السلام عليكن ورحمة الله وبركاته ................
ماهي الا ايام ونودع عامنا الذي شرف على الرحيل بـ أيامه ولياليه وكانه يقول لنا الى القاء الى
يوم القيامه , عامنا الذي سوف تنطوي صحائفه بما فيه من حسنات وسيئات ,من خير وشر
فما علينا في هذه الأيام المتبقيه من هذا العام ان نستغله بالأعمال الصالحه التي نختم بها
عامنا وتكون بدايه لنا في استقبال عامنا الجديد , فلنكثر من الأستغفار وذكر الله وقراءة القرآن
الكريم حتى تطوى صحيفتك على خير بأذن الله . اما عن اعداد العده لأستقبال عامنا الجديد فقد اقتبست لكن
من مطويه بعنوان {في مطلع العام محاسبة ومقارنة }لـ إبراهيم بن محمد الحقيل } والذي اسأل الله ان يجعل
ما ذكر في ميزان حسناته يوم القيامه فمن هنا يبدا كلامه :
في مطلع هذا العام الجديد هذه وقفة ومحاسبة وتذكير ومقارنة , نحاسب فيها أنفسنا أفراداً حتى تتحقق
المحاسبة الجماعية ونقارن بعض أفعالنا بأفعال سلفنا الصالح لأن مشكلتنا أننا نأنف من المحاسبة ونظنها
عيبا"وقدحا"في الذوات وهذا سبب استمرارنا على الخطأ الذي كانت نتيجه التخلف لآمتنا التي أصبحت عالة
على الغير بيد أبنائها قبل أعدائها. وقد كانت في موقع الريادة والصدارة على يد أسلافنا ,مع أن ظرفنا أحسن
من ظروفهم من حيث الكثرة العددية ومن حيث الموارد الطبيعية ,لكن النظرة إلى الدنيا بيننا وبين أسلافنا كانت
مختلفة .فحينما كانت الدنيا وسيلة عندهم ,أصبحت عند الكثيرين منا غاية ولو لم تكن غاية بالقول والادعاءــ لأننا
لا يمكن أن نعترف على أنفسنا ــ فهي غاية بالأفعال والأحوال.
ـــ الانفصام بين القناعات والأفعال:
إنه وللأسف يوجد انفصام بين قناعاتنا وبين أفعالنا ,فقناعتنا هي بالدار الآخرة لكن أفعالنا في أكثرها للدنيا ولم يكن عند أسلافنا هذا الانفصام فقناعتهم كانت بالآخرة وعملهم كان من أجلها ويرون أن ذلك عين العقل والحكمة
حين يقول حكيم منهم {لو كانت الدنيا ذهًبا يفنى ,والآخرة خزفًا يبقى,لوجب على العاقل أن يختار الخزف الباقي
على الذهب الفانى , فكيف إذا كانت الدنيا هي الخزف الفاني والآخرة هي الذهب الباقي}بهذه النظرة الصحيحة إلى الدنيا والآخرة صلح حال أسلافنا ,فصلحت لهم الدنيا وانقادت لهم الأمم .
ـــ تنافسهم في الآخرة وتنافسنا فب الدنيا:
لما سمع الصحابة رضي الله عنهم قول الله عز وجل {فا ستبقوا الخيرات} و{سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض } فهموا من ذلك أن المراد أن يجتهد كل واحد منهم أن يكون هو السابق لغيره
إلى هذه الكرامة والمسارع إلى بلوغ هذه الدرجة العالية فكان أحدهم إذا رأى من يعمل عملاً يعجز عنه خشي أن
يكون صاحب ذلك العمل هو السابق له فيحزن لفوات سبقه فكان تنا فسهم في درجات الآخرة واستباقهم إليها كما
قال تعالى {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون}.ثم جاء من بعدهم فعكسوا الأمر فصار تنافسهم في الدنيا وحظوظها الفانيه.
