الحمدلله وأصلي وأسلم على رسول الله:
أيه الأحبه المولى جل وعلا قال في محكم التنزيل:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، (( وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ))
ففي الآيه الكريمة أمرنا الله بالجد في العمل وأن نسأله سبحانه من فضله ولا ننظر لما في أيدي الآخرين، فإن النظر إلى ما في أيدي الناس يجعل القلب تعلق بها ، وإذا تعلق بها ولم يحصل له ما حصل لغيره حقد وإذا حقد حسد وقد يصل به الحسد إلى أن يصلى ناراً ممدت في عمد.
وقد حذر من ذلك نبينا صلوات الله وسلامه عليه أشدَّ تحذير بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم والحسد؛ فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب)) أخرجه أبو داود بإسناد صحيح.
فالحسدَ داء عُضال وخصم لا يجتمع مع الإيمان في قلب مؤمن، كما جاء في الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه وأبو داود والنسائي في سننهما عن أبي هريرة أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا يجتمع في قلب عبدٍ الإيمان والحسد))
فالمسلم حقاً والمؤمن صدقاً لا يجعل فشله في أمر نجح فيه غيره سبباً في تمني الفشل لإخوانه؛ لأنه يعلم أن الحسد خلق ذميم وخصلة قبيحة.
ويعلم أن نبيه صلى الله عليه وسلم أباح من الحسد الغبطة التي هي حب ادراك ما فعل الآخرون من الخير من غير تمني زوال النعمة عنهم: قال صلى الله عليه وسلم (( لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلَّطه على هَلَكتِه بالحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلِّمها)) خرجه البخاري في صحيحه، فهو تمني مثيل النعمة، وليس تمني زوالها.
الحسد أيه الأحبه قد يصل بصاحبه إلى الكفر بالله ؛ كيف لا ؟
ألا تسمعون وتقرأون بأن رجل نافس على امرأة يريد أن يتزوجها فنالها غيره ، أو نافس في دراسة أو تجارة ففاز بها سواه، وما سمعتم بامرأة تزوج زوجها بأخرى فتقطع قلبها غيظاً وأتتها الشياطين من كل مكان ، أو رأت ضرتها لها منزلة عند زوجها فاجتاحتها الهموم من كل جانب.
أمور كثيرة في منافسات الدنيا .
ستقولون وهل هذه المنافسات تؤدي إلى الكفر ؟
فأقول : أحياناً تؤدي إلى ذلك والعياذ بالله.
ألا تسمعون أن بعض من أصيب بهذا توجه إلى الكهنة والسحرة والعرافين؛ إما ليزيل الخير عن منافسه ، أو ليطلع عن طريقه والعياذ بالله إلى ما سيحصل له في مستقبله وما سيؤول إليه مصيره بعد هذه المصيبة التي حلت عليه.
وما علم هؤلاء بأنهم أتوا على جامعٍ في الدّينِ مُهلك وبابٍ عظيمٍ من الكفرِ والشركِ فقد استعانوا واستغاثوا بالجنّ والشياطينِ وخافت قلوبهم مِن غيرِ رب العالمين، ونبذوا التوكّلَ على الله فأفسدوا معايشَ النّاسِ ومصالحَهم، وحركوا مَعاولَ هدمِ المجتمَع وتفرِّيقِ الأسَرِ، قال صلى الله عليه وسلم ((اجتَنِبوا السبعَ الموبِقات))، قالوا: وما هنَّ يا رسول الله، قال: ((الشركُ بالله والسّحر وقتلُ النفس التي حرَّم الله إلا بالحقّ وأكلُ الرِّبا وأكل مالِ اليتيم والتولِّي يومَ الزحف وقذفُ المحصَنات المؤمِنات الغافِلات)) متفق عليه
أرأيتم ألى أي باب من الشر يوصل الحسد صاحبه:
فكم من إنسانٍ أخرَجه الحسد من الدّين لتصديقِه خَبرًا من الغيب لا يعلَمه إلا ربُ العالمين، قال ((مَن أتى عرّافًا أو كَاهنًا فسأَله عن شيءٍ فصدَّقه فقَد كفَر بما أُنزل علَى محمّد)) أخرجه أحمد
ختاماً:
الحسد لا يضر إلا صاحبه ؛ فتجده دائماً في كمد وغيظ لما يرى من نعم الله الكثيرة تنزل على خلق الله ؛ وصدق القائل:
اصبر على حسد الحسود فإن صبرك قاتله
كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
وإذا أراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاوزت ما كان يعرف عرف طيب العود
ويقول المتنبي:
إني وإن لمت حاسدي فما أنكر أني عقوبة لهمُ
ثم أعلم أن الراحة في القناعة:
أطعت مطامعي فاستبعدتني ولو أني قنعت لكنت حرا
وقال آخر:
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
مابين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
وصدق القائل:
رغيف خبز يابس تأكله في عافيه
وكوز ماء بارد تشربه من صافيه
وغرفة ضيقة نفسك فيها راضيه
ومصحف تدرس مستنداً لساريه
خير من السكنى بأبراج القصور العاليه
وبعد قصر شاهق تصلى بنار حاميه
وأسأل الله أن يعفو عن التقصير .
ومن عنده زيادة فليفدنا ، فما طرحنا الموضوع إلا لتعم الفائدة.
بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعوذ برب الفلق () من شر ما خلق () ومن شر غاسق اذا وقب () ومن شر النفاثات في العقد () ومن شر حاسد اذا حسد ()
بسم الله الرحمن الرحيم
قل اعوذ برب الناس ()) ملك الناس () اله الناس () من شر الوسواس الخناس () الذي يوسوس في صدور الناس ()) من الجنة والناس ()
منقول
وأضيف من عندي أتركي الحسد تسعدي وتنامي قريرة العين وتتنهنين بحياتك والحياة قصيرة :(
الحسد يأكل الحسنات
الحسد تمنى زوال نعمة الغير
الحسد أعتراض على مااعطاه الله سبحانه وتعالى
الحسد يلهيك عن الاخرة لأنكي تشغلين نفسك بالاخرين
الحسد الله يكفينا شرة
ردددي دائمأ يامن ابتليت بالحسد:(
(ربي لاتجعل بقلبي غل على الذين أمنوا )
