اختي في الله " هذه ثورة علي قانون الحياة "
ثورة على قانون الحياة
كثيرة هي الثورات التي تعج بصخبها آذان الدنيا قصيرة هي لحظات السعادة و البراءة و المحبة التي تجري في ميزان الحب وميزان القلب ، زمن اخذ فيه كل شيء يتراجع وزمن اخذ بريق الأمل فيه يخبوا ويكاد أن يصل إلى حد الانقراض .
لقد بات الناموس الذي يملوء عين الدنيا وسمعها هو قاموس المادة و الشهوة البلهاء ( المجنونة ) .
لقد أصبح كوكب الأرض يخالف حركة العملية الإنسانية بفعل تصرف أبناءه من بني ادم فانقلبت الموازين وماتت القيم واختنق سراج الحب في غياهب ذلك الفكر المتقوقع وراء صخرة الشكلية ، فصار رمزا غائر في عيون الماضي بل بات من يذكره في الزمان يوصف بالهذيان ( المجنون ) ، لقد صار المحترم فيه مسكينا و المؤدب ضعيفا ومن يطلب الستر مفضوحا ، ومن يطلب الفضحية محترما ومستورا .
أين ضاعت كلمة الحب و الروح والوفاء والعطاء وصار حوت المادة او بريق المال شعار الناجحين في هذه الحياة .
لماذا نهجت يا بنت حواء؟. .... منهجا يخالف عقارب الساعة الفضيلة وركبت مركب الضلالة وغصت في أتوان الرذيلة ؟ ......... لماذا جعلت من الشهوة البلهاء منهج الحياة ؟ ............. الست مثل بنت الأمس أم انك مصنوعة من ذهب التحضر وهي مصنوعة من حجارة الرجعية و التغلف ؟ .....
غددت تعضين يد العفة وتلعنين ساعتها ؟ .... وبركان نفسك يلقى بحمم الغضب على كل القيم و الأخلاق ؟ ...... لماذا يا بنت حواء أشهرت سيف أللعنه على كل من يدعوا إلى السعادة السرمدية في ظل كهف الطهارة الربانية ؟ ..... أي شيطان ذاك الذي ختم على قلبك فجعل منك دمية بين أصابع الشهوة القاتلة تحركك كيف تشاء ؟ ....
هل نسيتي مقاصد الحياة ؟ .... هل غشى على بصرك فما عدت ترين أهداف الوجود ؟ ... أقول لك بلا وجل راجعي كتاب الكون مدة بعد مدة وطالعي صفحات الزمان وانظري الى فارق بينك وبين فتاة الجاهلية .... لقد كانت تجر على عتبات الرذيلة كرها .... فصرت اليوم تقفين عليها طواعية ... كانت تواد في تراب مخافة العار ...فأصبحت تدنئين نفسك طواعية في يراثين الخنوع و الهمجية الشهوانية ...
لماذا تتنكرين لثوبك الأصيل ؟ ...... لماذا بهرت عيناك في ترنيم الموضة الخادعة ؟ .....لماذا ألقفتي المحبة و المودة والصفاء حجارة الكراهية و العداوة و النكران ؟ ...... لماذا تضربين بالمبادئ و المثل عرض الحائط ؟ ....
لهذه الدرجة سحرت برثين ( المكياج ) الأصفر أو بسيارة أو بشاب يتمنطق بخلوي ( جوال) على حقوية يشهره سيفا ويتلاعب به غزلا ويتلاعب فيه بالعواطف كما يتلاعب الرياح بأغصان الشجر بينما إذا جاءك الجد بينك وبينه جوابا متمثلا في تصعير الخد ؟ ............ لماذا هذه الازدواجية في النظرة ؟ ...... لماذا صارت الكماليات مقدمة على الأساسيات ؟ .... لماذا صار حوت المادة يبتلع نسمات الحب و الوفاء و العطاء و الأمل ويطحنها ونثرها مثل الغبار .
أي شمس ستشرق اذا كانت تغربين في أول العمر ؟ ... أي حياة تلك التي يبداء فيها المسير بخطوات صبيانية ؟ ...منذ متى أصبح الطيش حرية ؟ .... منذ متى صارت الرعونة نبلا ؟ ... لماذا أصبحت يا بنت حواء تلهثين وراء المشقة ؟ .... وتسلكين السبل الوعرة في تلبية غايتك ؟ ... وإذا قضيت هذه الرغبات وفق تلك السبل فماذا عساك تفعلين ؟ ... هل سيتكرر الحال عشرات المرات وبعدها أقول هذه هي الحياة ... لماذا هذه الثورة على قانون الحياة ؟....
لماذا سحرتك الألفاظ وغابت شموس المعاني عن ناظريك ؟ .... لماذا كلما تسمعين صوت الضمير تخرسينه بدعوة الحاجة و الفقر ؟ .... لماذا هذه النظرة المتققعره للأمور ؟ ...... أين ميزان الحب و العقل و القلب ؟ .......
لماذا كسرت كفتية بزعمك أن الحياة لا تكون إلا بالمال وان إشباع الرغبات هو المقصد الاسمي في هذه الحياة ؟ ....
لماذا تقتلين جذور الحقيقة بنظرتك القاصرة ؟ .. لماذا تحاولين أن تنسلخي من ثياب العفاف السرمدي وتلبسين قناع الوهم و الغرور الكاذب ؟ .... مئات من التساؤلات تتدفق من قلب صادق تحتاج إلى جواب شافي ...
فإلى متى هذا الضياع ؟ .... والى متى هذه الأنانية المصحوبة بالكبرياء الزائف ؟ ... أفيقي يا بنت حواء .... أعيدي ترتيب أوراقك الكتاب الحياة من جديد وإقرائي الكتاب من البداية لا من النهاية لا من النهاية
ــــــــــــــــــــــــ
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️