السيد قوقل .....يعيد الأحزان بعد مضي ثمان سنوات

نعم بالامس وأنا أمام شاشة الكمبيوتر تذكرت صديقاتي فاخذت اكتب اسماء من اتذكرهم فلم يفلح السيد قوقل ليجد خبر عن أي منهم إلا..............


واحده لم أنساها أبدا معي دائما في ذاكرتي تعرفت عليها في الصف الرابع الإبتدائي وافترقنا في المرحله المتوسطه ثم شأت الاقدار واجتمعنا في أجمل مراحل العمر في الثانويه كنت أستمتع بالجلوس معها فكانت لله اقرب وأحسبها عند الله
لم تذكر يوما احد بسوء لم تجرح ولم تغضب أحد عرفتها بشوشه صادقه حنونه ............كل صفات الفتاة المسلمه بحق فيها
مازلت أحتفظ بقصاصة الورقه التي كتبت لي فيها وتلك المطويه التي ودعتنا بها هي وابنت خالها عندما انتهت المرحله الثانويه...........

ثم افترقنا ولكن الحب في الله باقي والتحقت بجامعة الأمام محمد بن سعود وانقطعت أخبارها
وعندما انقضت اربع سنوات وتخرجت ...............فإذا بي أفجع بها واسمع بخبر وفاتها بكيتها كثيرا
ومازلت اترحم عليها.....
ثم تشاء الاقدار بأن اتعرف على أحدى صديقاتها في الجامعه لتخبرني كيف ودعت الحياه وهي حافظة لكتاب الله
ولكن ...........لم تمت لوحدها بل مع ابنتها وزوجها


وبألامس أجد مقالة مكتوبة عنها في أحدى المواقع ...........جددة أحزاني ولكنها أفرحتني عندما قرات حسن خاتمتها
وهنا أنقل لكم ماكتب عنها يرحمها الله هي وزوجها وابنتها ويسكنها فسيح جناته ...أمين يارب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتاة نشأت في طاعة الله الذين يشملهم حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم <سبعه يظلهم

