د.أحمد سالم باهمام
للسهر وقلة النوم مضار كثيرة يعلم القراء الكثير منها ولكن ما لا يعلمونه هو أن السهر يزيد الوزن وقد يسبب السمنة. وكون السهر أصبح ظاهرة في مجتمعنا وبالذات عند المراهقين والشباب فقد اخترت دراسة حديثة استكشفت هذا الموضوع. فقد أظهرت نتائج بحث ميداني على طلاب الثانوية في إحدى الولايات الأمريكية ونشر في مجلة النوم والتنفس هذا الشهر، أن 90% من طلاب الثانوي ينامون اقل من ثماني ساعات في اليوم و19% ينامون أقل من 6ساعات يوميا. كما ظهر من المسح أن 20% من طلاب الثانوي يعانون من زيادة الوزن حسب المعايير العالمية. وخلصت نتائج الدراسة إلى وجود علاقة قوية بين الإكثار من شرب القهوة ونقص عدد ساعات النوم من جهة وزيادة الوزن من جهة أخرى. فقد وجد الباحثون أن احتمال السمنة عند الطلاب الذين ينامون اقل من خمس ساعات يوميا كان 8.5أضعاف احتمال زيادة الوزن عند الطلاب الذين ناموا أكثر من 8ساعات. في حين كانت الاحتمالات الأخرى 2.8ضعف للذين ينامون 5- 7ساعات و 1.3للذين ينامون 7- 8ساعات. لذلك نقول، إذا أردتم أوزانا مثالية فاحصلوا على نوم مثالي.
http://www.alriyadh.com/2007/11/29/article297863.html
ذكرى البيعة @thkr_albyaa
محررة
يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.
الصفحة الأخيرة
الغفوة لجزء من الثانية قد ينتج عنه حادث مميت!!
أ. د. أحمد سالم باهمام
أصبح السهر وقلة النوم ظاهرة ملازمة للمدنية الحديثة وهي ظاهرة عالمية ويظهر من الأبحاث كما ناقشنا سابقا أنها شائعة في مجتمعنا وهذا بدوره يؤثر على الوظائف النهارية للإنسان ومنها التركيز خلال قيادة السيارة. وقد نظمت المؤسسة الوطنية للنوم بالولايات المتحدة.
(National Sleep Foundation www.sleepfoundation.org) أسبوعا توعويا وحملة وطنية في الولايات المتحدة للتحذير من عواقب قيادة السيارة والسائق يشعر بالنعاس أو لم يحصل على نوم كاف من 5- 11نوفمبر الجاري. لذلك أحببنا أن نشارك القراء بهذا الموضوع المهم لنوضح لهم خطورة المشكلة متمنيا أن تنظم الجهات المختصة لدينا في المستقبل أسبوعا أو يوما مشابها يوضح علاقة النوم بحوادث السيارات المميتة.
فالنوم نعمة عظيمة من نعم الله وهو عملية فزيولوجية معقدة يمر بها الإنسان يوميا لكي يستعيد الجسم ويستعيد الذهن يقظته وتركيزه. وبالرغم من أن هذه العملية تحدث يوميا إلا ان الكثير لا يدركون أو يتجاهلون أهميتها مما ينعكس سلبا على صحة الإنسان و على الكثير من أموره الحياتية. وقد أثبتت الأبحاث العلمية التجريبية أن النوم غير الطبيعي الناتج عن نقص عدد ساعات النوم أو حدوث اضطرابات خلال النوم يؤدي إلى زيادة النعاس ونقص التركيز والبطء في ردة الفعل للعوارض المفاجئة وهو أمر يدركه أكثر الناس. ومن مضاعفات اضطرابات النوم الخطيرة زيادة حوادث السيارات الناتج عن نوم السائقين.
