أنا متزوج منذ تسع سنوات (سني 33 عام) ولدي طفلان أحبهما جدا.
المشكلة أن زوجتى عصبية جدا وتنهر أولادي على أتفه الأسباب، وتسبب لي حرجا أمام الناس بهذه العصبية، حتى صوتها عالي في الكلام، والمنزل دائما مزعج وضجة، وأستطيع أن أقول أنها أهملتني تماما، فأنا أرجع من العمل متعبا جدا، فتكون هي كما تركتها في الصباح (غير مستعدة لاستقبالي على الإطلاق)
وأنا - والله أعلم - أعاملها معاملة ممتازة، ولا أبخل عليها بشيء بالمرة، ولكنها غير مقدرة ذلك أو لنقل لا تعرف كيف تقدره! فأنا أترك المنزل في الصباح متوجها إلى العمل، وتكون هي نائمة، فبدلا من أن تعمل حاجة أشربها، لا تكلف نفسها حتى بقول صباح الخير.
المهم أني بطبيعة عملي كثير الاتصال بالشركات، وتبادلت الحديث مع إحدى الموظفات في شركة أخرى في التليفون، وهرجنا، ويومها قالت لي أنها متضايقة جدا، فلقيت نفسي أكلمها بالليل من أجل أن أطمئن عليها، وأصبحنا نتكلم في تفاصيل حياتنا، وأصبحت مهتما بها جدا وهي كذلك مهتمة بي جدا جدا، وأحببتها وهي كذلك.
واستمرينا على ذلك حوالي شهر، وبعد ذلك قررنا أن نضع حدا لهذه العلاقة التي لا مستقبل لها، وأن نقطع العلاقة تماما، ولكننا لم نستطع! فأنا أحبها جدا وهي كذلك، وأنا معترف أنها علاقة غير صحيحة، وهي كذلك، ولكن نحن غير قادرين على فعل شيء.
المهم اتفقنا أن نكون أصدقاء، ونحن الآن نتكلم مع بعض، ولكن ليس كالشهر الماضي، وأيضا مشتاقان لبعض، ولا أعرف ماذا أفعل!؟ أنا أعرف أن ذلك غير صحيح، و لكن يجوز أن هذا حدث بسبب عدم اهتمام زوجتي بي، وعدم توفير الجو الهادئ في المنزل، وماذا أفعل!؟
أرجو التكرم بإفادتي!
المسلمه1 @almslmh1
عضوة نشيطة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فإن الزوجة الناجحة تهتم بزوجها وتقدره، وهو كذلك يبادلها الاحترام والمشاعر الطيبة، وكما قالت المرأة الحكيمة في وصيتها: كوني له أرضاً يكن لك سماءً، وكوني له أمةً يكون لك عبداً، والإسلام دعا إلى حسن المعاشرة من جانب الرجل والمرأة، وهي تشتمل على كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقة الوجه، وحسن المعاملة.
وقيل أن نبحث عن الأسباب، أرجو أن أذكرك بضرورة النظر إلى الجوانب الإيجابية، فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم قال : (لا يفرك مؤمنٌ مؤمنة إن كره منها خلق رضي منها آخر) وقد ذكرت في سؤالك الجوانب السلبية، ولا شك أن هناك جوانب إيجابية أرجو الالتفات إليها واتخاذها منطلقاً للإصلاح، فالصواب أن تقول لها: أنت مهتمة بنظافة البيت وحريصة على صلاتك، وهذا مما أشكرك عليه، ولكني أنبهك إلى ضرورة الاهتمام بالزوج الذي هو أساس البيت، وهذا لو خفقت من هذه العصيبة لأنها تؤثر على نفسيات الأطفال مستقبلاً.
وأرجو أن تجتهد في تولي أمور الأطفال، وإبعاد الأم عن أسباب الاحتكاك مع أطفالها بقدر الإمكان، وذلك بمساعدتها في تربيتهم، والأطفال يحتاجوا إلى عناية وملاطفة، ولا بد من البحث عن مدخل حسن إلى نفس هذه الزوجة، فإذا كانت شخصيتها بصرية بمعنى أنها تهتم بالثناء على مجهوداتها، والاهتمام بمشاعرها، ومن ذلك الابتعاد عن المقارنات، وتجنب الحديث عن نساء أخريات في وجودها، ووجه الأطفال بضرورة الهدوء واحترام الأم، وذكرهم بحقها عليهم من الناحية الشرعية.
