السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آداب الابتلاء
تناول فضيلة الشيخ عمر في هذا المقال الفرق بينالبلاء والابتلاء، ولماذا يمهل الله للظالم؟ كما تناول أنواع الابتلاء، وكيف يرفعالله بها درجات العباد المؤمنين، وكذلك تناول مفهوم الصبر الجميل.
توضيح الفرق بينالبلاء والابتلاء؟أولا : البلاء:
يكون للكافر، يأتيه،فيمحقه محقاً. وذلك لأن الله تعالى يملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته. ومن أسماءالله تعالى: الصبور، والإنسان عندما يصبر على امتحان معين، فهو صابر. أما صبر اللهسبحانه: أنه لا يعجل الفاسق أو الفاجر أو الظالم أو الكافر بالعقوبة. فأنت كبشر قدتتعجب: كيف يمهل هذا الإنسان. وهو يعيث في الأرض فساداً. ولو حُكِّم إنسان في رقابالبشر، لطاح فيهم.
والله سبحانه وتعالى عندما قال: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين)فعندما رأى، أراه الله الملكوت، وكشفه، كشف له الحجب. فرأىالخليل ما لا يراه في حياته البشرية.
رأى إنساناً ظالماً يضرب يتيماً، فقال له: يا ظالم، أما في قلبك رحمة، أتضرباليتيم الذي لا ناصر له إلا الله. اللهم أنزل عليه صاعقة من السماء. فنزلت صاعقةعلى الرجل.
رأى لصاً يسرق مال أرملة، أم اليتامى. فقال له: يا رجل أما تجد إلا هذا؟! اللهمأنزل عليه صاعقة...
وتكرر هذا.
فقال له الله سبحانه: (ياإبراهيم، هل خلقتهم؟) قال: ( لا يا رب ) قال: ( لو خلقتهم لرحمتهم، دعني وعبادي. إن تابواإلي فأنا حبيبهم، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم وأنا أرحم بهم من الأم بأولادها.) فاللهالصبور لا يعجل ولا يعاجل.فمتى جاء عقاب فرعون؟! لقد جاء بعد سنوات طويلة، وكان قدأرسل له بنبيين عظيمين وقال لهما(وقولا له قولاً لينا)وهو الذي طغى وطغى وطغى..فلما وصل الأمر إلى ذروته: أخذه الله أخذ عزيزمقتدر. فالله سبحانه وتعالى، يأتي بالبلاء للكافر، فيمحقه محقاً، لأنه لا خير فيه.
عندما قال سيدنا موسى الكليم: (يا رب، أنت الرحمن الرحيم، فكيف تعذب بعضعبادك في النار؟)قال تعالى: (يا كليمي، ازرع زرعاً) فزرع موسى زرعاً، فنبت الزرع. فقال تعالى: (احصد) فحصد.ثم قال: (أما تركت في الأرض شيئا يا موسى)قال: (يا رب، ما تركت إلا ما لا فائدة به)فقال تعالى: ( وأنا أعذب في النار،ما لا فائدة فيه(فهذا هو البلاء. كما يقول تعالى:
( وإذنجيناكم من آل فرعون يسومونكم.....وفي ذلكم بلاءٌ من ربكم عظيم)
ثانيا : الابتلاء:
وهو يكون للإنسان الطائع، وهو درجات وأنواع. وبالتالي هناك: آداب الابتلاء.
كيف يكون هناكإنسان مريض، ومصاب في ماله وجسده وأهله...فهل يكون هناك أدب مع كل هذا؟نحن عباد الله سبحانه. والعبد يتصرف في حدود ما أوكل إليه سيدهمن مهام، وهو يعلم أن سيده سبحانه وتعالى رحمن رحيم، لا يريد به إلا خيراً. فإذاأمرضه، أو ابتلاه فلمصلحته. كيف؟كان أبو ذر جالساً بين الصحابة، ويسألونبعضهم: ماذا تحب؟ فقال: أحب الجوع والمرض والموت. قيل: هذه أشياء لا يحبها أحد.
قال: أنا إن جعت: رق قلبي.
وإن مرضت: خف ذنبي.
وإن مت: لقيت ربي.
فهو بذلك نظر إلى حقيقة الابتلاء. وهذا من أدب أبي ذر. ويقال فيسيرته: أنه كان له صديق في المدينة. وهذا الصديق يدعوه إلى بستانه ويقدم له عنقودعنب. وكان عليه أن يأكله كله..فكان أبو ذر يأكل ويشكر، وهكذا لعدة أيام...ففي يومقال أبو ذر: بالله عليك، كُلْ معي. فمد صاحب البستان ليأكل، فما تحمل الحبة الأولى،فإذا بها مرة حامضة.