ـــ عبادتنا وعبادتهم :
لقد فقه سلفنا عن الله أمره,وتدبروا في حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخرة فاستوحشوا من فتنتها وتجافت جنوبهم عن مضاجعها وتناءت قلوبهم من مطامعها وارتفعت همتهم على السفاسف فلا تراهم إلا صائمين قائمين باكين
والهين ولقد حفلت تراجمهم بأخبار زاخرة تشى بعلو همتهم في التوبة والاستقامة وهاكم طرفاً من عبادتهم عباراتهم وأفعالهم في مقارنة مع عبارتنا وأفعالنا:قال الحسن رحمه الله{ إذا رأيت الرجل ينافسك في الدنيا فنافسه بالآخرة}...الخ .كانوا رحمهم الله مجتهدين في العبادة متفانين في الطاعة, قيل لنافع {ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة والمصحف فيما بينهما }ولم يكن أشد إزعاجاً عليهم من فريضة تفوت لأنهم عظموا الله تعالى فعظموا فرائضه ,قال وكيع ابن الجراح رحمه الله: كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى , واختلفت إليه أكثر من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة. قارنوا هذه المحافظة على الصلاة بحال الصلاة عند المسلمين اليوم ! وإذغ اردتم أن تتم المقارنة فماعليكم إلا أن تنظروا إلى المساجد في صلاة الفجر! فإذا فاتت الواحدة منهم صلاة الجماعة لعذر فما عساه أن يفعل؟!كان ابن عمر رضي الله عنهما إذا فاتته العشاء في جماعة أحيا بقية ليلته . كم تفوتنا الجماعة وإذا فاتتنا فماذا نفعل ؟ بل تفوتنا الصلاة في وقتها كسلاً وتهاوناً بلا عذر فما هو شعورنا تجاه ذلك؟ هل تحركت قلوبنا كما تحركت قلوب القوم؟ وما نهضت الأمة في
وقتهم إلا لأن قلوبهم كانت يقظة مراقبة لله تعالى.
ـــ الأمانة بيننا وبينهم :استشعر أسلافنا مسؤلياتهم تجاه الله تعالى وحافظوا على ما استرعاهم الله من حقوق الناس
وأعمالهم فرقبوا الله في ذلك كله . يرى الواحد منهم أن الولاية والوظيفة مسؤولية وحمالة فيتجرد من شهواته وينسى اللذائذ للقيام بها خير قيام وإتقان عمله فيها. أما نحن فإننا نجعلها سلمًايوصلنا إلى اللذائذ والشهوات ونظنها تشريفًا ونتغافل عن كونها تكليفًا وهذا سبب من أسباب التخلف والفوضى ,سبحان الله!!هم المسؤولية أخمد شهوته وانظروا كيف تتحرك شهواتنا بعد أدنى درجة ورفعة دنيوية نحصلها.
ــ الدنيا في اعيننا وأعينهم:
كانوا يعيبون من جعل الدنيا أكبر همه ,وينكررن عليه ذلك ,بينما ننظر إلى من فعل ذلك إجلال وإكبار نقول كيف أدار عقله تلك التجارات؟وكيف أحسن التصرف في فرص المال والجاه؟ وربما كان الذي أثار إعجابنا وإكبارنا غافلاًعن الآخرة, بل ربما أنه لا يراعى في كسبه حدود الله ولايؤدي حق الله فيه ومع ذلك نعجب به ونقدمه في المجالس و الدعوات على قوم صالحين من أجل الدنيا التي يملكها.
ـــ الذنوب في نظرهم ونظرنا:كانوا يعجبون من مؤمن بالجنة يطول نومه , وموقن بالنار يكثر لهوه. أما نحن فلا شيء يثير العجب عندنا .وكان الخوف من الذنوب ملازمًا لهم شدة محاسبتهم لنفوسهم ولومها ,وضعوا النار نصب أعينهم مع رجائهم في رحمة الله,لكنهم لم يتكلموا عليها ويتركوا العمل كما يفعل كثير منا حينما يؤمر بطاعة أوينهى عن معصية يبادرك قائلاً:إن الله غفور رحيم وينسى أويتناسى: إن الله شديد العقاب.هذا الخوف الشديد أدى إلى ضبط السنتهم عن اللغووالثرثرة فضلاًعن نطق الحرام وقارنوا هذا مع رصيدنا الذي نودعه كل يوم في صحف الأعمال من الكلام الذي لايفيد.
أيـــــــــن أصحاب الهمم العاليـــــــــــــــــــــــــــــــــــة؟!
صاحب الهمة العالية والنفس الشريفة التواقة لا يرضى بالأشياء الدنية الفانية وإنما همته المسابقة إلى الدرجات
الباقية الزاكية التي لا تفنى ولايرجع عن مطلوبه ولو تلفت نفسه في طلبه ومن كان في الله تلفه كان على الله خلفه.
وبعد هذه المقارنة المختصرة هل نعرف بم سبقنا وما سبب تخلفناو ضعفنا؟إن سبب ذلك ركوننا إلى الدنيا مع إعراض كثير عن الله والآخرة فوكلنا الله إلى أنفسنا .وما أضعفنا إذا وكلنا إلى أنفسنا.
أما سر قوة أسلافنا فإنهم علقوا قلوبهم بالله والآخرة فكفاهم الله أمر الدنيا ورفعهم على أمم الأرض.
فهل ندرك ذلك في بداية عام جديد فنصلح أنفسنا حتى تصلح أمتنا؟
اعتذر عن الأطاله ولكن الموضوع اكثر من رائع وشيق جعلني انقله لكن لنتنافس في الأقتداء بسلفنا السابق اسأل الله أن يصلح قلوبنا أنه سميع مجيب .
الواعضه @aloaaadh_1
محررة ماسية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️