دفن أحد دعاة التوحيد المعروفين في البوسنة ، وهو يوسف بن صالح بارشيش -رحمه الله- بعد مقتله بحادث سيارة مدبر من قبل جهة متنفذة في البوسنة وذلك يوم الجمعة الماضي 11/3/1428هـ بعد مضايقات شديدة و تضييق مورس عليه من قبل أعداء الدين و التوحيد لمحاولة منعه من مواصلة نشر دعوة التوحيد في البوسنة.
القصة :
كان هذا الداعية -رحمه الله- من أنشط الدعاة إلى الله في البوسنة و ذلك بعد تخرجه من الجامعة الإسلامية بالمدينة وعودته إلى بلاده أيام الحرب ضد الصرب و الكروات، وكان يتنقل بين المدن و القرى و جبهات الجهاد في البوسنة يدعو إلى التوحيد و التمسك بالكتاب و السنة و نبذ البدع و الخرافات و الشركيات التي علقت بقلوب كثير من المنتسبين للإسلام، و قد لقيت دعوته بفضل الله قبولا بين أوساط المسلمين هناك و صار له تلاميذ و أتباع على منهجه مما أغاظ الكفار و أهل البدع فقاموا بالكيد له،حيث سحروه بسحر قوي مرض بسببه أكثر من ثلاث سنوات ثم عولج بفضل الله ثم بمساعدة محبيه من أبناء أرض الحرمين الذين استقدموه إلى الرياض وقرأ عليه بعضهم القرآن حتى شفي بفضل الله ثم رجع إلى بلاده ليواصل دعوته فكال له أعداء التوحيد التهم الباطلة و وصفوه بأنه وهابي إرهابي، ثم قبل مقتله بشهرين منعوه من إلقاء الدروس، ولكن محبيه استمروا في مجالسته في المسجد فمنعوه من الصلاة في المسجد ثم أخرجوه منه بالقوة، وعرض ذلك في التلفاز على الهواء مباشرة وكان أحد متعصبة الأحناف يتكلم أثناء ذلك و يزعم أن الشيخ يوسف وهابي إرهابي يريد تخريب أبناء البوسنة وإفساد عقائدهم ودينهم أو كلاما نحو هذا، ثم تدخل محبوه و لم يجد الذين أخذوه مبررا لحبسه فأخرجوه بعدما أخذوا عليه تعهدا بعدم الصلاة في مسجد خادم الحرمين الشريفين والذي اعتاد أن يصلي فيه من قبل مأموما.
كانت هذه الحادثة سبباً في زيادة شهرته، وانتشار دعوته عكس ما أراد أعداؤه الذين قصدوا تشويه سمعته ومحاصرة دعوته { ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله } .
وفي ظل هذه الأحداث التي صارت مادة إعلامية يومية في البوسنة حتى غدت حديث المجتمع، اتصلت به إحدى القنوات التلفازية المتعاطفة معه وطلبت منه أن يخرج في قناتها ليبين دعوته، ففعل وخرج فيها في سلسلة حلقات وبين أنه يدعو لاتباع الكتاب و السنة و رد على الذين وصفوه بأنه وهابي موضحا بعض الحقائق عن دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب و أنه كان يدعو إلى الكتاب و السنة و لم يبتدع دينا جديدا كما يزعم أهل البدع و الجهال بحقيقة دعوته.
لما رأى أعداء الله ذلك، دبروا له مكيدة ليتخلصوا منه بطريقة لا تثير أنصاره حسب تخطيطهم، فدبروا له حادث سيارة مفتعل نقل على إثره إلى المستشفى وهو في غيبوبة كاملة ووضع تحت أجهزة الإنعاش بقية يوم الجمعة و يوم السبت حتى وافته المنية الساعة التاسعة مساء وهو ابن 34سنة، و تم دفنه في مسقط رأسه ( قرية بارشيش في منطقة توزلا ) اليوم الأحد 13/3 بعد صلاة الظهر في ظل حراسة أمنية مشددة من قبل جنود الحكومة لمنع احتشاد أنصاره في جنازته، تاركا زوجةً داعيةً و ثلاثة أولاد: محمد و عبد المجيد و سلمى، وأكبرهم محمد الذي يبلغ من العمر أربعة عشر عاما.
كان - رحمه الله - طيلة فترة دعوته في البوسنة يشرح كتب العلماء السلفيين من أئمة الدعوة ككتاب (( فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)) للشيخ عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله - وبعض كتب سماحة الشيخ ابن باز و فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمها الله - وغيرهما، و قد ترجم بعض كتبهم إلى اللغة البوسنية، ككتاب ((العقيدة الصحيحة)) للشيخ ابن باز - رحمه الله - و رسالة(( أسئلة مهمة لعامة الأمة ))له أيضا و كتاب (( شرح لمعة الاعتقاد)) للشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - وكان يسير على خطى هؤلاء العلماء الربانيين و يبين الحق و يدعو الناس إليه و يؤكد على أن النصر على الكفار لن يتحقق إلا بتنقية العقيدة مما علق فيها من خرافات وبدع، و برجوع الناس إلى معين الكتاب و السنة الصافي دون تعصب لأحد، و رغم هدوئه في دعوته و التزامه المنهج الحكيم البعيد عن التهييج و الحماس غير المنضبط إلا أنه لم يسلم من كيد المبطلين ومكرهم شأنه في ذلك شأن الأنبياء و أتباعهم ممن لقوا العنت من أقوامهم فصبروا حتى نصرهم الله و اصطفى من شاء منهم للشهادة في سبيله، نسأل الله أن يجعل أخانا الشيخ الداعية أبا محمد يوسف بن صالح بارشيش من الشهداء في سبيله و أن يعوض الأمة فيه و يعظم أجورهم بفقده و فقد أمثاله عليهم رحمة الله وإنا لله و إنا إليه راجعون. لا تنسوا أخاكم من صالح دعائكم.
,في خبر جديد عن أحداث جنازة الشيخ يوسف رحمه الله... !!!
عندما وصلت جنازة الشيخ إلى جامع توزلا رفض إمام الجامع أن تدخل الجنازة الجامع بحجة أنه وهابي والوهابي في نظرهم ( كافر) وكان عدداً كبيراً من رجال الأمن يحرسون الجامع و بعد محاولات مع الإمام لم يسمح لهم بالصلاة على الجنازة وتشييعها في جامع توزلا ــ ( ويظهر أن الأمر مدبر مع الحكومة والمشيخة وهم من الأحناف المتعصبين ) ــ و رجع أهل الشيخ بالجنازة إلى القرية وعند وصولهم إلى القرية كان في انتظارهم أكثر من ثلاثة الآف شخص لتشييع الجنازة و على رأسهم كبار الدعاة وطلاب العلم من البوسنيين وبعض العرب المقيمين في البوسنة ولله الحمد والمنة وتم دفنه في مسقط رأسه قرية (بارشش) في منطقة توزلا يوم الأحد 13/3/1428هـ .. رحمه الله .
حسبنا الله ونعم الوكيل
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
( شـــذراتـ الـذهـبـ)
•
حسبنا الله ونعم الوكيل
الصفحة الأخيرة