فقال: يا أبا ذر، أتأكل هذا من أول يوم؟
فقال: نعم. قال: لم لم تخبرني؟قال: أردت أن أدخل عليك السرور. فمارأيت منك سوءاً حتى أرد عليك بسوء. هذا إنسان يعلمنا الأدب، إنه لا يريد أن يخونصاحبه، وهناك اليوم أناسٌ متخصصة في إدخال الحزن على أمم بأكملها.
وقد كانفي أول عهده، تعثر به بلال، فقال له: يا ابن السوداء! فقال له النبي-صلى الله عليهوسلم-: (يا أبا ذر، طف الصاع ما لابن البيضاء على ابن السوداء فضل إلا بالتقوىوالعمل الصالح).فإذا بأبي ذر يضع خده على الأرض ويقول: (يا بلال، طأ خدي بقدمك حتىتكون قد عفوت عني). فقال بلال: (عفا الله عنك يا أخي). هذه هي الأخوة في الله. فمعالابتلاء، لا بد أن يكون هناك أدب من العبد، لإنه يعلم أن المبتلي هو الله سبحانه. فإذا ابتلاه رب العباد فهو بعين الله ورعايته. فيتعلم الأدب مع الله فيما ابتلاهفيه.
أنواع الابتلاء1- عبد سادر منحرف: بعيدعن الله، لا يقيم الطاعات، بل ويرتكب المعاصي، والطاعة بالنسبة له ثقيلة ومريرة،بينما المعصية لها حلاوة، ولكن: فيه شيء من خير ،فالله سبحانه يبتليه، كي يوقظه منغفلته.
إبراهيم بن أدهم، كان يتسور البيوت ويسرقها. فتسور بيتاً مرة، فرأىصاحب البيت يقوم بالليل ويصلي ويقرأ: ( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكرالله..)، فقال: قد آن يا رب.. فصار إبراهيم بن أدهم.
قالوا: قد يفتح اللهلك باب العمل، ويغلق عليك باب القبول. وربما يبتليك بالذنب فتتوب، فيكون سبباًللوصول. يغلق باب القبول لأن فيه عجب، وليس خالصاً لله وحده فالله سبحانه لا يقبلإلا العمل الخالص لوجهه مائة بالمائة. يقول تعالى: ( أنا أغنىالأغنياء عن الشرك، فمن أشرك في عمل معي غيري، ودعت نصيبي لشريكي(فرب عمل صغير عظمته النية، ورب عمل عظيم صغرته النية. ولكن كلناكذلك؟ إذن يجب علينا، أن نخلص في أعمالنا لله.وهذا الإخلاص يأتي: بتجديد النية فيكل عمل. حمزة عم النبي-صلى الله عليه وسلم-: بلغه أن أبا جهل يؤذي رسول الله-صلىالله عليه وسلم-: أفتضربه وأنا على دينه؟! فعاد إلى البيت وفكر: ما الذي لا يجعلنيألا أكون على دينه؟ فدخل في دين الله فهكذا، يأتي الله سبحانه بعد محنة، فيفيقالعبد منها.
أبو طالب: صاحب السفلة في القوم، فماذا أوردوه؟!
كانينازع، والنبي-صلى الله عليه وسلم- عن يمينه، وأبو لهب وأبو جهل عن يسارهوالنبي-صلى الله عليه وسلم- يقول له: قلها يا عماه، أشفع لك بها عند ربي وأبو لهبوأبو جهل: بل على دين آبائي وأجدادي. فقال أبو طالب: بل على دين آبائي وأجدادي.
وبالمقابل كلبٌ يصاحب الصالحين فيذكر معهم في كتاب الله، كلب يصاحبالصالحين يُكَرم. أبو طالب، عم النبي-صلى الله عليه وسلم-ومن عليه القوم، ويدافععنه، ولكنه صاحب السفلة من القوم فيدخل النار.
وكان العباس يسأل رسولالله-صلى الله عليه وسلم-: أما شفعت لعمك أبي طالب؟ قال:(نعم، أخف عذاب أهل النارأبو طالب، يلبس نعلين في النار، فيغلي منهما دم رأسه). فيكون(رفقاء السوء) ابتلاء منفعل العبد: أن الإنسان ينجذب إلى شبيهه، والطيور على أشكالها تقع.
روي فيالأثر:
-لو أن مؤمناً دخل في مجلس فيه مائة منافق، بينهم مؤمن واحد، لجلسبجوار المؤمن وهو لا يعرفه.
