الحُمية الكيتونية .
--------------------------------------------------------------------------------
تمكنت السمنة من أجساد الكثير منا من دون تفرقة للجنس أو السن، حتى أضحت من أكثر الأمراض فتكا للمخاطر التي تترتب عليها من أمراض كالضغط والسكري وأمراض القلب وتصلب الشرايين، ووفق الإحصائيات فإن 15 - 20 % من الأطفال يعانون اليوم من السمنة، 300 ألف شخص لقوا حتفهم عام 1990 بسبب السمنة التي تعتبر ثاني سبب للوفاة في العالم، كما أن التوقعات المستقبلية القائمة على الدراسات والبحوث تؤكد أنه مع حلول عام 2030 سيصبح كل رجل وامرأة وطفل في نادي البدناء، وتعترف الإحصائيات الأميركية أن 33 % من البالغين في الولايات المتحدة يعانون من الوزن الزائد، وهو ما يجعل السمنة (طاعون القرن).
وفي إطار العلاج، بل تجنب الخطر برز بوضوح في الفترة الأخيرة (ريجيم دشتي) أو (نظام الغذاء الكيتوني) والذي بات (موضة خليجية) بالذات لدى الشباب، إذ إنه نظام غذائي يحارب المواد النشوية بكل أنواعها، ويرحب بالأغذية الطبيعية من فاكهة وخضروات ولحوم على اختلافها والدهون ولا يمنع من الأكل بقدر ما يمنع من المبالغة فيه، فمعظم الناس يعتقدون أن الدهون مسؤولة عن جميع الأمراض كالقلب والسكري، والحقيقة أن كثيرا من الأمراض والمشكلات سببها نقص الغذاء من المواد الدهنية، على اعتبار ضرورتها للجسم. وقد غلب العنصر النسائي على الحضور في المحاضرة التي ألقاها أخيرا في البحرين استشاري الجراحة العامة بدولة الكويت حسين دشتي، وإن غاب نسبيا أصحاب الأوزان الثقيلة، لكنه بدت الرغبة واضحة لاتباع أنظمة غذائية من شأنها الحفاظ على ( القد المياس).
من جهته، اعترف دشتي أنه ‘’في عامي 1999 و2000 أحدث ضجة في الكويت بعد عرض أبحاثه ودراساته حول النظام الكيتوني، و وصم بالجنون والعته على رغم تدوين المجلات العلمية العالمية لأبحاثه واختياره من بين أكثر من 2500 بحث وورقة علمية للمشاركة بها في مؤتمر جمعية الغدد الصماء لعام .’’2002 وقال ‘’ لم يكن الموضوع جديدا ولكن البدء في طرحه كان قويا، وعلى رغم الهجمة القوية ضد دعوته إلا أنه أصر على منهجه، والذي استمر فيه أكثر من 20 ألف شخص تابعهم شخصيا ودخل على موقعه الالكتروني أكثر من 200 ألف، حتى بات اليوم لا يملك الوقت الكافي للرد على أسئلة المستفسرين عن النظام الغذائي الكيتوني’’. 90 كيلو سكر يتناولها الفرد سنوياً وفي المحاضرة، لم يتوان دشتي من جلب إناء وكمية من السكر لإثبات حجم وكمية السكر الداخلة في أجسامنا يوميا، فالتوست الواحد مكون ــ بحسب دشتي ـــ من 4 ملاعق سكر، أي أن الفرد منا يحصل على 8 على الأقل من التوست عند فطوره، بالإضافة إلى السكر في الشاي أو العصير، والسكر في المعجنات والفطائر الصغيرة والتي لا تقل عن نصف ملعقة سكر، ناهيك عن الغذاء والذي غالبا ما يكون من الأرز كعادة الخليجيين أي لا يقل السكر الذي يحمله عن 3 ملاعق، وملعقتين على الأقل من المشروب الغازي الذي يعتبر عند الكثيرين المشروب المفضل على الغذاء. وواصل دشتي وضع السكر في الإناء ليبين أن ‘’ساعات اليوم لم تنته إذ يفضل الأغلبية أكل الحلويات بعد الغذاء لينام بعدها ويستيقظ ليأكل وجبة العشاء التي لا تبتعد هي الأخرى عن السكر حيث يحوي الخبز ملعقتي سكر، وبحسبة بسيطة يتراوح متوسط السكر الذي يحصل عليه الخليجي يوميا من غذائه ما بين نصف كيلو إلى 750 جراما، أي نحو 80 - 09 كيلو سكر سنويا’’.
