...
قال تعالى:(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ(186)﴾ البقرة.
إنما ورد نزول الله تعالى في بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ينـزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له، صحيح البخاري ( رقم 1094)، وصحيح مسلم (758)، وفي رواية عند مسلم: (ينـزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول... فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر)، وفي رواية أخرى لمسلم أيضًا: (إذا مضى شطر الليل أو ثلثاه ينـزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا ... حتى ينفجر الصبح) وفي لفظ آخر: (ينـزل الله إلى السماء الدنيا لشطر الليل أو لثلث الليل الآخر)، وفي رواية: (إذا مضى نصف الليل)،
بداية لست علامة لكي أقيم هذا الكلام إلا أنني أعلم أنه.. كلام الله.. فكيف لا يكون.. راااااااااااااااااائعاً..
رأيت أن أكتب هذا الحديث القدسي لأنه أثر في نفسي كثيراً فهو من الأحاديث التي ترتعش لها الأبدان وتذرف لها الدموع دون أي إنذار أو مقدمات..
تأملوا معي هذا الكلام.. الله تبارك وتعالى.. ينزل إلى السماء الدنيا.. طبعاً لا تجسيد لله ولكنه تعبير مجازي لشرح الفكرة المراد إيصالها.. الله -الملك الخالق القوي الجبار المتكبر القهار- ينزل إلى السماء الدنيا..
ولا تكمن روعة الحديث هنا فقط بل تتعدى ذلك إلى.. لماذا يتنزل الله -خالق السماوات والأرضين وما بينهما من إنس وجن و أحياء ومخلوقات نعلمها وكثير لا نعلمها-؟؟
والجواب بكل بساطة.. من أجلك أنت الإنسان..
يا لروعة الخالق الكريم المنان اللطيف!!!!!
لماذا؟؟؟؟
ليغفر لك!!!!
كيف لا وهو الذي نفخ فيك من روحه!!!!
أنت أنت لأجلك نزل الله عز وجل من عرشه الكريم إليك ليغفر لك..
متى؟؟ في أحب الأوقات إليه -الثلث الأخير من الليل- لكي يختلي بك وأنت تناجيه.. تطلب الرحمة منه بالطريقة التي يحبها (تبكي، تدعو، تقف بين يديه، تركع، تسجد -أقرب الأضاع لله-، تجلس)--أنت حر..
هنا فهمت لماذا قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم "الدعاء مخ العبادة".. كنت أقرأه كحديث عادي، لم أكن أتمعن معناه الرائع..
تصور ماذا قال لك.. "الدعاء" ولم يقل الصلاة -مع أهميتها- ولم يقل مثلاً الزكاة أو الحج أو.. بل قال "الدعاء".. لماذا؟؟؟؟ لأن في الدعاء قمة الانكسار والذل والضعف والقرب من الله عز وجل..
فحين تدعوه ابكِ، وإن لم تستطع تباكَ.. المهم: أنت ضعيف ذليل ومنكسر.. ولكن لمن؟!! له.. فيا له من انكسار وذل رائعين!!!!
اسأل الله كل شيء.. لا تخجل.. اسأل الله كل شيء تريده.. تتمنى أن يحصل لك أو معك.. لا تعتقد أن الله لن يستجيب دعاءك.. فكيف يعز عليه أمر الإنسان الهيّن *مهمها كان -برأيك- صعباً معقداً*..
إنه خالق كل شيء.. إنه المجيب.. فكيف لا يلبي لك دعاءك..
استغفره.. اطلب الرحمة منه.. لن تندم.. فكثيراً ما نسأل الناس ولا يعطوننا (وإن أعطونا فمنهم من يمننا ويتثاقل علينا..)
أما هو.. فكريم معطاء.. فهو الذي لو سأله الجن والإنس -من خلق آدم إلى الآن- كل شيء يريدونه -كل على حسب ما يريد- فإنه يلبي لهم دعواهم كلها فإن ذلك لا ينقص من ملكوته شيء إلا كأنما يدخل أحدنا الإبرة في البحر ثم يخرجها فمقدار ما علق بها من الماء هو ما نقص من ملكه تعالى!.. أي وبمعنى أوضح: أن الله "كريم" فاسأله يعطيك أضعاف ما تريد..
فاستغفره وتذلل إليه فهو الوحيد الذي يسمع نجواك..
انظر إلى قوله "فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر".. انظر إلى حلمه وصبره.. انظر إلى حبه ورغبته.. فكم أنت يا الله كريم! ..
أفلا نستحي من أنفسنا.. الله يطلبنا ونحن نبتعد..
الله يكرمنا ونحن نجحد..
الله يرحمنا ونحنا نيأس..
كلنا يحتاج لجلسة صفا يجلسها مع نفسه يراجع فيها ما عليه.. ويتأمل هذا الحديث الرااااااااااااااااائع!!!! ..
--
معلمه لكن @maalmh_lkn
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
من رجاااااااه مااااااااااا خيبه
سبحانك يارب ما اكرمك واحلمك
جزيتي خيرا اختي موضوعك جدا قييييييييييييم