الله في ظله ومنهم شاب نشأ في طاعة الله <عرفت طريق الاستقامه

في فترة مبكره في المرحله المتوسطه حيث قيض الله معلمه خيره

جزاها الله خيرا فكانت تظع درجة النشاط لمن تقوم بعمل مفيد من حفظ

بعض الايات والاحاديث فكانت هذه بذرة نبت منها الحرص على حفظ

القرأن0

بدات <هند المزيد>بحفظ سورة البقره بايجاز من والدتها الىالمعلمه

ثم تتابع الحفظ بجد وحرص واخلاص تخفي الامر حتى عن اقرب الناس

اليها تريده بينها وبين الله سبحانه لم تكن صاحبتنا فتاة عاديه بل كانت

خلقا فاضلا يسير على الارض كما عرفها الجميع فهي تتميز بقربها

من الناس ومحبتها لهم جميعا تعامل الصغير بلطف وحنا والكبير بحب

واحترام تقدر الكبيرات بالسن وتحسن اليهن لم يكن سلامها لهن باردا

بل كانت تطوق عنق الواحده بذراعيها وتمطرها بالقبلات على راسها

ووجنتيها كأنها احب الناس اليهاواقربهم منزله

اماالصغار فكانو يحبونها بصدق والصغير يحب من احسن اليه تجمعهم

وتعمل لهم الالعاب وتسليهم وتوزع عليهم الحلوى والبسكويت

ولقد كان لصديقاتاها شأن اخر عندها فهي تحرص على القرب منهن

وتلمس حجاتهن وحل مشكلاتهن ومساعدته بسرية تامه دون ان يعلم

احد وانما تستشير اهل الراي والخبره ثم تقوم بخطوات العلاج محتسبه

الاجر من الله ولما كان الاقربون اولى بالمعروف فان هند جعلت من

اخوانها هما لها فهي تدعوهم بالقدوة والفعل وحسن الخلق وتتودد

اليهم وتساعدهم حتى احبوها جميعا

اولت ام نوره اهتماما كبيرا للجانب العبادي فتعاهدت نفسها بحفظ

القرأن والمحافظة على الاوراد والاذكار وقيام الليل وصيام التطوع خاصة

ايام البيض مع العنايه الخاصه بالفروض والواجبات الشرعيه لم تك تترك

وردها اليومي من القرأن حتى زحمتها مشاغل واشغلتها مذاكره قامت

من الليل تصلي بما فاتها من النهار مع حظها من الليل0

ولم يكن هذا الجانب ليغطي على علاقة هند بوالديها واهل بيتهافهي

لاتترك الجلسه مع والديها لتناول القهوة والتمر ومشاركتهم الحديث

وملاطفتهم وادخال السروراليهما وتلبية حاجاتهما ولها مع والدتها

شان خاص فهي تقرا افكارها قبل ان تتفوه بها وتعرف ماتريد والدتها

قبل ان تطلبه وهي الى ذلك لاتنقل الى امها مايكدر خاطرها او تضيق

به نفسها مراعاة لحالها وكثرة مشاغلها0

لما خطبت هند الى شاب صالح كانت لم تتم حفظ القران بعد فخشيت

ان تشغلها حياتها الجديده عن الحفظ فعزمت على ختمه قبل الزواج

فكان لها ذلك في رمضان وتم الزواج في شوال من العام نفسه ولم

تكن حالها كحال بعض ممن انجرفنا خلف تيار الموضه حين كانت تجهز

لعرسها بل لقد تجنبت كل مافيه مخالفه شرعيه حتى لوكانت مجرد

شبه ومن الطريف انها رفضت تغيير عبائتها<بوكنان>التي تمتازبمتانتها

بحيث لاتلتصق على الجسد ابدا بعباءه اخرى الين قماشا0

تزوجت هند وانتقلت الى عالم اخر ومجتمع مختلف ولم تنسى مهمتها

الاولى التي حملتها على عاتقها فكانت داعيه بالقدوه كانت بشاشه

وجهها وابتسامتها الدافئه وخفة روحها هي بريدها الى القلوب ترشد

هذه وتذكر تلك باسلوب سهل محبب لاتجرح احدا ولا تسئ الى احد

كان اسلوب المسابقات هو الاسلوب الذي تحبه للتوجيه والنصح وشغل

الفراغ حتى انها احيانا لتحمل ابنتها على كتفها وهي تعمل لاهل زوجها

المسابقات الشيقه لم يذكر عنها انها تكلمت في احد بسوء او اغتابت

احدا بل انها تنهى عن ذلك وتكره الاستهزاء والسخرية بالاخرين غرست

في قلوب الناس باجلالها وتقديرها حتى ان لها هيبه في العيون وذلك

لثباتاه وتمسكها بمبادئها مع صغر سنها وحداثة عمرها اذا كانت في

اول العشرينات

عرفت هند حق زوجها عليها وكانت تخاف الله فيه فقامت بواجباتها خير

قيام لم تتذمر يوما ولم تشك من شئ بل كانت تدفن في خدمته

وتبدع في حسن التبعل له بما يرضى الله سبحانه وتعالى وتحرص على

عدم مخالفته او اثارة مشاكل معه وحفظ سره ونشر خيره وهي بكل

ماتملك من سلاح الكلمه الطيبه والنصيحه الصادقه والدعاء تجنب حياتها

كل المخاطر المحدقه وتدفع عنها الشرور المحيطه ومنه انها ناصحت

زوجها بأمر رأت ان فيه خيرا عليها وفتحت باب فتنة كبيره وهو السفر

للتجاره واستخدمت شتى الاساليب حتى انها كتبت رساله رقيقه

تستعطفه فيها على لسان ابنتها نوره مبدية اشفاقها وخوفها عليه

كانت رحمها الله قليلة الكلام كثيرة افعال الخيره تحب خدمة الاخرين

تحرص على حضور المحاضرات حتى في السفر لم تكن تشكو لأحد

وكانت تصلي ركعتين حين يقلقها امر قبل ان تشكوه لأحد ثم تترك ذلك

اعنى الشكوى وكانت تتحرى ساعة الاجابه من عصر يوم الجمعه ولا

تفوتها بل ان يوم الجمعه يوم اجتماعهم الاسبوعي في بيت والد زوجها

فاذا حانت صلاة العصر ذهبت الى بيتها وقضت عصر يوم الجمعه في ذكر

وتسبيح ودعاء ثم الى صلت المغرب عادت الى اجتماعهم حتى لاتغضب

احدا ولا تضيع فضل الزمان0

<هند بنت عبدالله المزيد> وزوجها وابنتها شاء الله سبحانه ان يقبضهم

الى جواره في حادث مروري مروع عصر يوم الجمعه شب على اثر حريق

في السياره فتحمت جثتهم جعلهم الله من الشهداء

وذلك في عام 1422

ماتت هند ولكن غرسها الذي سقت لمن يمت بل دبت فيه الحياة

فالكثيرات ممن نصحتهن عادن الى ربهن بعد موتها وايقن بصدقها

واخلاصها0

ماتت هند وكان ماتركته في بيتها من ارث مما يثلج الصدر ويخفف

المصاب امتلاء البيت بأشرطة نافعه والمجلات الهادفه والكتب القيمه

وخلا من اي صورة ولو صغيرة في بطاقه حيث كانت تقوم بقص الرأس

منها

ماتت هند وبكاها الصغار قبل الكبارواثنى عليها الجميع وترحموا عليها

وعلى زوجها جعل اله الجنة مثواهم جميعا