السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النمص في اللغة:
قال ابن الأثير:
النمص: ترقيق الحواجب وتدقيقها طلباً لتحسينها .
النامصة: التي تصنع ذلك بالمرأة.
والمتنمصة: التي تأمر من يفعل ذلك بها.
والمنماص: المنقاش.
النمص من ناحية الشرع:
ورد تحريم النمص في الكتاب وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اعلمي- يا أخيه- أن الله جلت قدرته لم يحرم شيئاً إلا لحكمة ومن حكم تحريم النمص : أن في ذلك ضرر على منطقة ما حول العين.
وهاكِ أقوال بعض أهل الطب في ذلك:
وصف أخصائيو عيون حالتين لالتهاب النسيج الخلوي حول العين بسبب نتف الحواجب.
1) امرأة عمرها اثنان وعشرون سنة، لديها احمرار وتورم. وذلك بعد يومين من نتف الحواجب!
2) امرأة كان لديها احمرار وألم حول حاجبها بعد يوم من نتف الحواجب وصبغها من قبل أخصائي تجميل.. وبعد أربعة أيام التهبت منطقة ما حول العين. وأدخلت المريضة المستشفى. وأعطيت المضادات الحيوية وريدياً ، ورغم هذا تشكلت فقاعات وقد خلفت الحالة بعد شفائها عيباً وتشوهاً شديداً بحجم 6سم.
ويقول الدكتور وهبة أحمد حسن (كلية الطب- جامعة الإسكندرية):
إن إزالة شهر الحاجب والوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من ماكياجات الجلد لها تأثيرها الضار ، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة، مثل: الرصاص والزئبق. تذاب في مركبات دهنية مثل زيت الكاكاو.
وماذا بعد !!
إنها إشارات تحذير وصيحات نذير يطلقها الأطباء: أن أفيقي أيتها النامصة قبل فوات الأوان.. وصدق الله ..( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق) ..
وقفات!!
أختي في الله:
إن من مقتضى إيمانك بأن ( محمد رسول الله) طاعته فيما أمر واجتناب ما نهى عنه وزجر. ومما نهى عنه عليه الصلاة والسلام ( النمص) كما تقدم ذكره، فالواجب التسليم والانقياد.
إن النمص من التشبه بالكافرات و من تشبه بقوم فهو منهم تحريج الاحتجاج بأن ذلك من التزين للزوج، فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وجوب المبادرة إلى التوبة ومن ترك لله شيئاً عوضه الله منه خيراً منه ( وإن هناك فتاة دميمة. وأما عن حواجبها فقد كانت غير متناسقة الشعر فيبدو على هيئة دوائر متزاحمة وشعيرات نافرة مما يزيد من دمامتها في نظر البعض، ولكنها كانت ملتزمة بأوامر الله مرتديه الحجاب فرزقها الله زوجاً هو أبهى ما يكون عليه الشباب من خُلق وخَلق حسن ، أعجب بها فمن الذي جملها في عينيه ، فجعل دمامتها سحراً وجاذبية وجمالاً؟ أليس الله الذي أطاعته ولم تُغير ما خلقها به من خلقه.
أختي المسلمة: بعد أن مر بك حكم النمص وأقوال كثير من العلماء القدامى والمعاصرين وبعض أهل الطب ، أقول هداني الله وإياك إلى سبيل الرشاد:
اتقي الله وبادري بالتوبة وتذكري يوماً ترجعين في إلى الله وستسألين عما قدمت يداك وكيف تفعلين ما بعرضك للعن- وهو الطرد والإبعاد من رحمة الله- وأنت تسألين الله المغفرة والرحمة في الصلاة وخارجها.. أليس هذا تناقضاً بين قولك وفعلك؟! تطلبين منه الرحمة وتفعلين ما يعرضك للطرد من الرحمة، إن هذا لشيء عجاب!! ردي الأمر لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، يتبين لك الحكم الشرعي.. وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم ، وقوله: لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاّ ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم. . قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى! ..قال: فمن.
ولا تحتجي أختي المسلمة بأن هناك جمع من النساء يفعلونه ، بل تذكري قول الله تعالى: وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله. وقول السلف (ألزم طريق الهداية ولا يغرنك قلة السالكين ، وأبعد عن طريق الغواية ولا يغرنك كثرة الهالكين).ولا تحتجي بأن ذلك من أمر زوجك عليك، فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق
في الختــــام
والآن .. عودي إلى الوراء قليلاً .. واسألي نفسك : ماذا قدمتي في جنب الله ؟! ماذا عملتِ للفوز برضا الله ؟! قولي لي بربِّك : كيف ترتاح نفسك وأنتِ عاصية لله ؟! أم كيف يطمئن قلبك ؟! أم كيف يرضى ضميرك عمَّا أنتِ فاعلته ؟! أما استشعرتِ عظمة الجبَّار ؟! أما تخشي غضب القهَّار ؟!
أختاه .. اعلمي أن هُناك غائب ينتظرك .. وليس لهُ وقت محدد .. إنهُ الموت .. نعم .. الموت . قد يأتيك وأنت تأكلين .. أو تشربين .. أو نائمة .. أو تلعبين .. أو أنتِ على محرَّم .. فاتقى الله .. فمهما تهربتي منه .. فإنه قادم لا محالة "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ "
هو الموت ما عنهُ ملاذٌ ومهربٌ *** متى حطَّ ذا عن نعشهِ ذاك يركبُ
نؤمل آمالاً ونرجو نتاجها *** وإن الردى مما نرجيه أقربُ
أختاه .. إلى متى وأنت ِ في غفلة .. إلى متى وأنتِ تقولين غداً أُصلي .. غداً أتوب .. إلى متى .. وأنتِ ترتكبين الذنوب والمعاصي .. إلى متى وأنتِ تُتعبين جسمك بارتكاب الذنوب والمعاصي .. وتظنين أنها الراحة .. فلا والله إنهُ لتعبٌ أشد من راحته .. يقول الشاعر :
يا خادم الجسم كم تسعى لراحته ِ *** أتعبت جسمك فيما فيه خسرانُ
أقبِل على الروح فاستكمل فضائلها *** فأنت بالروح لا بالجسم إنسان ُ
أي والله .. إن السعادة كل السعادة في القُرب من الله .. والبُعد عن سخطه وأليم عذابه .. أقبلي على الله بالمبادرة بالأعمال الصالحة .. قبل أن يُقال " ماتت فلانة " .أقْبلي على الله .. ولا تغترِّي بالدُنيا وزهرتها .. وحسنها ومباهجها فتنشغلين بها عن الآخرة .. الباقية .. والنعيم الدائم .. وانظري إلى قدواتك الصالحات أمهات المؤمنين .. زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم .. اللاتي قُمن بقص ظفائرهن بعد وفاتهِ لا للجمال .. أو الزينة .. بلا إعلاناً منهن لترك مباهج الدُنيا وزينتها .. وتفرُّغاً منهن للآخرة .. والالتحاق بالمصطفى صلى الله عليه وسلم .. فعلمن أن الدنيا ساعة فحولنها إلى طاعة .. فالله تعالى يقول "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا " . أي خذي ما يكفيك من الدُنيا .. فهذه الموازنة الربانية العظيمة لن تجدي من يقولها لكِ
أختي الحبيبة .. يا من قمتي بترقيق حاجبيك ، ورضيتي بذلك من باب التجمُّل .. هل تعلمين ما معنى اللعـــن ؟!
اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله
ونحن يا أُخيَّة ما سعينا في هذه الدنيا وعَبَدْنا الله سبحانه وتعالى إلاَّ طلباً لرحمته – سبحانه وتعالى - . ألا تسمعين عندما يُقال فلانة توفيت ، ماذا نقول ؟ نقول : رحمها الله ، ندعو لها بالرحمة ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( لن يدخل أحداً الجنة بعمله ، قيل ولا أنت يا رسول الله ؟ قال ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته ))
فهذه الرحمة التي يتسابق إليها عباد الله ويتنافس فيها أولياؤه وأولهم الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي غًفِرَ له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر ، قد ابتعدت عنها النامصة – هداها الله – بل واقتربت من لعنته وسخطه – سبحانه وتعالى – من أجل شعرات تُزيلها من حاجبيها !
تذكري .. عندما تعصين الله .. وتتمردي عليه أنك غداً تُلفين في قماشٍ أبيض .. وعلى الأكتاف تُحملين .. وإلى المسجد تدخلين .. ليُصلى عليك .. وإلى القبر توضعين .. تلك الحفرة المظلمة الموحشة التي لا تتجاوز المترين طولاً والشبرين عرضاً .. هُناك لا تجدين إلا عملك .. إن كان صالحاً فُزتي ورب الكعبة وإن كان غير ذلك .. فلا تلومين إلا نفسك .. فأنتِ الآن في المهلة .. فالبدار البدار بالتوبة .. وتذكري قول الله " قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " " وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ" مولاكِ يُناديك وهو الرحيم الغفَّار .. وللتوبة يدعوك ِ .. وإلى البُعد عن المعاصي ينهاك ِ .. فما الذي يحُول بينك وبين التوبة ..
وأخيراً .. أختي الغالية . كوني شجاعة .. لا تترددي .. اتخذي القرار واسلكي طريق الصالحات ..وترفعي عن المفرطات.. ولا تغتري بكثرة الهالكات.. فعمل الناس ليس هو الحكم والدليل .. إنما الحكم والدليل هو الكتاب والسُّنة " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ" " وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ "
انتصري على نفسك الضعيفة .. ولا تستجيبي لدُعاة الهوى والرذيلة .. فأنت عاقلة مسلمة .. كوني ممن قال الله فيهن :"فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ"
عودي إلى ربك ومولاك .. فهو أرحم بكِ من أمكِ وأباكِ .. عودي إليه .. وانكسري بين يديه .. وأظهري لهُ الذُل والخضوع .. اسكبي الدمعات .. وابكي على التفريط في الطاعات وقولي :
أنا العبد المُقِر بكل ذنبٍ *** وأنتا السيد المولى القدير
فإن عذبتني فبسوء فعلي *** وإن تعفو فأنت بهِ جدير
أفرّ إليك منك وأين إلا *** إليك يفرّ منك المستجير
من مشاركات إحدى أخواتنا المسلمات جزاها الله خير الجزاء
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
غروب1425
•
جزاك الله خيرا
الصفحة الأخيرة