وهذا يقودنا للحديث عن أسباب زيادة النعاس التي قد تؤدي إلى نوم السائق خلف عجلة القيادة، وهي كثيرة أهمها وأكثرها شيوعا عدم الحصول على ساعات نوم كافية أثناء الليل وهو سبب شائع يتعلق بنمط حياة الشخص وظروف عمله. ونقص النوم أصبح مشكلة عالمية بسبب التغيرات التي صاحبت المدنية الحديثة ويبدو أن هذه المشكلة شائعة في المملكة حيث أظهرت بعض الدراسات التي أجريناها واجراها زملاء آخرون أن عدد ساعات النوم لدينا قد تكون أقل من المعدل المطلوب.
ومن المهم أن ندرك أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الإنسان تختلف من شخص إلى آخر، وكل إنسان يدرك عدد الساعات التي يحتاجها ليكون نشيطا اليوم التالي. وهناك عدد من اضطرابات النوم العضوية التي تسبب زيادة النعاس مثل الشخير وتوقف التنفس أثناء النوم ومرض نوبات النعاس (النوم القهري).
مشكلة شائعة
ويعتبر النوم أثناء القيادة مشكلة شائعة ذات مضاعفات خطيرة وقاتلة. فقد أظهر استفتاء أجري في الولايات المتحدة أن 51% من السائقين يستمرون في قيادة سيارتهم حتى عند شعورهم بالنعاس الشديد واعترف مليونا سائق أنهم ناموا خلال قيادة السيارة مما نتج عنه حوادث. وأظهر استفتاء آخر أجري في بريطانيا أن 11% من السائقين أقروا بنومهم على الأقل مرة واحدة خلال القيادة. وأظهرت دراسة أجرتها اللجنة الوطنية لاضطرابات النوم في الولايات المتحدة (National Commission for Sleep Disorders) أن النعاس خلال القيادة كان أحد المسببات ل 36% من الحوادث المميتة في حين أظهر تقرير نشرته إدارة النقل والبيئة في بريطانيا أن 20% من الحوادث المميتة والخطيرة نتجت عن النعاس خلال القيادة. وأظهر الاستبيان أن خمس السائقين فقط يوقفون سياراتهم للحصول على غفوة عند شعورهم بالنعاس الشديد.
وقد وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن واحدا من كل 30سائقا على الطرق الطويلة يشعر بنعاس شديد أثناء القيادة. كما أظهرت إحصاءات الإدارة الوطنية للمرور والأمن في الولايات المتحدة أن نعاس السائقين خلال القيادة يعتبر السبب الرئيس لأكثر من 100ألف حادث سنويا.
السائقون الشباب
وحدوث النوم والنعاس يصل أعلى نسبة له عند السائقين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18- 29سنة وهذه الفئة العمرية عادة ما يكون التزامها بالأنظمة المرورية ضعيفا مما يزيد الأمر سوءا. وسبب زيادة النعاس لدى هذه الفئة العمرية ناتج عن السهر لساعات متأخرة ليلا والالتزام بمواعيد عمل مبكرة نهارا، كما أن هذه الفئة تتضمن الطلاب الجامعيين والذين قد يسهرون لساعات متأخرة للمذاكرة وقد أظهر بحث أجريناه مؤخرا أن طلاب كلية الطب ينامون ما معدله حوالي 6ساعات يوميا وهو أقل بكثير من المعدل اليومي المتعارف عليه لهذه الفئة العمرية.
كما كما أن نقص النوم يؤدي إلى حدة الطبع وسرعة الغضب مما قد ينتج عنه السرعة الزائدة وعدم التعاون مع السائقين الآخرين وهذا يزيد من احتمالات وقوع الحوادث.
وقد أظهرت الاحصاءات أن نسبة الحوادث الناتجة عن النعاس تزداد بين منتصف الليل والساعة السادسة صباحا.
إنه لإحساس مخيف ان تتخيل عدد السائقين خلف عجلة القيادة الذين لم يحصلوا على نوم كاف والخطر الكبير الذي قد يسببونه، وهنا علينا أن نتذكر أن الحوادث المروعة تحتاج إلى نقص تركيز السائق لجزء من الثانية فقط.