إن الأخ في الله أو الصديق رقعة في الثوب،فلينظر أحدكم بما يرقع ثوبه. إن المؤمن في الله، كاليدين، تغسل إحداهما الأخرى. فالنوع الأول من الإبتلاء: عبدٌ بعيد عن الله، يأتيه الابتلاء، ليكفر عنه سيئاته،من مرضٍ أو ضنك في الرزق. فإما أن يستيقظ، فيتوب أو يزيد في طغيانه.
قيللأبي الحسن تعالَ صلِّ على أبي نواس، فرفض. فجاؤوا لتغسيله، فوجدوا ورقة في جيبه،فسألوا زوجته عنها. فقالت: هذه آخر ما رأيته يكتب، ثم مات. فأخذوها لأبي الحسنليقرأها، فوجد فيها: (يا رب، إن عظمت ذنوبي كثرة، فلقد علمتُ أن عفوك أعظم، إن كانلا يرجوك إلا محسن، فبمن يلوذ ويستجير المجرم، مالي إليك وسيلة إلا الرجى وجميلعفوك، ثم إني مسلم). فقال أبو الحسن: هيا نصلي على أبي نواس.
2-النوعالثاني من الإبتلاء: إنسان مستقيم، طعامه حلال، ويتقي الله، وتنزل عليهالابتلاءات من كل جانب، فهذا حبيب الرحمن. لأن الله تعالى يريد أن ينقيه، حتى رويأنه يسير على الأرض بلا خطيئة، وتشير الملائكة إليه، هذا هو الطاهر الشريف، الطاهرمن الذنوب، الشريف من العيوب. (وأكثر الناس ابتلاءاً، الأنبياء ثم الأتقى فالأتقى). فالابتلاء لهؤلاء هو لرفع الدرجات.
يقول النبي-صلى الله عليه وسلم ) إنأمر المؤمن عجب: إن أصابته ضراء فصبر كان خيراً له، وإن أصابته سراء فشكر، كانخيراً له وليس هذا إلا للمؤمن). الذي سلّم أمره لله، وأمنه الناس على دينهموأعراضهم وأموالهم وحياتهم. كالنبي-صلى الله عليه وسلم- الأمين: الذي كانت قريشتودع أموالها عنده رغم عدائها له، واستبقى سيدنا علي لردها. ( ولا يجرمنكم شنآنقوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى( أراد أبو جعفر المنصور أنيعطي عطاءً، منحةً لأبي حنيفة، فبعث إليه عشرة آلاف درهم، وكان أبو حنيفة قد رفض أنيتولى القضاء، فحفظ أبو حنيفة النقود في كيس، وقال لابنه: إذا مت، أعد هذه إلى أبيجعفر وقل له: (هذه هي الأمانة التي استودعتها أبي) فهذا الإنسان المستقيم، تكونعنده بعض الهفوات-بحكم أنه بشر- فيريد الله تعالى أن ينقيه ويرفع درجاته.
ونشرح ذلك ونقول: لو افترضنا أن الله سبحانه، كتب لهذا العبد درجة 80،ولكنه مات، وعمله لا يوصله إلا إلى درجة 60، لكن الله بسابق علمه، يعلم أنه يصل إلىدرجة 80، فيُبتلى فيرتفع من 60 إلى 80. فهذا الابتلاء: رزق، وهذا شعار الصالحين. -يقال يوم القيامة: (ليقم الذين أجرهم على الله). فيقوم قومٌ قليل، يقولون: (نحنأهل الصبر) فينطلقون في أرض المحشر دون حساب ولا ميزان إلى باب الجنة. فيوقفهمالرضوان: من أنتم؟ كيف تدخلون الجنة، ولم تقفوا لا لحساب ولا لميزان؟ فيقولون: (يارضوان، نحن لا نقف لا لحساب ولا لميزان، أما قرأت القرآن؟!)
فيقول: وماذافي القرآن؟فيقولون: إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
فيقول: وكيف كان صبركم؟
فيقولون: نحن قومٌ كنا، إذا أعطينا شكرنا
وإذا مُنعنا صبرنا
وإذا ابتلينا استغفرنا
فيقول: ادخلوا الجنة لا خوفعليكم ولا أنتم تحزنونفهم في تواضعهم: جعلوا الابتلاء بسبب ذنوبهم.
يقول تعالى:( لتبلون في أموالكم وأنفسكم، ولتسمعن من الذينأوتوا الكتاب( …
( .... وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور )لأنه لا يتأدب مع الإبتلاء إلا من عنده عزيمة يقول تعالى عن أمموسى:(.... إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها(فالذي رُبط على قلبه، هو إنسان تأدب مع الابتلاء، فصار مؤمناً. كيف يصبر الإنسان؟الصبر ليس لحظةآنية يخرج منها الصابر.فالصبر مخزون إيماني داخل القلب، كرصيدي المالي في البنكأسحب منه عند الأزمات: (والله لا يكلف نفساً إلا وسعها ) ،وفي معاني هذه الآية:أن اللهلا يبتلي العبد فوق طاقته وإلا لضاع مخ العبد.
