نسمة تمد الكل من معاني الوجود ،
وتبذر في القلوب من بواطن كلمات الوحدة ،
وتقذف في كل صوب لقاح الأمل ،
وتنهر في كل أرض حب العمل .
استمدت ما ألفته من مبدع الكون .
شانئها مايلبث حتى يصير موحدا حبها ؛
إذ لولا الإيمان بالخالق لكان ذاك .
إفراد حبها لايكفي في كسب مودتها ؛
ففيها من معاني الإيثار
ما يجعل في الأفئدة
قبلها ما يستقيم به عملها ،
وتكمل به سنتها ،
وتهب غيرها بذاك عمارة الفسيحة.
لم تصف لودها الأرواح ،
لكن الجمال لايبين إلا برؤية ضده ،
ولا يشع إلا لمن ترك بينها وبين الفطرة ،
فالجمال الذي فيه اغتمرت
لا يرى إلا بتلك العينين .
أودع الله فيها من معاني الجلال ،
ونظرات الإعظام ؛
ماحث مخلوقه على التبصر فيها ؛
ومايجعل المتولي عن ربه يقبل بسبب التفكر بها ؛
وقد هداه الإغراق فيها إلى الأوبة ،
وما أنكر لأجله عدم التعقل عند الفسحة بها ،
مايدل على أن في القلب من الجمال ما قد كفر .
مكه حياتي @mkh_hyaty
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️