الدولة الأغنى .. سكانها الأفقر ..

الملتقى العام

لهذه الأسباب ثار الشعب الليبي على القذافي "3" - خالد أبو الخير
الخميس, 24 آذار 2011 03:57




انطباعي الأول عن ليبيا كان في مدينة طبرق القريبة من الحدود المصرية.
دعاني أستاذ أردني كريم يدرس في معهد النفط لقضاء ليلة في بيته، وفي اليوم التالي عرض أن أزور المعهد، فذهبت بمعيته.
أول مشهد رأيته في المعهد صدمني، فبوابته محطمة، ونوافذه وبواباته كذلك، وأكوام من القمامة في ساحته الأمامية، فضلا عن تعطل المكيفات وكل ما في هذا المعهد.
لم أكن أدرك وقتها أن هذه الصورة هي صورة ليبيا معمر القذافي، فالمكتوب يقرأ من عنوانه.
معلومات عن ليبيا
حين تنظر من بعيد إلى ليبيا، لا يعوزك كثير ذكاء لتكتشف أن هذا البلد يستحق أن يكون أفضل دولة عربية بجدارة، على كل الصعد، لكن زيارة قصيرة له تصدمك، غداة تكتشف، دون أن يعوزك كثير ذكاء أيضاً.. أنه بلد متخلف، ما يزال يراوح في عصور سالفة، على كل الصعد أيضاً.
بلد حباه الله كل أنواع الخيرات التي سيجري تفصيلها لاحقاً، مع عدد سكان صغير "تجاوز الليبيون 5 ملايين بقليل"، كان جديرا -لو توفرت له إدارة صحيحة- أن يندفع إلى الأمام.. ويصل معدل دخل المواطن فيه إلى مستوى الدول المتقدمة، وأعلى من دول الخليج العربي.
لكن كل تلك الخيرات والثروات بددت، دون أن يعرف أحد أين؟ وترك الليبيون يصارعون الفقر والمرض والتخلف والجهل والمراوحة في الهراء.
فطوال عقود، شهدت البلاد تراجعا في كل مناحي الحياة، الصحية والتعليمية والثقافية والإعلامية والاجتماعية والرياضية، وبات معظم أهل البلاد يبيتون على أقل القليل، "رقادة ريح" بحسب التعبير الشعبي، مشغولين بكسب لقمة العيش إن أمكن إيجادها.
ولكي لا يكون الكلام، خصوصا الفقرة الأخيرة منه، ادعاء لا يقوم عليه دليل، فلا بأس من التذكير بأن المعلمين ورجال الجيش وغيرهم كانوا يبقون 20 شهرا بدون رواتب؟. تخيلوا.. أين يحدث هذا؟. كيف يدبرون أنفسهم؟ علما بأن رواتب غالبيتهم في سنوات التسعينيات لم تكن تزيد عن "200-300" دينار ليبيا؛ أي ما يعادل 150 دولاراً، وأقل. علما بأن البلاد تعاني من تضخم، وغلاء فاحش في الأسعار، فكيلو اللحم بـ12 ديناراً، و"كرتونة البيض بأربعة دنانير"، وأسعار المواصلات مرتفعة، وإيجارات الشقق أعلى.. هذا إن وجدت، والراتب بالحدود التي ذكرت.
والأخطر من ذلك أن رواتب المعلمين وموظفي الحكومة والجيش لم تكن تدفع لعشرين شهرا وأكثر.. ولهذا السبب كان يعز أن تجد موظفا في مكتبه، فجميعهم تقريبا يأتون ويوقعون ثم يذهبون للقيام بأعمال أخرى يكسبون منها لقمة عيشهم.
أما الراتب الحقيقي الذي يستحقه أولئك الموظفون في ذلك الوقت، فكان ينبغي أن يزيد على الألفي دينار، هذا لو كانت هناك إدارة صحيحة لثروة البلاد، طبعا لنضع جانبا مقولة: "إن الثروة والسلاح بيد الشعب"؛ لأنها عبارة مكتوبة بحروف بارزة على اليافطات في معظم المدن الليبية.. لا تلوحها الشمس ولا يتخللها الهواء ولا النفس.
ولكي لا نَشُطَّ في الحديث نعود لنقول، لو وضعت هذه المعلومات أمام أي خبير اقتصادي: بلد عدد سكانه يزيد عن خمسة ملايين، يملك مساحة زراعية تبلغ 3.6 مليون هكتار، تشكل 2 في المائة من إجمالي مساحة ليبيا البالغة مليونا و750 ألفا، في حين أن بلدا كلبنان، وعدد سكانه مقارب لليبيا؛ إذ يتجاوز خمسة ملايين بقليل، تبلغ المساحة الزراعية فيه حوالي 1.01 مليون هكتار، منها 360.000 هكتار فقط أراضٍ صالحة للزراعة.
وإذا قارنا الثروة الزراعية في ليبيا مع بلاد مثل الإمارات أو قطر أو الكويت لوجدنا الفارق كبيرا، فهذه الدول تستورد معظم خضراواتها من الخارج، أما في ليبيا فثمة إمكانية للتصدير.
وبلد يملك ثروة سمكية جيدة، فشاطئه على البحر الأبيض المتوسط يبلغ 1955، في حين يبلغ طول الساحل التونسي 1298، ومع ذلك تعتبر تونس بلداً مصدراً للمنتوجات السمكية.
وأيضا بلد يملك ثروة سياحية يعز نظيرها، فثمة آثار ومدن قديمة باقية كما هي، ومع ذلك لا تستغل هذه الثروة، في حين تدخل الثروة السياحية على بلاد أخرى المليارات، "مصر أزيد من 8 مليارات دولار"، وتعد من أبرز مصادر الدخل القومي.
بلد يملك ثروة نفطية مهولة، وحتى وقت قريب كان دخل ليبيا من النفط من الألغاز التي يصعب حلها؛ نظرا للسيطرة الأمنية على الموضوع، ولكن بعض التقديرات ذهبت إلى أن دخل ليبيا النفطي عام 2007 بلغ 40 مليار دولار، وارتفع خلال السنوات اللاحقة بسبب ارتفاع أسعار البترول، وزيادة الضخ، ويقدر دخلها اليومي حاليا ما بين 100-200 مليون دولار.
لو وضعنا هذه المعلومات أمام خبير اقتصادي، ماذا كان سيقول؟
لعل أقل ما كان سيقوله أنه بلد "معجزة" في هذا الوقت، ولا بد أن سكانه يقطنون الفلل، "علما بأن أكثرية الشعب الليبي لا يجد الشقق، ويسكن عدد منهم في براكيات وبيوت لا تصلح للسكن"، وسيتوقع أن يركب سكانه أفخم السيارات بموديلاتها الحديثة، "علما بأن غالبية الليبيين يتمنون سيارة من أي موديل ونوع"، وسيقول الخبير لا شك أن سكانه مرتاحون في معيشتهم، ويملكون أعلى مستوى صحي وتعليمي في العالم، وبنيتهم التحتية هي الأرقى، "ولا تعليم ولا صحة ولا بنية تحتية في ليبيا"، فضلا عن أنه سيظن أن هذا البلد يعمل للمستقبل ويضع مدخرات تضمن مستقبل أجياله.
وأنت تسير في شوارع المدن الليبية، وتلتقي الليبيين، تكتشف حجم الدمار في هذا البلد، الذي جرت إعادته إلى القرون الوسطى، وتتمثل مشكلته الأساسية في نظام حكمه الذي ليس نظاماً أصلاً.



