~ْ (الخبيئة الصالحة)ْ~

ملتقى الإيمان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


زورق من ركبه نجا... وعبادة من اعتادها طهر قلبه... وهذب نفسه وعودها
الإخلاص ... إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء... (الخبيــئة الصالحة )

حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد.. غير الله سبحانه

فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده غير عابىء بنظر الناس إليك وغير منتظر لأجر منهم
مهما قل أو كثر..وهي وسيلة لا يستطيعها المنافقون أبدًا, وكذلك لا يستطيعها الكذابون؛
لأن كلاً منهما بنى أعماله على رؤية الناس له, وإنما هي أعمال الصالحين فقط.

نحن وخبيئة الصالحات

إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه..

قال أيوب السختياني: والله ما صدق عبد إلا سرَّه ألا يُشعر بمكانه.
ولكن في وقت قل فيه عمل السر أو كاد أن ينسى ينبغي علينا إحياء هذا الخلق العظيم علمًا وعملاً,
و تربية أنفسنا عليها, وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر
إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا, وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية؛ ذلك لأن
أعمال السر هي أشد الأعمال على الشيطان, وأبعد الأعمال عن مخالطة الرياء
والعجب والشهرة.

وإذا انتشرت أعمال السر بين المسلمين ظهرت البركة وعم الخير بين الناس,
و ما نراه من صراع على الدنيا سببه الشح الخارجي والشح الخفي, فأما الأول فمعلوم,
وأما الثاني فهو البخل بالطاعة في السر, إذ إنها لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب
الله سويداءه, وعمت الرغبة فيما عنده أرجاءه, فأنكر نفسه في سبيل ربه, وأخفى عمله
يريد قبوله من مولاه, فحبب هذة الجوارح المخلصة والنفوس الطيبة الصافية النقية التي
تخفي عن شمالها ما تنفق يمينها...

النبي صلى الله عليه وسلم ينصح بخبيئة صالحة ..


* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالح فليفعل) (صحيح الجامع)


* وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يشنؤهم الله: الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره
حتى يقتل أو يفتح لأصحابه, والقوم يسافرون فيطول سُراهم حتى يُحبوا أن يمَسَّوا
الأرض فينزلون, فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم, والرجل يكون له الجار
يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرِّق بينهما موت أو ظعن, والذين يشنؤهم الله:
التاجر الحلاف, والفقير المختال, والبخيل المنان) (صحيح الجامع).


العلماء يربون على عمل السر ...


عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال:
"اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".


والخبيئة من العمل الصالح هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي, والزبير رضي الله
عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكل إنسان
عمل سيئ يفعله في السر, فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضًا
لعله أن يغفر له الآخر.


وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم:
"اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك".


وقال أيوب السختياني:
"لأن يستر الرجل الزهد خير له من أن يظهره".



أعمال تعين على الخبيئة الصالحة...


1_ قيام الليل أثناء نوم الناس وانشغالهم باللهو
كان أحد التابعين رحمه الله :
يقوم الليل كله فيخفي ذلك فإذا كان الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.


2_ صدقة السر
وذكر ابن عائشة قال: قال أبي:
(سمعت أهل المدينة يقولون: ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين).
وغيرها كثير من العبادات الفاضلة ...



ختاماً يا أخوتي ..

ليجعل كل منا له خبيئة صالحة تكون سبب في رفعة درجاتنا عند الله





والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته








2
520

هذا الموضوع مغلق.

بحر وردي
بحر وردي
جزاك الله خير
والله يوفقك في الدنيا والاخره ياااارب
جنى العين
جنى العين
جزاك الله خير