اربط غضبك
قال ابن الجوزية رحمه الله: ((أوثق غضبك بسلسة الحلم فانه كلب إذا أفلت أفلت))، وهذا كلام صحيح فكم من زوج غضب فطلق ثم ندم بعد طلاقه، وكم من زوجة قالت لزوجها أوصلني عند أهلي في لحظة غضب فاستجاب لها ثم ندمت على ما ذكرت ، ولذلك ينبغي أن يتعلم الزوجان فن إدارة الذات والتحكم بالغضب، ويجب أن نفرق في العلاقة الزوجية بين الطرف الآخر المتعمد في تصرفه، والناس الآخرين ومنهم الجاهل والسفيه والمريض.. وأن نعرف الظروف التي يمر بها أحد الزوجين لكي نتخذ القرار السليم في الغضب من عدمه؟
ولهذا قال الشافعي رحمه الله :
يخاطبني السفيه بكل قبح
فأكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فأزيد حلما
كعود زاده الإحراق طيبا
علاج الغضب
فالغضب جمرة تتوقد في جوف الزوجين ولهذا نرى حمرة العينين وانتفاخ الأوداج عند الغضب، ولأن الغضب من الشيطان والشيطان من نار، فقد أوصانا الحبيب محمد عليه الصلاة والسلام إذا غضب أحدنا أن يتوضأ، لأن الماء يطفئ النار، وإذا كان واقفا فليجلس وان كان جالسا فليستلق، كما أن للصحبة أثرا، فإذا كان أحد الزوجين يرافق أهل الحلم والصبر، كان صبورا وحليما، والصديق يتأثر بصديقه، ولا ننسى ونحن نحدث عن الغضب أن نبين أن هناك غضبا محمودا، وهو الغضب لله، وذلك كغضب النبي عليه الصلاة والسلام من أسامة بن زيد عندما أراد أن يشفع في حد من حدود الله إلا أنه عليه السلام، ما كان يغضب عندما يشيعون عنه أنه ساحر أو مجنون.. أو عندما يلقون عليه الأوساخ وهو يصلي أو عندما جره الأعرابي من ثوبه.. بل قال : ((ليس الشديد بالصرعة، وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب)).
وهذا ما نوصي به الزوجين ليكونوا في وئام وسعادة ومودة .
الأزواج والزوجات في موضوع الغضب أربعة أصناف :
فمن أي صنف أنت؟
الأول: سريع الغضب سريع الرضى.
الثاني: بطئ الغضب سريع الرضى.
الثالث: سريع الغضب بطيء الرضى.
الرابع : بطئ الغضب بطئ الرضى.
ولنأخذ هذه الأصناف بشئ من التفصيل، ولنتعرف على الصنف المطلوب .
سريع الغضب سريع الرضى :
هذا الصنف من الأزواج لا يحسن إدارة ذاته ونفسه، وكلمة واحدة تؤثر فيه ويتفاعل معها ثم بكلمة أخرى يهدأ ويرضى، وهذا الصنف يؤذي في التعامل ولا يعرف الطرف الآخر كيف يتعامل معه باستمرار، بل مزاجه متقلب وقد يغضب من كلمة اليوم، ولو قيلت له بعد أسبوع قد لا يغضب فهو حسب حالته النفسية يغضب ويرضى.
بطئ الغضب بطئ الرضى :
وهذا صنف آخر من الأزواج لا يغضب، ولكنه إن غضب فلعله يقاطع الطرف الآخر أسبوعا أو أكثر، ومن عجائب ما رأيت أن زوجا غضب من زوجته، فلم يحدثها ثلاثة أشهر وهما يسكنان في بيت واحد إلا أن حسنة هذا الصنف أنه بطئ الغضب.
سريع الغضب بطئ الرضى :
وهذا شر الناس فانه يغضب لأي شئ ولكنه لا يرضى بسرعة، ولا يقبل أي اعتذار أو تأسف على الخطأ، بل انه حتى إذا أراد أن يصفح أو يعفو يتخذ هو القرار بغض النظر عن اعتذار الطرف الآخر وتقديم الهدايا له.
بطئ الغضب سريع الرضى :
وهذا خير الناس، وهو الصنف الذي نريد وهو الذي ينتمي إليه الأزواج الجيدين في علاقتهم الزوجية، فالحلم والحكمة صفاتهم، ولا يمنع ذلك من غضبهم بحكم طبيعتهم البشرية، ولكنهم إذا غضبوا سريعوا الرضى عندما يعتذر إليهم .
ويمكن للزوجين أن يدربا نفسيهما على ذلك من خلال القراءات التي تحث على الحلم وإدارة الغضب من أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وكتب السلوك والأخلاق أو من خلال التدريب الذاتي للنفس أو بمصاحبة أفراد من هذا الصنف أو ربما غير ذلك من الأفكار التي تساهم في إدارة الذات.
اسأل الله لي ولكم أن يجنبنا الغضب .
{{ام حسن }}
(ام حسن) @am_hsn_9
كبيرة محررات
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
جزاك الله خيرا