الأخيار , ولعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أمته وحثهم عليه أو فعله بنفسه, فلما لم يقع شيء من ذلك علمنا أن الاحتفال بالموالد من البدع المحدثة في الدين التي يجب تركها والحذر منها امتثالا لأمر الله سبحانه وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم,

وذكر بعض أهل العلم أن أول من أحدث الاحتفال بالموالد هم الشيعة الفاطميون في المائة الرابعة, ثم تبعهم بعض المنتسبين إلى السنة في هذه البدعه جهلا وتقليدا لهم ولليهود وللنصارى,

ثم انتشرت هذه البدعة في الناس , والواجب على علماء المسلمين بيان حكم الله في هذه البدع وإنكارها والتحذير منها, لما يترتب على وجودها من الفساد الكبير وانتشار البدع

واختفاء السنن, ولما في ذلك من التشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى وغيرهم من أصناف الكفرة الذين يعتادون مثل هذه الاحتفالات , وقد كتب أهل العلم في ذلك قديما وحديثا, وبينوا حكم الله في هذه البدع فجزاهم الله خيرا , وجعلنا من أتباعهم بإحسان.

وهذه الكلمة الموجزة أردنا بها التنبيه للقراء على هذه البدعه ليكونوا على بينه,

وقد كتبت في ذلك كتابه مطوله نشرت في الصحف المحليه وغيرها غير مرة, ولاريب أن الواجب على المسئولين في حكومتنا وفي وزارة الاعلام بوجه أخص وعلى جميع المسئولين في الدول الاسلاميه منع نشر هذه البدع والدعوة ‘إليها أو نشر مايوهم الناس إباحتها أداء لواجب النصح لله ولعباده,

وقياما بما أوجب الله من إنكار المنكر, ومساهمة في إصلاح أوضاع المسلمين وتطهيرها مما يخالف الشرع المطهر, والله المسئول بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح أحوال المسلمين, وأن يوفقهم للتمسك بكتابه وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام, والحذر من كل مايخالفهما, وأن يصلح قادتهم ويوفقهم لتحكيم شريعة الله في عباده ومحاربة ماخالفها إنه ولي ذلك والقادر عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.