وبالاضافة لما سبق فإن بعص السائقين ينام خلف مقود السيارة بصورة متكررة حتى لو حصل على ساعات نوم كافية كما أنه قد ينام في اوضاع كثيرة غير مناسبة للنوم كالنوم أثناء القراءة أو أثناء مشاهدة التلفاز وفي بعض الأحيان قد ينام المصاب في الأماكن العامة أو في العمل. والذين تنطبق عليهم هذه الصفات يكونون في الغالب مصابين بأحد اضطرابات النوم التي تسبب زيادة النعاس كالشخير وتوقف التنفس أثناء النوم وهي مشكلة طبية معروفة تحدث نتيجة لحدوث انسداد متكرر في مجرى الهواء العلوي (الحلق) بصورة كاملة أو جزئية بسبب عيوب خلقية أو تضخم في أنسجة الحلق ويصاحبه عادة شخير، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. وهذه المشكلة أكثر شيوعا عند أصحاب الأوزان الزائدة. وأظهرت دراسة أمريكية أجريت على 913شخصاً ونشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب النوم أن احتمال وقوع حوادث سيارات للمصابين بتوقف التنفس الخفيف أو الذين يعانون من الشخير الأولي هو ثلاثة أضعاف الإنسان السليم وترتفع النسبة إلى سبعة أضعاف عند المصابين بتوقف التنفس المتوسط.
تكتشف نعاس السائق
وللحد من مشكلة الحوادث الناتجة عن النوم أثناء القيادة فإن أنظمة المرور في كثير من الدول تمنع السائقين المصابين باضطرابات النوم التي تؤدي لزيادة النعاس من القيادة حتى يتم علاجهم طبيا. كما أن بعض شركات السيارات بدأت في تطوير بعض الأساليب التي تكتشف نعاس السائق لتنبيهه عند حدوث النعاس كقياس عدد طرفات العين والتي تزيد عند النعاس كما أن بعض الشركات تحاول قياس نشاط المخ الكهربي أثناء القيادة وتحاول شركات أخرى تركيب كاميرا أسفل السيارة لاكتشاف ميلان السيارة البسيط عن مسارها الطبيعي وغيرها من المحاولات إدراكا من المصنعين بخطورة النعاس أثناء النوم.
ونحن بدورنا ننصح السائقين بالتالي لمساعدتهم على تفادي النعاس أثناء القيادة:
@ الحصول على نوم كاف وعدم القيادة عند الشعور الخمول. @ تجنب القيادة في الأوقات التي تعود جسمك فيها أن ينام سواء كان ذلك في الليل أو حتى وقت غفوتك النهارية المعتادة لأن ساعتك الحيوية المتعودة على وقت معين للنوم قد تتغلب على رغبتك بالبقاء مستيقظا.
@ لا تكابر وتذكر ان الإغفاء لجزء من الثانية قد ينتج عنه حادثا مميتا. لذلك أحصل على غفوة عند شعورك بالنعاس واعلم أن الغفوات القصيرة من 15- 20دقيقة تستطيع أن تزيد نشاطك وتركيزك.
@ عدم قيادة السيارة بعد تناول الادوية التي تزيد النعاس كمضادات الحساسية والأدوية النفسية ومضادات الألم.
@ إذا كنت تعاني من شدة النعاس خلال القيادة وفي أوقات وأماكن غير مناسبة للنوم فإننا ننصحك بمراجعة طبيبك لأنك قد تكون مصابا بأحد اضطرابات النوم.
@ بالرغم من الاعتقاد الشائع بين السائقين من أن رفع صوت المذياع أو التوقف والحركة لبعض الوقت أو فتح النافذة للسماح لنسمة الهواء بالدخول قد تبقي السائق مستيقظا إلا انه لم يثبت أن أيا من ذلك يزيد من تركيز وانتباه السائق.
@ تذكر أن المنبهات كالقهوة تحتاج إلى نصف ساعة لبدء عملها كما أن مفعولها يخبو بعد عدد قليل من الساعات وفي الختام نتمنى لكم قيادة آمنة خالية من الحوادث.
http://www.alriyadh.com/2007/11/15/article294111.html