احمدوا ربكم يالسعودياااااااات
34
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

بوتيك مودرن
بوتيك مودرن
سبحآن الله وبحمده سبحآن الله العظيم.. سبحآن الله الحمدالله لآآله آلآالله آالله آكبر لآحول ولآقوة آلآبالله..
لآإله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير،
سبحان الله عدد ما خلق سبحان الله ملء ما خلق سبحان الله عدد ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما في الأرض والسماء سبحان الله ملء ما أحصى كتابة سبحان الله عدد كل شيء سبحان الله ملء كل شيء الحمد لله عدد ما خلق الحمد لله ملء ما خلق الحمد لله عدد ما في الأرض والسماء والحمد لله عدد ما أحصى كتابه والحمد لله ملء ما أحصى كتابه والحمد لله عدد كل
شيء والحمد لله ملء كل شيء
سبحآن الله وبحمده عدد خلقه ورضة نفسه وزنة عرشه ومدآد كلمآته
استغفروا ربكم
مشكوره
عاشقة الحرمين11
موضوع رائع جزاكي الله خيرا
استغفروا ربكم
عاشقة الحرمين .. جزاك الله خير

اي والله موضوع رائع بس البنات مايقرأووون ؟؟؟!
دكرى الحنين
دكرى الحنين
حسبي الله على هالحكومات الظالمه
الى تسرق ثروات تعيشعها قرون مو سنين
وشعبها ميت جوع