السمنة عند الاطفال .. مشاكلها كثيرة في الصغر والكبر
"في جميع انحاء العالم يوجد واحد من كل 10 اطفال وزنه زائد من الطبيعي، اي ما يعادل 155 مليون طفل، من بينهم 30-45 مليونا يصنفون بأنهم بدناء".
فرقة العمل الدولية للسمنة في تقرير "السمنة لدى الاطفال" المنشور عام 2004، تعد السمنة من المشاكل الصحية الرئيسية في الوقت الراهن، حيث يشير الخبراء الى أن هنالك وباء للسمنة عالميا، وازداد عدد الاطفال الذين يعانون من السمنة بمعدلات مزعجة فى البلدان النامية والمتقدمة علي حد سواء.
تُعرف السمنة بأنها زيادة في مجموع نسبة الدهون الكلية في الجسم مقارنة بالأنسجة الأخرى، مما يؤدي الى زيادة في وزن الجسم.
ويعتبر مؤشر كتلة الجسم، وهو طريقة حساب نسبة الدهون في الجسم على أساس الطول والوزن، اكثر وسيلة محبذة لقياس زيادة الوزن والسمنة، ويحسب مؤشر كتلة الجسم للأطفال باستخدام ذات الاسلوب المتبع مع البالغين، أي الوزن بالكيلوغرام مقسوما على مربع الطول بالمتر، بالإضافة الي استعمال الرسوم البيانية الخاصة بالعمر ونوع الجنس.
انتشار السمنة
تعتبر منظمة الصحة العالمية أن الشخص "زائد الوزن" اذا كان مؤشر كتلة جسمه اكثر من 25، وسمين اذا كان المؤشر 30 فأكثر، في دراسة أجرتها وزارة الصحة البريطانية لقياس السمنة لدى الاطفال دون 11 عاما، وجدت ان 27.7% من الأطفال يعدون زائدي الوزن، فى حين ان 13.3% يعانون من السمنة، تعتبر الولايات المتحدة من أكثر الدول الشائعة بالسمنة وزيادة الوزن فالإحصائيات تشير الي ان 17.1% من الأطفال والمراهقين بين عامين و 19 عاما يعانون من الوزن الزائد.
في غضون ذلك اجريت دراسة مقارنة لتحديد مدى انتشار زيادة الوزن والسمنة بين الأطفال في المملكة العربية السعودية دون 18 سنة، فأظهرت النتائج ان نسبة زيادة الوزن عند البنين كانت 10.68%، في حين ارتفعت نسبة السمنة الي 12.7%، كما لاحظت الدراسة ان المعدلات عند الفتيات تقل عن البنين بما يعادل النصف.
أما البحوث فى الامارات فأظهرت أن 21.5 من الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 5-17 سنة زائدي الوزن و13.7 يعانون من السمنة، وفي معظم الدول الاخرى تشير الدراسات الي أن هنالك زيادة في وزن الأطفال والسمنة مع تباين النسبة بين العمر والجنس.
كيف يزيد وزن الطفل؟
الوزن الزائد والسمنة هما نتيجة لاختلال التوازن بين كمية الأغذية المتناولة والنشاط البدني كما يوضح مركز مكافحة الأمراض الاميركي، لكن الاطفال والمراهقين يختلفون عن الكبار بأنهم بحاجة الى النمو، والنمو لا يمكن ان يتحقق إلا اذا كانت كمية الطاقة المتناولة (الطعام والشراب) تفوق الطاقة المستهلكة، يخزن الجسم تلك الطاقة الزائدة في انسجه جديدة تتكون من الدهون، وتعمل هذه بمثابة طاقة احتياطية، يمكن اعادة استخدامها عند حاجة الجسم اليها.
وعندما يكون استهلاك الطاقة الاحتياطية قليلا، يبدأ جسم الطفل تدريجيا في مراكمة الدهون التي يمكن ان تؤدي الى زيادة الوزن او السمنة حسب كمية الدهون المخزونة، وتنمو خلايا الدهن فقط في مرحلة الطفولة، اما بعد البلوغ لا يمكنها ان تنمو ولكنها تتمدد او تنكمش حسب استيعاب الدهون داخل اجسامنا، وعليه فان الطفل البدين علي الارجح ان يكون بدينا عند الكبر اذا لم يأخذ حذره.
ما هو مفهوم السمنة لدينا؟
السمنة هي مسألة معقدة تتعلق بأسلوب الحياة، والبيئة والموروثات الجينية، فإذا نظرنا الى مفهوم السمنة في الماضي نجد أن العرب والدول الافريقية كانوا يعتبروها نوع من الجمال ودليلا على الغنى والسعادة خاصة للسيدات.
وفي غرب السودان ترتبط السعادة الزوجية بسمنة المرأة، كما تجهز بعض القبائل في افريقيا العروس بتسمينها حتى تكون جاهزة لتحمل الولادة، يقول البروفسور جفري سوبال أخصائي التغذية بجامعة كورنيل انه لم يتدخل الطب في موضوع السمنة حتى بداية الخمسينات وبعد ذلك ابتدأ تغيير مفهوم السمنة وتسمياتها.
ما هي العوامل المتعلقة بالسمنة؟
ترتبط السمنة وزيادة الوزن بعوامل كثيرة مثل العوامل الوراثية ومن المسببات الأخرى لها لدى الأطفال:
- محدودية النشاط البدني من خلال عدم ممارسة الرياضة، وقضاء ساعات طويلة في مشاهدة التلفزيون او الكومبيوتر، واستخدام السيارات أكثر من المشي.
- زيادة الكمية المتناولة من الأغذية.
- زيادة استهلاك السكر والمشروبات المحلاة بدلا عن الماء.
- كثرة الاعتماد على الوجبات السريعة أو الاطعمة الجاهزة، بدلا عن الوجبات التي تطهي في المنزل.
السمنة هل هي صحية أم مضرة؟
تشير الأبحاث إلى إن السمنة تمثل مشكلة خطيرة للأطفال، لأنها مرتبطة بكثير من المشاكل الصحية ولا سيما عند الكبر، مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري ومشاكل القلب، وقد تسبب السمنة مشاكل نفسية للطفل حيث يعاكسه أقرانه فيطلقون عليه اسماء لسمنته مما قد يصيبه بالإحباط وتدني الاعتداد بالنفس، غالبا ما تظهر المشاكل النفسية عند الفتيات، حيث يعتبرن أنفسهن غير جذابات مقارنة مع غيرهن من الصديقات او الزميلات.
ماذا يمكن للأم ان تفعل؟
اذا كنت قلقة من زيادة وزن طفلك، تحدثي الى طبيب الاسرة حول هذا الموضوع حتى تتأكدي اذا كان وزن طفلك زائدا من الطبيعي، حاولي تجنب الإفراط في إتباع نظام غذائي فالأطفال يحتاجون تغذية كافية للنمو، ولكن اجعلي التغييرات على المدى الطويل للأسرة ككل بما فيها التأكد من تنوع الأكل للحصول علي نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بشكل يومي.
حاولي كذلك ان تجعلي اهدافك اكثر واقعية، اشركي طفلك عند التخطيط لإجراء تغييرات في اسلوب الحياة، وتذكري ان مشوار الالف ميل يبدأ بخطوة، عند اتخاذ تلك الخطوة تبدأ رحلتك الى حياة صحية افضل.
10 اقتراحات لمساعدة طفلك للحصول والمحافظة على وزن صحي
1. شجعي طفلك على الأكل الصحي، ووضع نظام غذائي متوازن.
2. حاولي ان تكوني قدوة حسنة بتحسين عادات اكلك.
3. تأكدي من تحضير الوجبات الغذائية في أوقات منتظمة لتجنب طفلك "القزقزة" طوال اليوم.
4. اجعلي وقت تناول الوجبات مناسبة تجمع الاسرة قدر الامكان.
5. شجعي طفلك على الأكل عندما يكون جائعا، وليس الاكل من اجل الاكل او عند الشعور بالملل، ولا تجعلي تقديم الأكل حافزا له.
6. تجنبي تخزين المأكولات التى تحتوي على نسبة عالية من الدهون او السكر، مثل المقرمشات والبطاطا المقلية والحلويات.
7. شجعي طفلك على شرب الماء اكثر من المشروبات الحلوة.
8. شجعي طفلك على المشي أكثر من استعمال السيارة ان امكن.
9. يوصي الاطباء بتخصيص وقت فى اليوم ليمارس طفلك بعض الانشطة الرياضية، لا يقل عن 30 دقيقة إلى ساعة.
10. قللي مقدار الوقت الذي يقضيه طفلك فى مشاهدة التلفزيون او العاب الكمبيوتر، ويوصي الخبراء ألا يتجاوز هذا الزمن اكثر من 14 ساعة في الاسبوع.
م ن ق و ل
عاشيقة الجنة @aaashyk_algn
عضوة جديدة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
دموع الورد**
•
زيى بالظبط
الصفحة الأخيرة