السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
عددهم بالعشرات، رجالا ونساء، صبية وشبابا، وصل بعضهم إلى القمة.. تأملوا الإسلام فوجدوا فيه الانشراح والاطمئنان.. تقربوا منه فوجدوا فيه القوة والعزيمة والعدل والحرية والأمان.
انفرجت أساريرهم بعد أن اهتدوا إلى الطريق الصحيح انطلاقا من قوله تعالى:(( قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم)) اجتازوا مسافات الشك واليقين والخير والشر حتى وصلوا إلى بر الأمان بعد اعتناقهم الإسلام فأخرجوا أنفسهم من الظلمات إلى النور.....
كان ملحدا فأبصر الحقيقة و سجل التاريخ الاسلامي اسمه !
إنه البروفسور الأمريكي في الرياضيات جيفري لانغ (ولد في 30 يناير 1954 بمدينة برديجبورت الأمريكية) الذي سحر بالإسلام وبكلمات القرآن الكريم، التي بدأ يتلقفها شيئا فشيئا بعد اختلاطه بأحد التلاميذ المسلمين التي نال منها درجة الدكتوراة في الرياضيات في العام 1980.
غاص في أعماق المسيحية المتشدّدة منذ صغره، إذ كان والده كاثوليكيا وداعية مشهورا بمدينة برديجبورت الأمريكية. انطلق في رحلته الطويلة نحو الإسلام من مقاعد الدراسة بجامعة سان فرانسيسكو بعد تعرفه على حقيقة الله وبعد تفكّره بآيات القرآن الكريم، الذي أهداه إياه أحد الطلبة المسلمين قبل أن يشهر إسلامه ويخرجه إلى الوجود عبر كتابيه الشهيرين «الصراع من أجل الإيمان» و<<حتى الملائكة تسأل».
حتى الملائكة تسأل:
يروي جيفري لانغ في كتابه « حتى الملائكة تسأل »، الذي حمل قصة إسلامه، اللحظات التي أسلم فيها « كنت قد نشأت في أسرة كاثوليكية متشدّدة لدينها وتحارب من أجله كل شيء.تتجاهل الإجابة عن كافة التساؤلات التي كنت أطرحها من أجل معرفة معالم الكون وخصوصياته، خاصة أنني كنت كثير التساؤل والشك على الدوام، وأشاهد بين الفينة والأخرى ضرب والدي لوالدتي بعد إدمانه الخمر بشكل عنيف.وبما أنني كنت صغيرا آنذاك فقد كنت أعتقد على الدوام بأن باستطاعة والدي قتل والدتي في أي لحظة يشاء. ولعل تلك المعاملة السيئة داخل الأسرة هي التي جعلتني لا أعير اهتماما لديانتي التي رأيت فيها عذابا كبيرا لي ولوالدتي وبت أبحث بشكل جدي عن دين آخر أكثر تسامحا ومحبة واحتراما للآخر حتى شعرت أنني أصبحت ملحدا بشكل جهوري وأنا لم أتعدى حينها السادسة عشرة من عمري ».
وجود الرب:
أخذت رياح الحياة الأمريكية تعصف بذلك الصبي الصغير حتى أدمن الخمر والمخدرات لفترة تجاوزت السنتين قبل أن يتمكن من الإقلاع عنها بمساعدة والدته وبعض رجال الدين في المدينة، لكن رغم ذلك استمر يبحث عن أي وسيلة يقتنع من خلالها بوجود الرب، فأخذ يسأل عنه حتى لحظة حصوله على درجة الدكتوراة في الرياضيات بداية الثمانينيات من جامعة سان فرانسيسكو، التي التقى فيها بمحمد قنديل، ذلك الشاب المسلم التقيّ الذي أخذ يشرح له تعاليم الإسلام الحنيف بعد أن توطدت علاقتهما، مظهرا له في الوقت نفسه سماحة هذا الدين وشموليته. وفي هذا يقول جيفري لانغ: « كنت في البداية لا أريد أن تتوطد علاقتي بذلك الشاب المسلم، الذي تعرفت عليه بمكتبة الجامعة ولمست فيه سماحة أخلاقه وطيب معاملته لحظة مساعدته لي في جمع الكتب التي تساقطت على الأرض. تلك اللحظة أشعرتني بأنني أعرف ذلك الشخص منذ زمن.شعرت هكذا حينها، وبعد يومين من تلك الحادثة رأيته في المكتبة نفسها وذهبت لشكره على ما مساعدته لي وأبدى احترامه لي قائلا: لا تشكرني على الإطلاق فهذا واجبي الذي يفرضه عليّ ديني في مساعدة الآخرين لحظة حاجتهم إلى المساعدة،حينها فقط قلت له دون تفكير:عن أي دين تتحدث؟ فأجابني مبتسما: إنه الإسلام يا أخي ».
حقيقة الكون والإنسان:
ويضيف جيفري « بدأت حينها بسؤاله عن هذا الدين وأخذت أشعر بأنه الملاذ الآمن لكل البشرية بعد أن علمت بحقيقة الله والكون والإنسان معرفة حقيقية وليست مزورة كما تربيّنا عليها في ديننا المسيحي، الذي يكره الآخرين ويمجّد نفسه دون غيره.وزاد تعلقي بهذا الدين بعد أن تعمقت بقراءة القرآن من خلال النسخة المترجمة إلى الإنجليزية التي أهداني إياها محمد قنديل ».
ويتابع جيفري « بعد قراءتي القرآن مرات ومرات قرّرت الذهاب إلى المسجد لأجد بعض الإجابات عن الإسلام وحقيقته، وعندما وصلت إلى أحد المساجد القريبة وجدت نفسي أعلن الشهادة وأصلي مع الجماعة بعد أن شعرت براحة روحية كبيرة حينها. كان المسجد عبارة عن غرفة صغيرة ليس فيها أثاث ما عدا سجادة حمراء. ليست به زينة سوى جدران رمادية اللون فقط ونافذة صغيرة يتسلّل منها النور.بدأ الجميع يقف في صفوف منتظمة ومرتبة، بينما وقفت أنا في الصف الثالث إلى جانب صديقي محمد قنديل وبدأنا بالانحناء على نحو منتظم حتى تلامست جباهنا بالأرض، بينما كان الجو هادئاً والسكون مخيماً على المكان !! والإمام تحت النافذة التي يتسلل منها النور ، كان شخصا، مثلنا، بسيطا يرتدي عباءة بيضاء يشبه ذلك الشخص الذي كان يراودني على الدوام طوال ليالي متعددة بعد قراءتي القرآن الكريم فصرخت في نفسي إنه الحلم ! إنه الحلم ذاته … تساءلت : هل أنا الآن في حلم حقاً ؟! و فاضت عيناي بالدموع وقبل إعلان إسلامي في ذلك اليوم. آنذاك فقط أدركت بأنني لا أعيش في حلم، بل في حقيقة كاملة ».
محبة الله التي لا تقاوم:
ويضيف جيفري « لحظة دخولي إلى المسجد شعرت بالهزيمة بداية، حيث كنت أفكر في العودة إلى مكتبي مرارا وتكرارا، لكنني أخذت أنظر إلى السماء ثواني قليلة قبل أن ألج المسجد، وأثناء سجودي قارنت لحظات التردّد تلك بلحظات القوة والشجاعة والسرور، التي أخذت تملا قلبي وأضحيت أردّد مع نفسي: اللهم امنحني القوة بعد الضعف، وامنحني التحرّر بعد العبودية، ففاضت عيني بالدموع وأنا أنهي صلاتي خلف ذلك الإمام، ورحت أتأمل من جديد جدران المسجد الرمادية وأنا أشعر للمرة الأولى بالحب والقوة والشجاعة، الذي لم أناله إلا بعد عودتي إلى الله ومعرفتي الكاملة والصحيحة له.ذلك الحب وتلك القوة اللذان لم أشعر بهما قبل الإسلام وقبل قراءتي القرآن، الذي كنت أشعر مع آياته بفيض واسع من الرحمة والعطف وأشعر بديمومة الحب في قلبي. تلك الديمومة التي قادتني إلى هذا الدين العادل المتسامح المليء بالعدل والحب والقوة. إنه دين محبة الله التي
لا تقاوم ».
