اعظم انجازات القذافي كارثية
كل الشكر للسيد سليم الرقعي علي مقاله "اين مياه النهر الصناعي العظيم"؟ وله الشكر علي تذكيرنا باحدي انجازات القذافي الكارثية في بلادنا ليبيا الحبيبة.
http://www.libya-al-mostakbal.org/Articles1009/saleem_arragi_161009.html
لعلكم شاهدتوا برنامج وثائقي علي قناة الجزيرة الاسبوع الماضي بعنوان " المطلوب رطل من اللحم" وهو برنامج يوثق لاعترافات عملاء المخابرات الامريكية وهي عبارة عن اعترافات عملاء سابقين تحت مسميات "الخبراء الاقتصاديين" ، حيث ان من بين مهامهم الوصول الي رأس السلطة والقادة للدول المستهدفة من قبل الشركات الرأسمالية الامريكية او البنك الدولي لتطويعهم لاقامة مشاريع لا تعيد بالفائدة علي هذه الشعوب وانما وسيلة لنهب ثروات الشعوب وافلاسها وارتهانها فيما بعد لهيمنة الولايات المتحدة . ويخير الخبير الاقتصاديي رؤساء وقيادات هذه الدول بين الانصياع الي طلبات الحكومة الامريكية وشركاتها الراسمالية او القتل والاغتيال . وتجبر هذه الدول علي اقتراض مبالغ بمليارات الدولارات من البنك الدولي والمؤسسات المالية الامريكية وتدخلها في دوامة الديون وخدمة هذه الديون التي لا تنتهي وهي في اغلب الاحيان تفوق الناتج القومي لهذه الدول .
لقد راينا النهاية المؤسفة للقادة الذين رفضوا هذه السياسة ولم يتعاونوا مع شركات النهب الامريكية الصهيونية حيث دبرت الاغتيالات وانفجار طائراتهم وسقوطها في حوادث غامضة او تدبير انقلابات عسكرية او اشاعة الاضطرابات والمظاهرات والفوضي والحصار الاقتصادي او الغزو العسكري كملاذ اخير. ولقد رأينا هذا في كثير من دول امريكا الجنوبية وغيرها في افريقيا وعالمنا العربي .
ليبيا لم تشذ عن هذه القاعدة ، حيث اصبحت في دائرة الاستهداف بالنسبة للشركات الرأسمالية الصهيونية والتي تمثل الولايات المتحدة الامريكية وقوتها الاقتصادية وهمينتها التجارية و العسكرية في العالم وتحالفها مع الصهيونية بعد اكتشاف النفط في ليبيا بكميات تجارية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي .
ويشاع ان رجل الاعمال اليهودي دكتور ارماند همر صاحب شركة الاوكسيدنتال النفطية كان المبعوث للادارة الامريكية للملك ادريس رحمة الله عليه حاملا معه طلب من هذه الادارة بتخصيص جزء من عائدات النفط الليبي لمشاريع امريكية في القارة الافريقية والبلدان الفقيرة (وهذا غطاء لنهب الثروة الليبية من قبل الشركات الامريكية والصهيونية ليس الا) ولكن الملك ادريس اجابه بان الاولوية لاحتياجات الشعب الليبي والمشاريع الوطنية حيث ان ليبيا خرجت للتو من احتلال ايطالي بغيض وحرب عالمية دمرت ليبيا وهي لم تكن طرف فى النزاع اصلا. ومن بعد تأتي الدول العربية الشقيقة وخاصة شعب فلسطين ، ثم تأتي المساعدات للدول الاخري . ان هذا الرد الحاسم لم يعجب ارماند همر ومن يمثلهم من المتعجرفين والمتغطرسين من الشركات الراسمالية المستكبرة ، بل اغضبهم غضبا شديدا ومن هنا بدأ تنفيذ مخطط انقلاب سبتمبر والمجئ بالعميل معمر القذافي .
منذ السنوات المبكرة لانقلاب سبتمبر بدأ التخطيط لاقامة مشروع النهر الصناعي ، حيث عهد الي الشركة الامريكية "بروان اند رووتس" بأن تكون الشركة الاستشارية الوحيدة لهذا المشروع ولا تزال حتي الان . لم تتأثر هذه الشركة بالحصار الاقتصاديي الذي فرضته امريكا علي شركاتها العاملة في ليبيا حيث سمح لها بالعمل في هذا المشروع وبدون اي عوائق تذكر . ومن المعروف ان تكاليف هذا المشروع تتعدي الحمسين مليار دولار ولكن وكما هو معروف ان القذافي اسس حكمه علي فوضي متعمدة ، حيث لا يوجد ديوان للمحاسبة ولا توجد رقابة ادارية حقيقية ولارقيب ولاحسيب . لا توجد دولة بالمعني المتعارف عليه ، فأن التكلفة الحقيقية غير معروفة .
ولعلى من الحكمة التجارية ، عندما يتأكد عدم جدوي اي مشروع وان الخسارة المؤكدة هي الناتج والمحصلة النهائية ، فان ايقاف المشروع افضل وسيلة لايقاف استنزاف الموارد المالية والمادية . ولقد ثبت ومنذ سنوات خلت بان مشروع النهر الصناعي هو افشل المشاريع التي يفتخر بها القذافي وابواقه الثوريين الاغبياء وهم الذين كانوا يهتفون بشعاراتهم ضد امريكا والامبريالية التي كانت شركاتها المستفيد الاكبر من ثروات ليبيا المهدرة . القذافي يعلم هذا وهو من وافق علي شركة "بروان اند رووتس" والشركات الكورية المملوكة اصلا للشركات الامريكية وتستعمل كواجهة فقط .
الدليل الواضح علي فشل مشروع النهر الصناعي واهدار المياه الجوفية من الوحات واهدار الثروة الليبية يتمثل الان في اقامة مشاريع مياه بديلة مثل مشروع تحلية مياه البحر حيث شيدت مصانع تحلية مياه البحر من غرب ليبيا الي شرقها في كل من الزاوية وطرابلس والخمس ومصراته ودرنة وطبرق وتصل التكلفة حتي الان الي اقل من مليار دولار . والغريب ان هذه المشاريع يعتم عليها اعلاميا ويمنع الحديث عنها في وسائل اعلام القذافي . وطبعا السبب معروف وهو خوف القذافي من ان يتنبه الليبيين الي كارثة النهر الصناعي "العبيط" والي الفشل الذريع والاهدار الهائل لثروة الليبيين .
ونسمع الان ايضا علي مشاريع لاستيراد المياه من تركيا؟ ومن يعرف حقيقة بان هذه المياه لا تذهب الي دولة الكيان الصهيوني في ناقلات ضخمة بدلا من وصولها الي ليبيا .
احمد مسعود القبائلي
16 اكتوبر 2009
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
انهارالجنه
•
لا اله الا الله
الصفحة الأخيرة