بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) النور .
وقال تعالى(وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) الحشر.
وأخرج الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غش لأحد فاعل ، ثم قال : يا بني وذلك من سنتي ومن أحب سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة " ، والأدلة على ذلك كثيرة ، وفيما قدمنا كفاية لمن أراد الهداية .
تعظيم السلف لأمر السنة :
1- قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى ( لا رأي لأحد مع سنة سنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ) : إعلام الموقعين لا بن القيم 2/282
2- وعن أبي قلابة قال : إذا حدثت الرجل بالسنة فقال : دعنا من هذا وهات كتاب الله فاعلم أنه ضال . طبقات بن سعد 7/184.
3- وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلا عملت به ، وإني لأخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ ." علق ابن بطة على هذا بقوله : هذا يا إخواني الصديق يخاف على نفسه الزيغ إن هو خالف شيئا من أمر نبيه صلى الله عليه وسلم .
4- وقال الإمام الذهبي : إذا رأيت المتكلم المبتدع يقول : دعنا من الكتاب والأحاديث الآحاد وهات العقل فاعلم أنه أبوجهل. سير أعلام النبلاء 4/472.
5- وقال الإمام الشافعي : أجمع المسلمون على من استبان له سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد " إعلام الموقعين 2/282.
6- وقال أحمد بن حنبل : من رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة " طبقات الحنابلة " 2/15
7- ذكر الحافظ في الفتح : أن ابن عبدالبر قد أخرج بسند جيد عن أبي داود صاحب السنن أنه كان في سفينة فسمع عاطسا على الشط حمد ، فاكترى قاربا بدرهم حتى جاء العاطس فشمته ثم رجع فسئل في ذلك ، فقال لعله يكون مستجاب الدعوة . فلما رقدوا سمعوا قائلا يقول في أهل السفينة : إن أبا داود اشترى الجنة من الله بدرهم .
8- عن سالم بن عبدالله بن عمر أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا تمنعوا نساءكم المساجد إذا استأذنكم إليها " قال : فقال بلال بن عبدالله : والله لنمنعهن ، قال : فأقبل عليه عبدالله فسبه سبا سيئا ما سمعته سبه مثله قط .
وقال أخبرك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقول : والله لنمنعهن ، وفي بعض الروايات خاصمه فلم يكلمه حتى مات ! فانظر رعاك الله كيف كانوا يوقرون كلام نبيهم ويحترمون أوامره ويغضبون إذا انتهكت .
وقد أورد المؤلف جزاه الله خيرا هذا الكلام النفيس والنقل المبارك بعد أن أورد قصة رواها الإمام مسلم في صحيحه عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن رجلا أكل عند الرسول صلى الله عليه وسلم بشماله فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : كل بيمينك . قال : لا أستطيع ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا استطعت . ما منعه إلا الكبر " قال : فما رفعها إلى فيه .
قلت – أي المؤلف- شلت يده بسبب التكبر على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم وبسبب دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه ، ولو كان الأكل باليمين واتباع النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر بالهين لما استحق هذا الرافض لأمر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدعوة التي شلت بسببها يده ، فتأمل ، وهذا الحديث يبين أهمية السنة في الإسلام ، ويحذر من إهمالها أو التهاون في تطبيقها ، أو الحط من شأنها كما يحدث في عصرنا ممن ينعقون ليل نهار بالسخرية منها – قلت : وهم سدنة إرث النفاق – وهذا الحديث المتقدم يضرب على أيدي العابثين الذين يرفضون سنة النبي صلى الله عليه وسلم ويتشبهون بالأجانب من الكفار في زيهم وطريقتهم في الأكل وشربهم وكأن هدي الكفار أقرب إلى قلوبهم من هدي النبي صلى الله عليه وسلم .
قلت : وإيراد المؤلف لمكانة السنة بعد هذه القصة الواقعة دليل اهتمام المؤلف بالسنة والمحافظة عليها والرد على المعرضين عنها . والمعرضون عنها أرعة أصناف : الأول : أهل البدعة وهم نقيض أهل السنة وأمرهم معلوم . والثاني : المنافقون العلمانيون الليبراليون وهم معلومون للكافة .وأما الثالث : فينتسبون إلى العلم الشرعي ولكنهم تأثروا بصيحات المنافقين المستغربين من العلمانيين والليبراليين الذين يهاجمون الإسلام صراحة ليل نهار وخاصة السنة النبوية ، فهذا الصنف على خطر عظيم إن لم يتب إلى الله لأنه قد ضل وأضل ، والرابع : هم عوام المسلمين الذين يعرضون عن التمسك بالسنة وتطبيقها في حياتهم وسلوكهم وهؤلا على خطر عظيم وللصنفين الأخيرين خاصة نقول ما قاله الله تعالى ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا (36) الأحزاب ، وقوله تعالى (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80) النساء وقول النبي صلى الله عليه وسلم : "من رغب عن سنتي فليس مني ".
المصدر " كتاب مائة قصة من قصص الظالمين " للدكتور حامد بن أحمد الطاهر.
waft air @waft_air
محررة ذهبية
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
waft air
•
اسالوا دمي عن غلا امي :جزاك ربي الفردوس الاعلى وبارك الله فيكجزاك ربي الفردوس الاعلى وبارك الله فيك
جزاكم الله خير
الصفحة الأخيرة
فعلا نحن بحاجه للتذكييير الله يجزيك كل الخيير