فالنشويات (الكربوهيدرات) بحسب دشتي تتحول إلى مواد سكرية في الجسم ولها مفعول الدهون، إذ يخزن الجسم الفائض منه على هيئة دهون، والكربوهيدرات البسيطة تجعل الجسم ينتج مزيدا من مادة الأنسولين، المؤدي إلى انخفاض السكر في الدم والمسبب لشحذ الشهية، إذ إن الخبز يتحول في الجسم في ربع ساعة إلى مواد سكرية.
وأوضح أن ‘’آخر الدراسات الأميركية بينت أن 64 % من الأميركيين يعانون من زيادة في الوزن أو السمنة، وأنه ثاني أكبر سبب وفاة يمكن إيقافه بعد التدخين، وعلى رغم الاتفاق في كونه وباءا إلا أنه من الممكن إيقافه’’، فالإحصائيات أشارت إلى ارتفاع نسبة السمنة بين الأميركيين مع التقدم في السنوات، فبعد أن كانت النسبة لا تتجاوز 35% عام 1988 زاد انتشارها على نطاق أوسع فوصلت إلى أكثر من 50% عام 1996 نتيجة لانتشار الوجبات السريعة، حتى أخذ يعاني سكان الولايات المتحدة الأميركية قاطبة من السمنة مع دخول الألفية الجديدة.
وأبدى دشتي استغرابه ‘’كون 98% من أجدادنا لا يعانون من الأمراض على رغم أن الغالبية العظمى منهم يأكلون السمن البلدي، في حين أن الشاب الذي لا يتعدى 30 سنة اليوم يسقط على الأرض وتعلن وفاته لإصابته بسكتة قلبية وأن المراهق ذا الـ 19 ربيعا يعاني من السكري والكوليسترول والضغط وغيرها من الأمراض التي يحلو للكثيرين أن يطلق عليها أمراض العصر’’.
وأضاف أن ‘’أهم الأمراض المرتبطة بالسمنة تتمحور في داء السكري وأمراض القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم وتصلب الشرايين والتهاب المفاصل وأمراض الحويصلة المرارية واضطراب النوم وضعف المفاصل، ومع ارتفاع نسبة الأنسولين في الجسم لزيادة نسبة السكر في الدم تبدأ المشكلات الصحية، فيتحول الأنسولين النافع إلى ضار فتترسب الدهون على الأرداف والبطن والصدر’’.
أغذية (خالي الدسم) تزيد الوزن
وأشار دشتي إلى دراسة شملت الشعب الفرنسي، حيث ‘’وجد أنه أقل عرضة للسكتة القلبية على رغم كونه أكثر الشعوب استهلاكا للدهون المشبعة من بين الدول الأوربية، مشددا على أن ‘’الاتجاه إلى الوجبات التي تحمل علامة (خالي الدسم) تساعد على زيادة الوزن والسمنة لما تحتويه من مواد نشوية ناهيك عن دورها في اختلال عمل الهرمونات في الجسم مما تسبب تأخر الدورة الشهرية عند النساء’’.
وحذر دشتي من حميات الرجيم ‘’المعتمدة على العقاقير الطبية’’، واصفا إياها ‘’بالمواد السامة على رغم كونها لا تسهم في إنقاص الوزن إلا بنسبة قليلة’’.
وأكد أن ‘’العقاقير المثبطة للشهية تسهم في إيقاف الشهية وإثارة الجهاز العصبي لارتباط العقاقير كيمائيا بالأمفيتامين، والتي تنتقم من صاحبها بعد التوقف عن تناولها حيث تعود الشهية بصورة أكبر لتصل إلى الشراهة في الأكل’’، موضحا أن ‘’من الآثار الجانبية المحتملة من استخدام هذه العقاقير خفقان القلب وزيادة دقاته والصداع وجفاف الفم والشعور بالدوخة والعجز الجنسي’’.
وقال دشتي إن ‘’الجرعات الكبيرة من العقاقير تسبب تلفا في المخ وفقدان الذاكرة والقلق وتدمير الألياف العصبية ولا يتوقف التدمير حيث يتواصل ليقضي على أدق الألياف العصبية كما أكدت عليه جامعة جون هوبكنز’’.
وأضاف ‘’الدراسات العلمية أكدت أن تلك العقاقير ومنها الزنيكال تسبب زيادة ضغط الدم والعصبية ومع ذلك فإن عدد الكيلوات المفقودة في 6 إلى 12 شهر لا تزيد عن كيلو واحد فقط’’، محذرا من أن ‘’عملية إخراج الدهون من الجسم عبر هذه الأدوية تفقد الجسم عددا من الفيتامينات المهمة والكالسيوم، وبعضها مهم لتخثر الدم والوقاية من الشيخوخة وقوة الإبصار والعظام’’.
وبحسب دراسة أميركية لعام 2005 وجد كذلك أن ‘’2% من المقدمين على عمليات تصغير المعدة يتوفون’’، مؤكدا ‘’ارتفاع النسبة التي تعتبر مخيفة إذ ما وجدنا التأثيرات الأخرى المصاحبة للعملية كمخاطر التخدير، بالإضافة إلى مخاطر الموت الفجائي الناتج عن عمليات شفط الدهون’’.
وشدد دشتي على أن ‘’المواد الكربوهيدراتية تزيد من نسبة مستويات الدهون الثلاثية في الجسم وأن ارتفاعها يؤدي إلى زيادة بواقع 32% في مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية القلبية لدى الرجال و76% بين النساء’’.
وأوضح أن ‘’دراسة شملت نحو 12500 رجل في السويد، أثبتت أنه كلما انخفض مستوى الدهون الثلاثية انخفضت حالات اختلال عضلات القلب (السكتات القلبية)، فالمريض يخاف عندما يبلغه الطبيب أنه مصاب بارتفاع نسبة الكوليسترول ولا يعلم إن ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية أخطر وأشرس’’.
للدهون فوائد في الجسم
وعلى عكس ما يعتقد البعض ـ كما يقول دشتي ــ فإن الدهون مهمة وضرورية للجسم لإذابة بعض الفيتامينات (A,D,K,E) إذ إن 10% من الدهون ( جليسرول ) تتحول إلى سكر، كما أنها ضرورية لتكوين الأحماض الأمينية الضرورية لعمل الكبد، وللمحافظة على حرارة الجسم وسلامة الأنسجة وتركيبة أغشية الخلايا والجدار الخلوي لتكوين بعض الهرمونات والإنزيمات.
الغذاء الكيتوني أو رجيم (دشتي)
يقوم رجيم دشتي أو الغذاء الكيتوني على ‘’زيادة الدهون والبروتينات وتقليص نسبة النشويات، حيث تستهلك الطاقة الناتجة عن الكيتوجينات عوضا عن الطاقة الناتجة عن السكر’’، مشيرا إلى أن ‘’الدهون تتحول إلى كيتونات لإنتاج الطاقة، وعدم تقليص أكسدة الدهون بواسطة الكبد ينتج عنها زيادة في الأجسام الكيتونية في الجسم’’.
وأوضح دشتي أن ‘’العملية تقوم على إنتاج الطاقة من الدهون بدلا من المواد الكربوهيدرات’’.
وتشير النتائج بحسب دشتي الذي عرف النظام باسمه على رغم عدم استحداثه له إلى أن ‘’الغذاء المحتوي للكيتون لا يحمل آثارا ضارة تتعلق بالإصابة بأمراض الأوعية القلبية، كما أن لها آثاراً إيجابية على المؤشرات الحيوية لمصل في أمراض الأوعية القلبية للرجال الذين يتمتعون بأوزان عادية’’.
وأثبتت دراسة لجامعة هارفارد أن ‘’استعمال 26 جراما من النشويات تخفض الدهون الثلاثية بنسبة 70% عند المرضى الذين يعانون من الدهون الثلاثية التي تصل إلى 599 مليجرام، حيث إن الدهون القليلة في الغذاء القليلة من الدهون المشبعة تنتج القليل من الدهون الأساسية في الجسم والتي لها تأثير في العوامل المؤدية إلى أمراض القلب’’، ولا يخفى على أحد أن السكريات سبب رئيس لأمراض الكلى والكبد وانسداد الأوعية الدموية وأمراض القلب.
فالأجسام الكيتونية وفق دشتي والتي تعتبر مصدرا للطاقة تزداد في الجسم عند الصيام وزيادة أكل الدهون وعند مرضى السكري وتقليل كمية النشويات في الغذاء ومع ممارسة التمارين العضلية والرياضية، عند الحمل ولدى الأطفال وحديثي الولادة، موضحا أن ‘’زيادة النشويات في الجسم تؤدي إلى مخاطر الأمراض القلبية كما أثبتت ذلك دراسة لجامعة هارفارد على 75521 امرأة حيث تناول كمية من المواد النشوية يزيد من نسبة السكر في الجسم’’.
وأضاف ‘’بعد 10 سنوات من الدراسة أصيبت 761 امرأة بأمراض القلب و208 حالة ماتت من أمراض القلب، إذ إن الزيادة في ارتفاع السكر تؤدي لأمراض القلب ففي الوقت الذي أدت البطاطا والأرز إلى ارتفاع نسبة السكر، لم تسبب الفواكه والخضروات ذلك’’.
مالذي يميز النظام الكيتوني عن غيره من الأنظمة الغذائية؟ هذا هو السؤال الذي يتردد لدى كل من يسمع عن الضجة القائمة حول رجيم (دشتي)، وهنا رأى دشتي أن هذا النظام ‘’يساعد على حرق كميات أكبر من الدهون مقارنة بالبرامج الأخرى المخصصة لفقدان الوزن، كما يعمل كمخفض للشهية ومناسب لاتباعه لفترات طويلة، يزيد من الإحساس بالشبع’’.
وأضاف ‘’ليس من الضروري اختيار الأطعمة قليلة الدهون، وهو يوفر الأغذية الأساسية المغذية، ويمنع الحالات المرتبطة بإفراط الأنسولين وداء السكري وفرط ضغط الدم وعوامل الإصابة بأمراض القلب كارتفاع الدهون الثلاثية وانخفاض الدهون عالية الكثافة’’.
وبحسبه، فإن ‘’النظام الكيتوني يحافظ على انخفاض فقدان الوزن من دون آثار جانبية، ويسهم في ارتفاع الطاقة للقيام بالتمارين’’، مشيرا إلى أن ‘’التجارب الإكلينيكية ( السريرية ) أثبتت أن هذا النظام الغذائي يقلل من الحاجة إلى النوم ويحسن من الأعراض الهضمية المعوية كمتلازمة الالتهاب البطني ومرض الانعكاس المريئي الهضمي والانتفاخ وغازات البطن، كما تتناقص الرغبة في تناول الحلويات وتتحسن الحالة المزاجية وترتفع الطاقة لدى الشخص’’.
الخضروات تقي من السرطان
وقال دشتي إن ‘’الجسم البشري لا يمكنه تخزين أكثر من إمدادات يومين من المواد الكربوهيدراتية عندها تصبح الدهون وقودا أساسيا للطاقة، كما أن السكر الثلاثي هو عبارة عن دهون، والدهون المختزنة تعمل كنظام الوقود المساند’’، مشيرا إلى أنه ‘’عندما تكون الدهون المصدر الأساسي للوقود ينخفض السكر الثلاثي (وكلاهما مخزن في الدم) وكلما زادت الدهون وأصبحت مصدرا للطاقة في الجسم كلما فقد الشخص الشهية وزادت طاقته’’.
وشدد دشتي على أن ‘’انخفاض الأنسولين يؤدي بدوره إلى انخفاض ضغط الدم والسكر الثلاثي وانخفاض في الأدرينالين وتكيسات المبايض، وتقل معدلات الوفاة بسرطان الثدي’’، مؤكدا ‘’فوائد الخضروات التي تقي من السرطان وخصوصا الجرجير’’.
وأوضح دشتي أن ‘’تناول الغذاء الكيتوني لمدة 12 أسبوعا، يقلص من الوزن بمعدل 15 كيلو جرام، كما أن النقص يكون متجانسا مع الجسم ويحسن من كيمائية الجسم والنوم’’، مضيفا أن ‘’زيادة تناول النشويات تؤدي إلى ارتفاع إنتاج الدهون الثلاثية وتركز الأنسولين وانخفاض نسبة الكوليسترول الجيد وزيادة الضار منه في الجسم’’.
وشدد على ‘’ الارتباط القوي بين ارتفاع نسبة الدهون الثلاثية ومخاطر الإصابة بالسكتة القلبية’’.
وبحسب دشتي فإن ‘’ السكريات لا تحتوى على المعادن والفيتامينات وكثرة تناولها مع الطحين تؤدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية الرئيسة، فمعظم الناس يعتقدون أن الدهون هي المسؤولة عن جميع الأمراض ومنها أمراض القلب والسكري’’، موضحا أن ‘’كثيرا من الأمراض والمشكلات سببها نقص الغذاء من المواد الدهنية، فالدهون ضرورية للجسم، و10% منها في الجسم تتحول إلى سكر، وهي تحافظ على درجة حرارة الجسم وأنسجته وتركيب الأغشية والجدار الخلوي، كما لها أهمية خاصة في تكوين الهرمونات وبعض الأنزيمات ناهيك عن قيمتها الإشباعية’’.
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
يالله ماتوقعت اننا ناكل كل هذا السكرررررررررررررررررر في اليوم
شكرا على الموضوع جزاكي الله خير
شكرا على الموضوع جزاكي الله خير
الصفحة الأخيرة
د. حسين دشتي
أمام برامج الحمية المتعددة يؤكد الأطباء على أن النظام الغذائي المتوازن أفضل طريقة للحفاظ على الوزن بالإضافة إلى ممارسة الرياضة لحرق السعرات الحرارية.. ولكن ماذا عن أحدث نظام غذائي يعرف (بالعلاج الكيتوني)؟
الدكتور حسين دشتي استشاري جراحة عامة بكلية الطب - الكويت وإخصائي العلاج الكيتوني لمن يعاني من السمنة، أجاب عن هذه التساؤلات في هذا الحوار اليمامي معه:
عُرف الدكتور حسين دشتي بالعلاج الكيتوني، فماذا عن هذا العلاج كثورة في إنقاص الوزن ولمن يعاني من السمنة؟.
- العلاج الكيتوني أو ما يعرف بنظام (اتكنز) يقوم على فكرة بسيطة أساسها :
أن يمتنع المريض بالسمنة عن تناول المواد النشوية جميعها من خبز وأرز وبطاطا ومنتجات الطحين والمواد السكرية كالفواكه والحلويات وكل ما يحتوي على سكر الفركتوز وعند اتباع النظام الكيتوني سيكتشف الشخص المصاب بعد يوم تقريباً بأنه فقد من 2- 6كيلو غرامات كما أن هذا النظام مناسب لكل الأوزان والأعمار ما فوق سن 12سنة وعلى الرغم من الدراسات الطبية التي أثارت حفيظة عدد من الأطباء حول المخاوف من نتائج تطبيق هذا النظام الذي تتبعه أعداد كبيرة من الأشخاص إلا أن النظام ليس له آثار على صحة الشعر والأظافر والبشرة لأنه يتم تناول اللحوم والدهون وكافة الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية.
كما أن برنامج الغذاء الكيتوني يقوم على فكرة علمية بسيطة هي أن يقوم الجسم بحرق الدهون المخزنة داخله من خلال استخدامها في توليد طاقته بدلاً من أن يستمد هذه الطاقة من تناول النشويات كالأرز والمكرونة والخبز والبسكويت والدقيق والسكريات، ويستطيع الإنسان أن يأكل اللحوم والأغذية الغنية بالدهون والبروتينات دون خوف من السمنة أو الحرمان من الأطعمة التي يفضلها.
السمنة.. والدهون
إذاً هذا على خلاف الاعتقاد السائد أن الدهون لها دور أساسي في عملية زيادة الوزن؟
- نعم السمنة تنتج عن تناول الإنسان كميات كبيرة من النشويات وبشكل مستمر فهذه المواد تحتوي على سكر الفركتوز وتتحول داخل جسم الإنسان إلى سكر وكلما زاد السكر عن الحاجة في الجسم تحول إلى دهون فتظل متراكمة في أنحاء الجسم في الصدر والأفخاذ وقد يسبب أيضاً السكري.
وما أحب توضيحه أن نظام الغذاء الكيتوني يتكون من 4مراحل لكل واحدة قائمة من المسموحات والممنوعات في الأطعمة :
ففي المرحلة الأولى : يمنع فيها الإنسان عن النشويات نهائياً والفواكه والحليب وهذه المرحلة تستهدف حرق الدهون المتراكمة داخل الجسم ومدتها أسبوعان أو أكثر حسب الوزن والسمنة .
ثم المراحل الأخرى : تتم تدريجياً بتناول الطعام وتخفيف النشويات من قائمة الطعام .
وما يجب معرفته أن هذا النظام (الكيتوني) لا يصلح لمرضى الكلى والكبد والأنيميا، وأن من يتبع البرنامج قد يشعر في البداية بنوع من الدوار أو الغثيان وهذا أمر طبيعي في عملية إصلاح للجسم ووظائفه وتنقيته من خلال نظام غذائي حمي متوازن .
دور الفيتامينات
ماذا عن تناول الفيتامينات في برنامج الغذاء الكيتوني؟
- أساس برنامج الغذاء الكيتوني هو البعد عن النشويات والسكريات التي تتحول في الجسم إلى دهون وتسبب السمنة والبرنامج يقوم على استمداد الطاقة من الدهون المخزونة بالجسم فيحرقها ويستهلكها لتخف وتختفي بدلاً من أن تظل متراكمة في الجسم ويستمد الطاقة من النشويات والسكريات التي يتناولها.
وهناك مصدران يستمد الجسم طاقته منهما :
الأول : الكربوهيدرات (النشويات) .
والثاني : البروتينات والمواد الدهنية .
وعندما يمتنع عن النشويات والسكريات يضطر الجسم لاستمداد الطاقة من الدهون المخزونة داخله ومن ثم يتخلص من الشحوم الزائدة والسمنة .
وليس هناك ضرورة لأخذ فيتامينات لأننا نتناول الطعام اليومي بصورة طبيعية باستثناء السكريات والنشويات وتناول الأطعمة جميعها التي تحتوي على الفيتامينات.
الحمية القاسية
ماذا عن برامج الحمية القاسية؟
- يجب على كل شخص إدراك مفاهيم الحمية ومتطلبات الجسم، فالجسم يحتاج لكافة العناصر الغذائية من دهون وسكريات وأملاح وفيتامينات ونشويات وبروتينات وإذا كان هناك نقصان يحدث خلل في الجسم وبأجهزته لذا فإن الريجيم القاسي أو ريجيم النوع الواحد من الطعام جميعها تسبب آثاراً سلبية ومخاطر على الصحة وسرعان ما يلمس الشخص هذا النقص.
الأعشاب الطبيعية وأدوية الريجيم
ماذا عن الأعشاب في عملية تخفيف الوزن؟
- قد لا يكون للأعشاب آثار سلبية كما هو الحال بالنسبة للحبوب والأدوية بمركباتها الكيميائية وكما هو يقال (إن الأعشاب إذا لم تفد لا تضر) فهي أعشاب طبيعية قد يكون لها تأثير على المعدة والقولون لتفادي إرهاق المعدة وتعبها.
ماذا تقول عن أدوية الريجيم من حبوب ومشروبات، وما هي أخطارها؟
- أدوية الريجيم لها آثار سلبية عديدة وخطرة ومع الأسف أصبحت اليوم في متناول يد الجميع وهو ما يطلق عليها (مثبطات الشهية) ولو عرف الناس آثارها وأخطارها على المدى الطويل لابتعدوا عنها مباشرة، فهذه الأدوية تحتوي على مكونات كيميائية تضر بالجسم وتدخل في وظائف أجهزة الجسم مما يؤدي للإصابة بعدد من الأمراض فقد تسبب زيادة ضربات القلب وقد تصيب الكبد والكلى وتؤثر على قوة الذاكرة فأنا لا أنصح بتناول هذه الحبوب لأنها تعمل على تذويب الدهون في الجسم في حين أن الجسم يحتاجها لأنه يستمد منها طاقته.
من أكثر الفئات عرضة للسمنة؛ الرجال أم النساء؟
- بطبيعة الحال المرأة أكثر عرضة للسمنة وذلك لطبيعة التركيبة الجسمانية ووجود الغدد الدهنية إلا أن هناك بعض الرجال يشتكون من الوزن الزائد بشكل كبير وعموماً ليس هناك فرق بين الرجال والنساء بل هو اختلال في توازن الجسم من حيث التغذية غير المدروسة.
السمنة في الخليج
ما سبب انتشار المصابين في السمنة بمنطقة الخليج؟.
- إن ارتفاع عدد المصابين بالسمنة أصبح معروفاً في كافة دول العالم ولا يقتصر على مناطق معينة والسبب الحياة العصرية التي نحياها وتناول الأطعمة غير الصحية من وجبات سريعة تفتقر لأبسط القيم الغذائية كما أن للعادات والتقاليد واتباع النظام الغذائي دور في ذلك، فمثلاً جرت العادة على تناول الطعام والنوم مباشرة أو تناول طعام العشاء الدسم في ساعة متأخرة أو قضاء وقت الفراغ بالطعام والتهام كميات كبيرة منه وإن لم نكن نشعر بالجوع، وأكثر ما نعيشه اليوم هو قضاء الأطفال ساعات أمام التليفزيون وتناول الوجبات السريعة التي لا تدخل ضمن قائمة الطعام الصحي، فالوعي والإدراك لأبسط الأمور الغذائية بوابتنا الأولى نحو الصحة وكذلك الاعتدال في الطعام والتنوع فيما يحتاجه الجسم.
دور الرياضة
ما دور الرياضة في تخفيف الوزن؟
- ممارسة الرياضة أمر مفيد ومهم للجميع سواء من يطبق البرنامج أم لا يطبقه ويجب ممارسة الرياضة بانتظام لأنها تساعد في تنظيم عملية هضم الطعام وحرق السعرات الحرارية فمثلاً بإمكاننا ممارسة الرياضة يومياً من 10- 20دقيقة والقيام بأعمال المنزل والحركة لشد الجسم، والرياضة فوائدها كثيرة للصحة وللحالة النفسية.
نصيحتك لمن يرغب بالحفاظ على الصحة والرشاقة؟
- بما أن عوامل السمنة عديدة ومتنوعة منها التغذية وأقصد نوع الطعام، الراحة وقلة الحركة، معرفة الطعام الصحي ودون حرمان للطعام، ثم الاعتدال مع ممارسة الرياضة والمشي لتحرق السعرات الحرارية ويتم التخلص من الدهون والسمنة
ملطوووووووووووووووووووش