قال العلماء:(لو أنالابتلاءات صُورت بشكل مادي، على شكل كرات مثلاً، ووضعناها في ثوب واح، ووقف صاحبالابتلاء طوابير وقيل لهم:(اختاروا أقل الابتلاءات، ما اختار كل واحد منهم إلاايتلاءه...
لماذا إذن لا يصبر الناس؟لأن الإيمان شيء وادعاءه شيء آخر. والصبر نصف الإيمان،يقول ابنالقيم:(سوف ترى إذا انجلى الغبار، أفرس تحتك أم حمار).والصبر عند الشدائد،والأنبياء صبروا لأن عندهم رصيد. كيف يعلم العبد أنالابتلاء تكريم من الله؟ـأولاً: كلٌ منا أعلم بعيوبه، وكل واحديستطيع أن يخدع بعض الناس بعض الوقت ويستطيع أن يخدع كل الناس بعض الوقت، ولكنه لايستطيع أن يخدع كل الناس كل الوقت، ولا يستطيع أن يخدع نفسه.
لذلك وصف اللهتعالى المنافقين: (وما يخدعون إلا أنفسهم).وكل إنسان يعلم تماماً، ما هي محاسنه وماهي مساوؤه ونحن لا نحكم على الناس إلا بظواهرهم.
كيفأعلم عيوبي، وكيف أعلم أني مكرم عند الله؟أولاً: إذا استشعرتأن جسدي فيه خلل ما، أذهب إلى الطبيب المختص، وفي مسألة القلوب: لا بد أن أعرف، هلقلبي سليم أم سقيم أم ميت!
فأعرض نفسي أولا على كتاب الله:فما مدحه كتابالله، هل هو موجود عندي؟ فأصير في معية الله. هل هو غير موجود عندي: فأنا مقصر.
-ثم أرى ماذا ذم القرآن؟ ذم كذا وذم كذا وكذا.. فأنظر في نفسي، هل أنا منهؤلاء ثم أعرض نفسي على سنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: ماذا يحب رسول الله-صلىالله عليه وسلم-؟ ولو كان بيننا، هل يحب أن يجالسني وأنا بهذه الأخلاق.
قديقول البعض: إن النبي-صلى الله عليه وسلم- لم يعش في عصر الفضائيات والفيديوكليب..؟ نقول: إن هذه الابتلاءات هي من ذنوب العباد.
يقول عمر: (إن قوماًأصلح الله قلوبهم. أحيووا الحق بذكره، وأماتوا الباطل بتركه) فلو أننا لا نشتريالتسجيلات أو المجلات ولا نفتح الفضائيات، فسيُهملوا، فما قيمتهم في الحياة؟ ذكرالناس لهم.
قالوا للحسن البصري: إن اللحم قد غلا. قال: أرخصوه قالوا: كيف؟قال: اتركوه.ولما رأى عمر، ابن عوف، آتياً باللحم، قال له: ما هذا يا ابن عوف؟ قالهذا لحمٌ اشتهيته فاشتريته.قال عمر: يا ابن عوف، أو كلما اشتهيت اشتريت؟! كفىبالمرء إثما أن يشتري كل ما يشتهي.
فلكي أعرف عيوبي:أعرض نفسي على الكتابوالسنة، ثم أعرض نفسي على عالم من علماء الإسلام الصالحين. و الصبر الجميل: هوالحزن بدون شكوى. فالشكوى تخفف الثواب.قال يعقوب (إنما أشكوا بثي وحزني إلىالله...)،وليس للعبد،فمن شكا إلى العبد، فهو يشكو الذي يرحم إلى الذي لا يرحم.
منقوووووووووول من صفحة الانترنيت الخاصة بموقع الدكتور عمر عبد الكافي
فراشة ود @frash_od
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
جزاكي الله خيرا
اللهم رضنا بما قسمته لنا وارزقنا الأدب معك والصبر على الابتلاء
يا رب عافي كل مبتلى واشف كل مريض
اللهــم آآآآآآآمين
اللهم رضنا بما قسمته لنا وارزقنا الأدب معك والصبر على الابتلاء
يا رب عافي كل مبتلى واشف كل مريض
اللهــم آآآآآآآمين
الصفحة الأخيرة
اللهم رضنا بما قسمته لنا وارزقنا الأدب معك والصبر على الابتلاء
يا رب عافي كل مبتلى واشف كل مريض