بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله تعالى الواهب من غير إحصاء، كاشف السوء والضراء، والصلاة والسلام على صفوة الأتقياء وعلى آله وأصحابه قدوة الأولياء.
أخي المسلم: ها هو المنادي ينادي: (حي على الصلاة، حي على الفلاح)
فترى الناس في إجابته على قسمين:
صلاة الملائكة عليه واستغفارهم له
شهادة الملائكة له
جواب الإمام عند قوله: سمع الله لمن حمد
الأمن من السهو غالباً
حصول الخشوع، والسلامة عما يلهي غالباً
احتفاف الملائكة به
إظهار شعائر الإسلام
إرغام الشيطان بالاجتماع على العبادة، والتعاون على الطاعة ونشاط المتكاسل
السلامة من صفة النفاق ومن إساءة الظن به
قيام نظام الألفة بين الجيران وحصول تعاهدهم في أوقات الصلوات
الإنصات لقراءة الإمام، التأمين عند تأمينه، ليوافق تأمين الملائكة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا قال الإمام غير المغضوب عليهم ولا الضالين، فقولوا: آمين، فمن وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه»
أخي المسلم: إذا ناداك المنادي إلى الصلاة، فأنت مدعو إلى ضيافة ملك الملوك.. وأغنى من أعطى ووهب!!
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "المساجد بيوت الله في الأرض، والمصلي فيها زائر الله، وحُق على المزور أن يكرم زائره"
فيا من سمعت النداء وأعرضت عن إجابته، أتعرض عن ضيافة ملك الملوك؟!
فلو دعاك ملك من ملوك الدنيا، لسارعت إلى تلبية دعوته، وأنت فرح مسرور!
فانظر أيها الغافل في حالك.. وحاسب نفسك اليوم قبل أن يُحال بينك وبين الصالحات!
فإذا سمعت النداء بـ(حي على الفلاح) بادرت إلى تلبيته لتكون في ضيافة الرحمن رب العرش العظيم!
فإن خير مكان قصدته، بيوت الله تعالى، فهي منازل المتقين.. ومأدبة المؤمنين..
كتب سلمان الفارسي إلى أبي الدرداء: رضي الله عنهما (يا أخي عليك بالمسجد فالزمه، فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المسجد بيت كل تقي»
ويقال: "حصون المؤمن ثلاثة: المسجد، وذكر الله، وتلاوة القرآن، والمؤمن إذا كان في واحد من ذلك، فهو في حصن من الشيطان"
فيا معرضاً عن أفضل بقعة! اعلم أنك لن تجد مكاناً أشرف وأفضل من بيوت الله تعالى..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها»
أخي المسلم: هل أنت من أولئك الذين تشتاق قلوبهم إلى بيوت الله تعالى؟!
فإن المسلم الصادق تجده في شوق إلى عمارة بيوت الله تعالى.. واهنأ ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم، يوم أن قال: «سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله» فذكر منهم: «ورجل قلبه معلق في المساجد»
قال الحافظ بن حجر: "وظاهره أنه من التعليق، كأنه شبهه بالشيء المعلق في المسجد، كالقنديل مثلاً، إشارة إلى طول الملازمة بقلبه، وإن كان جسده خارجاً عنه.."
فتأمل في قلبك أيها المسلم، هل يكون معك في المسجد وإذا خرجت حن إلى العودة مرة أخرى، أم أنك تتركه خارج المسجد، فإذا خرجت صحبك؟!
إن الشوق إلى عمارة بيوت الله، دليل على الفلاح.. وبرهان على التوفيق..
قال عدي بن حاتم رضي الله عنه: "ما دخل وقت صلاة، حتى اشتاق إليها"
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله: "ما دخل علي وقت صلاة إلا وقد أخذت أهبتها، ولا دخل علي فرض إلا وأنا إليه مشتاق"
وسعيد هذا هو القائل: "من حافظ على الصلوات الخمس في جماعة، فقد ملأ البر والبحر عبادة!"
فرضي الله عن أولئك الأطهار، شغلتهم الطاعات عن دنيا الغرور، وأعدوا الصالحات لشدائد يوم النشور..
فأين أنت أيها الغافل من هذه المناقب العلية؟!
يا من شغلتك الدنيا بسرابها الكاذب
يا من شغلتك الأماني ببريقها الخداع
أفِق من سكراتك قبل أن لا تفيق! واعمل ليوم موتك قبل أن لا تعمل، وحاسب نفسك قبل أن تحاسب!
مرمر الحنونه @mrmr_alhnonh
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مهاو القلب
•
جزاك الله الف خير وجعله الله في موازين حسناتك
الصفحة الأخيرة