السخرية و ثقة الأبناء بأنفسهم - 1
د. ميسرة طاهر
حين جلس أمامي سألته عن اسمه وتخصصه في الجامعة ومن ثم عن عمره، وقد استوقفني عمره فقد كان له 27 سنة، قلت في أي سنة أنت؟ قال: في السنة الثالثة، قلت: هل انقطعت عن الدراسة؟ قال: لا ولكني متأخر كثيرا، قلت: ما السبب؟ قال: السبب هو الذي جاء بي إليك، فأنا يا دكتور لي من العمر 27 سنة ولكني لا أذكر أن أبي ناداني باسمي منذ أن وعيت الحياة، قلت: إذا بما يناديك؟ قال: بكل أسماء الحيوانات، ويؤلمني أكثر أنه يزداد رغبة بالسخرية مني وتحقيري أمام الناس، وما جئتك اليوم لأجله هو أنني لا أستطيع أن أواجه الناس، وفي قاعة المحاضرات يصعب عليّ النطق بجملة واحدة أمام زملائي، والكارثة الكبرى تحل بي حين يطلب مني أستاذ أن أتحدث أمام الآخرين، والسؤال:ما الذي يصيب الأبناء حين يسخر آباؤهم منهم؟هل يمكن لهذه السخرية أن تندرج تحت مسمى «تصريف انفعالات الآباء» أم هي تسلية للآباء أم هي تربية فعلا للأبناء؟وهل فعلا يمكن أن تكون السخرية وسيلة للتربية؟ هل الآباء حين يجعلون السخرية وسيلة لتعاملهم اليومي مع أبنائهم يفكرون فيما تحدثه السخرية في هؤلاء الأبناء؟ المعروف أن الأطفال والكبار يصنعون صورا لأنفسهم عن أنفسهم.ومن المعروف أيضا أن هذه الصورة التي يكونها كل منا عن نفسه يضع الأبوان خطوطها العريضة، فالآباء إما أن يشجعوا ويمتدحوا أبناءهم أو يسخروا منهم، إما أن يدخلوا السرور على نفوسهم بمديحهم والثناء على إيجابياتهم أو يدخلوا المرارة والألم من خلال ذكر السلبيات والتندر بها وربما التندر بما وهبه الله لهؤلاء الأبناء من خصائص جسمية أو صفات في مراحل عمرهم المختلفة.ولكن ماذا تعني السخرية؟ إنها تعني رؤية الطفل أو بعض صفاته رؤية سلبية ومنحطة وقليلة القيمة، لأن السخرية أسلوب يركز على السلبيات الموجودة ليضخمها، أو لصنعها إن لم تكن موجودة، وهو أيضا أسلوب يلفت نظر الفرد إلى عيوبه وتضخيمها، بل وجذب انتباهه لها، وهي إجبار للفرد على رؤية بعض صفاته التي لا ذنب له بها أحيانا كقصره أو طوله أو لون بشرته أو كبر أنفه أو ضخامة شفتيه أو صغر عيونه أو ضعف بصره أو سمعه أو شكل شعره ...إنها أسلوب يركز على نقاط ضعف الفرد التي قد لا يكون له حيلة في التخلص منها كأن تكون صفات ملازمة لمرحلة عمرية معينة، فتصبح السخرية جملة متعددة المظاهر ومعناها واحد أنت عاجز أو أنت لا تستطيع أو أنت غير مقبول أو أنت تافه ....وربما كانت السخرية على ما لا يتمتع به الطفل أو على مواقف ظهر فيها ضعفه أو عجزه أو تقصيره حيث لم يكن يريد أن يكون كذلك.بالمجمل يريد الساخر أن يحط من قيمة من يسخر منه....فهل تندرج السخرية تحت مسمى العنف ؟ما من شك أنها عنف مبطن هادئ في ظاهره محرق في حقيقته مقيت وقاتل ومرفوض ومحرم أيضا.لهذا كله كانت السخرية سلوكا مرفوضا ضمن منهج معجم المخاطبات اليومية بين البشر سواء كانوا أفرادا أو جماعات أو مجتمعات أو أقوام رجالا كانوا أو نساء.( يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون). سورة الحجرات، آية 11 ).
اذا فيه تفاعل نزلت الجزء الثاني
<FOFO> @ltfofogt
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
ررررررررررررروعه
جبتيها على الجرح
عندي اثنين من اخواني الصغار ذبحو بنتي تريقه وضحك عليها بديت احس انها تعقدت وماتبي تطلع باي شكل تقول يضحكو علي
صارت تنرفزني هذي الكلمه
اذا كان عندك كيف نزرع الثقه بالاطفال تكوني سويت خير
د ميسره فعلا رائع
جبتيها على الجرح
عندي اثنين من اخواني الصغار ذبحو بنتي تريقه وضحك عليها بديت احس انها تعقدت وماتبي تطلع باي شكل تقول يضحكو علي
صارت تنرفزني هذي الكلمه
اذا كان عندك كيف نزرع الثقه بالاطفال تكوني سويت خير
د ميسره فعلا رائع
الصفحة الأخيرة
ونخلي هالاسلوب القبيح من الاستهزاء سواء بالكبار والا بالصغـــــار
لانه قبل كل شي مثل ماذكرتي واستشهدتي بالآيـه الكريمه انه فعل منهي عنه
الله يتوب علينا والله يغفر لنا زلاتنا وحماقتنا........
وجزاك الله ع خير ع هالموضوع وواصلي واكيد كثير بيتابعونك ويتفاعلون معاك
خل نستفيد ونتعلم
وماقصــرتي,,,,,,,,,,,:)