الـمـتـفـائـلـه @almtfaylh_40
عضوة فعالة
احفظوا اسراركم الخاصه واحكموا اقفالها*****مما راق لي
كثيرا ماأستمع لقصصِ البيوت ومشاكلها الكثيرة التي لاتنتهي , لستُ مما يتعمد الإستماع إليها ولاأحبذها, إلا أنني أحيانا أجد نفسي في وسط تلك(( السواليف ))من بعض الأخوات التي لاتجمعني بهما أي صلة إلا وجودنا في مكان ما جميعا.
فذات مرة كنتُ قلقة جدا من بقائي في غرفة انتظار المستشفى , كانت المتحدثة للنساء في ذاك اليوم امرأة كبيرة في السن , تشتكي من زوجة ابنها التي أخذته منها كما تُعبِر , وحكت مغامراتها مع زوجها في سنوات شبابهما ! , الأمر المحزن هو كيف يطيب لها أن تنشر أسرار بيتها وأحداثه للغرباء؟ , ما الذي تجنيه من ذلك؟
الأمر الأشد مرارة أن من تتحدث عنهما هو ابنها وزوجته!
إنها ظاهرة سيئة جدًا , تتحلق حولها النساء مستمعات مستمتعات بأخبار البيوت !
لقد جاءت التعاليم القرآنية والتوجيهات النبوية والمبادئ التربوية والاجتماعية السليمة بما يضمن متانة روابط الأسرة المسلمة لتبقى سامية وسالمة من كل ضرر,ومن ذلك: الأمر بالستر وحفظ أسرار الأسر والنهي عن كل قول وفعل يجلب لها ضرراً أو يمنع عنها نفعاً.
فليس كل ما يحدث في داخل البيوت يُحكى للأصدقاء والمعارف عوضاً عن الغرباء !
ليس هذا حصرًا على المشاكل والأحداث الأليمة في البيوت إنما هو أيضًا يشمل بعض الأحداث سيما التي تحدث بين الزوجين , فِلم تُهتك أسوار البيوت وأسرارها ؟
ولعل البعض يجنح لذلك لعدم قدرته على التحمل و لضعف صبره , فيتحدث أو تتحدث بحثاً عن تخفيف من ألم أو مشكلة , ويقولون في الفضفضة مستراح ! , ولا راحة واللهِ أبدًا مع ذلك .
ولا أدعو أبدًا أن يتقوقع الإنسان زوجًا أو زوجة أو بنتًا أو ابناً على مشكلة ما , ويتركون الحديث عنها فتتراكم وتُقفل أبواب المخارج , بل إن هناك طرق مناسبة لحل المشاكل والراحة منها , أبرزها طرق أبواب الاستشارة المُؤتَمَنَة , والتوجيه الرباني للزوجين لعلاج مشاكلهما إذا ضاقت بهما السُبُل " فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا " , والحكم ليس أختٌ تؤجج المشكلة , ولا صديقٌ يدفعك للعناد والضرر !.
والفضفضة لكل من هب ودب إن منحت صاحبها تنفيساً فهي ستُعقَب بهم وقلق , فلا ضمان أن لا تُنشر الأسرار ولا أن لا يأتي يومًا يخبرك من أفشيت سرك له أن لا يلومك أو يسخر منك أو يعيبك لمشاكلك .
ومن أجمل ما قرأته في هذا الموضوع أن أسرار البيت على درجات :
• فهناك الأسرار الخاصة بين الزوجين وهي أسرار يجب أن تُحفَظ في أعمِق مُستودَع ولا يُحَدَّثُ بها أحد, وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من إفشاء ذلك.
• الأسرار المتعلقة بالخلافات بين الزوجين، أو الأب وأبناءه أو الإخوة والأخوات ,وهذه تقدر بقدرها، وكل فرد عاقل فيهم يحتفظ بالأحداث ولا ينقل منها إلا ما يعالج المشكلة، إلى من يُتَوَسم فيهم الحكمة لبذل النصحية والمشورة .
وقد قال أحد الحكماء قديمًا وما أصدق قوله لمن يعقله " انفرد بسرك ولا تودعه حازماً فيزل ولا جاهلاً فيخون" .
5
820
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
مداد الطيف
•
قال أحد الحكماء قديمًا وما أصدق قوله لمن يعقله " انفرد بسرك ولا تودعه حازماً فيزل ولا جاهلاً فيخون" .
الصفحة الأخيرة