:27::27:اشتقنا لهم والله
اشتقنا لهم والله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد:
أحبتي في الله: خرجنا لهذه الدنيا ولم نرهم، وأتينا لهذه الحياة ولم نقرأ ونشاهد في هذه الأوراق البيضاء من سيرهم إلا الشيء القليل.. أولئك هم الصحب الكرام، أولئك هم المهاجرون والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين..
وعلى الرأس تاج الرؤوس والحبيب الرحيم والغالي على النفوس قدوتنا وهادينا إلى ربنا بإذن ربنا جل وعلى محمد بن عبدالله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين...
ووالله وبالله وتالله إن الواحد منا ليتمنى رأياهم بما يملك، وأن قد صافحهم بكل الود والحب والاحترام..
نعم أحبتي: هم تمنوا لكن لم يجدوا طريقا إلينا، ونحن كم نشتاق للقياهم لكن لا نستطيع لذلك الشوق سبيلا، فيا سبحان من كل شيء عنده بمقدار وهو على كل شيء قدير.. ولكن حسبنا في هذه الحياة ما بلغنا عنهم.. إن في ذلك لسلوى لقلب كسير ولكل أمر من الأمور عسير.. فقد كان صلى الله عليه وسلم أكرم الناس خلقاً، وأبسطهم يداً وأجودهم كفاً.. وقد وصفه ابن عباس رضي الله عنهما بقوله: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسله، ويقول أبو نعيم كنت مع ابن عمر جالسا فقال رجل: لوددت أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له ابن عمر: فكنت تصنع ماذا؟ قال: كنت والله أومن به، وأقبل ما بين عينيه، وأطيعه، فقال له ابن عمر: ألا أبشرك؟ قال: بلى يا أبا عبد الرحمن، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما اختلط حبي بقلب عبد فأحبني إلا حرم الله جسده على النار) ثم قال: (ليتني أرى إخواني وردوا علي الحوض فأستقبلهم بالآنية فيها الشراب فأسقيهم من حوضي قبل أن يدخلوا الجنة) فقيل له: يا رسول الله أولسنا إخوانك؟ قال: (أنتم أصحابي وإخواني من آمن بي ولم يرني إني سألت ربي أن يقر عيني بكم وبمن آمن بي ولم يرني) الراوي: عبدالله بن عمر.المحدث: أبو نعيم.المصدر: حلية الأولياء، وقال صلى الله عليه وسلم: (متى ألقى إخواني) فقيل يا رسول الله ألسنا إخوانك؟ قال: (أنتم أصحابي وإخواني قوم من أمتي لم يروني يؤمنون بي ويصدقونني...) الراوي: أبو صالح. المحدث: الألباني. المصدر: السلسلة الصحيحة، وبلغ من كرم النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يمنع أحداً شيئاً أبداً.. حتى صدق فيه قول زهير بن أبي سلمى رضي الله عنه عندما قال:
تراه إذا ما جئته متهللاً **كأنك تعطيه الذي أنت سائله
فلو لم يكن في كفه غير روحه ** لجاد بها، فليتق الله سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته **فــلجّته المعروف والبحر ساحله
تعوّد بسط الكف حتى لو أنه ** دعاه لقبضٍ لم تطعه أنامله
ورحم الله الشاعر ابن زيدون يوم أن قال:
بنتم وبنا فما ابتلت جوانحنا ** شوقا إليكم ولا جفت مآقينا
إن الزمان الذي مازال يضحكنا ** أُنساً بقربكم قد عاد يبكينا
فيا نسيمَ الصِّبا بلغ تحيتنا ** من لو على البعد حيًّا كان يُحيينا
احبكم في الله رجاء4
رجاء4 @rgaaa4
عضوة فعالة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة