الحياة بلا اهداف ....كقارب بلا مجداف

ملتقى الإيمان

الحياة بلا أهداف ... كقارب بلا مجداف !






اليوم لن أتكلم هُنَا كالعَادَة ,
سأتكلم هَذهِ المَرّة بقلبٍ ذاقَ مَرارةَ العَيْشِ بلا هَدف
ثمّ رضيَ الله له لذّة العَيشِ مَع هَدَف .
صِدقاً فالحَيَاة بلا أهْدَاف ... كقاربٍ بلا مِجدَاف !
فكيفَ نَصِلُ للبرّ حينَ السّفر !!


مِن قَولِ خَيرِ الأنَام :
" إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ
صَدَقَةٌ جَارِيَةٌ وَعِلْمٌ يُنْتَفَعُ بِهِ وَوَلَدٌ صَالِحٌ يَدْعُو لَهُ "
سنن الترمذي .
انبثقَ نُور هَدَفِي .
:وعلى دِعَامة
" تبسمك في وجه أخيك لك صدقة ... "
صحيح . رواه البخاري في الأدب المُفرد
... ونُور ~
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ,
فَقَالَ:رَسُولَ اللَّهِ , أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟
وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ,
وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ , ... "
حسن .

ارتكزتُ أحثُّ الخُطَى , لنيلِ الجِنَان بأيّ ثمن .
:ومن رِسَالة فتاة غربيّة أسلمت وصُعِقت حين زارت بلاد الإسلام
لما رأت من وُجوه متجهمة وعبس وذاك الحُزن
شدّدتُ الكفّ بالكَفّ وانطلقتُ لصُنع أمْنياتي والهَدف .

ومن قول الحبيب :
" عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ
وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ
إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ
وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " .
صحيح مسلم

رسمت قناعتي بأننا أسعدُ قلوب بين بني البَشَر .

ربّما هَدَفي ليسَ كَبيراً كأهدافكم , ولا جَميلاً بقدركم
لكنّي أحببتهُ إذ يُشعرني بالسّعادَة , وقد التمستُ فيهِ بعضَ الأثر .
ولأنّ ابتسامَةً رافقتني منذُ الصّغر كانَ هَدَفِي :

وَسعادةٌ أهديها لهنّ

هَدفِي هُو رسمُ ابتسامةٍ على صفحةِ قلب
هُو إهداءُ أملٍ لروحٍ خَنقها دخان اليأس ,
أن أخرج أجمل مَا فينَا لتُقدّمه الأرواح للأمّة كعطاءٍ بنور الشّمس
هَدفي أن أتركَ أثراً حُلواً ,
بصمة طُموح لكلّ رُوح ... تصنعُ منها ضوءاً تُهديهِ الأمّة
~ أن أكونَ قلباً إذا مَاتَ قيلَ رحلَ وهذَا الأثر .


فأول خُطوة من خُطوات هَدفي كانت
ابتسامةً أُصافِح بها قُلوب البشر
ثمّ جرّت بفضل الله عَملاً بعدَ عَمل ...

مولدُ هَدَفِي :

أنعمَ الله عليّ منذُ نُعومة أظَافِري ومنذُ عَهد صبايَ
ابتسامةً مرسومةً على شَفتاي
لكنّي لم أكُن لأعيرها يوماً أيّ اهتمام ,
كَبُرت وبلغتُ العِشرينَ مِن عُمري
ولم يَكُن لديّ وقتها أيّ هدفٍ واضِح

نعم لا تستغربوا لم يكن لديّ طموحات أرسمها
أو أمنيات أتمنَى الوُصول إليهَا !

كُنت مجرّد إنسانة تُصلي وتَصُوم ,
تشربُ وتنَام ... ثمّ ليَمضي يومها بلا شيْءٍ يُذكَر !
أو أثرٍ عَلى الآخرين يَظهر !


في الحَقيقَة لم أكن أعلمُ كيفَ هي الأحلامُ تُرسَم ! ؟



مرّت الأيّام وأنا على ذاكَ الحَال
حَتى شَاء الله لي ولادة طفلِ
حُلمٍ كَبُرَ بين أحضان الفَرَح
فكانَ لُطف الله بي عَظِيم
إذ أخذَ بيدي إلى عَالمٍ تعلّمتُ منهُ الكَثِير ,
فغدَا هَذا العالمُ بمثابةِ مَوطني وأرضِي

عَلّمني كيفَ هيَ الأحلامُ تُصنَع ,
وكيفَ هُوَ العَطاء يُعطَى ,
علّمني معنَى هدفٍ أصبُو إليه
علّمني كيفَ أجعلُ مِن حَياتِي قيمَة ...
وأجعلُ مِن يُمنايَ كفّاً للأمّة .

لَن يَغيب اسمهُ عَن بالي ...
" منتداى الغالي " سيظلّ مَحفُوراً في ذَاكِرتي
فقد كَان الوَطن الذي وَجدتُ فيه ضالّتي ,
فبعدَ أن تعرّفتُ فيه على صُحبةٍ أحسبها عندَ الله خيّرة
وبعدَ أن تعلّمتُ من خُطاهَا وحُسنِ أخلاقهَا ولا زلتُ أتعلّم ...
مَضيتُ أحثُّ الخُطَى لرسم ابتسامةٍ شعرتها في قلبي
وأحببتُ أنْ أُهديها بني قومي , وفتياتِ ديني .

لأنّ القلب بالإبتسامة يرى نوراً وإن خَفَى
أمّا الحُزن فإنّه مجرد ضباب يَجعل السّير صعبَ الخُطَى .

بتّ أعشقُ أن أخلعَ من ارتدت منهنّ كنزة اليَأس ,
أن أعطيها عقداً من أمل وألبسهَا تاجَ الهِمَم ,
أنْ أمدّ لها يداً وأناولها زهرة عِطرها

" يا رُوح ابتسمي واتركي في قلوب البشر أجمل الأثر " .

فبدأتُ انطلاقتي من هَذا الوَطن ,
أكتبُ بحرفي ذاك الفرح , وأهدي أحبّتي سطراً من أمل ,
وأسقي الكلمة سُروراً لتُثمر للغير الهِمَم .
علّها تنمو في قلبِ أحدهم نُوراً فتُثمر همّة تخدم فيها هذه الأمّة .

ثمّ أخذتُ أعْكِسُ بريقَ حُلمي بينَ رفيقات الدّراسة وأغلى الصّحب
فكُنتُ أبتسم لهنّ وأطلقُ بشائر البهجةِ حينَ اللّقاء ,
وأصافحهنّ بكفّ
" سيكُون يَومنا خيراً بإذن الله "
فأحلتُ من قلبي بئراً لأحزانِ صُحبتي لأضمّها بكلمة من حنَان
وتذكيرها بعهد الصّحابة والأنام
ثمّ لأزرعَ بين ثنايَا الحُزن ذاكَ نور الأمل ,
ثمّ نسقيه معاً بمَاء اليَقِين ,
ثمّ أقول لها :
" يا رُوح امضي وعين الله ترعاكِ "

كُنت أشعر بالسّعادة حينَ أراهَا تمسحُ دَمعها وتبتسم
حين تُبهجني بقوّة صبرٍ أمام الكَدَر . فأراها تُعطي وتقدّم للعالم مَا يَسُرّ .



وَكَبُرت أمنيتي بسعادةً أزرعها بينَ فتيات أمّتِي
لتَصِلَ لأن أبتسم لكلّ أنثى كنتُ اُقابلها في جَامعتي
حتى وإن لم تَكُن تَعرِفُني سواء أكانت مُلتَزِمة أم غير مُلتزمة
فكانَ بعضهنّ يأتي إليّ ويسألني عن إذا ما كَانت مَلابِسي هيَ سرّ سعَادتي
فكنتُ أحادثهنّ بقلبٍ مُحبّ وبسمةٍ لا تَغيب عن العَين ,
وأحمدُ الله حَمداً كَثيراً أن بَعضهنّ تغيّر والتزم
وأخريات عزمت على المُضي في الأمر ...




ومن أجمل المَواقف التي لا ولن أنسَاها
حينَ جَاءتني إحداهنّ قبل أن نتعارف -
وهي الآن من أقرب صَحبِي - قائلة :
أنتِ دائماً مُبتسمة فهل لديكِ هُموم وأحزان ؟!
لا أخفيكم أنّي ضحكت في جَوفي فرسالة إلى كلّ رُوح :

" الدّنيا يا أحبّتي لن تَصفُو لأحد , لكلّ منّا هُموم وأحزان ,
ولكنّ لكلّ طريقته في التّعامل معهَا ,
فكوني ثابتة واجعلي منها سلاحاً يجعلكِ أقوَى "


ولأنّني كنتُ أحبّ زرعَ الابتسامة
فكنت ولله الحمد أبرعُ في إخفاء أحزاني وإظهار جُلّ سعادتي




كَبُرت أحلامي وأمنياتي بغرس السّعادَة رويداً , رويداً ...
ولم تتوقف حينَ تخرّجت بل مَضيتُ بها
وأخذتُ اُساعد أختي - التي تعمل في مركز قرآني -
بأنْ أرسمَ لها تصاميماً على الكرتون بأشكالٍ مُختلفة ومُنوّعة ,
نصنعُ التّيجان لأكثر 3 مُجتهدَات
فكان ولله الحَمد يتركُ أثراً طَيّباً بين فتيات المَركز
ويجذب الطَالبات فيبتسمن بعُمق
ويبتسمن فخراً كونهنّ إلى الإسلام مُنتميات
ولأنّني كنتُ أحبّ رسمهَا تلكَ السّعادة
لم يََكُن في قَامُوسي لمن يَطلبُ المُساعَدَة كلمة :
" لا " أو " مَشغُولة " , أو " لا أستَطِيع " .
إلّا إن وجدتني أنّني لن أوفي بوعدي لها
فكُنت أحاول وأتعلّم ...
أجرّب وأمضي في حاجة أخيتي .

ببسَاطة لأنّهُ ورغمَ الضّغط أحياناً إلّا أنّ سعادةً تُولد في قلوب أمّتي
لهي أحبّ إليّ من قولِ لا
وتُنسيني بها كلّ تعبٍ وجُهد : ) .

فتعلمتُ من أثنَاء العَمل مع أختي في المَركز
أنّنا من أشيَاء صَغِيرة يُمكننا أن نَصنع سعَادة كَبيرَة .


وامتدّت أمنياتي مُؤخراً لمُصلى الجامعة وإن كنتُ قد تَخرّجت
فأخذتُ أُساعِدُ أختي بإعداد الحملات التي يَقُوم بها مُصلانا هُناك
أن أرسم لها أشكالاً حُلوةونُلوّنها بألوانٍ فاتنة ,
ونخطّ فيها عباراتٍ من القلب نَابِعَة
فكم كنت ألتمسُ سعادةً في أختي ,
وكم كانت تُحدّثني فرحاً بسعادة رفيقاتها وكلّ من يدخل المُصلّى


فتعلّمتُ من العمل مع أختي في الجَامعة أنّ الآثار تصِلُ أبعدَ ممّا نَظنّ
وأنّ الأمنيات لا تتوقفُ بتوقفِ مرحلةٍ مَا بلْ تَستمرّ طالما هُنَاكَ إصرار وأمل
وتعلمتُ أن أستخدم مَا وَهبنيه ربّي في خدمة ديني والأمّة ,
بدلاً من كَسلٍ وجُمود لا يُهديني سوى فقدان الثّقة .

وإن سَألتني يوماً أين تتوقف أمنياتكِ ؟
سأُجيب : أمنياتي ليسَ لها خُطوطاً أو إشارات حَمراء
أمنياتي ستظلّ تعلو ما دام ينبضُ فيّ رُوح ,
وستستمرّ حتى موعد اللّقاء في جنّة الخُلود بإذن الله .


وخِتاماً ~
تبقَى أيّامُنا أحلى بوُجود أهدافٍ وطُموحَات
وقد نَصنعُ من الأمنيات الصّغيرة آثاراً كَبيرة ...
فلا تحقرنّ من المَعروف شَيئاً
ولا تَقُولي لا أستَطيِع بل قُولي كمَا قال أبو مسلم الخُولاني :
أيظنّ أصحاب مُحمّدٍ أن يَسبقونا إليه
والله لنُزاحمهم عليه إلى الجنّة " .

:
وهمسة الوداع :


كُوني للعالم وَجهاً يَقول :
" سعيدةٌ أنا بإسلامي ,
وسرّ سعادتي في ديني
فالقَلبُ حينَ يبتسم يُقدّم ويُفكّر ,
أمّا الحُزن فإنّه ضبابٌ يلفّ القلبَ فينكسر "

:
هذا ما كان صواباً فمنَ الله وما كان خطأ فمنّي والشّيطان
واسأل الله أن يجعلَ من اسمي هنا الذي سجلت به من دون تَفكير نَصيب
أن يَجعل غُروبي عن الدّنيا كأندى ما يَكُون ...
واسألهُ أن تَكون مشاركتي هذه بهدف زرعِ ابتسامةٍ
في قُلوب كلّ من يخطوا الخُطَى هُنا أملاً وهمّة تخدم الأمّة .

وَكثير دَعَواتٍ أنْ يأخذ الله بأيديهم إلى حيث الحقّ والصّواب ,
وأن يُبارك في أوقاتهم ويجعلهم للدّين منارات .


اعجبني فنقلته


5
576

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

سنع حايليه
سنع حايليه
الله يجزاك خير
ام حنان 2
ام حنان 2
مـــــوضوع رائـــــع الهــي يجعلكِ
ممن ينظرالى الله تبارك وتعالى بكرة
وعشيه
باركــ الله فيكـِ وآثابكـ الله تعالى
وأنـــــآر دربــكـِ وفــرج هـــمكـِ
وأسعد الله قلبكـ وشرح صدركـ ِ
وجعل الله الجنة موطني وموطنكـِ
والفـردوس داري وداركــ ِ
وأسأل الله أن يغفر لي
ولكـِ
بنتظار جديدكِ بشوق


جوريه فوشيه
جوريه فوشيه
موضوع يستاهل التققيم رائع وفقك الله
ليبيية حرة
ليبيية حرة
بارك الله فيكنا جميعا