أما علاقتك مع تلك الموظفة، فلا بد من قطعها في أسرع وقت؛ لأن الشريعة لا تعترف بالصداقة بين رجل وامرأة أجنبية عنه، وإذا لم تتوقف فسوف تتعرض لمشاكل وأزمات؛ لأن الشيطان حاضر وهو الذي يزين لكم هذه المخالفة {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} فاتقِ الله في نفسك، وتذكر أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وحتى عندما تتصل بالشركات اجعل علاقتك في حدود العمل مع الحرص على التعامل مع الرجال، وتجنب الخلوة بأي امرأة، واعلم أن كل امرأة تُظهر للرجال أحسن ما عندها من صفات، ولكن العيوب لا تظهر إلا إذا أصبحت العلاقة رسمية، ومن هنا كان من الظلم أن يقارن الإنسان بين زوجته صاحبة العيال والمسئوليات بفتيات لا هم لهن إلا المبالغة في إظهار الزينة لخديعة الرجال، واستخدام الكلمات الناعمة، والظهور بمظهر الفتاة الأنيقة اللطيفة التي تستخدم كل ما تتحصل عليه بتحسين صورتها أمام الناس.
قل لها: تخيلي منظرك وأنت ترفعين صوتك وتتوترين أمام الناس، والفزع يظهر على الأطفال الذين ينتظرون منك العطف والحنان، وتأملي ما يمكن أن يقوله عنك كل من يراك على تلك الهيئة.
أما إذا كانت شخصيتها من النوع السمعي، وهو الذي يهتم بكلام الناس، فذكرها بأن للحيطان آذان، وأن هذا الكلام ينتشر بين الناس، ويؤثر على هؤلاء الأطفال الذين سوف يخجلون أمام زملائهم في الشارع والمدرسة.
ولا شك أنها تقدر معاملتك لها، ولكن كثير من النساء لا تحسن التعبير عن مشاعرها، كما أن رعاية الأطفال مرهقة وتحتاج إلى صبر وقوة تحمل، وإذا كانت هذه العصبية حديثة العهد، فقد تكون لها أسباب أخرى، مثل المضايقات من بعض الجارات أو ظروف مرضية لا قدر الله، ولا شك أن المرأة تتأثر جداً في ظروف الحمل وفي أيام الدورة الشهرية، وقد راعت الشريعة هذه الجوانب، فوضعت عنها الصلاة وشطر الصيام، وهذه دعوة للرجال لأخذ هذه الظروف في الاعتبار، ولا مانع أيضاً من تنبيه هذه الزوجة إلى ضرورة الاجتهاد في تغيير طريقتها والتوفيق بين حقوق الزوج ورعاية أطفالها، وذكرها بأن الرجل يحتاج إلى اهتمام زوجته به عند خروجه ودخوله، والابتسامة عند طعامه والهدوء عند منامه، وأن الزوجة العاقلة تقدر معاناة زوجها في العمل، وتحسن الاعتذار إذا كان هناك مانع يمنعها من القيام بواجبهاتها على الوجه الأكمل، وأرجو أن تهتم بالتزين حتى تُلفت نظرها إليك.
وأرجو أن لا تتمادى في هذه المخالفة؛ لأنها تؤثر على سمعتك وأسرتك وتؤثر على أطفالك، وسوف تزداد الأحوال سوءاً إذا شعرت زوجتك بعلاقات مع موظفات، والإسلام دينٌ لا يعترف بالعواطف المعروضة والمكاتب والشواطئ، واعلم أن الاستمرار في هذا الطريق فيه خطورة بالغة، وقد يؤدي بالإنسان إلى سوء الخاتمة، فالرجاء الاكتفاء بما وهبك الله من المتعة الحلال مع الزوجة الشرعية التي يربطك بها ميثاق غليظ .
منقوووووووول بتصرف وبالله التوفيق.