الإستدراج

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام علي سيد المرسلين وخاتم النبيين
سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم



أما بعد فمازلنا مع السلسلة النورانية من حكم ابن عطاء وحكمة اليوم تقول


خف من وجود إحسانه إليك ودوام إسائتك ، أن يكون ذلك استدراجاً لك
{ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ (182) وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ( 183) }الأعراف




معني الاستدراج


هو الاسترسال في المعاصي فتقع في المعصية تلو المعصية أو تصر علي معصية واحدة وتتمادي فيها ويحدث داخلك أمن من مكر الله فتزداد في المعصية ، واستدراج الله ان يتركك في المعصية.


أورد الشيخ ابن عباس حديث أن الرسول صلي الله عليه وسلم كان متكئاً فجاءه رجل فسأله عن أكبر الكبائر ، فقال النبي : الشرك بالله ، القنوط من رحمة الله ، الأمن من مكر الله.
فالمؤمن يجب ان يكون حذر دائما من عقوبة الله له



الحسن البصري
يقول المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل ، والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن




هشام بن عروة
يقول كتب رجل إلي صاحبه :إذا أصابك من الله شيء يسرك فلا تأمن مكر الله ، فَإنه لاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ


الفضيل بن عياض
كان يبكي ويردد قول الله { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ }الزمر47 ، ثم يقول عملوا أعمالاً حسبوا أنها حسنات وهي سيئات.




الفارق بيننا وبين الملائكة والأنبياء والصحابة




زيد بن أسلم
أورد هذا الكلام فقال : انظر إلي الملائكة الذين قال عنهم الله :{ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ }التحريم6

وجدهم الله في حالة خوف شديدة جداً فقال لهم : ولم هذا الخوف وقد أنزلتكم منزلة ما أنزلتها أحد من الخلق ؟ فأجابت الملائكة : لا نأمن مكرك ، إنه لا يأمن مكرك إلا القوم الخاسرون .




الإمام الغزالي يقول : الأنبياء مع ماهم عليه لم يأمنوا مكر الله.

انظر لموقف النبي صلي الله عليه وسلم المعصوم من الخطأ كيف حاله يوم بدر وهو علي طاعة وليس علي معصية وقف يبكي ويجتهد ويبتهل إلي الله في الدعاء ويقول : اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تُعبد في الأرض بعد اليوم ، اللهم نصرك الذي وعدت ، حتي أن أبو بكر يشفق عليه ويقول ارفق بنفسك يارسول الله إن الله ناصرك




الفاروق عمر رضي الله عنه - في رواية الشيخ ابن كثير- لما فتح الله عز وجل له وجاءه إخوانه بكنوز كسري ، بكي فقالوا : لماذا تبكي اليوم يوم فتح وفرح (موقف طاعة وليس معصية) قال هذا لم يحدث في عهد النبي ولا أبو بكر فأخشي أن يكون هذا استدراجاً لي ثم وقف يدعو يقول : يارب أعوذ بك أن يكون هذا استدراجاً منك فإني سمعتك تقول { سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ }الأعراف 182،



فما بال من يعمل المعاصي ؟! فرق شاسع بيننا وبين الصحابة، انظر لحالك.... تصر علي المعصية ...والله يرزقك ويبسط لك.... لا يبتليك بالأمراض... يحفظ أولادك وينجحون في دراستهم.... وانت علي معصية ، احذر فإن هذا استدراج من الله لك وسيأتي اليوم ويأخذك فيه أخذ عزيز مقتدر ، ابن عباس أورد أن الله سيمكر بأهل المعاصي ولكن لن يأخذهم مرة واحدة.



