الحوادث تحدث في كل مكان سيما مناطق الصناعات النفطية.. ولكن ما تم مساء امس كان «فضيحة» بكل ما تحمله الكلمة من معان، عندما تكتم القطاع النفطي على تسرب كبير وخطير لغاز الكبريت السام «H2s» من احد آبار الروضتين فلم يتم الاعلان عن هذه الكارثة حتى البدء بنقل حالات مصابة باختناق بالغاز السام الى مستشفى الجهراء قدرتها بعض الاحصائيات بـ230حالة.
فالغاز الذي ازكم الانوف منذ ظهر أمس وشعر به الناس في مناطق مختلفة كان انطلق في حقيقة الامر عند الثانية ظهراً من البئر رقم 481 في مركز التجميع رقم 15 بالروضتين فمارس القطاع النفطي سياسة «التكتم الشديد» على الحدث ولم يتم الاعلان عن هذا الحدث الخطير حتى المساء وتحديدا عند العاشرة مساء بعدما بدأت حالات اختناق تنقل الى مستشفى الجهراء الذي عقد وكيل وزارة الصحة مؤتمرا صحافيا فيه لبيان حالاتهم وما تم اتخاذه من اجراءات.
وقالت مصادر نفطية لـ«الوطن» ان تسرب غاز الكبريت السام قد نجم عن ارتفاع االضغط في البئر رقم 481 حيث بلغ مقدار ضغط الغاز 7000BCI»» لينطلق الغاز القاتل الى الاجواء وينتشر سريعا الى مختلف المناطق وسط حالة من الذعر بين الناس دون ان تبين لهم اي جهة ما طبيعة الذي تستنشقه انوفهم على الرغم من خطورته على حياتهم اذ يؤكد اطباء ان غاز الكبريت من اخطر الغازات على الجهاز التنفسي للانسان.
وكشفت مصادر نفطية لـ«الوطن» ان السبب وراء الانفجار في البئر رقم 481 من منطقة التجميع رقم 15 في الروضتين نجم على مايبدو عن خلل في بعض تمديدات بعض الانابيب تحت سطح الارض مشيرة المصادر الى ان التسرب نجم عن الرق المتصل مع مركز التجميع رقم 15 وتحديدا في المكمن النفطي بسبب حفر احدى الابار هناك بطريقة استخدام الطين المعروفة باسم «under balance drilling».
ونوهت المصادر النفطية الى ان التسرب يوحي بان الارض كانت متشبعة بالغاز لعدم صيانة الانابيب على الرغم من ان المنشأة تعد حديثة بالكامل.
وقالت مصادر نفطية إن هذه الروائح جاءت نتيجة تسرب غاز الكبريت السام من محطة الغاز 131 في شمال الكويت- الروضتين، والمرتبطة بمراكز التجميع 15، 23 و24.
وأشارت المصادر إلى أن التسرب يوحي أن الأرض متشبعة بالغاز في مؤشر على عدم صيانة البايبات رغم أن المنشأة كاملة تعد حديثة.
وأشارت إلى أن رجال المطافئ أخلوا المكان وابتعدوا عنه 10 كيلو مترات قبل أن يشعلوا «البئر» المذكورة، لكونها رئيسية ولا يستطيعون إقفالها بإطلاق شعلة نارية باتجاهها من مسافة بعيدة لتتصاعد النيران منها.
وقدرت المصادر قيمة جهاز «الرق» في العين المذكورة بنحو مليون دينار.
وتوقعت أن تخمد النيران عبر ردمها بالتراب في الثالثة فجر اليوم.
من جهتها طمأنت شركة نفط الكويت المواطنين والمقيمين من أن قراءات تسرب الغاز في جميع المناطق هي أقل من جزء في المليون، مضيفة أن الرائحة القوية لا تعبر عن الكميات المنبعثة.
وقال رئيس شركة نفط الكويت سامي الرشيد: لا خطورة على صحة السكان، مبينا أن نسبة تركيز غاز كبريتيد الهيدروجين طفيفة جدا وهذا الغاز لا يشكل أي خطورة إلا إذا كانت نسبه مرتفعة.
وأوضح أن فرق الشركة المختصة وطبقا لمعايير السلامة تحاول حاليا احراق الغاز المتسرب عن البئر حتى لا يتسرب للهواء، مشيرا إلى القيام بإخلاء منطقة الروضتين التي تقع فيها البئر بالكامل وأن فرق البحث والمعاينة تنتشر في كافة أنحاء الكويت وتقوم بقراءات متعددة ومتعاقبة للهواء لملاحظة نسب الغازات المتسربة وأن القراءات أوضحت عدم وجود أي خطورة.
ولفت إلى أن البعض قد يشتم روائح كريهة ولكنها لا تسبب أي خطورة.
وكان الرشيد قد أشاد بأعمال شركة «sk» الكورية عقب إعلان «نفط الكويت» عن توقيع عقد مع الشركة المذكورة في 4 أكتوبر الجاري بقيمة 107 ملايين دينار يتم بموجبه ***** محطات كهربائية فرعية جديدة وحديثة ومركزية في مناطق جنوب وشرق الكويت.
وتوقعت المصادر غياب موظفي شركة نفط الكويت اليوم عن مكان التسرب نظراً لشدة تشبع المنطقة بالغاز، مشيرة إلى أن ثلاث شركات كورية تقوم بأعمال الصيانة للموقع وهي شركة «sk» وسامسونج وهيونداي.
وكان من النتائج المباشرة لهذا الحادث الكارثي ان توقف انتاج 800 الف برميل من انتاج الكويت من النفط حتى ساعات متأخرة من مساء امس حيث كان المختصون يتوقعون الا يتم الانتهاء من معالجة الوضع قبل فجر اليوم حيث تم اغلاق جميع مراكز التجميع في المنطقة واخلائها لخطورة الوضع.
ولما كانت آليات مراكز الانقاذ تحركت باتجاه الموقع بعد أن باءت كل المحاولات خلال مرحلة التكتم على الحادثة لاصلاح الخلل بالفشل ما دعا في ساعات متأخرة من ليل امس الى اطلاق شعلة نارية على البئر النافث لغاز الكبريت القاتل بقصد حرقه في الاجواء.
وفي ردود فعل سريعة طالب رئيس جماعة الخط الاخضر البيئية خالد الهاجري باقالة وزير النفط هاني حسين ورئيس شركة نفط الكويت سامي الرشيد ومدير عام الهيئة العامة للبيئة الدكتور صلاح المضحي لكثرة سفره خارج البلاد واهمال الشأن البيئي.
وأكد الهاجري في تصريح لـ «الوطن» ان «هذا الغاز خطير واذا تكاثر في المنطقة، فانه يدمر الجهاز العصبي للانسان مشيرا الى ان رائحة الغاز وصلت الى العديد من المناطق السكنية ومنها كيفان والشامية والشويخ والفيحاء والفروانية وخيطان ومناطق أخرى تتعرض لموجة من الغاز السام الناتج عن تسرب من حقول الشمال.
وشدد على اهمية اغلاق النوافذ أو اللجوء الى مناطق اخرى في حال شعر المواطنون بكثافة الروائح الكريهة الناجمة عن تسرب غاز الكبريت السام.
يبقى سؤال مهم لابد من طرحه لمن ستوجه التهمة ولمن ستحمل مسؤولية هذا التسرب والنيران؟ هل ستنتهي القضية بتحميلها لعامل هندي؟.
انخفاض معدلات التلوث
في غضون ذلك أكد مدير عام الهيئة العامة للبيئة بالانابة الكابتن علي حيدر ان محطات الرصد التابعة للهيئة والمنتشرة في موقع حادث تسريب الغاز والمناطق الاخرى رصدت معدلات التلوث منذ وقوع حادث تسريب الغاز في منطقة الروضتين مؤكدا في تصريح لـ «الوطن» ان فريقا متكاملا من الهيئة العامة للبيئة كان يتابع القراءات الصادرة من المحطات كل خمس دقائق.
وأكد ان تراكيز الملوثات تعدت المعدلات الطبيعية في الفترات الاولى التي اعقبت الحادث الا انها وصلت في الحادية عشرة من مساء امس الى معدلات قريبة جدا من المعدلات الطبيعية ولاحظنا الانخفاض المستمر في الملوثات خاصة في المناطق الداخلية الاكثر تاثرا بالغاز.
وذكر ان عملية اشعال البئر ادت الى انخفاض كبير في الانبعاثات ووصولها الى معدلات آمنة متوقعا ان يستمر الانخفاض خلال الساعات القليلة المقبلة متمنيا ان تصل الى معدلاتها الطبيعية في اقرب وقت حفاظا على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين في البلاد.
5 حالات تخرج خلال الساعات المقبلة
من جهته طمأن وكيل وزارة الصحة بالإنابة د.خالد السهلاوي المواطنين والمقيمين في محافظة الجهراء عن عدم خطورة تسرب الغاز H2S، وبين في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس في مستشفى الجهراء إن عدد الحالات التي وصلت مستشفى الجهراء بلغت 230 حالة جميعها من عمال الشركة المسؤولة عن محطة الروضتين وجميعهم خرجوا من المستشفى بعد اجراء الفحوص اللازمة عدا خمس حالات أدخلت الجناح 27 للاطمئنان على حالتهم وخروجهم خلال ساعات.
من جانبه قال رئيس وحدة الجهاز التنفسي د.عبدالله السعيدي أن جميع الحالات لم تصب بأي اختناق جراء تسرب الغاز وعلاجها الغسيل بالماء البارد.
=======================
عيسى رمضان: الرياح الشمالية الغربية أوصلت الغاز إلى الضواحي
أرجع المتنبئ الجوي عيسى رمضان الانتشار السريع للغاز إلى الرياح الشمالية الغربية التي كانت سائدة أمس وساهمت بنقل الغاز من المناطق الشمالية إلى ضواحي العاصمة الكويت.
ونصح بأخذ الحيطة وإغلاق النوافذ جيداً.
=======================
التربية: الدوام طبيعي
من ناحيتها اكدت وزارة التربية ان اليوم دوام طبيعي ولم يصدر اي قرار بالتعطيل بسبب تسرب الغاز.
ونفى وكيل وزارة التربية المساعد للتعليم العام محمد الكندري ماتردد ان «الخميس ستعطل المدارس بسبب الغاز المتسرب» مبيناً ان «الامور تحت السيطرة ولا خطر يدعو لتعطيل الدوام المدرسي».
=======================
معدل التسرب 190 والإخلاء حين الوصول لـ 45 !!
ذكرت مصادر لـ «الوطن» ان معدل التسرب في جهاز قياس غاز الكبريت بلغ امس 190 في حين تقضي التعليمات بان يتم اخلاء المنطقة اذا وصل الى 45 مايعني أننا أمام كارثة.
H2S يتلف حاسة الشم
الغاز H2S رائحته تشبه رائحة البيض وبعد ثوان من استنشاقه يتلف حاسة الشم مؤقتا وازدياده يترافق مع حرقة بالعين ويفضل الذهاب الى الأماكن العالية.
الوطن الكويتية
الله يحفظنا من كل شر