فرناز @frnaz
عضوة شرف في عالم حواء
الخوف يعصف بنا .. !!
كم أفزعتني هذه الآيات , وجعلتني أُفكر في أوضاعنا الحالية وأدعو الله أن يديم علينا نعمه ..
قال تعالى:
{لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ *
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ *
ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ}
العرم:الماء الغزير ,,, وخمط:مر ,,, وأثل:لا ثمر فيه.
قال تعالى:{وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله
فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}
لا يخفى عليكم ياغاليات الظروف التي نمر بها ,من مرابطة الجيوش والعسكر وغيرها ..
و الإنذرات التي أرسلها الله لنا في شهور وسنوات قليلة مضت ..
فسيول جدة ,, وموجات الغبار التي مرت على بعض المناطق ,,
انقلاب الأمن في كثير من الدول ,, الكسوف والخسوف ..
وغيرها ماهي الا تحذير وانذار شديد منه سبحانه , ويجب ان نتعلم منها شكر النعم
فـ الأمن والأمان من اكبر النعم علينا اسأل الله ان يديمها ويرزقنا شكرها .
غالياتي لابد ان نقف وقفه جادة مع انفسنا ومع ابناءنا ومع من نحن مسؤلون عنهم ..
الى متى ونحن في غفله !! الى متى ونحن نتجاهل مايحدث حولنا !!
الهذه الدرجه أمنا مكر الله !!
لن أُعدد المعاصي والذنوب التي أنتشرت واصبح المجتمع للأسف يجاهر بها ..فالشريعة واضحة والحلال والحرام واضح
انا هنا مجرد أُذكر نفسي وأُذكركم بالتوبة والرجوع الى الله ,, وأن نكون من عباد الله الشاكرين ..
قال الحسن البصري:
"إن الله ليمتع بالنعمة ما شاء ، فإذا لم يشكر عليها قلبها عذابا ، لهذا كانوا يسمون الشكر(الحافظ )
لأنه يحفظ النعم الموجودة ، و(الجالب )لأنه يجلب النعم المفقودة "
والشكر يكون بالجوارح، والحمد يكون باللسان وبالقلب.
ولكي نكون من عباد الله الشاكرين , وحتى يديم الله علينا نعمه ويبعد عنا عذابه:
يجب علينا اجتناب معاصيه وكل ماحرم الله ..
قال ابن القيم :
(الشكر ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده:ثناء واعترافا، وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة)
ويجب علينا ان نتقيه سبحانه فبذلك يتجلى شكر الله ..
قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}
قال ابن إسحاق:"أي: فاتقوني؛ فإنه شكر نعمتي"
وهنا سأذكر لكم معنى التقوى :
قال طلق بن حبيب:إذا وقعت الفتنة فأطفئوها بالتقوى،قالوا: و ما التقوى؟قال: أن تعمل بطاعة الله، على نور من الله،
ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله، على نورٍ من الله، تخاف عقاب الله.
والإمام أحمد رحمه الله يقول: "التقوى هي ترك ما تهوى لما تخشى "
اي ترك الهوى واي معصيه لأننا نخاف من العذاب ويوم الحساب.
ومن شكر الله ان نتأمل ونتفكر بنعمة التي انعمها علينا ..
فلايوجد شخص الا وانعم الله عليه بكثير من النعم ,لكن البعض لا يرى هذه النعم الا بعد فقدها ..
قال يونس بن عبيد رحمه الله تعالى لرجل يشكو ضيق حاله:
أيسرك ببصرك هذا مائة ألف درهم؟ قال الرجل: لا. قال: فبيديك مائة ألف؟ قال: لا. قال: فبرجليك مائة ألف؟ قال: لا.
فذكره نعم الله عليه ثم قال له: أرى عندك مئين الألوف وأنت تشكو الحاجة؟
يقول الشيخ المنجد حفظه الله :
من عرف النعمة وعرف المنعم وخضع للمنعم، وأحبه ورضي به، واستعمل النعمة في محابه وطاعته
فهذا هو الشاكر حقاً وهذا هو التعريف لشكر الله سبحانه وتعالى .
ومن أنواع شكر النعم ما ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى، قال:
إن لله سبحانه وتعالى حقوقاً على العباد ينبغي القيام بشكره، فمنها: الأمر والنهي، والحلال والحرام..
فإذا أمر العبد بشيء فعليه أن يتبعه، وإذا نهاه عن شيء فعليه أن يجتنبه.
ولاننسى كذلك سجود الشكر عند تجدد النعم واندفاع النقم ..
فان اردنا ان يديم علينا الله نعمة الأمن والأمان فلنشكر الله ..
قال تعالى: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم}
قال قتادة رحمه الله:"إن الله جل ثناؤه لا يعذِّب شاكرًا ولا مؤمنًا",,تفسير الطبري.
وان اردنا ان يزيدنا الله من النعم والخير فلنشكر الله ..
قال تعالى: {وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم}
واخيرا فلنحذر اخواتي من عدم شكر النعم فالله يمهل ولا يهمل ..
ولا ننسى ان العافية مع الشكر أفضل من البلاء مع الصبر :
قال مطرف رحمه الله تعالى: "لأن أعافى فأشكر، أحب إلي من أن أبتلى فأصبر"
33
3K
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
فرناز
•
سبحان الله
الصفحة الأخيرة