ادرك مالايترك واترك مالايدرك

{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} 
حال الدنيا منغصه اللذات،كثيرة التبعات، جاهمة المحيا ،كثيرة التلون مزجه بالكدر، خلقت وفيها النكد، وأنت منها في كبد 

دار متى ما أضحكت في يومها *** أبكت غداً قبحاً لها من دار 
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار 
طبعت على كدر وأنت تريده *** صفوا من الأقذار والأعداء 

لن تجد ولد ولا زوجة أو صديق أو مسكن أو وظيفة ألا وفيه ما يكدر وعنده ما يسوء أحيانا فأطفأ حر شره ببرد خيره لتنجوا رأس برأس والجروح قصاص. أراد الله لهذه الدنيا أن تكون منغصه وجامعه للضدين والنوعين والفريقين والرايين خير وشر، صلاح وفساد،سرور وحزن ثم يصفى الخير كله والصلاح والسرور في الجنة ويجمع الشر كله والفساد والحزن في النار وفي الحديث (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو عالم ومتعلم). 
فعش واقعك ولا تسرح مع الخيال ولا تحلق في عالم المثاليات أقبل الحياة كما هي وطوع نفسك لمعايشتها ومواطنتها فسوف لا يصفوا لك صاحب ولا يكمل لك فيها أمر ولا يصلح لك فيها حال لكي تظل معلقا بالله و لأن التمام والكمال في الآخرة  
لن تكمل لك زوجة وفي الحديث( لا يفرك مؤمن مؤمنه أن كره منها خلق رضي منها آخر) .
 
فينبغي أن نسدد وان نقارب وأن نعفو وأن نصفح وأن نأخذ ما تيسر ونذر ما تعسر (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين ) 
فرضى الناس غايه لاتدرك ورضى الله غايه لاتترك فاترك مالايدرك وادرك مالايترك

ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ** كفى المرء نبلا أن تعد معايبه 
أذا أنت لم تشرب مرار على القذى *** ظمئت وأي الناس تصفى مشاربه