اختي

اختي
مالي أراكي وكأن مصائب الدنيا قد تكالبت عليكي ..
وقد ضاقت نفسك ذرعا بما تحمله من آلام وهموم ..
أحقا أن الدنيا على سعتها قد ضاقت .
وما وجدت رفيقا تفضي إليه بما تحملي !
أم أنه بقربك يود لو يزيحها عنك .
ولكن.. ليس في اليد حيلة ..
أبحثت فعلا عن من يعينك في محنتك ولم تجدي .
مالي أرى نظرات عيناك ترقب السعداء تغبطهم على ما هم فيه..
ولسان حاله يقول لم أنا وسط هذا العالم أحمل في جعبتي كل هذا !!

اختي
أتحاولي الصراخ لتنفس عن ما فيك ..
إذن اصرخي وليتعالى صوتك بالصراخ ..
ولكن ..
بعدها .. ارتحتي حقا ؟
أم أن ألما دفينا في الأعماق لازال..
وشوق غريب لشيء لازال في النفس مفقود تبحثي عنه!!

إذن أبشر
اختي فذاك هو ..

ذاك هو بريق إيمانك الصادق بخالقك ..
فانهضي .. انهضي ..
وانفضي عنك غبار خطاياك التي حجبت عن قلبك لذة مناجاته..
دعك من الصراخ ..
دعك من التأمل في سعداء الدنيا ..
فهناك من لم تبصرهم عيناك من سعداء الآخرة ..
فالحق بهم .. أسرعي ..
أيا كان هذا الهم
اختي ..
أسرع قبل أن تفقد هذا البريق ..
واتركي طرق أبواب العباد إلى طرق ذلك الباب الذي لا يرد طارقه..
بــــاب رب العبـــــاد ..
فالله ما تركك ما توجهت إليه بصدق..
و والله ليفرجن عنك كربتك ..
ولكن .
صبرا جميلا وسترى الأمور تفرج أمامك وأنتي مدهوشه مما ترى..
اصبير وسترى..
توكلي على الله في كل أمورك ..
لسانك.. لا تنسي فليلهج بذكر الله ولا يغفل..
لا حول ولا قوة إلا بالله .
استغفر الله ..مفتاح لكل الأقفال ..
فقط قلي وسترى..توكلي وسترى..
ارفعي أكفك بالدعاء وسترى ..
وستجد نفسك بعد حين سعيدا وقد فرجت كل ضائقة ..

ولكن مهلا .. مهلا اختي .

في هذه اللحظة لا تغفلي ..
أسرعي وتوضأي واسجدي لخالق الأكوان سجدة شكر ..
فقد وهبك الكثير .. وقصرت في واجب طاعته وعبادته كثيرا .
واسجدي .. ولسانك يلهج بذكره ..

اللــهم مــا أصبــح بـي مـن نعمــة أو بأحــد مـن خلقــك فمنــك وحــدك لا شــريك لـك فلك الحمــد ولـك الشكــر ..