الكتب التي ألفها البروفيسور جيفري لانغ :
لتحميل الكتب أرجو الضغط عليها :
للأسف لم أجد نسخة الكترونية
مقتطفات من كتبه :
عندما استعرض " لانغ" أول صلاة صلاها في حياته بعد اعتناقه للإسلام ، سجل هذه الانطباعات المهمة وعلينا أن نتذكرأن المتكلم هنا كان ملحداً لا يؤمن بوجود الله ويرفض الأديان ، فلنقرأ بتركيز وهدوء هذه الكلمات العميقة من شخص خاض تجربة بروفسور أمريكي تحول من الإلحاد إلى الإسلام :
" وفي تلك اللحظة ، شعرت بشيء لم أجربه من قبل ، ولذلك يصعب عليّ وصفه بالكلمات.... فقد اجتاحتني موجة لا أستطيع أن أصفها إلا بأنها كالبرودة ، وبدا لي أنها تشع من نقطة ما في صدري. وكانت موجة عارمة فوجئت بها في البداية حتى إنني أذكر أنني كنت أرتعش. غير أنها كانت أكثر من مجرد شعور جسدي ، فقد أثرت في عواطفي بطريقة غريبة أيضا. لقد بدا كأن الرحمة قد تجسدت في صورة محسوسة وأخذت تغلفني وتتغلغل فيّ... ثم بدأت بالبكاء من غير أن أعرف السبب ، فقد أخذت الدموع تنهمر على وجهي ، ووجدت نفسي أنتحب بشدة.... وكلما ازداد بكائي ، ازداد إحساسي بأن قوة خارقة من اللطف والرحمة تحتضنني. ولم أكن أبكي بدافع من الشعور بالذنب ، رغم أنه يجدر بي ذلك ، ولا بدافع من الخزي أو السرور...
لقد بدا كأن سداً قد انفتح مطلقاً عنان مخزون عظيم من الخوف والغضب بداخلي. إن رحمة الله تتجاوز مسألة غفران الذنوب لتشتمل على تطهير النفس وغرس السكينة فيها . وعندما توقفت عن البكاء أخيراً كنت مرهقاً تماماً ،وأدركت أني كنتُ بحاجة ماسة إلى الله وإلى الصلوات "
وقبل أن ينهض بعد تلك الصلاة الأولى توجه إلى الخالق سبحانه بهذا الدعاء المؤثر :
" يا رب إذا ما جنحتُ مرة ثانية إلى الكفر بك .. اللهم أهلكني قبل ذلك .. لا أطيق العيش ولو ليوم واحد وأنا منكر لوجودك "
( الكتاب حتى الملائكة تسأل ص 234باختصار ) .
..................................
يقول "لانغ" : إذا كان الهدف الرئيس من حياتنا هو التقرب أكثر فأكثر إلى الله ، فإن الصلاة جوهرية من أجل الوصول إلى ذلك الهدف ، إنها بوصلة المسلم الروحية ، من خلالها يتنبه لتقلباته الإيمانية ، إن الصلوات الخمس تعين المسلم على قياس نمائه في الإيمان ؛ لأنها مقياس رئيس يومي لدرجة خضوع المؤمن لربه ، إن النهوض من الفراش قبل الفجر لأداء الصلاة كل يوم يتطلب تصميماً كبيراً ، وفي هذا امتحان وتحد لقوة إرادة المسلم وضبطه لنفسه .
( الكتاب السابق ص 235باختصار)
...........................
ويسطر " لانغ " عبارات أخاذة في وصف مشاعر المسلم حين يستلذ بصلاته ، فيقول : " خلال الصلاة هناك لحظات من الحقيقة والإخلاص والصدق والتواضع ، ويدرك المسلم من خلالها نور الله وواسع رحمته ، إنها مشاعر رائعة الجمال تزيد المسلم تواضعاً ، إنها مشاعر من النشوة ، ذلك أنك عندما تسجد على الأرض تشعر فجأة كأنك رُفعت إلى الجنة ؛ لتتنفس من هوائها ، وتشتم تربتها ، وتتنشق شذى عبيرها ، إنها لحظات من الحب المقدس تغرس في المتعبد شوقاً عارماً كي يكون قريباً من الله ، وتصبح الآخرة هي هدفه الأساس"..
