قد تقرأ في مئات الكتب، وقد تتقن فنَّ الاستنباط، وقد تحدث حديثاً متصلاً بكل ما قرأت! لكن.. التجارب الصامتة، التي تحوي في طياتها براكين من نار تلظى، تعطيك ما لا تعطيك مئات الكتب تلك!..
تقرأ لكنك مستقر البال، مطمئن النفس، تفرح تارة إذا وقعت عيناك على ما يشعرك بشجاعة أحدٍ، وتنتشي أخرى.. عندما تعيش مع فارس ملأ الدنيا بذكره وشهامته..
وتغضب.. إذا استدعى موقفٌ غضبك!..
لكن .. كلّ ذلك لا يتجاوز دقائق معدودة.. تنطفئ نار انفعالاتك تلك إذا وضعت الكتاب مكانه في رف الكتب..
أما التجارب.. فشهراً تعيش كأنك تطوي أيام أعوامٍ ثقيلة.. وآخر.. يحني ظهرك ويلحقك بركب المسنين شكلاً ومضموناً..
وأيام.. تمرُّ عليك دقائقها كجبال واقعة على أنفاسك فتشعر وكأنها سنوات عجاف.. لا دقائق مركبة من ثوان!..
أفتنسى بعدها تلك الصراعات مع النفس.. ألم يحدث لك مثل هذا؟!..
ألم تقسم بالله ثلاثاً ألا تعود إلى خطأٍ ارتكبته؟
ألم تقل علمتني التجارب؟!..
ألا تشعر ببرد بعض النتائج الطيبة على قلبك.. أهدتك إياها التجارب؟!..
لكن!..
من لم تفده عبراً أيامه *** كان العمى أولى به من الهدى!.
وقديماً قالوا "غنم من أدبته الحكمة.. وأحكمته التجارب" .
منقول من موقع صدي الفوائد
الأمورالحلوه @alamoralhloh
محررة فضية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
إيروكا0
•
وفقتي
الصفحة الأخيرة