ربما يعمل زوجك بصلابة دون كلل، لا يبدد وقته ولا يسرف في ماله، لا يقبل على المغامرات ويبتعد عن المتاعب، خلوق وصارم يكره التسرع والمخاطرات والمفاجآت، محافظ لا يبدل أفكاره! قد تبدو هذه الصفات مثالية، ولكنها حسب دراسة بريطانية أجرت استفتاءها على 14625 زوجة فيها من مناطق مختلفة من العالم، تبين أنها صفات: «الزوج المثالي» وهو نفسه «الرجل الممل!»، البارد عاطفيًا الساذج، الذي يشد الهمة في الأمور التي تناسبه وربما كنتِ مكانه لما قصّر في إيجاد امرأة أخرى، بحجة أنك مملة، ولكنك قد تسايرين الحال خصوصًا إذا انتهت أحلامك عند وجود رجل بجانبك. لكن نساء من 6 بلدان عربية، عبّرن لـ«سيدتي» عن ضيقهن من أزواجهن المملين... ماذا كانت ردة فعلهن؟
تروي إحدى القصص الشعبية الألمانية، حكاية امرأة ظلّت لـ40 عامًا تتعامل ببرود مع شخصية زوجها المملة الرتيبة، إلى أن قتل في صباح أحد الأيام، وتبين للشرطة أثناء التحقيق أن الزوجة هي القاتلة! فقد اعتادت لـ40 عامًا أن تسلق كل صباح بيضتين، واحدة له وواحدة لها، وفي صباح اليوم الذي نفذت فيه جريمتها، دخلت مطبخها، وسلقت بيضة واحدة فقط! حسب اعترافها، فكانت البيضة هي الدليل الذي أقنع الشرطة أنها كانت على علم بمقتله قبل أن تدخل غرفته! تلك الزوجة أرادت أن تعبر عن رفضها لحياتها الرتيبة التي تبدأ منذ الصباح، فأول ما فعلته هو الاكتفاء بسلق بيضة! فهل وصل رجالنا المملون إلى حد التفكير بقتلهم؟ أم أن أنماطهم لازالت تشفع لهم؟
الصامت عندما يصمت الرجل تقلق المرأة، ولكي تخرجه عن صمته، تبدأ برمي الأحاديث واحدًا تلو الآخر، فتخرج كل ما لديها من أسرار، وحجة الرجال في صمتهم أنهم يشغلون تفكيرهم أكثر من ألسنتهم. لكن تحوّل الصمت إلى عادة، قد يصيب الحياة الزوجية بسكتة، تدفع ثمنها الزوجة، وهذا ما تخافه أم روان ربة بيت سعودية، التي تعيش مع زوج صامت يمضي يومه دون أن ينطق بكلمة إلا عند الضرورة، أما عندما يتحدث مع أصدقائه عبر الهاتف، فيصل إلى حد قد تطلب منه التوقف عن ثرثرته، وإذا زاره أصدقاؤه في المنزل تسمع صوته غير مصدقة أنّ هذا الرجل هو زوجها! تتابع أم روان: «يصمت حتى يجد حلاً لأدق مشاكله، لكنني سألته في إحدى المرات، هل أنت مجبر على الزواج مني؟ وكانت أول مرة يجيب فيها عن سؤال أسأله حيثُ قال: «لا، لكن ليس هناك ما أستطيع أن أتحاور فيه معكِ طوال النهار». ولا تزال أم روان، حسب قولها، ترمي بحبال حيلها لتجبره على الكلام!
الزوج الممل يتحمل مسؤولية حالته؛ لأنه نوع خاص من الرجال لا يعجبه شيء ولا يهوى التغيير أو المشاركة بالأنشطة الاجتماعية، هذا رأي عاكست به إيناس أوغوز، ربة منزل، في الإمارات، كل الاختصاصيين، الذين لا يعتبرون الملل صفة متأصلة في شخصية الزوج، وإنما تسربت إليه بعد الزواج، فقد امتنعت عن زيارة صديقتها بسبب زوجها الذي يظل طوال فترة الزيارة عبوسًا صامتًا، حتى ظنت أن صمته موجه ضدها، إلا أن صديقتها أخبرتها أن هذا طبعه، الذي أبعد الناس عنهم، تتابع إيناس: «الزوج الممل، كالبخيل والشكاك، غير قابل للتغير، ويشعر أن المشكلة في الآخرين وأن عليهم تقبّله».
طبيعي أيضًا أن يتحول الرجل المتقاعد إلى ممل، كزوج نوال، طبيبة مغربية؛ لأن حالة البيتوتية التي تلازمه، لا تجعله يفكر إلا بعالمه الخاص الذي لا يمكن تجاوزه. تعلّق نوال: «بات يعيش حالة اكتئاب صامت».
وقد فسرت نجلاء علي، إعلامية، يمنية، صمت زوجها، الذي انتهى بالطلاق، بفارق العمر بينهما، الذي يتجاوز 20 سنة، تستدرك نجلاء: «كان محاميًا يقضي معظم وقته منفردًا وحده ومستغرقًا في تفكير طويل.... بينما أشعر أنني طفلة صغيرة لا أستطيع الوصول إلى تفكيره، وبعد فترة من طلاقنا توفي وغادر بصمت كما عاش»!
كما يعتبر الكثير من خبراء علم النفس، أنّ تعلّق الزوج بمهنته يعتبر عاملاً يدخل الملل إلى شخصيته، ويحوله إلى صامت مقيت، كما توضح هويدا الوكيل، مدرسة، مصرية، التي وجدت في بداية زواجها أن ذهابها لبيت أهلها، هو بديل للجلوس معه ساعات دون حوار، لكنها مؤخرًا اتجهت إلى الأشغال اليدوية التي تتناسب مع حالتها.
حتى أن مواقع التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت، والتي لا يكف الناس والقنوات عن الحديث عنها، حولت الأزواج إلى مملين، فوجه زوج أم هاني، مدرسة، يمنية، تحول من بشوش إلى شخص جامد متقوقع، يقضي معظم وقته أمام الكمبيوتر، متعللاً بالتصاميم الهندسية التي يعمل بها، إلى أن زل لسانه وراح يعدد لها صديقاته عبر الفيس بوك؛ ليعود لصمته وهو يقارن بين حديثها وأحاديثهن.
صاحب الأوامر: لاحظت أنه عندما يجلس إلى المائدة يأكل بحرص وتردد وتقشف؛ حتى تقوم معدته بوظيفتها على الوجه الأكمل، ورغم علمها أنه كان يستولي على راتب ضرتها بأكمله، إلا أن منال، مدرسة سعودية، رضيت بهذا الزوج المتسلط بعند طفولي، صاحب الأوامر التي لابد أن تنفذ، وإلا قاطعها بعدم الكلام أو منعها من الخروج، ضحكت منال وتذكرت كل أول شهر، فهو موعد لا ينساه زوجها وينتظرها في المنزل هي وضرتها لأخذ راتبيهما، ولا يترك لهما منه إلا القليل تعلّق منال: «هذا هو أكبر ممل في حياتنا»!
منقول
ام معاذ-وسيم @am_maaath_osym
محررة برونزية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
خليك أول من تشارك برأيها 💁🏻♀️