السعادة الحقيقية .........ووهم السعادة****

الأسرة والمجتمع

السعادة الحقيقية .........ووهم السعادة****

--------------------------------------------------------------------------------


السعادة الحقيقية..... ووهم السعادة!



الإنسان يبحث عن السعادة منذ أن يعي مفاهيم الحياة من حوله، فالسعادة هي الهدف المنشود الذي نبحث عنه، ونجاهد من أجله، ونتمناه على اختلاف أشكالنا وألواننا وأجناسنا.
بعض الناس يقعون فريسة أوهام الوصول للسعادة، فتجد هذا يسرق، وهذا يخون، وهذا يزني، وهذا يأكل مال هذا، وهذا يسطو على حق هذا، ظنا منهم أن هذه الأفعال قد تحقق لهم السعادة، سواء في الغنى، أو في السطوة، أو في الحصول على لذة معينة، وذلك بصرف النظر عن طريقة الحصول عليها، ومشروعيتها.

وإذا حدث إنسان نفسه عن نوع السعادة التي يبتغيها، لن يستطيع تقديم إجابة محددة وصريحة، أو على أقصى تقدير ستطرح عليه نفسه عدة سيناريوهات مختلفة تماما عن بعضها البعض، كل سيناريو يمثل حلما له اتجاه ومميزات.

وإذا سألت شابا عن الحلم الذي يتصور انه يحقق له السعادة، فسيقول الشهادة الدراسية، فإذا حصل على الشهادة تحول الحلم الذي سيحقق له السعادة إلى العمل المناسب، فإذا وفقه الله إلى عمل مناسب، حول حلم السعادة إلى الزوجة الصالحة، فإذا يسرها الله له، بحث عن السعادة في الأبناء، فإذا رزقه الله بهم، بحث عن السعادة في التدرج والتفوق في العمل، ثم في تفوق الأبناء، وفى الحصول على بيت أكبر، وسيارة أفخم، ومشروع وشركات خاصة، وهكذا بدون توقف يبحث مثل هذا الشاب عن السعادة من حلم لآخر، وينسى في خضم تحقيق هذه الأحلام أن ينعم بالسعادة نفسها.

هذا النوع من الناس لن يشعر بالسعادة في حياته أبدا، لأنه دائما ما يبحث عن السعادة فيما لا يملك، فيحولها لأحلام يسعى لامتلاكها للوصول إلى الشعور بالسعادة، لكنه ما يلبث أن ينسى التمتع بهذه السعادة التى سعى إليها من خلال الحلم الذي حققه، والشىء الذى أمتلكه.

فالسعادة عند هؤلاء الناس وهم كبير، حلم غير قابل للتحقق لحظة التفكير فيه، هم الذين يتوهمونه ويصنعونه ويزرعونه بداخلهم، ومع الوقت يصدقون أنفسهم ويتصورون ان هذا الحلم هو هدفهم لتحقيق السعادة، لكنهم ما يلبثون بعد أن يصلوا إليه ويحققوه، أن يكتشفوا ان هذه ليست السعادة التي كانوا يبتغونها، فيبدأون من جديد في توهم حلم آخر، وهكذا.

والحقيقة إن السعادة موجودة عند كل صاحب عقل وبصيرة يستطيع أن يفكر ويتأمل، وقلب ينبض بحب الخير لمن حوله، فمن يتأمل نعم الله العديدة التي أختصنا بها من دون الناس يشعر بسعادة غامرة، نعم السعادة موجودة من حولنا في كل وقت ومكان، سنجدها في المواقف الجميلة وفي المواقف العصيبة، سنجدها فى أقل الأشياء وأبسطها، فقط الأمر يحتاج لنظرة تفكر وتأمل.
من يعرف الله بحق، يهدى الله قلبه للإيمان، ومن يهديه الله للإيمان يغمره بالسعادة الحقيقية، دون الحاجة لتوهم مثل هذه الأحلام والتعب والكد لتحقيقها.
1
623

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

MARIAA
MARIAA
الله يعطيك الف عاااااااااااااافية
مشكووووووووووووووووووورة