{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ(96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ(97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98 ) أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ(99) }الأعراف

مكر الله أي استدارجه إياهم بالنعمة وأخذهم بغتة والله ينذر أن المكر ممكن ينزل بالنهار ، ينزل بالليل ، ينزل وهم يلعبون ، وهم يشاهدون المسلسلات ، وهم يشاهدون الأفلام الإباحية ، وهم علي الشات يكلمون البنات والأدهي من ذلك انهم قد يكونوا متزوجين ومتزوجات .
ألا تخاف من البلاء أن ينزل بك وينتقم الله منك بشؤم المعصية ،ينبغي علي المؤمن ان يراجع حساباته فمن يأمن مكر الله هو الخاسر





أنواع الاستدراج


1- استدراج أهل المعاصي ، ويكون بتركهم في معصيتهم ليزيدوا فيها ويتفننوا في ارتكابها،تسريحة جديدة ، موضة جديدة.



2- استدراج أهل العلم ،الاستدراج ممكن يكون للطائعين كما هو للعصاة ، ويكون ذلك بطلب الجاه والمنزلة عند الخلق ،أنا العالم الفلاني والشيخ الفلاني، أو يكون بالإعجاب بالطاعة والاغترار بها فيركن إليها ولايستزيد.



3-استدراج أهل المعرفة ، وهو أن يستغنوا بمعرفتهم عن الله ، مثل عالم الفضاء الذي اخترع سفينة فضاء سماهاchallenger أي المتحدي وعندما سألوه عن سبب التسمية قال أريد أن أواجه بها إله المسلمين وأقابله في الفضاء ، استدرجه الله وتركه يطور سفينته ويضيف لها أحدث التقنيات حتي جاء وقت الانطلاق انفجرت بعد انطلاقها بدقائق



4- استدراج الشعوب، ويكون بإقرار المعاصي واعتيادها وعدم انكارها في مجتمعهم ، مثلاً عيد الحب ، الولد يخرج مع البنت ويحضر لها وردة حمراء والناس تراهم في الشارع وتشعر انه عادي ، وهنا إذا استهانت الشعوب بالمعاصي يكون هذا استدراجا من الله.



5- استدراج الرؤيا الصالحة ، يري في منامه أنه رأي النبي فيطمئن أنه من أهل الخير ويكون هذا استدراج

جاء رجل إلي علاء بن زياد وقال له رأيت في المنام كأنك من أهل الجنة ، فاعتزل الناس وأخذ يبكي فسألوه لم البكاء وهي رؤيا صالحة ؟ قال : أخشي أن يكو ن هذا استدراجا من الله.
أوعي تكون مدخن أو تشاهد أفلام وتري النبي في المنام فتظن أنك علي خير .
إوعي تكوني متبرجة وتعملي حواجبك وتقولي دانا بشوف النبي في المنام أنا ربنا بيحبني ، وبعدين انا بعملها عشان زوجي موافق وراضي ..
إنما الطاعة في معروف ،وهم يستشهدون في ذلك بالحديث القائل ان المرأة لو تقدر تخلع عينيها عشان زوجها تخلعها
من قال هذا الحديث ؟ ده حديث مينفعش نعتمد عليه وإحنا مش عارفين مصدره، حتي لو زوجك قال لك اعملي حواجبك لا تعمليها
لا تكون آكل ربا أو مرتشي وتقول أنا أتصدق ، هل يجوز هذا ؟ المتصدق من الربا كالذي يتطهر ببوله ؟ هل ينفع ؟ الله لا يقبل تلك الصدقة






في الحديث أن رجلاً من بني إسرائيل قال : يارب كم أعصيك وأنت لا تعاقبني ! فأوحي الله إلي نبي من أهل زمانه فقال له : كم من عقوبة لي عليك ولا تشعر بها ! جمود عينيك و قسوة قلبك.

فهذا عقاب من الله ، أن تعمل معصية وتظل عليها .




وفي الختام أسأل الله العظيم بأسمائه الحسني وصفاته العلي أن يتقبل أعمالنا وان يغفر ذنوبنا وأن يتوفنا مع الأبرار وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل وان يرزقنا القبول اللهم آمين



سلسلة الضياء للشيخ أحمد صبري

0
321

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️