كنتُ كرضيع يستمع لصوت أمه !
وفي عبارات خاشعة تترجم الأحاسيس المخبتة ، يقول "لانغ" : " في الأيام التي تلت إسلامي كنت أحضر صلاة الجماعة مواظباً بشكل خاص على الفجر والمغرب والعشاء ؛ لأنه يُجهر بقراءة القرآن فيها .
وسألني أحد المسلمين : لماذا تجهد نفسك للمجئ لاسيما وأن القراءة بلغة عربية لا تفهمها ؟
فأجبته على نحو فطري بسؤال آخر : لماذا يسكن الطفل الرضيع ويرتاح لصوت أمه ؟ صحيح أنه لا يفهم كلماتها ، لكن صوتها مألوف له ويُشعره بالسكينة ، لقد مرت بي لحظات كنت أتمنى فيها أن أعيش تحت حماية ذلك الصوت للأبد "
( الصراع من أجل الإيمان ص 119-120)
..............................
و هاهو الدكتور يتكلم عن القرآن الكريم " القرآن هذا الكتاب الكريم قد أسرني بقوة ، وتملّك قلبي ، وجعلني أستسلم لله ، والقرآن يدفع قارئه إلى اللحظة القصوى ، حيث يتبدّى للقارئ أنه يقف بمفرده أمام خالقه، وإذا ما اتخذت القرآن بجدية فإنه لا يمكنك قراءته ببساطة ، فهو يحمل عليك ، وكأن له حقوقاً عليك ! وهو يجادلك ، وينتقدك ويُخجلك ويتحداك … لقد كنت على الطرف الآخر ، وبدا واضحاً أن مُنزل القرآن كان يعرفني أكثر مما أعرف نفسي … لقد كان القرآن يسبقني دوماً في تفكيري ، وكان يخاطب تساؤلاتي … وفي كل ليلة كنت أضع أسئلتي واعتراضاتي ، ولكنني كنت أكتـشف الإجابــة في اليوم التالي … لقد قابلت نفسي وجهاً لوجه في صفحات القرآن.."
(الصراع من أجل الإيمان) ص (34)
و هذا فيديو يتكلم فيه عن الصلاة فاعتبروا يا مسلمين :
قصة اسلام البروفسور جيفري لانغ يرويها الدكتور زغلول النجار في برنامج أفلا يعقلون ؟!
و هذه مقابلة له في البرنامج الديني الشهير في امريكا " The Deen Show "
هذه التجربة لا يعرف قيمتها ويشعر بها إلا الذين عرفوا الايمان ، أما الذين لم يعرفوا معنى (الايمان ) وكانت صلواتهم من قبيل ( أرحنا منها ) فلن يفهموا هذه التجربة أبداً أبداً بل ربما استخفوا بها لجهلهم ...
إن الذين ذاقوا فعرفوا ، سيجدون لكلمات لانغ أهمية ، أما من لم يذوقوا (لذة الايمان والاسلام) ؛ فهم عن هذه المعاني محجوبون..
ومن لم يشرب من نهر اللذة الروحية ، ولم يستطعمه يوماً في حياته ، فأنّى له أن يفهم ..
وأنّى له أن يعلم !
هذه المعاني فوق العبارات ، بل نطاقها في فضاء ما وراء الكلمات ، هي أشياء تعانق الأحاسيس وتُختزن في الخبرات المُدركة ، هي تجربة محسوسة لا يمكن أن يتصورها أو يستشعرها إلا من عاشها..
فإن كنتَ ممن لم يختبر هذه اللذة من قبل ،
فأنت لست حياً روحياً !
اللهم إنا نسألك أن تُحيي أرواحنا بذكرك وشكرك وحسن عبادتك ، وألا تجعلنا ممن ماتت روحه فنسي ربه و نفسه
purple_rose @purple_rose
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
بنت سنة الحبيب ,
•
شكرا حبيبتي على الموضوع الحلو دايم مواضيع حلوة وهادفة
الصفحة الأخيرة