الرؤى و الاحلام

ملتقى الإيمان

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن النفس البشرية تشتاق وتتطلع إلى معرفة ما يحدث لها في مستقبلها من تغيرات وأحوال. ولما كان أمر الغيب وما يكون في أيامه ولياليه مما استأثر الله - تعالى - بعلمه وحجبه عن خلقه،
قال - تعالى -: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ . وقال - تعالى -: وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وقد انساق بعض الناس إلى التطلع إلى معرفة الغيب عن طريق: السحرة والكهان، والعرافين، والرمالين، والمنجمين، وقراءة الفنجان، ومتابعة الأبراج وغيرها، فضلُّوا وأَضلّوا بما أقدموا عليه من أمر محرم،
قال عليه الصلاة والسلام: { من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - } . وقال: { من أتى عرافاً أو كاهناً فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد - } . وروى مسلم في صحيحه عن بعض أزواج النبي عن النبي صلى الله عله وسلم قال: { من أتى عرّافاً فسأله عن شيء فصدّقه، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً }.
هذا مع أن هؤلاء السحرة والكهان لا يعلمون الغيب بنص كتاب الله - عز وجل - ولكنهم يزينون للناس الباطل. أما أهل الإيمان فقد جعل الله لهم رؤى صادقة تبشرهم بالخير وتنذرهم عن الشر.
ومما يُبشر به العبد بعد عمله الصالح الرؤيا الصالحة يراها العبد أو تُرى له. كما أخبر بذلك النبي عليه أفضل الصلاة والتسليم قال: { لم يبق من النبوة إلا المبشرات }، قالوا: وما المبشرات؟ قال: { الرؤيا الصالحة } .





وما يراه النائم على ثلاثة أنواع: رؤى ومفردها (رؤيا) وهي من الله - تعالى - وهي أصدق ما يرى النائم في نومه، وتتميز هذه الرؤيا بوضوح رموزها وسهولة تعبيرها.
والقسم الثاني: فيما يراه النائم وهو الأحلام ومفردها "حلم" وهي من تلاعب الشيطان بالإنسان خاصة إن كان نائماً على غير طهارة أو نام دون أن يذكر الله.




أما القسم الثالث: مما يرى النائم فهي بعض الصور والمواقف التي غلب عليها فكر الإنسان حال يقظته كأمنية يتمناها وكذلك ما ينتج عن الإكثار من الطعام وامتلاء المعدة وما يحدث من ضيق التنفس وغيرها. عن عوف بن مالك أن النبي قال: { إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها مايهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة } .
والغالب أن الرؤى في الخير والحلم في غيره وهذا التفريق مقتبس من قول النبي: { الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان } . أما حقيقة الرؤيا فقد قال ابن القيم - رحمه الله -: (إنها أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ويعبر منه إلى شبهه). والرؤيا منزلتها في الإسلام رفيعة قال: { الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة } ].



قال الشاطبي: (فلربما قال بعضهم: رأيت النبي في النوم، فقال لي كذا وكذا، فيعمل بها معرضاً عن الحدود الموضوعة في الشريعة وهو خطأ، لأن الرؤيا من غير الأنبياء لا يحكم بها شرعاً على حال إلا أن تعرض على ما في أيدينا من الأحلام الشرعية، فإن سوغتها عمل بمقتضاها وإلا وجب تركها والإعراض عنها، وإنما فائدتها البشارة أو النذارة خاصة، وأما استفادة الأحكام فلا.. }.
وأصدق الناس رؤيا أهل الايمان والصلاح والخير قال: { إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً } . قال في فتح الباري: (وقد ينذر في المنام أحياناً فيرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، لكن الأغلب خلاف ذلك والعلم عند الله).
ومن أراد أن تصدق رؤيته فقد قال ابن القيم: (ومن أراد أن تصدق رؤياه فليتحر الصدق وأكل الحلال والمحافظة على الأوامر والنواهي، ولينم على طهارة كاملة، مستقبل القبلة، ويذكر الله حتى تغلبه عينه، فإن رؤياه لا تكذب البتة، وأصدق الرؤيا ما كان بالأسحار فإنه وقت النزول الإلهي، واقتراب الرحمة والمغفرة، وسكون الشياطين، وعكسه رؤيا العتمة (وقت صلاة العشاء) عند انتشار الشياطين والأرواح الشيطانية).
ومن آداب الرؤيا الصالحة ما وجه إليه النبي حيث قال: { إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله عليها، وليحدث بها. وإذا رأى غير ذلك مما يكره فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد، فإنها لا تضره } .
أما إذا رأى مكروهاً فليفعل ما أمره النبي: { وإذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها، ومن شر الشيطان، وليتفل ثلاثاً ولا يحدث بها أحداً، فإنها لا تضره } . وفي الحديث الذي رواه مسلم: { وإذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه }. وقال: { لا يحدثنّ أحدكم بتلعب الشيطان به في منامه } .
فإذا رأى المسلم الرؤيا الطيبة فليسأل من يثق بعلمه ودينه وصلاحه، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي كان إذا صلى الصبح أقبل عليهم بوجهه، فقال: { هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟ } . وقال: { إن الرؤيا تقع على ما تعبر به، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً } .




وقال القرطبي عند قوله - تعالى -: قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ . هذه الآية أصل في ألا تقص الرؤيا على غير شقيق، ولا ناصح، ولا على من لا يحسن التأويل فيها.
وينبغي للمسلم أن يحذر المغالاة في هذا الباب فلا يلقي باله للأضغاث ولا يكثر السؤال عنها. ولا يطلب سؤال رؤيا إلا ما رأى أنها تستحق التعبير، وإن ترك السؤال مطلقاً فلا حرج.
فالرؤيا تقع على ما تعبر به كما قال: { الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر، فإذا عبرت وقعت } . وقد حذر النبي من الكذب في حال اليقظة وفي إدعاء الرؤى، وتوعد بالعذاب الذي يكذب في حلمه لأن الرؤيا جزء من النبوة،.
قال: { من تحلم بحلم لم يره، كلف أن يعقد بين شعيرتين، ولن يفعل.. } . وقال: { من أفرى الفرى أن يري عينه ما لم ترى } . اللهم وفقنا لعمل الخيرات واجعلنا من أهل البشرى في الدنيا والآخرة الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


منقوووووول

8
754

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

هيا العبد الله
مشكووووره عالنقل.....................
$-ياقوتة-$
$-ياقوتة-$
جزاك الله خيرا
الامــيــرة01
الامــيــرة01
رفع الله قدرك وغفرلك ولوالديك
ولجميع المؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات
جزاك الله خير
الجزاء وجعله في موازين حسناتك
عائشة المشرقة
جزاك الرحمن خيرا
الحاجة ام طه
الحاجة ام طه
نورتم المتصفح بشذاكم العطر
هلا و غلالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا